النبأ.. تنشر خطة "الصحة العالمية" لمواجهة كورونا في الشرق الأوسط
أطلق الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ، خطة التأهب والاستجابة الاستراتيجية لمنظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط، لفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مكتب الإقلیمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمیة، بشأن أحدث تطورات مرض فیروس كورونا، لمناقشة الوضع العام الإقلیمي.
وقال المنظري، في كلمته: "اليوم، نُطلق خطة التأهب والاستجابة الإقليمية، والتي توفر سياقًا إقليميًا للخطة العالمية، وتهدف إلى توسيع نطاق التأهب لمرض كوفيد-19 والوقاية منه والكشف المبكر عنه والاستجابة السريعة له في بلدان الإقليم، وأودُّ أن أطلب منكم جميعًا التأمل في الحكمة الصينية القديمة التي تقول في كل أزمة، توجد فرصة".
وأعدَّ المكتب الإقليمي للمنظمة خطة التأهب والاستجابة الإقليمية المعنية بمرض فيروس كورونا-2019 (كوفيد-19)، لرفع حالة التأهب وتوسيع نطاق الوقاية من مرض كوفيد-19، والكشف المبكر عنه والاستجابة السريعة له في بلدان الإقليم، على النحو الذي تقتضيه اللوائح الصحية الدولية 2005.
معلومات أساسية
في يوم 31 ديسمبر 2019، أُبلِغت منظمة الصحة العالمية بظهور حالات متعددة للالتهاب الرئوي مصدرها غير معروف في مدينة ووهان، بمقاطعة خوبي، الصين، وبعد أسبوع من هذا التاريخ، أكَّدت السلطات الصينية تحديد مصدر حالات الإصابة الجماعية بالالتهاب الرئوي، وهو فيروس جديد، وهذا الفيروس الجديد أحد فيروسات كورونا، إذ ينتمي لنفس فصيلة الفيروسات المسُببة للزكام، والفيروسات المسُببة لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
ومنذ الإبلاغ عن أولى حالات الإصابة، تعمل المنظمة مع السلطات الصينية والخبراء العالميين لمعرفة المزيد عن الفيروس، بما في ذلك مصدر العدوى، وكيفية انتشارها، ومدى وخامتها، والفئات الشديدة التعرض للخطر، وكيفية علاج المرض ومكافحة الفاشية على النحو الأمثل، إضافة إلى ذلك، تتعاون المنظمة مع البلدان على رفع حالة التأهب والاستجابة للوضع أو للوباء.
الوضع الراهن في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط
تعاني العديد من البلدان في إقليم شرق المتوسط من حالات الطوارئ المعقّدة على نحو مباشر أو غير مباشر، إذ يُفاقم هذه الحالات نُظُم صحية هشة وترصد ضعيف للأمراض وضعف القدرة على الاستجابة وتدني مستوى التأهب في مجال الصحة العامة.
وتؤدي هذه العوامل إلى تزايد ظهور مُسببات الأمراض التي تُمثِّل تهديدات خطيرة، وانتقالها السريع، كما تُمثِّل التجمعات الكبرى في المناسبات والأعياد الدينية في الإقليم مخاطر فريدة من نوعها تُهدد أمن الصحة العامة.
ففي عام 2019، اندلعت فاشيات داء الشيكونغونيا، وحمى الضنك، والدفتيريا، والكوليرا، وحمى القرم-الكونغو النزفية، وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وحمى الوادي المتُصدِّع، والتيفود الشديد المقاومة للأدوية في العديد من بلدان الإقليم.
وأصبح الكشف عن الأمراض المعُدية المُستجدة والاستجابة لها من أولويات الصحة العامة المهمة في إقليم شرق المتوسط، ورغم أنّ أغلب بلدان الإقليم يتوفر فيها أنظمة ترصد الإنفلونزا والأمراض التنفسية الأخرى عبر شبكة ممتدة من المواقع الخافرة، لا تزال القدرة الكلية غير كافية للكشف السر يع عن وفود محتمللمرض فيروس كورون أو انتقاله محليًا والاستجابة له.
وحتى تاريخه، توجد مختبرات مرجعية عاملة في 20 بلدًا من أصل 22 بلدًا في الإقليم، إذ تتوافر لدى المختبرات القدرة على الكشف عن فيروس الإنفلونزا الموسمي وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ومُسببات الأمراض الأخرى التي تُمثِّل تهديدات خطيرة، وتأكيد الإصابة بها.
