التطبيع على المكشوف.. فيديو مسرب مدته 15 دقيقة يكشف مخطط تصفية القضية الفلسطينية
مخطط أمريكا وإسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية بذريعة«الخطر الإيرانى»
تحويل إيران إلى العدو الأكبر بدلا من إسرائيل
نتنياهو يعتبر ما حدث فى وارسو «منعطف تاريخى»
وسائل الإعلام العبرية تصف لقاءات نتنياهو بوزراء الخارجية
العرب في وارسو بالنصر العظيم
مساعد الرئيس الأمريكى: ما حدث فى وارسو "يشرح القلب"
محلل إسرائيلى: أكبر وأثمن هدية من ترامب لنتنياهو
فتح: طعنة للقدس ودماء الفلسطينيين وهدية مجانية لتل أبيب
دحلان: عبث بالقضية الفلسطينية
«حسن»: تمرير صفقة القرن والتطبيع العملى وتشكيل محور ضد إيران
أهم أهداف المؤتمر
«صافى»: مصيبة كبرى ومؤامرة وعلى السلطة والفصائل إنهاء الانقسام
لمواجهة المخطط
أثار مؤتمر وارسو الذي عقد في العاصمة البولندية وارسو، حول قضايا الشرق
الأوسط، عاصفة من الجدل في العالم، لاسيما وأن هذا الاجتماع يعد هو الأول الذي يجمع
بين إسرائيل ودول عربية للمناقشة في قضايا الأمن الإقليمي منذ المحادثات التي شهدتها
العاصمة الإسبانية مدريد في تسعينيات القرن العشرين.
كما أثارت اللقاءات السرية التي عقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو مع بعض وزراء الخارجية العرب، ووصفه هذه اللقاءات بالمنعطف التاريخي، الكثير
من الأسئلة وعلامات الاستفهام.
فيديو مسرب
بعد انتهاء المؤتمر كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مقطع فيديو مسرب عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ظهر فيه وزراء خارجية ثلاث دول عربية خليجية يدافعون عن إسرائيل ويهاجمون إيران.
وتضمن فيديو مدته 25 دقيقة قول وزير الخارجية البحريني إن مواجهة الجمهورية الإسلامية تعد أكثر إلحاحًا من حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ويمثل الفيديو، الذي تقول وسائل إعلام إن مكتب نتنياهو أرسله لعدد من الصحفيين الإسرائيليين، جزءًا من حلقة نقاش مغلقة على هامش افتتاح مؤتمر الشرق الأوسط المنعقد حاليا في وارسو ببولندا.
وجاءت تصريحات وزراء الخارجية العرب مؤكدة إلى حد بعيد ما أفاد به نتنياهو الصحفيين الإسرائيليين بشأن المؤتمر في وقت سابق، متحدثا بإسهاب عن مواقف الوزراء العرب.
وبعد أقل من 30 دقيقة من تداول الفيديو، حذفه مكتب رئيس الوزراء من قناته على يوتيوب.
وقال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، في حضور نتنياهو ووفود من 60 دولة أخرى، إن "عملية السلام بين الإسرائيليين والعرب كانت لتكون في وضع أحسن الآن لولا تصرفات إيران الشريرة".
وأدان آل خليفة ما وصفه بـ "النظام الفاشي الجديد" في طهران، متهما إياه بتدبير هجمات في بلاده وبزعزعة الاستقرار في اليمن وسوريا والعراق.
وأضاف أن "أموالا سامة، وأسلحة وقوات برية تابعة للجمهورية الإسلامية" أعاقت إحراز تقدم على صعيد الجهود المبذولة لإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضاف آل خليفة: "كبرنا ونحن نتحدث عن القضية الإسرائيلية-الفلسطينية كأهم قضية يجب أن تُحلّ بطريقة أو بأخرى، لكن وفي مرحلة لاحقة، تراءى لنا تحدّ أكبر وأكثر سُمِيّة - في الحقيقة هو الأكثر سُمِّيةً في تاريخنا- هو ذلك التحدي الآتي من الجمهورية الإسلامية".
