تفاصيل خطة أبو شقة لـ«فرم» المنافسين فى «معركة الصناديق»
تمثل الانتخابات المقبلة بجميع فروعها «نواب، شيوخ، محليات» تحديًا كبيرًا أمام المستشار بهاء أبو شقة، رئيس الحزب؛ لاسيما مع وجود عدة كياناتٍ سياسيةٍ قويةٍ أخرى تُعد «العدة» للسيطرة على «كعكة» تلك الانتخابات، بينما يبذل رجل القانون الشهير جهودًا جبارةً لتأكيد قدرته على أن يكون حزبه رقمًا قويًا فى معادلة «الماراثون» الانتخابى.
بعد فوزه برئاسة الحزب في 31 مارس من العام الماضي، بحصوله على 1384 صوتًا مقابل 990 صوتًا للمهندس حسام الخولى - الأمين العام لحزب مستقبل وطن حاليًا - تعهد «أبو شقة» بإعادة حزبه إلى صدارة المشهد السياسي من خلال ترتيب «بيت الأمة» داخليًا، وعودة المفصولين، وفتح مقرات المحافظات، والعمل على ضم شخصياتٍ شهيرةٍ إلى كيانه السياسي، وربما كانت تلك الخطوات السياسية اعترافًا من «المستشار» بضرورة «لمّ الشمل الوفدي»؛ استعدادًا لمعركةٍ انتخابيةٍ قويةٍ مُقبلةٍ.
نرشح لك: ياسر رزق.. رجل «تهيئة الأجواء» والصوت الصحفى الوحيد فى «أذن» الرئيس (بروفايل)
ويشهد «الوفد» حاليًا حالةً من الحراك السياسي؛ استعدادًا للماراثون الانتخابي المقبل، من خلال عدة عواملٍ ومنها: ضم الشخصيات الشهيرة للحزب، التكثيف فى عقد الندوات السياسية، والعمل على زيادة الاهتمام بالشباب وتنظيم المعسكرات لهم، فضلًا عن «إنعاش» وإحياء العمل السياسي فى لجان الحزب بالمحافظات والتى تبلغ 230 مقرًا، بينما وصل المنضمون لـ«بيت الأمة» حتى الآن 750 ألفًا.
وبحسب المستشار بهاء أبو شقة، فإنّ حزبه يخطط للوصول إلى مليون عضو خلال «6» أشهر، وقبل إجراء الانتخابات البرلمانية، فضلًا عن الحرص على التواجد فى الشارع، وتغذية قواعد الحزب فى جميع محافظات مصر.
وبالتوازي مع الاستعداد للمعركة الانتخابية المقبلة، أعلن «أبو شقة» أيضًا أنّ «الوفد» يقود مشاوراتٍ مكثفةً بين القوى السياسية والحزبية الليبرالية الوطنية؛ للعمل على تحقيق الاستقرار السياسي، والوصول لتمثيلٍ نيابىٍ على أعلى مستوى.
وكشف رئيس الحزب عن أن هذه التحركات، تأتى ضمن دعوته إلى حاجة مصر إلى ثلاثة أحزاب تمثل الوسط واليسار والليبرالية، مؤكدًا أنّ مبادرته الخاصة بتشكيل ائتلافٍ ليبراليٍ، الهدف منها خوض الانتخابات المقبلة، سواء فى مجلس النواب، أو مجلس الشيوخ، أو المحليات.
وفى إطار استعداداته للانتخابات أيضًا، يهتم حزب «الوفد» حاليًا بتنشيط العمل فى لجانه المنتشرة على مستوى المحافظات والأقسام والمراكز، فضلًا عن الاهتمام أكثر بـ«اتحاد المرأة الوفدية»، وكذلك اللجان النوعية الخاصة بالمرأة.
كما لجأ حزب «الوفد» إلى تأسيس اللجان النوعية مثل تلك الموجودة فى مجلس النواب، على أن تضم كل لجنة 30 عضًوا، وتضم متخصصين في كل المجالات.
كما أطلق حزب «الوفد» عددًا من المبادرات المهمة منها مبادرة «الوفد مع المرأة» التي شملت جميع المحافظات، فضلا عن المبادرات التي تهدف للتواصل مع المواطنين مثل «الوفد مع الناس» التي وفرت الكشف والعلاج بالمجان، ومبادرة «الوفد مع مسئول»، «الوفد مع الشباب»، «الوفد مع الإعلام»، و«الوفد مع الفن».
