رئيس التحرير
خالد مهران

ياسر رزق.. رجل «تهيئة الأجواء» والصوت الصحفى الوحيد فى «أذن» الرئيس (بروفايل)

ياسر رزق - بورتريه
ياسر رزق - بورتريه للفنان دسوقى البغدادي


فى وقتٍ انشّغل فيه متابعو «السوشيال ميديا» بفيديوهات المقاول الموجود فى إسبانيا محمد على، وما يبثه وائل غنيم، أحد أبرز شباب «ثورة يناير» من فيديوهاتٍ أثارت جدلًا واسعًا، كان الكاتب الصحفى ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم»، كفيلًا بتغيير بوصلة مواقع التواصل الاجتماعي مؤقتًا، الخميس الماضى، بمقالٍ صحفي جديدٍ عن ما يُطلق عليه «إصلاحًا سياسيًا» سيدخل حيز التنفيذ خلال العام الجارى، وتتركز أعمدته فى تغييراتٍ إعلاميةٍ، واندماجاتٍ بين الأحزاب، وانتخابات المجالس النيابية والمحلية.


الظهور الأخير لـ«رزق» يُعد الأول له بعد تصاعد الحديث مؤخرًا عن ترشيحه لمنصب رئيس المجلس الأعلى لـ«تنظيم الإعلام» خلفًا لـ«مكرم محمد أحمد»، وهو الأمر الذي يُعد امتدادًا لأخبارٍ سابقةٍ تواترت بعد مقالات رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم»، عن عام الإصلاح السياسي، والتي كانت تمهيدًا لـ«التعديلات الدستورية» التى أُجريت فى إبريل الماضى، وبلغ عدد الموافقين عليها 23 مليون و416 ألف و741 ألف بنسبة 88.83% من الأصوات الصحيحة.

نرشح لك: عملية إيقاظ «العملاق النائم» فى نقابة الصحفيين



البداية الحقيقية لـ«علاقة» السيسى وياسر رزق

منذ الفترة التي تلت «30 يونيو» 2013، والإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من سدة الحكم، ثم صعود عبد الفتاح السيسي وتصدره المشهد السياسي، التّفت مجموعة من الصحفيين حوله، وحاولوا الإيحاء للجميع بأنهم الأكثر قربًا منه، أو أنهم المتحدثون باسمه، ولكن هذا لم يحدث، وكان أبرز هؤلاء الصحفيين محمد حسنين هيكل (23 سبتمبر 1923 - 17 فبراير 2016)، الذي كان يريد أن يجد له موطأ قدمٍ مع «الرجل القوى» وقتها، ووصف المشير عبد الفتاح السيسي، عندما كان مرشحًا للرئاسة في إبريل 2014 بأنه «مرشح الضرورة»، قائلًا: «تجربة مصر مع المؤسسة العسكرية والمشير السيسي، لابد وأن تنجح».


لكن عند الحديث عن الدائرة الصحفية المقربة من السيسي «يقفز» إلى الأذهان مباشرةً الكاتب ياسر رزق، بل يكان يكون الصحفي «الوحيد» القريب جدًا من الرئيس.


بعكس ما يعتقد كثيرون، فإنّ «رزق» لم يعرف «السيسي» إلاّ بعد ثورة يناير مباشرةً، وقتَ أن كان الأخير مديرًا لـ«المخابرات الحربية والاستطلاع»، رغم أنّ رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم» كان على علاقةٍ وثيقةٍ بكل قادة الجيش باعتباره عمل محررًا عسكريًا لمدة «30» عامًا.


لا ينكر «رزق» أنه أُعجب بشخصية «السيسي» منذ ذلك الوقت، وأنّه تمنى أن يصبح «السيسي» رئيسًا للجمهورية فى الفترة التى تلت «ثورة يناير» مباشرةً لأنه مخلص ووطني ولديه كاريزما ورؤية، بحسب ما يرى الصحفي الشهير.


فى أحد لقاءاته كشف «رزق» عن أنّ السيسي أخبره وقت البحث عن مرشح للانتخابات الرئاسية في 2012، أنّ القوى السياسية عليها البحث عن شخصيةٍ مدنيةٍ أو خبيرٍ اقتصادي في الأربعينيات، مخلص ووطني ولديه «كاريزما» ورؤية لترشيحه فى أول انتخابات رئاسية بعد ثورة يناير.


