ظهرت بعد انتخابات النقابة.. قصة تأسيس «3» مجموعات إليكترونية لـ«خدمة الصحفيين»
على الرغم من وجود عددٍ من «الجروبات» الخاصة بالعاملين فى «بلاط صاحبة الجلالة» مثل «قهوة الصحفيين»، «منتدى قهوة الصحفيين»، «جبهة الدفاع عن الصحفيين» وغيرها، إلا أنّ هذه المجموعات كانت تقتصر على تبادل أرقام المصادر فى التخصصات المختلفة، أو يستغلها الزملاء فى الترويج لموضوعاتهم، فضلًا عن طرح فرص عملٍ في أقسامٍ مختلفةٍ.
ولكن منذ انتخابات نقابة الصحفيين التى أُجريت فى شهر مارس الماضي، ظهرت مجموعة من «الجروبات» الخاصة بالصحفيين تُقدم العديد من الإجابات الشافية لاستفسارات الزملاء، وحققت تفاعلًا كبيرًا من قبل العاملين فى «بلاط صاحبة الجلالة».
ومن هذه «الجروبات»: «أخبار نقابة الصحفيين»، «استعلامات الصحفيين»، «علاج الصحفيين»، وهى مجموعات دشنها زملاء مكلفون بتغطية الملف الصحفي والنقابي، أو مهتمون بشئون المهنة وخدمة الزملاء.
ويوميًا تتلقى تلك «الجروبات» أسئلة عن شئون العاملين فى المهنة مثل «بدل التدريب والتكنولوجيا»، القروض المختلفة التي تقدمها نقابة الصحفيين، الاشتراك فى مشروع العلاج، أو أسئلة تتعلق ببطاقات التموين، استخراج جوازات السفر وبطاقات الرقم القومي، الدورات المختلفة التي تقدمها النقابة، وغيرها.
نرشح لك: ياسر رزق.. رجل «تهيئة الأجواء» والصوت الصحفى الوحيد فى «أذن» الرئيس (بروفايل)
مجموعة لـ«مشروع العلاج»
الزميل ياسر سليم، مؤسس جروب «علاج الصحفيين» كشف عن أنّ المناقشات مع المسئولين مع «مشروع العلاج» بالنقابة أثناء استقبال طلبات تجديد الاشتراكات، كانت البداية لتأسيس هذا الجروب.
وقال لـ«النبأ»: «أثناء المناقشة عرضت فكرة إنشاء مجموعات للتواصل بين المسئولين في المشروع ومشتركيه؛ بحيث يتم الرد على استفسارات الزملاء فورًا في أي مشكلة صحية تواجه المشترك؛ فضلًا عن تقديم النصح والإرشاد لأفضل الأطباء أو المستشفيات المتعاقدة مع النقابة».
وأشار إلى أنّه اكتشف عدم قدرة موظفي إدارة مشروع العلاج على التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفعه لتأسيس مجموعتين على تطبيق «واتس آب» ومجموعة مغلقة على «فيس بوك»، متابعًا: «وضعت نفسي همزة وصل بين مستخدمي هذه المجموعات ومسئولي مشروع العلاج».
وبخصوص أهداف الجروب، قال «سليم» إنّها تتركز فى تسهيل تبادل الخبرات والنصائح الطبية بين مشتركي مشروع العلاج؛ لتعظيم استفادة كل عضو من المشروع؛ وتسهيل وصوله لمبتغاه سواء كان طبيبًا أو مستشفى.
واستكمل: «لمست الاستقبال الكبير بالترحاب لهذه المجموعات؛ فسعيت لمزيد من التفاعل عليها بتشجيع الزملاء مندوبي صحفهم ومواقعهم الإخبارية في وزارة الصحة والهيئات المرتبطة؛ على التواجد بهذه المجموعات سواء على «واتس آب» أو «فيس بوك»، كما حرصت على تشجيع كل صاحب تجربة علاجية على كتابتها لإفادة أكبر قدر من الزملاء، فضلًا عن إضافة أطباء ومسئولي علاج بمختلف الهيئات والمؤسسات العلاجية».
