«الحرية المصرى».. مارد سياسى جديد يخرج من «القمقم» على غرار «مستقبل وطن»
شهد العام الجارى ظهورًا قويًا لـ«حزب الحرية المصري»، لاسيما فى الفترة الخاصة بالترويج للتعديلات الدستورية التى كان الحزب واحدًا من الكيانات السياسية المؤيدة لها؛ بل عقد مؤتمراتٍ كُبرى لتأييدها، وشاركت فى هذه المؤتمرات أغلب قيادات الحزب، وحظيت مؤتمرات هذا الكيان بتغطية إعلامية «مُكثفة».
يرأس حزب «الحرية المصري» الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث الرسمى باسم البرلمان، ومن أهم قياداته: أحمد مهنا، الأمين العام، والمهندس معتز محمود، نائب رئيس الحزب، وعضو مجلس النواب، وطلعت القواس، نائب رئيس الحزب، وعضو مجلس النواب، والنائب إسماعيل نصر الدين، مساعد رئيس الحزب لـ«الشئون البرلمانية».
بالرجوع قليلًا لـ«خريطة الأحزاب المصرية»، نجد أنّ الحزب ليس كيانًا جديدًا على الساحة السياسية؛ بل أسسه النائب معتز محمود فى 2011 تحت اسم «الحرية» باعتباره من الكيانات التى ظهرت بعد ثورة يناير؛ لمواجهة الصعود القوى وقتها لـ«تيار الإسلام السياسي» ممثلًا فى جماعة «الإخوان المسلمين»، والذراع السياسية لها حزب الحرية والعدالة (كيان أصدرت محكمة القضاء الإدارى حكمًا نهائيًا بحله فى 9 أغسطس 2014)، فضلًا عن «السلفيين»، والذراع السياسية لهم «حزب النور».
لكنّ هذا الكيان خضع لـ«إعادة هيكلة»، وتغيير اسمه إلى «الحرية المصري»، فضلًا عن تدشين أكثر من «200» مقر في جميع المحافظات، كما شارك الحزب فى الحملات والمؤتمرات التي كانت داعمةً للرئيس عبد الفتاح السيسي فى الانتخابات الرئاسية الماضية.
نرشح لك: سيناريو تحويل تكتل «25 -30» لحزب سياسى قبل «سباق الانتخابات»
أي متابعٍ للحركة الحزبية حاليًا يُدرك جيدًا أن «حزب الحرية المصري» يشكل الآن رقمًا قويًا فى الحياة السياسية المصرية، بل إنّه يُرسل رسائل سياسيةً للأحزاب السياسية المنافسة، بدليل أنّ صلاح حسب الله، قال في أحد مؤتمراته: «إنّ الأحزاب السياسية لا يمكن أن تصنع بتوجيهات» وأن الأحزاب تنشأ من عملها وقدرتها على التواصل مع المواطنين».
بحسب «حسب الله» فإنّ شهر أكتوبر ٢٠١٨ كان بداية الانطلاق للحزب الذي لم يتجاوز 10 أو 16 مقرًا، بينما وصل عدد المقرات وصل فى أكتوبر ٢٠١٩ لـ٣٥٠ مقرًا حقيقيًا.
يتبع الحزب طريقةً مهمةً فى الانتشار بين المواطنين تعتمد على التحرك لخوض انتخابات الأندية والنقابات المهنية ومراكز الشباب وتأسيس الجمعيات الأهلية.
بحسب مصدر تحدث لـ«النبأ»، فإنّ الحزب يعمل بقوةٍ الآن على أن يكون «رقم 2» فى الحياة الحزبية بعد «مستقبل وطن»، مضيفًا أن «الحرية المصري» يُخطط أن تصل عدد مقراته فى نهاية العام الجاري 400 مقر، وبذلك يتفوق على «مستقبل وطن» فى عدد المقرات خاصة أن الحزب الأخير يملك 370 مقرًا، بحسب المصدر.