يقول «رزق» إنّه أخبر زميلًا إعلاميًا له (لم يسمِه) أنّ هذا الرجل (أى السيسي) هو الأنسب لمنصب الرئيس فى ذلك الوقت، يتابع: «قلت لزميلي: ولكن كيف يحدث هذا وقد كان ترتيبه (أى السيسي) بين قادة الجيش 140 من حيث الأقدمية».


لكن «رزق» يرى أن «ربنا رتب أن السيسي يأتى رئيسًا بعد فترة حكم الإخوان» ويدلل على ذلك قائلًا: «السيسى كان حلمه أن يصبح طيارًا مقاتلًا، وبالفعل دخل الثانوية الجوية ثم الكلية الجوية ولكنه تركها ودخل الكلية الحربية، وتخرج فيها ضابط مشاة».


يُتابع: «لو السيسي كان كمل فى الكلية الجوية مثلًا، لأصبح فى وقت الثورة على الإخوان رئيسًا لأركان القوات الجوية، وليس وزيرًا للدفاع، لأنه جرى العرف أن يأتى القائد العام للقوات المسلحة من القوات البرية وليس الجوية أو البحرية.. السيسي يصنع المستحيل».


نرشح لك: «مفرمة» الفصل والتسريح تُهدد الصحفيين بـ«الموت البطىء»


سر «الكيمياء» بين الرئيس والصحفي الشهير

جرت مياه كثيرة فى النهر، وصل الدكتور محمد مرسى لـ«كرسى الحكم»، ثم أُطيح به فى 3 يوليو 2013 ببيان قرأه «السيسي» الذي كان وقتها وزيرًا للدفاع، ومن هنا تصاعدت علاقة «رزق» والرجل القوى وقتها؛ وكان رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم» أول صحفي يجري حوارًا مع «السيسي»، وقت رئاسة «رزق» لتحرير جريدة «المصري اليوم».


وفى هذا الحوار كان أول «تلميح» للسيسي بإمكانية ترشحه للرئاسة في انتخابات 2014.


الأمر الثاني أنّ التسجيلات الصوتية «المسربة» لأجزاءٍ لم تنشر في الحوار أكدت العلاقة «الوطيدة» بين «رزق» و«السيسي»، وكان هذا الحوار انفرادًا صحفيًا حقيقيًا جعل المراقبين يقولون: «إنّ رزق هو صحفي الرئيس».


الأمر الثالث الذي يكشف عن قرب «رزق» من الرئيس، يتمثل فى التصريحات التى كان يُطلقها دائمًا الأول وتدل على أنّه قريب جدًا من دوائر صُنع القرار؛ فقد ذكر «رزق» أن «الرئيس أكد له أنه يبحث عن شخصيات تتمتع بالكفاءة والشرف والوطنية والنزاهة والقدرة على تحمل مسؤولية قيادة دولة بحجم مصر.. وأن السيسي يتولى حاليًا إعداد قيادات وكوادر يمكنها تولي منصب رئاسة مصر.


وفي إحدى مقالاته عن عام الإصلاح السياسي، كتب «رزق» أنّ السيسي بعد 3 أسابيع من ثورة 30 يونيو، كان يستعد لإذاعة بيانٍ يعلن فيه أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية، وأنه لا يريد الحكم، كاشفًا عن أنه (أى رزق) طلب منه إرجاء إذاعة البيان أو إلغاء الفكرة من الأساس؛ فقد تأتي ظروف قاهرة تدفعه إلى خوض الانتخابات تحت ضغط شعبي هائل.


يرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بـ«الجامعة الأمريكية» أنّ «السياسيّ» دائمًا يحتاج إلى صحفى أو أعلامي يستطيع تقديم أفكاره وطرحها للرأي العام، لافتًا إلى أنّ الثقة تكون «الرابط» بين الاثنين، فضلًا عن التوافق في الاتجاهات.


وأضاف لـ«النبأ» أنّ «السيسي» مُعجب بتجربة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، ولهذا كررها وأصبح له صحفى مُقرب منه جدًا وهو ياسر رزق.


يتابع: «هناك كيمياء بين السيسي ورزق، تحس إن الرئيس يستريح له، بينهما شبه، ورئيس مجلس إدارة أخبار اليوم يُدرك جيدًا التعامل مع العقلية العسكرية، ويقدم تغطيةً وكتاباتٍ تُعجب الرئيس وهكذا».