تحليل المخاطر الناجمة عن مرض كوفيد-19
تنظم المنظمة خطر مرض كوفيد-19 على أنّه بالغ الشدة في الصين، وشديد على مستوى إقليم غرب المحيط الهادئ، وشديد أيضًا على مستوى العالم.
تحليل المخاطر في إقليم شرق المتوسط
عززت بلدان إقليم شرق المتوسط قدراتها الوطنية على النحو الذي تقتضيه اللوائح الصحية الدولية 2005، وأجرى 18 بلدًا في الإقليم التقييم الخارجي المشترك، ووضعت خطط عمل وطنية للأمن الصِحيّ بهدف استيفاء متطلبات القدرات الأساسية بموجب اللوائح الصحية الدولية.
ويحدث انتقال العدوى إلى إقليم شرق المتوسط في مرحلة مبكرة من الفاشية عندما يسافر المصابون بهذه العدوى إلى الإقليم. ويؤدي السفر الجوي الدولي إلى انتقال حالات العدوى على مستوى العالم في أقل من 36 ساعة، ونظرًا لتمركز حالات الإصابة في الصين 99% في الوقت الحالي، فإن المصدر المرجح لحالات الإصابة الوافدة هو الصين.
ورغم إعلان المنظمة عدم ضرورة فرض أي قيود على السفر والتجارة، اتبعت الكثير من البلدان نهج تقييم المخاطر واتخذت خطوات لحماية شعوبها، وظل المكتب الإقليمي للمنظمة على اتصال مع بلدان الإقليم لاستيضاح هذه التدابير الصحية الإضافية، وفقًا للالتزامات المنصوص عليها في المادة 43 من اللوائح الصحية الدولية 2005.
ويتم إجراء التحرِّي عند الدخول بقياس درجة الحرارة، واستبيان للتقييم، ونشر المعلومات الخاصة بالمرض في جميع البلدان تقريبًا، بما في ذلك البلدان التي تستقبل رحلات طيران غير مباشرة من الصين، ومع ذلك، لا تزال احتمالية مرور الحالات المشُتبه فيها دون الكشف عنها في نقاط الدخول قائمة، مما يُمثِّل خطرًا على البلد.
استراتيجية التأهب والاستجابة المعنية بمرض كوفيد-19
وضع المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية بمدينة جنيف خطة استراتيجية عالمية للتأهب والاستجابة، وتوضح الخطة تدابير الصحة العامة الرئيسية المطلوب من البلدان تنفيذها بالتعاون مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية والجهات المانحة.
وتُكمِّل الخطة إرشادات العمليات، التي وضعها أيضًا المقر الرئيسي للمنظمة، وترتبط بها، بهدف دعم التأهب والاستجابة في البلدان. ويتمثَّل الهدف العام من هذه الخطة في دعم البلدان لتعجيل تطوير القُدُرات اللازمة للوقاية من أي فاشية محتملة لمرض كوفيد-19 والكشف عنها والاستجابة لها. وتساعد الخطة أيضًا في تنسيق العمل مع الشركاء وتنظيمه، وتعبئة الموارد اللازمة لتنفيذ الخطة.
مجالات العمل والإجراءات ذات الأولوية
يتطلب تنفيذ الخطة الإقليمية تنسيقًا وتعاونًا على نطاق كبير وواسع يشمل، على سبيل المثال لا الحصر، إرسال البعثات التقنية وعقد الدورات التدريبية والاجتماعات وحلقات العمل بين الدول الأعضاء في إقليم شرق المتوسط والمقر الرئيسي للمنظمة والشركاء الدوليين الآخرين في مجال الصحة.
الموازنة والإطار الزمني
تُغطي الموازنة التقديرية لخطة التأهب والاستجابة المعنية بمرض كوفيد-19 في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط فترة تسعة أشهر، ويبلغ إجمالي التكلفة التقديرية المطلوبة 2.945.000 دولار أمريكي، وتُغطي الموازنة المقترحة نفقات تزويد البلدان بالمساعدين التقنيين الضروريين، وشراء الإمدادات الطبية الطارئة وتوزيعها.