وتابع الوزير البحريني: "لكن هذا تحدّ خطير يعوقنا عن التقدم للأمام على أي صعيد، سواء في سوريا أو اليمن أو العراق أو أي مكان، ومن ثم فهذا هو التحدي الذي علينا مجابهته من أجل التعامل مع التحديات الأخرى".
أما وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، فأشار إلى حق إسرائيل في مهاجمة أهداف إيرانية في سوريا.
وفي جواب على سؤال طرحه مدير الحوار، مبعوث السلام الأمريكي السابق في الشرق الأوسط دنيس روس، بشأن الهجمات الإسرائيلية الهادفة إلى منع إيران من ترسيخ قدمها العسكرية في سوريا، قال آل نهيان: "لكل أمة الحق في الدفاع عن نفسها، عندما تواجه تحديا من أمة أخرى، نعم".
وشارك وزير الدولة للشئون الخارجية السعودية عادل الجبير، متهما إيران بالإضرار بالقضية الفلسطينية عبر دعم جماعات مسلحة تتنازع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ورأى الجبير أن أنشطة إيران العدوانية تقوض الاستقرار بالمنطقة على نحو يستحيل معه تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال الجبير: "انظروا إلى الفلسطينيين: مَن ذا الذي يدعم حماس والجهاد الإسلامي ويقوّض السلطة الفلسطينية؟ إنها إيران".
وأشار الجبير إلى عدد من الصراعات في المنطقة قائلًا إن إيران تلعب فيها دورا مقوضا للاستقرار.
وأضاف الدبلوماسي السعودي: "لا يمكننا تحقيق الاستقرار في المنطقة بدون سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين (لكن) أينما ذهبنا فإننا نجد سلوك إيران الشرير".
كما وجّه الجبير انتقادات قوية لجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، قائلا: "إحدى أكبر النكات تتمثل في القول إن حزب الله يمتلك ذراعا سياسية وأخرى عسكرية. هذا غير موجود".
وتمثل نصيب الأسد من تعليقات الجبير في انتقاد اتفاق إيران النووي، قائلا إنه كفيل بتمكين إيران من حيازة أسلحة نووية وترهيب دول الجوار في غضون عشر سنوات، بموجب بنود الاتفاق المثيرة للجدل، بحسب الجبير.
وقال الجبير: "عندما أُبرمت خطة العمل الشاملة المشتركة، ظن الجميع أن كل شيء سيكون على ما يرام. لكننا ونحن في المواجهة، نرى مدة العشر سنوات كطرفة عين. وعندما تمتلك إيران سلاحا نوويا -وهو من الناحية النظرية أمر سريع الإمكان في ظل عدم وجود قيود على تخصيب اليورانيوم - عندئذ مَن سيعاني؟ إننا نحن مَن سنعاني".
وتابع الجبير: "إيران تزوّد جماعة الحوثي في اليمن وجماعة حزب الله في لبنان بصواريخ باليستية. مَن سيعاني؟ نحن في المنطقة. وعليه، فالناس مضطرون إلى التعامل بجدية مع مشكلة إيران".
وقال الجبير إنه يأمل أن تتغير إيران وتصبح "بلدا عاديا. هذا سيكون الأفضل لنا جميعا. لكنهم لم يفعلوا ذلك بعد. وأي محاولة للتلطف معهم، بأي شكل، ستشجعهم أكثر مما ستثبطهم".
مكاسب انتخابية
على صعيد الداخل الإسرائيلي، وجّهت زعيمة حزب هتنوعا، تسيبي ليفني، اتهاما لـنتنياهو بانتهاك البروتوكولات المتبعة عبر تسريب فيديو خاص باجتماع مغلق من أجل دعم حملته الانتخابية قبل التصويت المزمع في التاسع من أبريلنيسان المقبل.
