رئيس التحرير
خالد مهران

حكايات صحفية│أزمات هبة عنايت مع اسمه: «عريس يا آنسة» (1)

مجلة روز اليوسف
مجلة روز اليوسف


فى أحايين كثيرة تُسبب الأسماء متاعبَ لأصحابها؛ فخطأ فى كتابتها، أو نسيان حرفٍ، أو تغيير مكانه، قد يكون عاملَ مشقةٍ يتطلب التخلص منها «اللّف كعب داير» على المؤسسات الحكومية، ومكاتب الموظفين حيث الروتين الذي لا ينتهي.


وقد تكون المشكلة أكثر تعقيدًا إذا كانت الأزمة فى الاسم كله لا حرفَ أو حرفين، والأكثر صعوبةً أنّ الاسم صحيح، ولكن المشكلة أنّه من تلك الأسماء المشتركة التى كانت تُطلق على الإناث والذكور؛ مثل: «إحسان»، «عصمت»، «عفت»، «نهاد»، «وسام»، وهى أسماء حملها مشاهير مثل الروائي الكبير إحسان عبد القدوس، والدكتور عصمت عبد المجيد، الأمين العام الأسبق لـ«الجامعة العربية»، وعفت حسنى، الفنان التشكيلي.


نرشح لك: معركة «شدّ الحبال».. أزمة هيئة مكتب الصحفيين تضع النقيب والمجلس في «عين العاصفة»



الفنان والصحفي الراحل هبة عنايت حكى فى كتابه «يحدث أحيانًا»، الصادر عن «مركز الحضارة العربية» عام 2000 (الطبعة الأولى) مشكلته مع اسمه، والمواقف الطريفة التى تعرض لها بسببه؛ لاسيما أنّ كثيرين كانوا يعتقدون أنّه «أنثى» عند قراءة اسمه على أعمال الفنية المنشورة فى مجلتي «صباح الخير» أو «روزاليوسف».


يقول الفنان الكبير هبة عنايت: «عندما ولدت أطلقوا علىّ اسم (هبة) وسجلوه فى شهادة الميلاد، وأمام نوع المولود: ذكر، ولا أظن أن خطأ وقع فى هذين الأمرين، فاسمى (هبة) وأنا بالتأكيد ذكر.. وأنا أول من حمل هذا الاسم فى تاريخ مصر، ولكن بعد سنوات طوال، ولنقل أكثر من ثلاثين سنة ظهر اسم (هبة) فى كثير من شهادات الميلاد وأمام نوع المولود: أنثى! ما ذنبى أنا فى هذا؟».


ويحكي عن المواقف الطريفة التي تعرّض لها قائًلا: «عندما انتشرت رسومي فى مجلة (صباح الخير)، بدأت رسائل الإعجاب تتوالى على المجلة ولا أظن أن ذلك الإعجاب كان خالصًا لوجه الفن، بل أرجح أن يكون للاسم - أو صاحبة الاسم - النصيب الأوفر من هذا الإعجاب؛ لأن الكثير من هذه الرسائل كان يغلب عليها الأسلوب العاطفي، كما أنها لم تخل من دعوات للتعارف، بل إن أحد أصحاب تلك الرسائل أبدى رغتبه أن يطلب يدي».


اقرأ أيضًا: بعد تقديمها لـ«ضياء رشوان».. تفاصيل مبادرة محمد خراجة لإنهاء أزمة هيئة مكتب الصحفيين (مستندات)



يكشف الفنان الكبير هبة عنايت فى كتابه، عن أنّ تلك الرسائل كانت تصل للكاتب الصحفى رشاد كامل، والذى كان وقتها سكرتيرًا للتحرير، وأنّه من حين لآخر كان يطلعه على هذه الرسائل، فيضحكان معًا.


وذكر في كتابه أيضًا: «كان يذهب إلى أبعد من هذا عندما يحضر إلى المجلة أحد المعجبين بفن (الأنسة هبة عنايت)، فيقول له: إنها لم تحضر بعد، ويمكنك الانتظار لحين حضورها، ثم يسرع (رشاد) إلى حجرتي ليقول لى: يا أستاذ (هبة) جالك عريس، قوم اتفرج.. ويصر على ذهابى إلى مكتبه بعد قليل لأرى الزبون بنفسى».     

  

يذكر هبة عنايت أنه فى إحدى المرات اضطر فيه لإبراز بطاقته العائلية والتى تحمل «صورته وفيها شاربه يبدو واضحًا تحت أنفه»، فقد حدث ذات مرة أن تقدم بشيك ليصرفه من أحد البنوك، فقال له الموظف: آسف يا بيه لازم تيجي هى بنفسها، وبعد أن أطلعه على البطاقة، اعتذر الموظف قائلًا: «أنا آسف يا بيه معلش الحال من بعضه، ما أهو أنا اسمى كمان عفت».


ويضيف «عنايت» أن فندقًا كبيرًا دعاه لزيارة صالون التجميل الملحق به، ليجرب كيف يعالجون البشرة ويخففون الحواجب، ويزيلون الشعر الزائد.


من هو الفنان هبة عنايت؟

الفنان هبة عنايت (30 أغسطس 1931 - 21 نوفمبر 2005) عمل بالصحافة بـ«ريشته» منذ كان طالبًا جامعيًا، بعد تخرجه درس الفن فى الصين الشعبية لمدة خمس سنوات، وعمل مديرًا للثقافة بمحافظة أسيوط منتدبًا من مؤسسة «روزاليوسف» التى تولى إدارة مطابعها لفترة من الزمن.


كما عمل «عنايت» مديرًا لتحرير مجلة «الوادي» المصرية السودانية، ومستشارًا فنيًا لمجلة «روزاليوسف».


أقام العديد من المعارض الفنية داخل مصر وخارجها، كما رسم وصمم الكثير من أغلفة الكتب، وكان عضوًا بـ«نقابة الصحفيين»، ونقابة التشكيليين، وهو حاصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.


نرشح لك: من الصحافة لـ«عالم الدراما».. «6» مسلسلات رمضانية تأتيكم بأقلام الـ«4m»