وانتقد «صادق» بقية الصحفيين الذين يحاولون الوصول لـ«قلب الرئيس» قائلًا: «كلهم عايزين يوصلوا، لكن هناك كثيرين مجرد إداريين يتلقون تعليماتٍ من الرئاسة وأجهزتها، بينما السيسي من الممكن أن يكون لا يعرف من هو رئيس تحرير أكبر جريدة في البلد لأنها أصبحت في حالةٍ مأساويةٍ».



هل أصبح «رزق» الكاتب الوحيد لـ«نظام 30 يونيو»؟

منذ منتصف العام الماضي، بدأ الحديث عن التعديلات الدستورية، وزاد بقوة خلال بداية 2019، لكنّ أول مقال لـ«ياسر رزق» عن «الإصلاح السياسي» وعن ضرورة هذه التعديلات كان كفيلًا للتأكيد على أنّ السلطة عازمة على إجراء هذه التعديلات التى أُستفتى الشعب عليها بالفعل في إبريل الماضي.


فى مقالاته يرى «رزق» أنّ «الإصلاح السياسي» تأخر لأسبابٍ تتعلق بـ«التهديدات الخارجية»، والأمن الداخلى، ووضع رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم» تعريفًا لـ«الإصلاح السياسي»، بأنه «السياج الذي يصون كل ما تحقق للشعب من مكتسبات استقرار أمني وانطلاق اقتصادي خلال خمس سنوات مضت، فلا تزعزعها هزات ولا تقوضها أنواء أيام الضباب»، لافتًا إلى أنه سيكون مظلة حماية نأمن بها على مستقبل الحكم، دون وجل ولا قلق مما قد يحدث بعد ثلاث سنوات، ولا نستطيع التنبؤ به. 


وتابع: «الإصلاح السياسي الذي أعنيه، هو عملية تغيير، تعزز الحياة الحزبية، وتدعم القوى السياسية، وتؤسس لتداول السلطة في ظل نظام 30 يونيو، وتكفل حرية الرأي والتعبير للكتلة الوطنية». 


كثيرون يرون أنّ مقالات «رزق» عن التعديلات الدستورية كانت «تهيئةً للأجواء» قبل أن تدور «ماكينة» هذه التعديلات فعليًا، ويتم إجراؤها، وهى التعديلات التى كان يراها رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم» ضرورةً بسبب القلق على مستقبل الحكم بعد السيسي، وضمان استقرار مستقبل الحكم في البلاد وتوفير المناخ الآمن لاستمرار المشروع الوطني لبناء الدولة الحديثة، جنبا إلى جنب مع المضي في عملية إصلاح سياسي يحول دون وثوب جماعة الإخوان إلى السلطة أو تمكنها من مفاصل الدولة، وتؤسس لتداول سلمى للحكم بإرادة الشعب ينهي مرحلة انتقالية بدأت في يناير ٢٠١١، ولا تنتهي قبل ٢٠٣٠. 


ونفى رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم» أن يكون كتب مقال «عام الإصلاح السياسي الذي تأخر» بأوامر أو إذن من «مراجع عليا»؛ للتمهيد لحزمة تعديلات سابقة التجهيز؛ باعتباره رئيس مجلس إدارة مؤسسة قومية. 


وأكدّ «رزق» أنه لا يعيبه أن يمهد للتعديلات الدستورية إذا كانت ضروريةً؛ باعتباره كاتبًا ينتمى إلى «نظام ٣٠ يونيو»، وكذلك لا يعيبه أن يتداول مع صناع القرار أو صاحب القرار ذاته للاستنارة قبل طرح موضوعات ذات حساسية لتجنب إحداث تأثيرات سلبية غير مرغوب فيها على المصلحة الوطنية.


وقال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي بـ«جامعة القاهرة»، إنّ الصحفى ياسر رزق كان له السبق فى تقديم عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرًا للدفاع؛ بعد نشره حواراتٍ صحفيةً أُجريت مع الأخير في «المصري اليوم».


لكنّ «العالم» لا يهتم كثيرًا بمقالات «عام الإصلاح السياسي» التي يكتبها «رزق»، ويضيف لـ«النبأ» أنّ «رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم يكتب زي ما يكتب، والرئيس كما هو معروف عنه لا يُلزمه أحد بشيء».