وقالت ليفني إن نتنياهو يجازف بعلاقات مع دول عربية من أجل مكاسب سياسية.
وأضافت ليفني: "العلاقات بين الأمم تقوم فيما تقوم على الثقة بين القادة. ومن ثم فإن تصوير وتسريب (نتنياهو) لأقوال قيلت في غرفة مغلقة، من أجل مصالح انتخابية محلية، هو أمر غير مقبول".
وأضافت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة: "لسنوات عديدة، أجريت اتصالات مع قادة عرب لا نتبادل معهم علاقات دبلوماسية، ولم يحدث أبدًا أن نشرتُ للعلن أيا من تلك الاجتماعات".
لحظة تشرح القلب
كشف مساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، عن واقعة مفاجئة قام بها وزير عربي، من داخل مؤتمر وارسو، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقالت وكالة "الأناضول" التركية، إن "وزير الخارجية اليمني خالد اليماني بادر إلى إعارة مكبر الصوت لرئيس الوزراء الإسرائيلي خلال أعمال مؤتمر وارسو، وذلك بسبب تعطل مكبر الصوت الموجود أمامه".
وقال غرينبلات، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، من داخل غرفة الاجتماع، جاء فيها "لحظة تشرح القلب، لم يكن ميكروفون نتنياهو يعمل فقام وزير الخارجية اليمني بإعارته". وأضاف أن رئيس وزراء إسرائيل "رد مازحا بشأن التعاون الجديد بين إسرائيل واليمن.. خطوة بخطوة".
وتابع غرينبلات في هذا السياق قائلا: "من المذهل أن تكون جالسا على بعد مسافة صغيرة من وزراء خارجية اليمن، وقطر، وعمان، والإمارات، والبحرين ونتنياهو (آخرون في المنطقة هنا أيضا)، أجروا حديثا صريحا حول التحديات الإقليمية العديدة".
نصنع التاريخ
من جانبه، علق نتنياهو، على جلوسه إلى جانب وزير الخارجية اليمني، بعبارة "نصنع التاريخ". ونشر نتنياهو على حسابه في "تويتر" خبرا يتضمن صورة له إلى جانب اليماني وكتب فوقها بالعبرية "نصنع التاريخ".
وقال نتنياهو:" لقد كان الأمس نقطة تحول تاريخية، ففي غرفة جلس فيها نحو 60 وزير خارجية ومسئولين.. جلس رئيس وزراء اسرائيل ووزراء خارجية دول عربية اساسية معا وتحدثوا بصوت واضح ضد التهديد المشترك للنظام الإيراني".
وشكر نتنياهو الادارة الأمريكية على "تنظيم مؤتمر وارسو الدولي.
وأضاف" أعتقد أن هذا يمثل تغييرا وخطوة مهمة لمواجهة التهديدات وفرص التعاون التي تمتد إلى ما هو أبعد من الأمني إلى كل مناحي حياة السكان في الشرق الأوسط وهذا حدث هنا في وارسو".
نجاح غير مسبوق
الملفت للنظر هو احتفاء وسائل الإعلام الإسرائيلية بالحدث، واعتباره نصرا مبينا لإسرائيل ولرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ، على سبيل المثال لا الحصر، خصصت جزءًا كبيرًا من نشرتها الأسبوعيّة، للتداول في إسقاطات وتبعات مؤتمر وارسو، وأجمع المُحلّلون في الأستوديو على أنّه لا يُمكِن بأيّ حالٍ من الأحوال، التغاضي عن نجاح نتنياهو غيرُ المسبوق في تاريخ الدولة العبريّة، حيثُ قال مُحلّل الشئون العسكريّة، روني دانيئيل، إنّ إصرار نتنياهو على إبقاء التهديد الإيرانيّ على رأس سُلّم الأولويات العالميّ، وتحديدًا في دول الخليج، سجلّ انتصارًا كبيرًا وتاريخيًا، إذْ أنّ اجتماع نتنياهو بمعية وزراء الخارجيّة العرب واتفاقهم على أنّ إيران هي العدوّ، أدّت بشكلٍ أوْ بآخرٍ، إلى إبعاد القضيّة الفلسطينيّة عن الأجندة.
