حياتك في خطر .. تعرف على غابات الأمازون «رئة الأرض» التي تشتعل فيها الحرائق
اندلعت منذ أيام حرائق هائلة في غابات الأمازون المعروفة باسم «رئة الأرض»، حيث نشر مرصد وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" صورا على موقعه الإلكتروني ظهر فيها غطاء كثيف من الدخان يغطي مساحات كبيرة من غابات أميركا اللاتينية في حين أعلنت ولاية أمازوناس البرازيلية حالة الطوارئ بسبب الحرائق، إذ امتدت طبقة الدخان على مساحة 3.2 مليون كيلومتر مربع فوق القارة اللاتينية.
وقال الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو يوم
الجمعة إنه سيرسل قوات اتحادية مزودة بالمعدات الملائمة لمكافحة الحرائق في غابات الأمازون
المطيرة منحيا باللوم في زيادة اندلاع الحرائق هذا العام على الطقس الجاف بشكل أكثر
من العادي.
وأضاف بولسونارو في كلمة في التلفزيون البرازيلي
إن الحكومة تدرك جيدا الوضع وستكافح "الجريمة البيئية" بنفس الطريقة التي
تكافح بها الجريمة العادية. ولكنه قال إن انتشار "المعلومات الكاذبة" فيما
يتعلق بالوضع في شمال البرازيل "لا يساعد في حله".
وقد اثارت هذه الحرائق هلع العالم، نظرا
للأهمية البيئية لهذه الغابات على سكان العالم.
رئة الأرض
وحسب تقرير
بموقع «دويتشه فيله» الألماني، فإن الغابات المطيرة في منطقة الأمازون تزود جميع أنحاء
أمريكا الجنوبية بـ "الأنهار الطائرة"، وتساهم في استقرار مناخ العالم كما
أن بها أكبر تنوع بيولوجي في العالم. اختفاء أشجارها بفعل القطع أو الحرائق له تبعات
خطيرة.
وتنتج غابات الأمازون
المطيرة كميات هائلة من المياه، ليس فقط للبرازيل وإنما لأمريكا الجنوبية بأكملها.
وما تسمى بـ "الأنهار الطائرة" تنقل الرطوبة إلى مناطق واسعة في أنحاء البرازيل.
إنها عبارة عن كتل هواء مشبعة ببخار الماء، تنشأ نتيجة للتبخر، سواء من عالم النباتات
والحيوانات أو من المسطحات المائية والأسطح الأرضية. هذه السحب المطيرة تؤثر أيضًا
على الأمطار في بوليفيا وباراغواي والأرجنتين وأوروغواي وحتى في أقصى جنوبي شيلي.
ووفقًا لأبحاث معهد
الأبحاث الحكومي "INPA"، يمكن لشجرة
يبلغ قطرها 10 أمتار توفير أكثر من 300 لتر من المياه يومياً في صورة بخار تطلقه في
الغلاف الجوي، وهو أكثر من ضعف ما يستهلكه أحد البرازيليين يوميًا.
والحفاظ على غابات
الأمازون أمر لا غنىً عنه بالنسبة للزراعة وإنتاج الغذاء وإنتاج الطاقة في البرازيل.
كما أن عملية إزالة
أشجار ونباتات الغابات المطيرة تلحق الضرر بالتبخر ونطاق تأثير "الأنهار الطائرة"،
كما أن لذلك أيضا تأثيراً على هطول الأمطار في العديد من بلدان أمريكا الجنوبية. بالإضافة
إلى ذلك، توفر غابات الأمازون ما يقرب من خمس المياه العذبة التي تصب في المحيطات.
