رئيس التحرير
خالد مهران

حقيقة وقوف أمريكا و«مافيا» شركات الأدوية وراء انتشار «كورونا»

مصانع الأدوية
مصانع الأدوية


تجتاح العالم الآن حالة من الهلع الشديد؛ بسبب التخوف من انتشار «فيروس كورونا» الذي أصاب العديد من الدول بعدما «ضرب» الصين التي حذر رئيسها «شي جين بينغ» من تسارع انتشار الفيروس وأن البلاد تواجه وضعا خطيرا.

الأمر لم يتوقف على تحذيرات الرئيس الصيني فقط؛ فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين وانتشر في العديد من مناطق العالم يشكل "حالة طوارئ صحية ذات بعد دولي"، لكنها شددت في نفس الوقت على أن إعلان حالة الطوارئ لا يستدعي المبالغة في رد الفعل ومن المتوقع أن توجه أزمة فيروس كورونا سريع الانتشار ضربة قوية لثاني أكبر اقتصاد في العالم. 

وقد يصيب إعلان منظمة الصحة العالمية بكين بخيبة أمل لأنها عبرت عن ثقتها في هزيمة الفيروس "الشيطان". 

وقد يؤدي ذلك أيضا إلى إثارة المخاوف في الأسواق بشكل أكبر مما يزيد الآثار الناجمة عن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الصيني.

واعتبر وزير التجارة الأمريكي «ويلبر روس»، أن تفشي فيروس "كورونا" الجديد في الصين قد يفيد الاقتصاد الأمريكي من خلال عودة فرص العمل إلى داخل البلاد. 

ورجح «ويلبر روس» في تصريح لقناة "فوكس نيوز بيزنس"، أن يؤدي تفشي "كورونا" إلى مغادرة الشركات الأمريكية الصين، أو تعليق نشاطها هناك.

تلك التصريحات عززت الشائعات التي انتشرت منذ ظهور الفيروس القاتل أن لأمريكا يدا وراء ظهور المرض بالصين خاصة في ظل حرب تكسير العظام الدائرة بين الطرفين اقتصاديا والتي من الممكن أن يكون تأثير الفيروس على الاقتصاد الصيني وخيمًا بعدما أظهرت الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي أن هناك تركيزًا شديدًا على نشر الرعب بين بلدان العالم من سرعة انتشار الفيروس القاتل بين الصينيين.

وساد الحديث عن أن نشر الفيروس جاء متعمدًا، ناسبين الأمر لأكثر من جهة، إذ أشار فريق إلى أن أمريكا هي التي تقف وراء نشره في ظل الحرب التجارية بين الطرفين واستمرار الصراع بينهما وابتعاده عن الحسم وأن حروبا بالوكالة قد تندلع بين الدول، لكن ليست عسكرية ولا تحتاج لمعدات ثقيلة وسلاح جوي، ولكنها حرب بنشر الأوبئة والأمراض الفيروسية سريعة الانتشار وهذا ما يحدث الآن في الصين.

فيما أشار آخرون إلى أن الصين نفسها هي التي نشرت الفيروس وتسعى لإيصاله لدول أخرى بهدف الإعلان لاحقا عن المصل المضاد والترويج له في سياسة تجارية لتنشيط سوق الدواء، وتبنى آخرون التأكيد على وقوف مافيا الأدوية وراء نشر الفيروس.

وتساءل آخرون عن الأسباب التي تجعل الفيروسات تنتشر في السنوات الأخيرة بوتيرة منتظمة مع حملات إعلامية للترويج لها ونشر الذعر بين الشعوب، يتبعها إعلان شركات الأدوية العالمية عن تصنيع أدوية وأمصال مضادة لها تجني من ورائها مليارات الدولارات.

وفي شأن مختلف، اتهمت منظمة "العدل والتنمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، شركات أدوية عالمية تمتلك مختبرات سرية، بالوقوف خلف نشر الوباء بالصين، محذرة من انتشاره حول العالم.

وأكدت المنظمة في تقرير لها أن "هناك شركات أدوية عالمية تمتلك بالفعل مختبرات سرية لتخليق الأمراض وتقف خلف انتشار كورونا بالصين، وذلك لجني مليارات الدولارات من وراء إنتاج أدوية لتلك الفيروسات التى يتم نشرها بالعالم".

تلك الرواية تبناها كثير من المراقبين إذ رأى البعض منهم أنه مثلما توجد «لوبيات» ورؤوس أموال تخلق الصراعات والحروب في العالم لبيع الأسلحة، توجد لوبيات لصناعة الفيروسات وتضخيم المرض في الإعلام مثل ما حدث في: جنون البقر، وسارس، وإنفلونزا الطيور والخنازير، والجمرة الخبيثة، ليأتي بعد ذلك مصل العلاج ليباع بآلاف الدولارات"، ليتحول الأمر لتجارة يذهب ضحيتها الأبرياء.