كما أكّد كبير المُحلّلين السياسيين في التلفزيون الإسرائيليّ، أمنون أبراموفيتش، على أنّ رئيس الوزراء نتنياهو نجح في “لمّ شمل” الدول العربيّة المُعتدِلة، التي باتت تتبنّى الموقِف الإسرائيليّ الرسميّ من التهديد الإيرانيّ، لافِتًا في الوقت نفسه إلى أنّ مؤتمر وارسو هو بمثابة أكبر هدية وأثمنها يقوم الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، بتقديمها لنتنياهو، مُعبّرًا عن إيمانه القاطِع بأنّ هذا المؤتمر سيجلب الكثير من الأصوات لنتنياهو في الانتخابات.
من ناحيتها قالت مُراسِلة الشئون السياسيّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، طال شاليف، التي رافقت نتنياهو إلى بولندا، قالت إنّ مؤتمر وارسو أبرز التوافق غير المسبوق في الرسائل والأجندات بين إسرائيل ودول الاعتدال العربيّ، وتحديدًا الخليجيّة، لافتةً في الوقت نفسه إلى أنّ المؤتمر أكّد بشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل أنّ نظريات الخشية من العزلة الدوليّة في تل أبيب قد انهارت كليًّا خلال وبعد المؤتمر، طبقًا لأقوال المصادر السياسيّة الرفيعة التي اعتمدت عليها.
وأردفت قائلةً إنّ مؤتمرًا شاركت فيه أكثر من ستين دولةً، منها 11 دولة عربيّة وإسلاميّة، والذي ركّز أعماله على التهديد الإيرانيّ، التي عمِدت إسرائيل على تسويقه وترويجه، هذا المؤتمر ليس حادثًا عَرَضيًا، بل علامةً فارِقةً في تاريخ الدولة العبريّة.
وشدّدّت المُراسِلة شاليف في سياق تقريرها على أنّه منذ مؤتمر أنابوليس في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، قبل عقدٍ من الزمن، لم يجلِس مندوبون من إسرائيل إلى جانب الممثلين عن الدول الخليجيّة جنبًا إلى جنبٍ بصورةٍ علنيّةٍ، مُضيفةً أنّ التصريحات التي أدلى بها وزراء خارجيّة المملكة العربيّة السعوديّة، البحرين والإمارات العربيّة المُتحدّة، سُمِعت وكأنّها كُتبت وصيغت بشكلٍ مُنّمقٍ في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ نتنياهو.
تصفية القضية الفلسطينية
لكن الفلسطينيين كان لهم رأي آخر مختلف في هذا المؤتمر، فقد اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن مؤتمر وارسو "مؤامرة أمريكية تستهدف النيل من استقلالية قرارات المشاركين بالمؤتمر السيادية، حيال قضايا جوهرية تعتمد على مواقف مبدئية لهذه الدول، مثل الموقف من القضية الفلسطينية".
وحذرت السلطة الفلسطينية، الدول من المشاركة في مؤتمر "وارسو"، الذي دعت إليه واشنطن حول السلام والأمن في الشرق الأوسط، معتبرة أنه "مؤامرة أمريكية" تهدف إلى "تصفية" القضية الفلسطينية.
وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيانها أن الموقف الفلسطيني واضح حيال "مثل هذه المؤتمرات الهادفة الى النيل من قضية شعبنا وتصفيتها، وهي لن تتعامل مع مخرجات مؤتمرات غير شرعية".
وتابعت: "هذا المؤتمر أمريكي بامتياز، الهدف منه دفع الدول المشاركة إلى تبني مواقف الإدارة الأمريكية من القضايا المطروحة، وتحديدا القضية الفلسطينية".