وينتقد أستاذ الإعلام السياسي الأداء الصحفى قائلًا: «لا يوجد انفراد نقله إعلامي معين عن الرئيس السيسي، ولا توجد حوارات خاصة تكون نتيجة وجود علاقةٍ مباشرةٍ بين الرئيس والصحفي الذي يُجري هذا الحوار».


ويستكمل: «قديمًا كان القراء ينتظرون مقالات موسى صبرى حتى يعرفون ماذا يدور فى عقل الرئيس محمد أنور السادات، وكذلك مقالات سمير رجب، لمعرفة دماغ الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، فضلًا عن إبراهيم نافع الذى كان متواصلًا مع مبارك أيضًا».


وقال أيضًا: «في السابق كانت هناك مؤشرات تجعلنا نقول إنّ هذا الصحفي قريب من الرئيس، فمثلا مبارك كان يُشيد بالكاتب الصحفي سمير رجب في العلن.. هذا مؤشر قوي على العلاقة الوثيقة بينهما».


وعن التصريحات التي يخرج بها «رزق» وينسبها للرئيس، قال: «الكل يتنافس لإثبات أنه قريب من الرئيس، ولكن الوسط الصحفي له الواقع الذي يُترجم إلى حوارات وأحاديث خاصة مع الرئيس، وانفرادات».


يُدلل «العالم» على هذا الأمر بأنّ الصحف دورها «منكمش» خلافا لما كانت عليه فى مراحل سابقة والتى كان فيها الرأي العام ساخنًا دائمًا، بقضايا وطلبات إحاطة تقدم من البرلمان، وغيرها.


نرشح لك:  «أحداث 15 مايو.. شيء من المراجعة».. تفاصيل مقال «السناوي» الممنوع من النشر فى «الشروق»



التمهيد لـ«دمج» الأحزاب السياسية

كان أول حديثٍ رسمي عن «دمج الأحزاب» فى إبريل 2018، عندما دعا الرئيس السيسي لضرورة التعاون بين رؤساء الأحزاب السياسية، وإجراء مفاوضات بينهم؛ حتى يحدث تقارب بين هذه الكيانات، سواء عن طريق «الدمج» أو التحالف السياسي حول القضايا المختلفة، والمعارك الانتخابية.


وفي إطار حديثه عن ما يسميه «الإصلاح السياسي»، دعا ياسر رزق «إلى إجراء حوار بين الأحزاب خاصة الوفد ومستقبل وطن لتنفيذ مبادرة تستهدف دمج المتشابه منها في البرامج والأفكار والتوجه السياسي»، مؤكدًا أن هذه المبادرة الهدف منها «تشكيل كتل سياسية تعبر عن اليمين واليسار والوسط، قادرة على الفرز وانتقاء العناصر ذات الكفاءة وتأهيل الكوادر القيادية لخوض الانتخابات بدءًا من المحليات وحتى رئاسة الجمهورية».


وفي مقاله الأخير، عاد «رزق» مجددًا للحديث عن «دمج الأحزاب»، وتكتل المتشابه منها، قائلًا: «أحسب من الضروري تحفيز عملية الائتلاف والاندماج تحت مظلة رعاية وطنية غير منحازة إلا للمصلحة العامة وأظنها مؤسسة رئاسة الجمهورية، بل الرئيس السيسي نفسه».


وفي وقت سابق، قال مدحت الزاهد، رئيس حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي» لـ«النبأ» تعليقًا على مبادرة رزق لـ«دمج الأحزاب المتشابهة»، إنّها فكرة قديمة، وهي امتداد لأفكار موجودة فى النظام السياسي المصري حاليًا، فضلًا عن أنّها «بالونات اختبار».

وأكدّ «الزاهد» أن الحديث المبكر الآن عن «دمج الأحزاب»، يؤكد عن وجود ميل لـ«التصفية والسيطرة والهيمنة وإحكام القبضة» على الأحزاب من قبل النظام السياسي أو الأجهزة الأمنية، لافتًا إلى أنّ ذلك يأتى انطلاقًا من نظرية: «كلما قلّ عدد الأحزاب.. كلما سهل السيطرة عليها والتعامل معها.. وهى نظرية موجودة فى العقلية البيروقراطية المصرية».


بينما رحب الدكتور ياسر الهضيبى، المتحدث الرسمى باسم «الوفد» بمبادرة ياسر رزق لـ«دمج الأحزاب المتشابهة».


