تحركات مستقبل وطن لـ«هندسة» الانتخابات برعاية «لوبى» رجال الأعمال
وفقًا لكل المعطيات السياسية، فإنّ حزب «مستقبل وطن» هو الأكبر والأقوى حاليًا، والمسيطر على خريطة التحركات داخل مجلس النواب؛ فهذا الكيان السياسي الشهير تضم كتلته البرلمانية أكثر من 300 نائب برلماني، كما يرأس عبد الهادى القصبى، نائب رئيس الحزب وأبرز قيادييه، ائتلاف «دعم مصر» صاحب الأغلبية البرلمانية.
كما أصبح الحزب «قوةً ضاربةً» فى الحياة السياسية المصرية؛ بعد انضمام جمعية «كلنا معاك من أجل مصر» له فى 23 مايو 2018، والتى كان يرأسها رجل الأعمال الشهير محمد منظور.
وبالإضافة إلى كتلته البرلمانية التي تضم أكثر من 300 عضو، فإن حزب «مستقبل وطن» يتميز بوجود عددٍ كبيرٍ من رجال الأعمال الداعمين له سواء منذ تأسيسه، أو رجال الأعمال الموجودين فى أمانته المركزية حاليًا.
ومن أبرز داعمي الحزب: أحمد أبو هشيمة، رئيس مجلس إدارة مجموعة «حديد المصريين»، ومحمد منصور، صاحب معارض «منصور شيفروليه»، ورجل الأعمال والنائب فرج عامر، صاحب مجموعة شركات «عامر جروب».
وفي أمانته المركزية يضم الحزب أيضًا رجال أعمالٍ بارزين مثل: محمد منظور، نائب رئيس الحزب، والذي يُعد «مهندس» عملية تطوير مقرات الحزب فى المحافظات، ومحمد الجارحى، الأمين العام المساعد للحزب، وأمين اللجان المتخصصة، نائب رئيس مجلس إدارة «مجموعة حديد الجارحى»، وكذلك رجل الأعمال محمود الشامى.
أما الماراثون الانتخابى المقبل سواء كان «مجلس نواب» أو «شيوخًا» أو «محلياتٍ»، فإنّ الحزب يستعد له جيدًا، ظهر ذلك فى الافتتاحات الضخمة لمقرات الحزب فى «كل شبر بمصر»، والعمل على ضم الشخصيات السياسية الشهيرة، فضلًا عن تأكيدات المهندس أشرف رشاد، رئيس الحزب، الخاصة بأن حزبه سيكون صاحب الأغلبية فى مجلس النواب 2020، وسيكون له الدور الأكبر فى الحفاظ على مؤسسات الدولة، وتشكيل الحكومة المقبلة.
واستعدادًا للماراثون الانتخابي، فإنّ «مستقبل وطن» يُعد «العدة» للظهور القوى فى هذه الانتخابات، من خلال عدة محاور مثل: الاهتمام بتواجد الحزب وأعضائه فى كل قريةٍ ومركزٍ وحى بجميع المحافظات، الاهتمام بفئة الشباب من خلال تنظيم الدورات ودوريات كرة القدم، كما أطلق الحزب برنامجًا تدريبيًا لإدارة الحملات الانتخابية والتسويق السياسي، بمشاركة «5» آلاف شابٍ من مختلف محافظات الجمهورية.
ويستهدف البرنامج التدريبي، وفقًا لما أعلن «مستقبل وطن» رسميًا، تدريب الكوادر السياسية من أبناء الحزب ومن خارجه، على كيفية إدارة الحملات الانتخابية من خلال التسويق السياسي والحشد الانتخابي، لإعداد كوادر سياسيةً تستطيع إدارة العملية الانتخابية؛ استعدادًا لخوض الانتخابات المقبلة بجميع فروعها.
كما يستهدف الحزب تدشين 300 مقر؛ بهدف خدمة المواطنين والتفاعل معهم والتواصل المباشر وتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم.
