منها «الصحفيين».. فاروق جويدة يهاجم النقابات المهنية ويقول إنها فى حالة «شلل تام»
انتقد الشاعر الكبير فاروق جويدة غياب الأنشطة الاجتماعية والإنسانية للنقابات المهنية مثل «الصحفيين» و«الأطباء» و«المهندسين» و«المعلمين»، مشيرًا إلى أنّ هذه النقابات كانت من أعرق مؤسسات المجتمع المدنى، وكانت لها أدوار واضحة فى خدمة الطبقة المتوسطة من أعضائها.
وقال «جويدة» فى مقاله الأسبوعى بـ«الأهرام» الذى حمل عنوان: «غياب الأحزاب وانسحاب النقابات مسئولية من؟» إنّ انسحاب النقابات المهنية يمثل «لغزًا»، وأنه لابد أن تُراجع هذه الأسباب، مؤكدًا أنه لا يتفق مع كل من يحملون الدولة مسئولية كل شيء؛ خاصةً إذا كانت الصورة تعكس جوانب القصور.
وكتب الشاعر الشهير: «إن الجميع الآن يسأل: أين النقابات المهنية وخلفها تاريخ طويل من الجهد والعمل، لقد سيطر الإخوان المسلمون على عدد من هذه النقابات أمام إهمال الدولة، ولكن الآن المناخ تغير تمامًا مع سقوط تجربة الإخوان فى الحكم، وعادت النقابات تمارس دورها».
وأضاف: «ولكن لا أحد يشعر بدور النقابات المهنية حاليًا»، طارحًا تساؤلًا حول انسحاب هذه النقابات التى لها درجة كبيرة من الأهمية وكانت تشارك فى العمل السياسي.
واستكمل: «كانت لدينا نقابات نشيطة مثل نقابة الأطباء ونقابة الصحفيين ونقابة المعلمين ونقابة المهندسين، وهذه النقابات تجمع الألاف من الأعضاء»، مستدركًا: «وتُحاول أن تبحث عن دور لهذه النقابات حتى على المستوى الاجتماعي والإنسانى ولا تجد لها صوتًا».
ونوه «جويدة» بأنّ الدولة لم تتخذ موقفًا سلبيًا من هذه النقابات؛ بدليل أنها تختار ممثليها وأعضاء مجالسها فى انتخاباتٍ حرةٍ، قائلًا: «إن المسئولين عن هذه النقابات فضلوا الانسحاب لأسباب لا يعرفها أحد».
وهاجم «جويدة» في مقاله النقابات المهنية قائلًا: «النقابات المهنية فى مصر فى حالة شلل تام ويجب أن تستعيد أدوارها ومسئولياتها».
وأردف: «لا أتصور هذا الانسحاب المريب من النقابات المهنية وقد كانت يومًا مصدر إشعاع فى الفكر والعمل الاجتماعى ونشر الوعى فى الشارع المصري وخرجت منها رموز كثيرة فى كل مجالات الفكر والسياسة».
كما انتقد الشاعر الكبير غياب الأحزاب ومجموعات اليسار ودورها السياسي والاجتماعي ورموزها من كبار المثقفين، متسائلًا عن أدوار أحزابٍ عريقةٍ مثل «الوفد» و«التجمع»، لافتًا إلى أن الأحزاب ركن أساسي في أي واقع سياسي حقيقى.
كما تساءل الشاعر الشهير عن غياب تيارات الشباب وتجمعات المجتمع المدنى واتحاد العمال، مؤكدًا أنّ أحزاب ما بعد «30 يونيو» اختفت تمامًا لأسبابٍ مجهولةٍ، على حد وصفه.
فى السياق نفسه، هاجم «جويدة» غياب صوت الفلاح المصري والعامل، رغم أنّ كلاهما يمثل مكانة خاصة فى الشارع المصري، مشيدًا بأدوار المجلس القومي للمرأة الذي حقق إنجازاتٍ، وكذلك المجلس الأعلى للشباب برئاسة الدكتور الوزير أشرف صبحى.
وكتب: «الخلاصة عندي أن النقد الذى يوجه إلى مؤسسات الدولة فى موقفها من قضايا الفكر والرأي والحوار هو نفس النقد الذى يوجه إلى المجتمع المدنى المصري».
وقال «جويدة»: «مازلت أعتقد أن الشباب هم الحلم.. إنهم غاية الأحزاب والنقابات المهنية وهم قبل كل هذا مستقبل مصر المضئ الذى نعيش من أجله».
فاروق جويدة.. بطاقة هوية
بحسب المعلومات المتوفرة عن الشاعر الكبير فاروق جويدة فإنه من مواليد 10 فبراير 1946، في محافظة كفر الشيخ، وعاش طفولته في محافظة البحيرة.
تكشف السيرة الذاتية عن «جويدة» أنّه تخرج فى كلية الآداب «قسم الصحافة» عام 1968، ثم بدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي فى «الأهرام»، ثم سكرتيرًا لتحريرها، كما تولىّ منصب رئيس القسم الثقافي بها.
ولـ«جويدة» أكثر من 20 كتابًا، من بينها 13 مجموعة شعرية، وكذلك 3 مسرحيات هي: «الوزير العاشق» و«دماء على ستار الكعبة» و«الخديوي».
عُين بـ«الفريق الرئاسي» للرئيس الأسبق محمد مرسى، واستقال منه احتجاجًا على الإعلان الدستوري المكمل نوفمبر 2012.
خاض الشاعر الكبير فاروق جويدة تجربة التقديم التليفزيوني عندما قدم برنامج «مع فاروق جويدة» على شبكة تليفزيون الحياة.