مفاجأة.. ليبيا والصومال تسبقان مصر فى قائمة أكثر الشعوب سعادةً
أظهر التقرير العالمي لسياسات السعادة وجودة الحياة لعام 2019، تأخر ترتيب مصر في قائمة أكثر الشعوب سعادة، واحتلت هذا العام الترتيب رقم 137 من بين 156 دولة، ورقم 13 عربيا، قبل اليمن وسوريا فقط، في حين سبقتها دول مثل ليبيا والصومال، وجاءت في مقدمة الترتيب دولة فنلندا لتتصدر قائمة الدول الأكثر سعادة للعام الثاني على التوالي، وتصدرت الدول الإسكندنافية قائمة الترتيب.
وجاء جنوب السودان في ذيل القائمة في تقرير السعادة لعام 2019 والذي تصدره شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.
وزادت السعادة في فنلندا، على الرغم من الشتاء المظلم القارس، نتيجة الاتصال بالطبيعة والشعور بالأمان ورعاية الأطفال مقابل تكلفة مقبولة والتعليم المجاني والرعاية الصحية المدعومة بقوة.
وهيمنت الدول الإسكندنافية مثل الدنمارك والنرويج وأيسلندا على قائمة أسعد عشر دول وتلتها هولندا وسويسرا والسويد ونيوزيلندا وكندا والنمسا.
وتراجعت الولايات المتحدة درجة واحدة إلى الترتيب التاسع عشر.
ومن الدول العشرين التي تحسنت أوضاعها عشر دول في وسط وشرق أوروبا، وخمس دول في إفريقيا جنوب الصحراء، وثلاث دول في أمريكا اللاتينية، في حين كانت أكثر خمس دول تدهورت أحوالها هي اليمن والهند وسوريا وبوتسوانا وفنزويلا. وذلك بالإضافة إلى دعم تحالفات الحكومات الذين التزموا بوضع قياسات وسياسات السعادة وجودة الحياة في قلب الحكومة.
عربيًا، جاءت الإمارات في المركز الأول والـ 21 عالميًا، تليها السعودية في المركز الثامن والعشرين من بين 156 دولة شملها التصنيف.
وجاء ترتيب الدول العربية التي ضمها مؤشر السعادة لعام 2019 كالتالي: 1- الإمارات 21 عالميًا، 2- السعودية 28 عالميًا، 3- قطر 29 عالميًا، 4- البحرين 37 عالميًا، 5- الكويت 51 عالميًا، 6- ليبيا 72 عالميًا، 7- الجزائر 88 عالميًا، 8- المغرب 89 عالميًا، 9- لبنان 91 عالميًا، 10- الصومال 112 عالميًا، 11- تونس 124 عالميًا،12- العراق 126 عالميًا، 13- مصر 137 عالميًا، 14 - سوريا 149 عالميًا،15- اليمن 151 عالميًا.
الملفت للنظر، أن تقرير مؤشر السعادة في العالم الصادر عام 2017، احتلت فيه مصر الترتيب رقم 14 عربيا و104 عالميا، بتقدم كبير عن ترتيب عام 2019، في حين كان ترتيب مصر في عام 2018، رقم 122 عالميا، ورقم 15 عربيا، وفي جميع المرات كانت سوريا واليمن في الدول التي تأتي وراء مصر في الترتيب.
وعن مؤشرات ترتيب الدول من حيث السعادة، فهي بمتوسط العمر المتوقع والدعم الاجتماعي والفساد وغيرها، مستندًا في ذلك على إحصائيات رسمية من الأمم المتحدة.
وفي هذا العام، يعد التقرير دليلًا للحكومات على وجه الخصوص لتقديم سياسات في قطاعات رئيسية مثل الصحة، والتعليم، إضافةً إلى مكان العمل، وجودة الحياة الشخصية. وتصنف الشبكة 156 دولة وفقا لمعايير مثل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي والدعم الاجتماعي ومتوسط الأعمار والحريات الاجتماعية والسخاء وغياب الفساد.
ويتضمن التقرير كبار الخبراء في العديد من المجالات كالاقتصاد وعلم النفس، وتحليل الاستقصائية، والإحصاءات الوطنية، إضافة إلى وصف كيف يتم قياس الرفاهية ويمكن استخدامها على نحو فعال لتقييم التقدم المحرز في الأمم، وينظم كل تقرير المسائل المتعلقة بالسعادة، بما في ذلك الأمراض العقلية، والفوائد الموضوعية للسعادة وأهمية الأخلاق، والآثار المترتبة على السياسات، والروابط مع نهج منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي لقياس الرفاه الشخصي وتقرير التنمية البشرية.
يضم التقرير أكثر من 150 دولة، ويتم وفقًا لعدد من المعايير، منها نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط العمر والحرية وسخاء الدولة على مواطنيها، كما يتضمن الدعم الاجتماعي وغياب الفساد في الحكومات أو الأعمال.