وأضاف المصدر أنه بعيدًا عن المقرات الرئيسية، فإنّ الحزب يمتلك وحداتٍ حزبيةً وأماناتٍ منتشرةً فى المراكز والقرى، لافتًا إلى أنّ «الحرية المصرية» يستعد بقوةٍ للانتخابات، وأنه فى حالة وجود «قائمةٍ وطنيةٍ»، فإنّ الحزب سيشارك فيها، وسيتفاوض على حصةٍ معينةٍ.
وبخصوص القوة الانتخابية للأحزاب الأخرى، كشف المصدر أنّه إذا كان هناك حزب يسيطر على الساحة السياسية، فإنه فى أفضل الأحوال سيحصل على 45%، ما يعنى أن هناك فرصةً كبيرةً أمام الأحزاب والكيانات الأخرى.
وتابع المصدر: هناك فئات ذهبية ميّزها القانون فيما يخص توفير نسب لها فى الكتلة الانتخابية، مثل المرأة، الشباب، ذوى القدرات الخاصة، وهذه الفئات ستكون مؤثرةً، وأى حزب من المفروض أن يعمل جيدًا لتمكين هذه الفئات.
وقال المصدر، إن حزب «الحرية المصري» أطلق مبادرة «100 سيدة» فى كل محافظة، وتوفير التدريب والتأهيل لهن، كما أطلق الحزب مبادرة «100 شاب» فى كل محافظة أيضًا.
وفجّر المصدر مفاجأةً من العيار الثقيل، مؤكدًا أنه سُمح لـ«حزب الحرية المصري» بالتواجد بقوةٍ في وسائل الإعلام، مضيفًا أن كل التحالفات الانتخابية ممكنة، مستبعدًا أن يشكل حزب واحد قائمةً انتخابيةً مستقلةً باستثناء «مستقبل وطن»، متابعًا: «أعتقد أن سيناريو ظهور قائمةٍ وطنيةٍ فى الانتخابات المقبلة مطروح بقوة».
واستكمل: عام 2020 هو عام الحسم، والحزب سيتحرك بقوة فى الشارع، خاصةً أننا حزب يعتمد على «الكفاءات» لا «الماديات»، لاسيما أن هناك فرقًا كبيرًا فى الماديات بين حزب «الحرية المصري» و«مستقبل وطن»، وأنّ الحزب الأخير به أعداد كبيرة من رجال الأعمال الذين انضموا للحزب بعد دخول جمعية «كلنا معاك من أجل مصر».
وقال المصدر إنه يبدو أن الدولة تريد أن يكون هناك حزبان قويان أحدهما يمتلك رؤوس الأموال مثل «مستقبل وطن»، وحزب كفاءات مثل «الحرية المصري».
وأردف: «حزب الحرية المصري جاهز بالتشكيلات حتى لو فيه انتخابات بكرة، وعنده القدرة على تشكيل قوائم فى جميع محافظات الجمهورية، والحزب مستمر فى فتح المقرات»».
وأكد المصدر أنّ الحزب قريب من الشارع، وله قدر من الاحترام، مدللًا على ذلك بأنّه فى مظاهرات وتجمعات «المنصة» التى كان الهدف إعلان دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، سُمح للحزب بالحشد ورفع اسمه وسط هذه التجمعات، بينما مُنع «مستقبل وطن» من رفع لافتات الحزب، خاصة بعد الهجوم عليه بشدةٍ أثناء الحشد للتصويت بـ«نعم» على التعديلات الدستورية الأخيرة.
وبشأن شباب وقيادات «مستقبل وطن» الذين انتقلوا لـ«الحرية المصري»، أكد المصدر أنهم يلعبون دورًا قويًا ويعملون فى جميع الملفات داخل الحزب؛ لاسيما أنهم يمتلكون الخبرة.
وختم: «مجموعة مستقبل وطن داخل حزب الحرية المصري مؤثرة جدًا، والدكتور صلاح حسب الله نفسه أشاد بهم فى أحد اللقاءات التليفزيونية».
نرشح لك: ياسر رزق.. رجل «تهيئة الأجواء» والصوت الصحفى الوحيد فى «أذن» الرئيس (بروفايل)