وقال كريس وستون، رئيس بيبرستون للوساطة في ملبورن: "يتمثل الخوف في أن تدق منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر ومن ثم سيبدأ الناس في سحب أموالهم". فقد جاء التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) أيضًا من الصين وأودى بحياة نحو 800 وكلف الاقتصاد العالمي نحو 33 مليار دولار أو واحد في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2003.

ويخشى خبراء الاقتصاد من أن يكون التأثير على النمو العالمي أكبر هذه المرة، حيث تمثل الصين الآن حصة أكبر من الاقتصاد العالمي. وتوقع أحد خبراء الاقتصاد الصينيين أن تؤدي الأزمة إلى انخفاض بمقدار نقطة مئوية في نمو الصين في الربع الأول. 

وتراجعت الأسهم العالمية يوم الخميس قبل الماضى في حين سجل اليوان الصيني أدنى مستوى له هذا العام وانخفضت أسعار النفط مرة أخرى وارتفعت أصول الملاذات الآمنة مثل الذهب.

أما اللجنة الوطنية للصحة في الصين فقد أعلنت أن 328 مريضًا مصابًا بفيروس كورونا الجديد غادروا المستشفيات بعد تعافيهم من المرض وقد تعافت أول مواطنة صينية من الفيروس القاتل الجمعة الماضية، وتدعى "هو جيانج"،، بعد خروجها من مستشفى سانسيا المركزى فى تشونج تشينج، ونجاح رحلة علاجها من الفيروس القاتل، حيث قالت جيانج، 44 عاما، فى تصريحات لوكالة "شينخوا" الصينية، إنها ولدت فى مقاطعة ووشان بمدينة تشونج تشينج جنوب غربى الصين، وتعمل فى مدينة ووهان، معقل انتشار الفيروس القاتل.
 
وكشفت جيانج، قصتها مع المرض، قائلة إنه يوم 15 يناير الماضي، ذهبت إلى المنزل للاحتفال بالسنة الصينية الجديدة، وصل زوجي إلى محطة سكة حديد المقاطعة لمقابلتي وعندما رأى أنني لست على ما يرام، نقلني على الفور إلى مستشفى محلى، وبعد عدة أيام من العلاج لم يكن هناك تقدم أو أى نتائج إيجابية، وفى 21 يناير، تم نقلى إلى مستشفى سانسيا المركزي فى وانزهو، حيث تم عزلي وتشخيص مرض الالتهاب الرئوى الناجم عن الفيروس الجديد كورونا، وكنت أول مريضة بهذا المرض فى تشونج تشينج، مؤكدة أن الأطباء والممرضات عاملوها برعاية صحية خاصة.

وأوضحت جيانج، أن الأطباء أجروا علاجًا مضادًا للفيروسات ومضادًا للعدوى، واستخدموا طرق الطب الصينى التقليدى، وفى الأيام الأخيرة تغيرت جميع الأعراض إلى الأفضل، وبعد ذلك قال لها الأطباء إنه يمكنها الخروج من المستشفى، ولم يأخذ الأطباء المال على العلاج.

وحول الوقوف على حقيقة العلاج الجديد وتفشي المرض في الصين والعالم قال الدكتور أمجد الحداد مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح إن تركيز الإعلام الصيني على عدد الوفيات من جراء فيروس كورونا به شيء من التهويل ترتب عليه «فوبيا» اجتاحت العالم خاصة أن عدد الوفيات من الأنفلونزا الموسمية يساوى مثل هذا العدد سنويا، ويشترك «كورونا» والأنفلونزا الموسمية في نفس الأعراض والمضاعفات تمامًا وخطورته مثلها مثل العادية ومن يصيبهم هم لديهم مشاكل صحية في الأصل ولديهم ضعف في المناعة وما يحدث من تضخيم إعلامي بالتركيز على حجم الخسائر والوفيات هو «مقصود» بنسبة كبيرة. 

وأضاف «الحداد» في تصريح خاص لـ«النبأ» أن فيروس كورونا ليس جديدًا وطريقة انتشاره مثل انتشار الأنفلونزا العادية تتم عن طريق الرزاز وحتى الآن لم يتم التوصل إلي علاج له أو تطعيمات ولكن ما يشاع حاليًا عن التوصل إلى علاج محدد يقضي على المرض ما هو إلا أبحاث ودراسات لم تثبت صحتها بشكل قطعي وما يتردد في هذا الشأن ما هو إلا استخدام أدوية مضادة للفيروسات سواء المضادة للأنفلونزا «التاميفلو» أو المضادة لفيروس نقص المناعة وكليهما يتم استخدامه تحت التجربة.