وأضافت إنها "لن تتعامل مع أية مخرجات لهذا المؤتمر، وسوف تتمسك بمواقفها الثابتة وتواصل مساعيها مع الدول، وكأن مؤتمر وارسو لم يعقد".
وبينت الوزارة أن "النوايا الخبيثة لهذه الإدارة كررها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب" في خطابه حول حال الاتحاد الذي ألقاه أمام الكونغرس، قائلة إنه "أكد فيه مواصلة سياسته المنحازة بالمطلق لإسرائيل، بعيدا عن أي تفكير لخلق أي شكل من أشكال التوازن في العلاقة مع الجانب العربي الفلسطيني".
كما أكدت حركة "فتح" أن مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط هدفه تصفية القضية الفلسطينية، معتبرًا أنه "محاولة أمريكية- إسرائيلية للترويج لأفكار لا يقبلها أو يتعاطى معها إلا كل خائن للقدس والأقصى وكنيسة القيامة".
وشدد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، على أن أية محاولة للالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية هي مجرد قفزة في الهواء، ومحاولة محكوم عليها بالفشل، وأن الجهة الوحيدة المخولة بالحديث باسم الشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير، ولم ولن يُخول غيرها بالحديث باسم الفلسطينيين.
وقال القواسمي "أي لقاء عربي مع نتنياهو، أو أي تطبيع أيًا كان شكله مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، هو بمثابة طعنة للقدس ولشعبنا الفلسطيني وللدماء الفلسطينية النازفة، وهدية مجانية لتل أبيب، وتشجيع على احتلالها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني".
وقال القيادي الفلسطيني محمد دحلان، إنه لا يمكن النظر إلى مؤتمر وارسو، الذي دعت إليه الإدارة الأمريكية، على أنه منتدى يمكنه أن يخدم القضية الفلسطينية في شيء.
وأوضح دحلان، في منشور له على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك": "أن المسألة هنا لا تتعلق بانعقاد الاجتماع ولا مكان انعقاده، وإنما بالمواقف المعلنة لإدارة ترامب التي أعلنت مسبقًا مواقفها الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية".
وتابع دحلان: "موقفنا الثابت هو أننا ندعم المصالحة الوطنية وتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام البغيض، والعودة إلى الإطار الوطني الجامع على قاعدة الشراكة، لنتمكن معا من التصدي لكل محاولات العبث بقضيتنا ومستقبل شعبنا".
كما استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مشاركة مسؤولين عرب في "مؤتمر وارسو" إلى جانب قادة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن استقرار المنطقة وتحقيق السلام لا يتأتى إلا بالتخلص من الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأعربت حماس في بيانها، عن رفضها لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدة أنها ستبقى القضية المركزية للعرب والمسلمين وأحرار العالم.
ودعت حماس إلى إبقاء بوصلة العداء تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي، ورفضت حرفها نحو أطراف أخرى، مؤكدة أن القدس ستبقى عاصمة أبدية لفلسطين، وأن حق العودة حق ثابت لا يمتلك كائن من كان شطبه أو التنازل عنه.
وطالبت الدول والبرلمانات بمقاطعة الاحتلال وعزله ومحاصرته شعبيًا ورسميًا ونزع الشرعية عنه، وتجريم كل محاولات التطبيع معه.
ودعت حركة حماس الشعوب العربية والإسلامية إلى تبني استراتيجية دعم المقاومة بكل الوسائل لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن المقاومة بأشكالها كافة كفيلة بإحباط المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية، وعلى رأسها صفقة القرن.
سقوط النظام الإيراني
في المقابل احتفى الإعلام الخليجي بالمؤتمر، واعتبره ضربة قوية لإيران، حيث قالت صحيفة "الوطن" السعودية إن ما ترتب على المؤتمر يظهر أن "النظام الإيراني بات أقرب للسقوط في الوقت الحالي مقارنة بفترات سابقة، لاسيما بعد إهداره أموال الدولة في عمليات عسكرية استهدفت أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، ما أدى إلى تزايد الغضب الدولي، وتصاعد الاحتجاجات المنددة بتفقير الشعب والسلوك الإرهابي للنظام في الداخل والخارج".
