حريق قرية «كوم السعادة» يكشف فشل منظومة «إطفاء الحرائق» فى سوهاج
خلال الأسبوع الجارى، اندّلع حريق فى قرية «كوم السعادة» التابعة لمركز طما بسوهاج، وتسبب فى وفاة طفلة بطريقة بشعة واحتراق «17» منزلًا، وكشفت هذه الكارثة المدوية عن فشل المنظومة الخاصة بـ«إطفاء الحرائق» فى تلك القرية، وتعريض آلاف السكان لـ«خطر الموت» ربما فى الصعيد كله إذا تكررت نفس الأزمة.
وبحسب معلومات متوفرة لـ«النبأ» من أهالى القرية، فإنّهم حاولوا استخدام «حنفيات الحرائق» الموجودة فى شوارع القرية؛ لإخماد النيران، ولكن تبين «تلفها» وعدم صلاحيتها للعمل بالكامل، الأمر الذى تسبب فى كارثة الـ«17» منزلًا ووفاة الطفلة، وارتفاع قيمة الخسائر المادية جراء النيران، خاصة مع وصول سيارات الحماية المدنية متأخرة جدًا لموقع الحريق، وفقًا لحديث سكان «كوم السعادة».
وتمثل هذه الكارثة، واكتشاف فشل «أنظمة» إطفاء الحرائق، دليلًا على الإهمال والتقصير من جانب المسئولين فى محافظة سوهاج، وعلى رأسهم المسئول الأول وهو المحافظ الدكتور أحمد الأنصاري، لاسيما أنّ اختيار أماكن ونقاط وتطوير وصيانة «حنفيات الحرائق» تكون مسئولية المحافظة «ماليًا وفنيًا» وليست مسئولية الحماية المدنية.
كما غاب أعضاء مجلس النواب بدائرة طما عن متابعة هذه الكارثة المدوية التى تسببت فى خسائر ضخمة لـ«سكان» قرية كوم السعادة، رغم تواجدهم بشكل مستمر أثناء العملية الانتخابية فى «دواوير» العائلات بحثًا عن الأصوات الانتخابية، ثم الفوز بـ«كرسى» البرلمان.
وكشفت هذه الواقعة عن أنّ أعضاء مجلس النواب بدائرة طما يبحثون فقط عن مصالحهم الخاصة دون الاهتمام بمصالح سكان الدائرة ومنهم أهالي قرية «كوم السعادة» الذين تكبدوا خسائر فادحة فى الحريق، ولابد من تقديم التعويضات المناسبة لهم.
وقال عدلي أبو عقيل، رئيس مجلس مدينة طما، إنّ الشئون الاجتماعية بالمركز حصرت جميع خسائر الأهالى فى حريق قرية «كوم السعادة»، لافتًا إلى أنه سيتم «تعويض» الأهالى وفقًا للقوانين التى تنظم هذه العملية.
وأضاف «أبو عقيل» فى تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنّه تم الدفع بسيارات الحماية المدنية (المطافي) من طما والمدمر ومشطا وطهطا للسيطرة على الحريق، لافتًا إلى أنّ «البوص» و«الجريد» قنابل موقوتة ساعدت فى اتساع رقعة الحريق، محذرًا الأهالى من الاحتفاظ بهذه المواد بالقرب من البيوت.
وعن تأخر سيارات الحماية المدنية فى الوصول لمحل الكارثة، أكدّ «أبو عقيل» أنّ هذا الأمر غير صحيح، لافتًا إلى أنّ المشكلة كانت في الشوارع الضيقة، وصعوبة تحرك سيارات الحماية المدنية بها.
وأكدّ محمد ثروت مكي، نائب رئيس مجلس مدينة طما، أنّ «فرن بلدى» تسببت فى حريق قرية «كوم السعادة»، فضلًا عن أنّ شدة الرياح ساعدت على امتداد الحريق للمنازل، واندلاعها في «الأحواش».
وأضاف لـ«النبأ» أنّ سيارات الحماية المدنية لم تصل متأخرة، ولكن «خراطيم» سيارات المطافئ طولها 100 متر، لكن مسافات الحريق امتدت لأكثر من 400 متر، فضلًا عن ضيق الشوارع فى هذه القرية التى تصل لـ«متر أو اثنين».
وأشار إلى أنّ الحماية المدنية استعانت بـ«مواتير مياه» للمساعدة فى إخماد الحريق.
وقال «مكى» إنّه لا توجد مصلحة للجهاز التنفيذي فى التأخر عن السيطرة على الحريق، ولكن القيادات التنفيذية والأمنية تواجدت منذ اللحظات الأولى لاندلاع الحريق.
وطالب أهالى القرية الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ سوهاج، بضرورة التحقيق فى تلك الكارثة المدوية، ومحاسبة المقصرين إذا ثبُت وجود إهمال فى السيطرة على الحريق بالقرية.