وكشف الدكتور على المليجي أستاذ الطب النفسي السياسي، أن تقرير مؤشر السعاد كانت بدايته في يوليو 2011، حينما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعو الدول الأعضاء إلى قياس مقدار السعادة في شعوبها للمساعدة في توجيه سياساتها العامة، وفي 2 أبريل 2012، عقد الاجتماع الأول للأمم المتحدة رفيع المستوى حول "السعادة والرفاه: تحديد نموذج اقتصادي جديد".
وصدر تقرير السعادة العالمي الأول في 1 أبريل 2012 كنص أساسي للاجتماع، ولفت انتباها دوليًا باعتباره أول مسح عالمي للسعادة في العالم، حيثُ حدد التقرير حالة السعادة العالمية وأسباب السعادة والبؤس والآثار المترتبة على السياسات التي أظهرها دراسة الحالة.
وفي سبتمبر 2013 قدم تقرير السعادة العالمي الثاني أول متابعة سنوية، وتصدر التقارير الآن كل عام، يستخدم التقرير بيانات من استطلاع جالوب العالمي، ويشارك فيه كافة التخصصات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في جميع الدول، كما يتم الاستناد إلي بيانات رسمية من المراكز الدولية والأمم المتحدة حول كل ما يخص الدول من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتعليم والصحة، كما تتم الاستعانة بتقارير الحريات الصادرة عن مراكز حقوق الإنسان الدولية كذلك تقارير منظمات العفو الدولية بخصوص انتشار الفساد والجريمة والمعتقلين سياسيا في سجون الدول، وحرية الإعلام وغير ذلك.
وقال الخبير النفسي السياسي، إن أهم المعايير في الترتيب، هو مدى تمتع المواطن بالحرية في الرأى، وتقديم الدعم له من حيث الصحة والتعليم، ومدى تأثير ذلك على متوسط الأعمار، كما يتم قياس حجم البطالة، ومتوسط دخل الفرد.
ومن الأشياء التي تساعد على ترتيب الدول من حيث السعادة هو إمكانية تأثير الأشياء الصغيرة التي يقوم بها الأشخاص المسئولين عن المدن بشكل كبير على سعادة الأشخاص، مثل استبدال الدنمارك لموقع موقف السيارات بمناطق خضراء، ما أدى إلى تغير في الحالة المزاجية للسكان "بنسبة 180 درجة".
وعن ترتيب مصر المتأخر، قال الدكتور المليجي، إن مصر لم تشهد تقدما ملحوظا في القائمة العربية أو الدولية، منذ بدء عمل تلك التقارير، خاصة أن التقارير الصادرة عن نصيب المواطن في التعليم والصحة والحريات سيئة للغاية على مدار السنوات الماضية، بجانب تراجع المستوى الاقتصادي للفرد، وفشل الحكومة في حل أزمات المواطن اليومية فيما يتعلق بالبطالة والمواصلات، في مؤشر مدركات الفساد لعام 2018، احتلت مصر الترتيب الـ 105 بين 180 دولة، كما تحتل مصر المرتبة الخامسة من بين 135، في معدل انتشار الجريمة، وحصلت مصر على المركز رقم 147 في مؤشر الحريات الاقتصادية بين 162 دولة، واحتلت مصر (161 عالميًا) في الدول الأكثر حرية في الإعلام والصحافة، مشيرا إلى التقارير الاقتصادية عن دعم الفرد للتعليم والصحة، كانت سببا في تأخر ترتيب مصر في مؤشر السعادة، حيث بلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي إلى نحو 26.5 ألف جنيه، في حين نجد في دول عربية يصل نصيب الفرد إلى أكثر من مليون جنيه، كما في الصومال مثلا. في حين أن نصيب الفرد في مجال الصحة يصل دعمة سنويا 1300 جنيه فقط، وهذه أرقام هزيلة جدا.
في السياق ذاته طالبت الدكتورة إيمان عبد الباسط، أستاذة الطب النفسي بجامعة الأزهر، الحكومة بضرورة أن تكون هناك وزارة للسعادة في مصر فعملها الأول إقناع المواطنين بما يمرون به من أزمات، وتقنين السلبيات التي يمر بها الإنسان، والرد على الشائعات أولًا بأول وبشكل مستمر ولا يتم تركها حتى تتوغل بين المواطنين وتجعل هناك سلبية واكتئاب، فالكثير يبحث بذاته لوجود السعادة والشيء الذي يبعث السعادة في نفوس الكثيرين هو كرة القدم لوجود انتصارات.
وأشارت إلى أن الكثير من الدول المتقدمة في ترتيب الشعب والأكثر سعادة قامت بتعيين مسئولين عن الترفيه والسعادة لشعوبهم كما حدث في الإمارات والسعودية، وبعض دول أوربا الشرقية، وهذا الأمر أصبح مهما عند ترتيب الدول الأكثر سعادة، حيث يعتبر نقطة هامة في اهتمام الحكومات بشعوبها.