وتخزن الأمازون
والغابات الاستوائية الأخرى ما بين 90 و140 مليار طن من الكربون، وتساعد بذلك على استقرار
المناخ العالمي. وتمثل غابات الأمازون المطيرة وحدها 10٪ من إجمالي الكتلة الحيوية
للكوكب. وفي المقابل فإن الغابات التي تمت إزالة شجرها ونباتها هي أكبر مصدر لانبعاثات
الغازات الدفيئة. وإزالة الغابات من أجل تحويلها لأراض تستخدم للزراعة ينتج عنها إطلاق
غازات دفيئة في الغلاف الجوي وتزعزع استقرار المناخ.
ونصت اتفاقية باريس
للمناخ لعام 2015 على وضع هدف الحد من ارتفاع حرارة الأرض إلى أقل من درجتين مقارنة
بعصر ما قبل الثورة الصناعية، وينطوي ذلك حتماً على الحفاظ على الغابات. وتظهر بيانات
الأمم المتحدة لعام 2015 أن البرازيل هي واحدة من البلدان العشرة التي لديها أعلى انبعاثات
للغازات الدفيئة على مستوى العالم.
وأعلنت البرازيل
التزامها دولياً بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 43 في المائة بحلول عام 2030
مقارنة بمستويات عام 2005. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، التزمت البلاد بزيادة حصة الطاقة
الحيوية المستدامة في مزيج الطاقة لديها، والتزمت بأمور أخرى أيضاً من بينها إعادة
تشجير 12 مليون هكتار من الغابات.
وعشرة في المئة
من جميع الأنواع المعروفة على وجه الأرض موطنها هي منطقة الأمازون. إنها أكبر الغابات
الاستوائية في العالم وبها أكبر تنوع بيولوجي على مستوى العالم. وبها أيضًا عدد كبير
من الأنواع التي لا تزال غير معروفة للعلماء، خاصة في المناطق النائية.
والحفاظ على التنوع
البيولوجي أمر مهم لأنه يضمن الاستدامة لجميع أشكال الحياة. كما أنه من خلال ذلك تتعافى
من الكوارث بشكل أفضل، مثل حرائق الغابات، النظم الإيكولوجية الصحية والمتنوعة.
ويساهم الحفاظ على
التنوع البيولوجي أيضًا في تثبيت النظم البيئية الأخرى في المنطقة. والشعاب المرجانية
الضخمة قبالة مصب نهر الأمازون في المحيط الأطلسي هي موطن للشعاب المرجانية المهددة
بفعل ارتفاع حرارة الأرض.
ووفقًا لعالم الأحياء
كارلوس إدواردو لايتى فيريرا من جامعة فيدرال فلومينينسى في ريو دي جانيرو، فإن هذه
الشعاب يمكن أن تساعد في إعادة ملء المناطق المتضررة في المحيطات بالشعاب المرجانية.
ومع ذلك، فإن شركات النفط مثل توتال وبي بي (بريتش بيتروليوم) لديها خطط للتنقيب عن
النفط بالقرب من شعاب الأمازون، مما يهدد هذا النظام البيئي.
والأنواع التي تستوطن
غابات الأمازون مهمة أيضاً لإنتاج الأدوية والأطعمة وغيرها من المنتجات. ويوفر أكثر
من 10 آلاف نوع من النباتات في المنطقة مكونات فعالة للاستخدام الطبي أو مستحضرات التجميل
أو المكافحة البيولوجية للآفات.
ووفقا لدراسة أجرتها
جامعة "ABC" في ساو باولو، فإن استخدام ما يسمى بـ"مخلب
القط"، وهي نبتة موطنها غابات الأمازون، لا يقتصر على علاج التهاب المفاصل والعظام
فحسب، بل يمكن استخدامها أيضاً في التقليل من التعب وتحسين نوعية حياة مرضى السرطان
في المراحل المتقدمة.
وتباع منتجات الغابات
المطيرة في جميع أنحاء البرازيل: التوت الأسي، والغوارانا، والفواكه الاستوائية، وقلوب
النخيل، وأيضًا منتجات سكان المنطقة الأصليين. وأهم ما تصدره البرازيل: الجوز البرازيلي،
والجارينا (نوع من النخيل)، والروتيل (معدن)، والجابوراندي (مواد عشبية فعالة)، والخشب
الوردي النفيس، والصمغ، والزيوت.