واستطرد «الحداد»: الأمر في مصر غير مقلق ولكن يجب التركيز على الإجراءات الاحتياطية لأنه من المهم عدم وصول المرض وانتشاره ولا يعني أن الأمر ليس بخطير وأن يتم التهاون معه ويجب التشديد على طرق الوقاية المتبعة مع حالات الأنفلونزا وعند ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا يجب تأجيل الدراسة لأن وجود التجمعات والمدارس يعطي فرصة أكبر لانتشار العدوى وما ظهر فى مصر من حالتين اشتباه بالمرض ما هما غير حالة إصابة بفيروس كورونا القديم والحالة الثانية لم يتم تأكيدها بعد ويجب التشديد على اتخاذ طرق الوقاية لأن الفيروس يصيب ضعاف المناعة الذين يعانون من سوء التغذية وأيضا يأتي لكبار السن وشدد بعدم استيراد أى منتجات حيوانية من الصين في هذه الفترة ولا مانع من استيراد دون ذلك.

وفي هذا السياق قال وزير الصحة الأسبق الدكتور محمد عوض تاج الدين إن التجارب العالمية مع التجارب الفيروسية منذ عام 1918 تقول إنه من الممكن حدوث مشاكل عالمية من هذه الفيروسات، ويجب اتخاذ التدبير اللازمة دون تهويل أو تهاون ففيروس كورونا هو سلالة جديدة أودت بحياة العشرات وإصابة الآلاف بحسب ما أعلنت عنه الصين وتم إعلان دول أخرى بوجود حالات مصابة بهذا الفيروس ضمن ساكنيها ولكن يجب عدم التهويل مع عدم إغفال اتخاذ الاحتياط اللازمة فالمشكلة هي عدم معرفة درجة انتشاره ومدة بقائه وعدد المصابين خاصة أن تعداد سكان دولة الصين كبير للغاية جعل المسئولين هناك يعطون الأوامر لإنشاء مستشفى خاص بالمصابين بهذا الفيروس، وتم إنشاؤه في تسعة أيام فقط؛ لعلاج ألف مريض هناك.

وتابع «تاج الدين»: هذه هي القضية التي يجب الالتفات إليها وهى أن هناك نسبة من السكان يحتاجون إلى النقل إلى المستشفيات لتلقي العلاج سواء الدخول إلي العناية المركزة أو أجهزة التنفس الصناعي هذه هي القضية الهامة وهى الاستعداد الكامل لمواجهة المرض الذي أصبح حديث العالم ومنظمة الصحة تكلمت عليه ونحن كأطباء متخصصون نعلمه جديدة لأن فيروس «كورونا» ليس بجديد ولكنها سلالة جديدة منه وحينما يصيب الإنسان عدوى جديدة يكون تأثيرها أكبر وأقوي ومضعفاته حادة خاصة إذا انتقل من الحيوانات أو الطيور أو الأسماك إلى الإنسان واتحد مع الفيروسات البشرية الأخرى وقتها يكون أشد خطورة.

وتابع «تاج الدين»: من الوارد انتقال الفيروس عن طريق الأسطح ولكن انتقال الفيروس بطريقة رئيسية يكون من خلال العطس والكحة وملامسة الأنف مثله مثل الفيروسات الأخرى التي قد تنتقل عن طريق ملامسة أسطح مصابة مثل الصنبور كما في حالة الوضوء فإذا استخدم الشخص المصاب تلك الـ«حنفيات» وطالتها بعض إفرازاته وجاء الشخص واستخدمها أثناء الوضوء ولمس أنفه فقد يصاب بالفيروس وفترة حضانة المرض من يوم إلى أربعة عشر يومًا ومن الممكن أن تكون حاملة للفيروس ولا تصاب به.

وحول وقوف شركات وراء ظهور الفيروس لجني أموال طائلة كما تردد مؤخرًا، قال «تاج الدين»: حتى الآن لم يُعلن عن وجود علاج أو تطعيمات لفيروس كورونا السلالة الجديدة وما يحدث اليوم هو علاج للأعراض ولكي يعتمد تطعيم للفيروس يكون في مدة لا تقل عن ستة أشهر فلا أستطيع أن أجزم أن الأمر متعمد خاصة أنه يوجد عدد من الوفيات والمصابين، ولو لم يكن الأمر كذلك كنا فرضنا هذه الفرضية.