وقالت صحيفة "البيان" الإماراتية في افتتاحيتها إن المؤتمر شكّل "صدمة كبيرة لإيران وميليشيا الحوثي في اليمن، وكشف عن الوجه الإرهابي لطهران من خلال ميليشياتها المنتشرة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وخرجت الإدانات صريحة لسياسات إيران وتدخلاتها في شؤون الدول".
فرض أساليب أحادية الجانب
أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن هدف الولايات المتحدة من وراء مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط رسم خطوط فصل جديدة في المنطقة.
وذكرت زاخاروفا في بيان صحفي، أن روسيا منذ البداية كانت ترى في هذا المؤتمر "محاولة جديدة لفرض أساليب أحادية الجانب على المجتمع الدولي، تخدم المصالح الجيوسياسية الأمريكية".
وتابعت أن "نتائج المؤتمر أثبت صحة تقييماتنا بالكامل. وأصبح واضحا أن المؤتمر انعقد ليس من أجل مناقشة جادة لقضايا الشرق الأوسط"، مضيفة أن نتائجه عبارة عن محاولة إطلاق منصة موازية لصياغة قرارات أحادية الجانب، كي تؤثر الولايات المتحدة على سياسات الدول التي حضرت المؤتمر تجاه الشرق الأوسط.
فكرة السلام الاقتصادي
عن هذا الموضوع يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن عقد مؤتمر وارسو جاء بسبب فشل تشكيل التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط الذي يضم دول الخليج ومصر والأردن، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن رفضت الدول العربية هذه الفكرة، مشيرا إلى أن المؤتمر كان يسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف منها، تحقيق التطبيع العملي بين الدول العربية وإسرائيل، وتنفيذ صفقة القرن القائمة على فكرة السلام الاقتصادي مع الفلسطينيين، وتشكيل محور ضد إيران باعتبارها هي العدو الأول في المنطقة بدلا من إسرائيل، وهذه كانت نقطة خلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها الأوربيين، الذين وضعوا المملكة العربية السعودية ضمن القائمة السوداء للدول الممولة للإرهاب وغسيل الأموال، كما أن أمريكا وحلفاءها الأوربيين ليسوا على وفاق في الموقف من إيران، فالأوربيون يرفضون الخروج من الاتفاق النووي مع إيران كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف «رخا»، أن بعض الدول العربية ترى أن هذا المؤتمر هو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، والوقيعة بين السنة والشيعة، ومحاولة أمريكية للانتقام من إيران بسبب ما حدث في السفارة الأمريكية في طهران أثناء الثورة الإيرانية، ومن هذا المنطلق الولايات المتحدة الأمريكية تحرض العرب على معاداة إيران، مؤكدا على أن مؤتمر وارسو ليس في صالح الدول العربية على الإطلاق وليس في صالح الدول العربية أن تعتبر إيران هي العدو، مطالبا الدول العربية باعادة علاقاتها مع طهران والتفاوض معها ومناقشة كل المشاكل المختلف عليها على المكشوف من أجل انهاء العداوة وهذا التوتر بين إيران ودول الخليج، مشيرا إلى أن إيران شريك استراتيجي رئيسي في أمن الخليج، ولا يمكن الحديث عن أمن الخليج دون وجود ايران التي تسيطر على الضفة الشرقية للخليج العربي بالكامل، كما يجب على الدول العربية أن تتعامل مع إيران كشريك ومنافس، وليس كعدو، فليس من المصلحة الاستراتيجية لدول الخليج تعميق العداوة مع إيران، لافتا إلى أن مؤتمر وارسو مثل الزواج المسيار، متسائلا: ما هي الفوائد التي عادت على العرب من التطبيع مع إسرائيل، ولماذا يقدمون التطبيع دون مقابل؟، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينظر للعرب باحتقار، ويهين المملكة العربية السعودية، مؤكدا على أن فترة ترامب الثانية سوف تنتهي دون التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر لديها علاقات رسمية ومعلنة مع إسرائيل، موضحا على أن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس ضغوطا على الدول العربية من أجل تنفيذ أجندتها في المنطقة، مستغلة ضعف الدول العربية وتشرذمها، مشيرا إلى أن التطبيع المجاني من وراء ستار مع إسرائيل يجعلها غير مستعدة للدخول في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين، مستبعدا قيام أمريكا بشن حرب على إيران، مشيرا إلى أن إيران دجاجة تبيض كل يوم 10 بيضات ذهب لأمريكا، وبالتالي أمريكا تريد أن تكون إيران دولة قوية ولكن في حدود، لأن إضعاف إيران أو تحسين علاقاتها مع العرب يجعل مبرر الوجود الأمريكي والقواعد الأمريكية في الخليج ضعيفا ويقلل من بيع الأسلحة الأمريكية للدول العربية، لافتا إلى أن الكثير من الحاكم العرب مدركون ذلك، ويعرفون أن هدف الولايات المتحدة الأمريكية هو إشعال حرب بين السنة والشيعة، وهذا ما رفضه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، منوها أن الضغوط الأمريكية وضعف الدول العربية سبب رضوخ بعض الزعماء العرب للتطبيع السري مع تل أبيب، والاستجابة للأجندة الأمريكية في المنطقة، مشيرا إلى أن إسرائيل وجدت لحدوث شرخ في العالم العربي وعدم قيام الدولة العربية الموحدة، من أجل خدمة المصالح الامريكية في المنطقة، التي تحول إسرائيل إلى سرطان يتمدد سياسيا واقتصاديا وثقافيا في المنطقة العربية من أجل تحقيق المصالح الأمريكية، مشيرا إلى أن العالم العربي يعيش أضعف حالاته، ولا يوجد وفاق بين الدول العربية، والفلسطينيون أصبحوا يدركون أن الهدف مما يحدث هو تصفية القضية الفلسطينية، كما يدركون أن العرب تخلوا عن قضيتهم الأولى منذ حوالى خمس سنوات.
التطبيع الاقتصادي والسياسي
يقول الدكتور ماهر صافي أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، إن مؤتمر وارسو يمثل تهميشا للقضية الفلسطينية، وإبراز عدو جديد لمنطقة الشرق الأوسط وهو إيران، فعندما يتم استبدال العدو الإسرائيلي بإيران، وعندما تعتبر إسرائيل هي الصديق الحميم الجديد في الشرق الأوسط فهذه مصيبة كبرى، مشيرا إلى أن اللقاءات التي كانت بين إسرائيل وبعض الدول العربية والخلجية تحولت من السر إلى العلن وعلى طاولة واحدة، والكل شاهد جلوس وزير الخارجية اليمني بجوار بنيامين نتنياهو، وصعود وزير الخارجية العماني يصعد إلى مقر إقامة الوفد الإسرائيلي، كل هذه الأمور تعطى مؤشرات على أن بعض الدول العربية مقبلة على التطبيع الاقتصادي والسياسي والأمني مع إسرائيل، كما أن مؤتمر وارسو حول القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية إنسانية واقتصادية، وهذا يؤشر على أن الولايات المتحدة وإسرائيل مقبلتان على تنفيذ صفقة القرن، وفصل قطاع غزة عن القدس والضفة الغربية وأراضي 1967، وبالتالي على السلطة والفصائل الفلسطينية الإسراع في إنجاز ملف المصالحة وإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية، من أجل التصدي لمؤامرة ومخطط تصفية القضية الفلسطينية، لأن القادم هو ضياع القضية الفلسطينية، والفلسطينيون هم الحلقة الأضعف في القضية.