وقال لـ«النبأ» إنّ هذه المبادرة «جيدة» وأنّ «الوفد» باعتباره حزبًا عريقًا، دعا كل الأحزاب للتشاور، وعقد اجتماعات فى «بيت الأمة» للتنسيق أو التحالف أو اندماج الأحزاب المتشابهة، مع الأخذ فى الاعتبار أنّ الوفد لا يندمج مع آخر؛ فعلى مدار السنوات، نشأت أحزاب، واختفت أخرى، وبقىّ «الوفد».



ترشيحه لـ«الأعلى للإعلام» خلفا لـ«مكرم محمد أحمد»

وقال ممدوح الصغير، الكاتب الصحفى بمؤسسة «أخبار اليوم»، إنّ ياسر رزق هو أهم كاتب فى الصحافة المصرية حاليًا، وأنّ مقالاته تكون معروفةً للشعب ولـ«صانع القرار»، لاسيما أنّها تتميز بالدقة الشديدة، والاعتماد على المعلومات والأرقام، وتظهر هذه المقالات على فتراتٍ متباعدةٍ، أي أنّها تخضع لتدقيقٍ شديدٍ.


وفى حديثه لـ«النبأ»، يرى «الصغير» أنّ ياسر رزق الأكثر إلمامًا بـ«ملف الصحافة والإعلام»، فضلًا عن قيمته وتاريخه المهنى فى بلاط صاحبة الجلالة، ولهذا قد تراه الدولة «الأصلح» لمنصب رئيس المجلس الأعلى لـ«تنظيم الإعلام» خلفًا للكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد.  


يؤكد «الصغير» أنّ «رزق» هو الأعلى فى بورصة المرشحين للمنصب؛ وأنه قد يكون «حصنًا للإعلام»، لافتًا إلى أنّ رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم «شخص إنساني جدًا»؛ ولهذا قد تجد العمال والبسطاء فى المؤسسة يتمنون بقاءه لأنه «حصن أمان لهم.. ولكن اللى بيحب حد بيتمناله الخير دائمًا».


وتابع: «حتى عندما يسافر ياسر رزق مع الرئيس فى سفرياته الخارجية، فإن كتاباته تكون دائمًا قطعةً أدبيةً وليست مجرد تغطيةٍ للحدث السياسي المشارك فيه الرئيس، فهو يُجهز جيدًا دائمًا لما يكتبه».



بطاقة هوية.. من الإسماعيلية لـ«قمة» الهرم الصحفى

ولد ياسر رزق فى محافظة الإسماعيلية عام 1965، وتخرج فى كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1986، وبدأ العمل فى مؤسسة «أخبار اليوم» منذ بداية دراسته، ثم عمل محررًا عسكريًا، ومحررًا لـ«شئون الرئاسة» حتى 2005، وهو العام الذى تولىّ فيه رئاسة تحرير مجلة «الإذاعة والتليفزيون».


عاد «رزق» رئيسًا لتحرير «الأخبار» فى يناير 2011، وفى  22 أغسطس 2012 أصبح رئيسًا لتحرير «المصري اليوم»، واستمر فى منصبه سنة و«3» أشهر، ثم عاد رئيسا لمجلس إدارة «أخبار اليوم».


يؤمن «رزق» بأهمية الصحافة الورقية، ويرى أنه بدونها لا يوجد تليفزيون ولا صحافة إلكترونية، ويقول دائمًا إنّ «الجورنال من مظاهر سيادة الدولة».


ينظر رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم» نظرةً دونيةً لـ«الصحف الخاصة والحزبية»، ويرى أنها ليست مؤسسات، خاصة أنها لا تمتلك مطابع ولا شركات توزيع، وأنّ 80 % من توزيع الصحف الورقية يكون من الإصدارات الخاصة بالمؤسسات القومية.


يُرجع «رزق» خسائر الصحف الورقية لعدة أسباب؛ أولها: قلة الإعلانات وانخفاض أسعارها، ارتفاع تكلفة الطباعة، كما يتهم الإخوان فى هذه الأزمة، ويرى أنّ عام وجودهم فى الحكم دمر المؤسسات القومية، وامتص جميع ودائعها، فضلًا عن وجود حرب تشن على هذه المؤسسات من المحليات وذلك فى ما يخص الأصول المملوكة لها من الأراضي.