"رئة
الكوكب" ومصدر الأكسيجين
وحسب تقرير
منشور على موقع «euronews»، جاء فيه:
تبلغ مساحة غابة
الأمازون نحو 5.5 ملايين كيلومتر مربع وهي بذلك أكبر غابة استوائية في العالم، وتحتوي
على كنز لا يقدّر بثمن من التنوع البيولوجي. اليومَ تبدو الأمازون مهددة أكثر من أي
وقت مضى، بسبب اندلاع حرائق مخيفة فيها، زادت نسبتها نحو 84 بالمئة عن الحرائق في العام
الماضي. ولكن الأمازون مهددة أيضاً بسبب مشاريع البشر، ومنها مشاريع الرئيس البرازيلي،
جائير بولسونارو، على ذمة وثائق نشرها موقع استقصائي بريطاني، يوم أمس، وهي مهددة بشكل
عام بسبب أعمال إزالة الغابات وتوسّع رقعة الأراضي الزراعية والتمدن إلخ.
ولكن هل تساءلت
يوماً لمَ غابة الأمازون بهذه الأهمية ولمَ تهتم بها الصحافة إلى هذا القدر؟ وهل الضرر
الذي يلحق بالغابة سيؤثر على جميع الناس في الأرض لا البرازيليين وحدهم؟ على الساكنين
في اليابان أو الدول الإسكندينافية أو العالم العربي؟ أدناه قائمة بأهم ما نعرفه عن
الأمازون، الغابة التي أطلق عليها ذات يوم لقب رئة الأرض.
ويمتد حوض الأمازون
الذي تبلغ مساحته 7.4 مليون كيلومتر مربع في تسعة بلاد من أميركا اللاتينية، بينها
غويانا الفرنسية، ولكن الجزء الأكبر منه، أي نحو 60 بالمئة، موجود في الأراضي البرازيلية.
وثمة في الحوض، مساحة تقدّم بنحو 2.1 مليون كيلومتر مربع، وهي عبارة عن محمية طبيعية،
تضمّ ربع مخلوقات الأرض إضافة إلى 300 ألف نوع من النباتات و2500 نوع من الأسماك و1500
من الطيور و500 نوع من الثدييات و2.5 مليون نوع من الحشرات، بحسب منظمة معاهدة التعاون
الأمازوني (ACTO). ومنذ العام 1999 تم اكتشاف نحو 2.200 نوع من الحيوانات
والنباتات في تلك الغابة.
وتحتوي الأمازون
على ثلث الغابات الأساسية في العالم تقريباً إضافة إلى 20 بالمئة من المياه العذبة
الناتجة عن وجود نهر الأمازون، أكبر نهر في العالم (6900 كيلومتر) وروافده الكثيرة.
وبحسب ما تقوله مصادر الصندوق العالمي للطبيعة، تمتص الغابة بين 90 و140 مليار طنّ
مكعب من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً. هذا يعني أنها تسهم بشكل أساسي بحد التلوث
العالمي. وحذرت منظمات بيئية من أن المساس بالغابة قد يؤدي إلى إطلاق كمية من هذه الغازات
التي قد تؤدي إلى تضخم الاحتباس الحراري.
وتشير إحصائيات الصندوق
العالمي للطبيعة إلى أن غابة الأمازون خسرت نحو 20 بالمئة من مساحتها خلال آخر 50 عاماً،
ولكن المنظمة تحذر من أن عملية إزالة الغابات في تسارع منذ وصول بولسونارو إلى سدّة
الرئاسة في العام الماضي.