نرشح لك:
وصفهم بـ«الخونة».. قصة تجهيز الأربعة الكبار لتفكيك نفوذ «أردوغان» قبل 2023
ومن أجل احتواء المشكلات الخاصة بالحزب فى المحافظات، أطلق «الوفد» مبادرة «الوفد مع الوفديين»، والتى كان الهدف منها عقد لقاءاتٍ أسبوعيةٍ مع أعضاء الحزب فى جميع المحافظات.
أما على المستوى الإعلامى، فإنّ حزب «الوفد» اهتّم بإعادة تدشين المركز الإعلامى له والذى يُقدم خدمةً جيدةً، فضلًا عن الاهتمام بعدم إغلاق الجريدة الناطقة باسم الحزب، وجرى جدولة ديونها للتأمينات بقيمة 12 مليونًا على 7 سنوات، بواقع 225 ألف جنيه شهريًا، بالإضافة إلى ديون الجريدة المتعلقة بـ«الأهرام».
وحول التجهيزات الحزبية لخوض «الوفد» انتخابات 2020، قال عبد العزيز النحاس، نائب رئيس «الوفد»، إنّ البرلمان لم يناقش بعد القوانين المكملة للدستور والمتعلقة بتنظيم مباشرة الحياة السياسية، مؤكدًا أنّ الأنسب للانتخابات المقبلة هي القائمة النسبية بواقع 75% للقائمة، و25 فردي، وأن هذه الطريقة تسمح بتشكيل ائتلافاتٍ وتحالفاتٍ.
وأضاف «النحاس» فى تصريحاتٍ خاصةٍ لـ«النبأ»، أنّ «الوفد» أكبر وأعرق الأحزاب المصرية، ومن يريد الانضمام إلى تحالف معه فـ«أهلًا وسهلًا» به، وفق مبادئ «بيت الأمة».
وتابع: «حزب الوفد له لجانه في جميع أنحاء الجمهورية وله فروع كثيرة، وله هيئته البرلمانية التى تضم اثنين وأربعين نائبًا، فضلًا عن الأعضاء البرلمانيين السابقين أصحاب الخبرات، وبالتالي الوفد جاهز في أى وقت وعلى مستوى مدن الجمهورية جميعا لخوض الانتخابات».
وعن قوة الأحزاب الأخرى فى المعادلة الانتخابية، قال «النحاس» إنه حتى هذه اللحظة لا يوجد تكتل قوي، متابعًا: «نعم توجد أحزاب عدة وكثيرة ولكن مازلت أحزابًا وليدةً».
وبخصوص منافسة الحزب مع تكتل الأغلبية والصراع المقبل فى الانتخابات، أكد «النحاس» أنّ الكلمة الأولى والأخيرة ستكون للمواطن، وستتضح الأمور حين إجراء الانتخابات.
نرشح لك: مريم ناعوم.. «حرّيفة» كتابة تبحث عن «السيناريو» فى روايات المشاهير (بروفايل)
وأكد طارق تهامي، سكرتير عام مساعد حزب «الوفد»، أنّ «بيت الأمة» سيعقد جلساتٍ حول مناقشة قوانين مباشرة الحقوق السياسية، فحتى الآن مشروعات تلك القوانين لم تُناقش بعد، بما فيهم مشروع قانون مجلس الشيوخ الذي لم ينتهِ منه مجلس النواب بعد، متابعًا: «نحن داخل حزب الوفد لم نناقش التصور الأخير حتى الآن، وإن كنت أرى على المستوى الشخصي، أن النظام الانتخابي الأفضل هو نظام القائمة النسبية بواقع 75% قائمة، و25% فردي».
وأضاف «تهامى» فى تصريحات خاصة لـ«النبأ»: «حزب الوفد ماكينة انتخابية منذ إصدار دستور 1923، ولديه القدرة على خوض أي انتخابات، وبالتالي نحن جاهزون فى أي وقتٍ للمنافسة، ولكني لا أستطيع التنبؤ بعدد المقاعد الانتخابية التى من الممكن أن يحصل عليها الوفد مستقبلًا».
وأكد «تهامى» أنّ الاستعدادات الحقيقية لـ«الوفد» ستظهر قبل إجراء الانتخابات بـ«3» أشهر.
وبخصوص الحزب المتوقع له منافسة «الوفد»، أكد «تهامى»، أنّ «بيت الأمة» هو الحزب الوحيد الباقي والمتجذّر في الحياة السياسية من عشرات السنوات من قبل قيام ثورة 1952 وحتى الآن، وهو أيضًا الوحيد المستمر من قبل 25 يناير 2011؛ لما لديه من خبراتٍ تؤهله أن يخوض الانتخابات بصرف النظر عن أسماء الأحزاب الأخرى.