كما وضع الحزب خطةً تعتمد على الاهتمام بالشباب، وإقامة معارض المستلزمات الدراسية والسلع الغذائية والمبادرات التي يعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي مثل تكريم المتميزين، وفعاليات دوري مستقبل وطن وغيرها، كما تعتمد على كيفية صناعة كوادر سياسية قادرة على خوض الانتخابات النيابية والمحلية المقبلة، وعقد الدورات المختلفة لهذه الكوادر.
وبالنسبة للصعيد، فإنّ الحزب عقد اللقاء التنظيمي الأول لمحافظات جنوب الصعيد (قنا- الأقصر- أسوان- البحر الأحمر)، بمحافظة قنا.
وبحسب رئيس الحزب أشرف رشاد، فإنّ اللقاء التنظيمي الأول لمحافظات جنوب صعيد يهدف لمناقشة خطة الحزب خلال الفترة المقبلة، وتكليف أمناء القطاعات الجغرافية وأمناء المحافظات بضرورة متابعة تنظيم البرنامج التدريبي الأول لإدارة الحملات الانتخابية، ومناقشة اقتراحات أمناء المحافظات فيما يتعلق بخطة الحزب المستقبلية والاستعداد لانتخابات مجلسي الشيوخ والنواب المقبلة، وانتخابات المجالس الشعبية المحلية.
وطالب «رشاد» القيادات التنظيمية وأعضاء الحزب، بضرورة العمل من أجل خدمة المواطن، وتحقيق تفاعل حقيقي من خلال الإطار التنظيمى للحزب، وتدريب الأعضاء والكوادر، والاستمرار في استقبال شكاوى المواطنين والعمل على حلها.
وقال المستشار عصام هلال، أمين تنظيم حزب «مستقبل وطن»، إنّه منذ الاندماج بين الحزب وجمعية «كلنا معاك من أجل مصر»، والحزب يستعد للانتخابات سواء كانت انتخابات مجلس النواب أو الشيوخ أو المحليات.
وأضاف «هلال» فى تصريحات خاصة لـ«النبأ»: «بالطبع كنا نعلم أننا مقبلون على استحقاقاتٍ انتخابيةٍ مهمةٍ، ولهذا السبب كان شغلنا الشاغل تجهيز كوادر الحزب التي سنخوض بها الانتخابات، وكذلك استكمال تنظيم الحزب لإدارة هذه الانتخابات، ونحن جاهزون لخوض هذه الاستحقاقات الديمقراطية، ولا نمنع أي فصيلٍ سياسيٍ يتوافق معنا فى الرؤى، ويكون داعمًا للدولة، أن ينضم لنا».
وأكد «هلال» أنّ «مستقبل وطن» يميل إلى أن تكون الانتخابات المقبلة فى مجلس النواب بنظام 75 % للقوائم و25 % للفردي، مشيرًا إلى أن الحزب مستعد لخوض هذه الانتخابات بشكلٍ منفردٍ سواء على القوائم أو الفردي.
وبشأن الدور الكبير لـ«مال رجال الأعمال» فى بناء الأحزاب وقوتها فى دخول المارثون الانتخابي ومنها «مستقبل وطن»، قال أمين التنظيم: إنّه لا أحد يُنكر أنّ المال مطلوب فى المشاركة الاجتماعية، بل لابد من أن يعمل كل شخص يمتلك مالا على حل مشاكل المواطنين.
وتابع: «ولكن لا يمكننا القول إن المال هو كل شيء، فهناك كثير من الأحزاب اعتمدت على المال ثم انتهت»، مضيفًا أن أي حزب لابد أن يمتلك شبكة علاقات قوية.
وبشأن المنافسة بين «مستقبل وطن» وغيره من الأحزاب والكيانات الأخرى مثل «الوفد» و«الحرية المصري»، قال «هلال» إن إجابة هذا السؤال نتركها للشارع الذى سيحدد ما الحزب الذى يمتلك تنظيمًا منتشرًا فى جميع المحافظات، وما الحزب الذي نظم فعالياتٍ قويةً على مدار الفترة الماضية، وكيف أصبح «مستقبل وطن» رقمًا فى حل معادلة مشاكل المواطنين.