وبحسب ما تقوله
الوكالة الوطنية للبحوث الفضائية في البرازيل، إن عملية إزالة الغابات تضاعفت 4 مرات
في شهر تموز/يوليو من هذه السنة، مقارنة بالعام الماضي. وتشير الأرقام إلى أن نحو
2.254 كيلومتراً مربعاً من الغابات أزيلت في الشهر السابع من 2019 مقارنة بنحو 500
كيلومتر في الشهر نفسه من العام الماضي.
وبلغ التضخم في
نسبة عملية إزالة الغابات إذاً نحو 278 بالمئة ويعود الأمر في ذلك إلى المشاريع الزراعية،
البناء والعمران، بناء السدود والبنى التحتية والمناجم، إذ تعتبر المنطقة غنية بالذهب
والألومنيوم والنيكل وغيرها من المعادن.
أهم الأسئلة عن الغابات
أين تقع غابات الآمازون
المطيرة؟
تقع غابات الآمازون
فى قارة أمريكا الجنوبية وتغطى ثمان دول، غير أن ثلثيها يقع فى البرازيل.
ما هى مساحتها؟
تغطى غابات الأمازون
40% من أمريكا الجنوبية وهى مساحة تبلغ ما يقرب من ثلثى الولايات المتحدة، وفقا لصندوق
الحياة البرية العالمى.
من هم سكان الأمازون؟
يعيش أكثر من
30 مليون شخص فى منطقة الأمازون، وتضم أيضًا أعدادًا كبيرة من الثدييات والطيور والبرمائيات
والزواحف معظمها فريدة من نوعها فى المنطقة.
وبحسب شبكة سى.إن.إن، يتم اكتشاف نوع جديد من النباتات أو الحيوانات هناك كل يومين.
ما أهمية هذه الغابات
للبشرية؟
تنتج غابات الامازون
حوالى 20% من الأكسجين على الأرض، وغالبا ما يشار إليها باسم "رئة الكوكب".
ومن ثم فإن الحرائق المشتعلة بها حاليا تهدد النظام البيئى للغابات المطيرة ويؤثر أيضًا
على الكرة الأرضية بأكملها.
كما نتج كميات هائلة
من المياه، ليس فقط للبرازيل وإنما لأمريكا الجنوبية بأكملها إذ تزود جميع أنحاء القارة
بـما يسمى "الأنهار الطائرة".
ما هى المنتجات
التى تقدمها هذه الغابات؟
توفر هذه الغابات
أكثر من 10 آلاف نوع من النباتات التى تستغل مكوناتها للاستخدام الطبى أو مستحضرات
التجميل أو المكافحة البيولوجية للآفات. وبحسب تقرير للإذاعة الألمانية فإن احد منتجاتها
ويسمى "مخلب القط" يستخدم فى انتاج ادوية لمرضى السرطان وعلاج التهاب المفاصل
والعظام.
ما أهميتها فى مواجهة
التلوث العالمى؟
تخزن الأمازون والغابات
الاستوائية الأخرى ما بين 90 و140 مليار طن من الكربون، وتساعد بذلك على استقرار المناخ
العالمى، بحسب تقرير الإذاعة الألمانية. وتمثل غابات الأمازون المطيرة وحدها 10% من
إجمالى الكتلة الحيوية للكوكب.
ما الذى يحدث ومتى
بدأ؟
منذ بداية عام
2019، أبلغ المعهد الوطنى البرازيلى لأبحاث الفضاء عن 72.843 حريق فى البلاد، مع أكثر
من نصف هذه الحرائق شوهدت في منطقة الأمازون.
ما اسباب هذه الحرائق؟
ويتهم نشطاء البيئة
الرئيس البرازيلى جائير بولسونارو بتشجيع المزارعين على قطع الأشجار وإزالة الغابات
المطيرة، كما يقولون إن الحرائق مرتبطة بسياسات بولسونارو. وفى المقابل يتهم الرئيس
البرازيلى المنظمات الأهلية بأنها من تقف خلف هذة الحرائق لتشويه صورة حكومته.