وعن أهم الضوابط الحاكمة للجروب، أكدّ «سليم» أنه وضع ضوابط صارمةً للمشاركات بالمجموعات؛ أهمها الاقتصار فقط على ما يتعلق بأمور العلاج والصحة، مع إتاحة النشر عن النصائح الطبية والجديد في أمور العلاج، ومع التوسع وانضمام المزيد كل يوم بهذه المجموعات؛ كان هناك من لم يقرأ جيدًا هذه الضوابط، وكان الأمر يتطلب متابعةً على مدار الساعة لحذف أي مشاركةٍ مخالفةٍ حتى لو كانت مفيدةً ولكنها خارج موضوع المجموعة وأهدافها؛ وتسبب ذلك في إغضاب البعض بل وخروجهم منها ولكنه كان سببًا في استمرار آخرين كان يزعجهم وجود مشاركات تُربك المجموعة وتضيع أهدافها.
وقال إنّ الاستفسارات التي ترد على المجموعة تتركز في الأسئلة الخاصة عن أفضل الأطباء والمستشفيات في نطاق جغرافي معين؛ وكيفية الحصول على الخدمات النقابية الخاصة بمشروع العلاج في حالات معينة؛ فضلًا عن الاستفسار عن تجارب الزملاء مع طبيبٍ أو مستشفى معينٍ.
مجموعة أخبار نقابة الصحفيين
وقال الزميل وليد صلاح، مؤسس جروب «أخبار نقابة الصحفيين»، إنّ انتخابات النقابة الأخيرة كشفت للذين شاركوا فيها على الأرض، أو للذين رصدوا الحضور، عن أنّ شريحةً كبيرةً كانت غائبةً عن مشهد الانتخابات رغم كبر الكتلة التصويتية التى حضرت، ولكن هذا الجمهور كان «موسميًا» حضر فقط في لحظة التصويت.
وتابع لـ«النبأ»: «حضر في هذه الانتخابات شباب، وشيوخ فى المهنة، ولكن لو سألتهم عن آخر مرة دخلوا النقابة فيها، أو نوعية الخدمات التي حصلوا عليها، ستجد أنّ المحصلة صفر»، مضيفًا أنه من هنا جاءت فكرة إيجاد طريقةٍ أو وسيلةٍ تجمع الزملاء بمختلف الانتماءات الفكرية أو المؤسسية.
وكشف الزميل وليد صلاح، عن أنّ أحمد بلال، الصحفى فى جريدة «المصري اليوم» كان الطرف الأكثر تفاعلًا مع هذه الفكرة، وهو صاحب مقترح أن يكون «أخبار نقابة الصحفيين» جروبًا لا صفحة؛ لتغطية الجزء الغائب عن أعضاء الجمعية العمومية في ما يخص الخدمات أو حقوق الأعضاء على مجلسهم.
وأضاف أنّ نقابة الصحفيين تقدم خدماتٍ لا يعرفها الأعضاء أحيانًا؛ لأن ليس كل هؤلاء الأعضاء تصل لهم «إيميلات» النقابة مثلًا، أو يقرءون لوحة الإعلانات التى تكون مزدحمةً أصلًا، ولذلك كان الهدف الأساسي من «الجروب» هو تعريف الزملاء بهذه الخدمات، ومناقشة ما ينقصها وأبرزها طبعًا «مشروع العلاج» الذى يعد خدمةً لا يختلف عليها اثنان.
وكشف عن أنّ أبرز الاستفسارات التي ترد للجروب تتعلق بمواعيد صرف «بدل التدريب والتكنولوجيا»، أسئلة عن القروض والإعانات، أسئلة عن اشتراكات القطار أو المترو، كيفية تجديد البطاقات الشخصية وجوازات السفر، فضلًا عن الاستفسارات الخاصة بالموضوعات الطبية.
وقال: «الجروب هو الأول من نوعه، جرى تأسيسه بعد الانتخابات بأقل من شهرٍ، وعلى مدار الـ6 أشهر الماضية انضم له 1800 زميل وزميلة، أما الشرط الأساسي للموافقة على الانضمام أن يكون الشخص عضوًا بالجمعية العمومية أو يعمل بالصحافة».
وقال «صلاح» إنّ الجروب سينفذ عدة أنشطةٍ تتعلق بـ«فيديوهات لايف» لزملاء بمجلس نقابة الصحفيين مثل محمد سعد عبد الحفيظ، عمرو بدر، محمد يحيى يوسف، على أن يشرح كل عضوٍ نشاطَ لجنته وما قدمه خلال الأشهر الماضية، لافتًا إلى أنه سيتم طرح أسئلةٍ على الزملاء أعضاء المجلس، ولكن بعيدًا عن الخلافات الدائرة حاليًا، حتى يكون الجروب «كشف حسابٍ مصغرٍ» لكل عضوٍ بالمجلس.
واستكمل: «كما نعمل على تصميم انفوجراف عن أنشطة النقابة، والأسئلة الأكثر شيوعًا وإجاباتها حتى لا تتكرر على الجروب».
وأكد الزميل وليد صلاح، أنّ ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، على علمٍ بجانبٍ كبيرٍ مما يدور على جروب «أخبار نقابة الصحفيين»، ويُثني على ما يدور عليه من تفاعل بين الأعضاء.
نرشح لك: «مفرمة» الفصل والتسريح تُهدد الصحفيين بـ«الموت البطىء»
استعلامات الصحفيين
أما الزميل إسلام أبا زيد، مؤسس جروب «استعلامات الصحفيين»، فأكد أنّ فكرة الجروب أساسها محاولة ربط الزملاء بالكيان النقابي سواء كانوا نقابيين أو غير، خاصةً أن «الصحفيين» بيت وحصن لكل ممارسٍ لـ«منهة الصحافة» دون تفرقةٍ، مؤكدًا أنه يتم الحفاظ على خصوصية الأعضاء، وعدم انضمام «منتحلي الصفة» للجروب.
وأضاف لـ«النبأ» أنّ الجروب يهتم بخدمة الزملاء، ودعمهم بأية معلوماتٍ تخص نقابة الصحفيين، حتى وإن كانت استفساراتٍ شخصيةً عن بعض الخدمات؛ لاسيما أن كثيرًا من الزملاء يفتقدون التواصل مع النقابة، ولا يستطيعون الذهاب لمبناها بسبب ظروف العمل، أو لعملهم كمراسين في المحافظات.
وتابع: «الجروب لن يستمر إلا بتعاون جميع الزملاء، وهذا ما لمسناه خلال الفترة الماضية من خلال تبادل الآراء والمعلومات بين الأعضاء، ونأمل أن يستمر هذا التفاعل حتى ننجح في تحقيق ما نسعى إليه».
نرشح لك: لغز الاستعانة بـ«السناوى» وقلاش.. كواليس الأيام الأخيرة قبل إعلان تشكيل هيئة مكتب الصحفيين
وقال عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إنّ هذه «الجروبات» خطوة إيجابية جدًا؛ لاسيما أن التكنولوجيا الحديثة و«السوشيال ميديا» سهّلت التواصل بين الناس، متابعًا: «الزميل يطرح مشكلته على الجروبات دون اضطراره للذهاب للنقابة، ولا أنا مضطر الذهاب لمؤسسته، ولكن هذه الجروبات تساعد فى حل المشكلات».
وأضاف «بدر» فى تصريح خاص لـ«النبأ»، أنّ أى عضو مجلسٍ يُريد تأدية دوره بشكلٍ جيدٍ، مطالب بالدخول على هذه المنصات، والتعليق والتفاعل على الأسئلة والاستفسارات التي ترد لها من الأعضاء، طبعًا فى حدود ملفاته.
وختم: «أشكر كل الزملاء الذين يبذلون هذه الجهود؛ لأن هذه المنصات تخفف علينا الأعباء».