رئيس التحرير
خالد مهران

دروس مستفادة من مؤتمر الجمعية الأمريكية للسكر

صلاح الغزالي حرب
صلاح الغزالي حرب


عقدت الجمعية الأمريكية للسكر- وهى أهم وأقدم جمعية عالمية فى مجال علاج وأبحاث مرض السكر- مؤتمرها التاريخى الأول فى القاهرة يوم 12 فبراير، وذلك لعرض أهم ما قيل فى مؤتمرها الأخير بالولايات المتحدة للأطباء فى مصر والوطن العربى وشمال إفريقيا. وأستطيع القول بأن هذا الحدث يعتبر نقلة نوعية جديدة للمؤتمرات من أجل التعاون العلمى بين مصر والولايات المتحدة فى هذا المجال شديد الأهمية.. وقبل الحديث عما أثير فى المؤتمر أرى من واجبى تقديم كل آيات الشكر والتقدير إلى أخى الفاضل أ.د. أسامة حمدى الأستاذ بجامعة هارفارد باعتباره صاحب الفكرة والذى كرس وقته وجهده من أجل إقناع الجمعية، وفى وقت متأخر نسبيا، بعقد الاجتماع فى مصر، كما أدار جلسات المؤتمر بكل حنكة واقتدار.. كما أشكر أخى الكريم أ.د خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى على اهتمامه بوضع المؤتمر تحت رعاية السيد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء. وسوف أعرض أهم ما بحثه المؤتمر بلغة مبسطة علما بأنه كان مثار اهتمام الصحافة الطبية الأمريكية، كما أن موقع كلوز كونسيرن قد أرسل 4 مراسلين لمتابعة الحدث لنقله إلى كل أنحاء العالم.

أولا.. تم عرض طريقة مبتكرة لمتابعة مريض السكر باستخدام التكنولوجيا الحديثة لا تتطلب من المريض إلا زيارة شخصية واحدة فقط وبعدها تتم المتابعة إلكترونيا عن طريق إرسال أسئلة محددة للإجابة عنها تخص تحليل السكر وقياس الضغط ونوع الأكل وغيره، وتفتح للمريض قناة للاتصال مع طبيب السكر واختصاصى التغذية والعلاج الطبيعى والمثقف الطبى، ويكون الاتصال أسبوعيا أو كما يتفق عليه الطرفان، بالإضافة إلى استخدام هاتف طبى يمكنه أن يقوم بنفس المهمة.. والهدف كما أوضحه د. أسامة فى محاضرته هو حل مشكلة قلة أعداد المتخصصين فى هذا المرض فى الولايات المتحدة بالنسبة لعدد المرضى وعدد المستشفيات.

وقد أثبتت التجارب نجاح هذه الوسيلة فى خفض مستوى السكر فى المرضى المشاركين فى هذا النظام مقارنة بالنظام التقليدى.

ثانيا.. تحدث د. روبرت عن دور البكتيريا الحميدة التى تعيش فى القناة الهضمية فى ظهور النوع الثانى من السكر عندما يحدث عدم توازن بين أنواع هذه البكتيريا مما قد يعنى أن استخدام بعض المواد probiotics قد يفيد وتجرى الآن أبحاث متقدمة فى هذا الشأن.

ثالثا.. تحدثت د. ماجى عن استخدام تقنية البنكرياس الصناعى والذى يعنى ببساطة وجود جهاز يقوم بقياس نسبة السكر على مدى اليوم مع إعطاء جرعات الأنسولين حسب الاحتياج وكذا يمكن تزويده بهورمون الجلوكاجون فى حالات نقص مستوى السكر.

رابعا.. هناك محاولة لإعادة تقسيم أنواع المرض فالنوع الأول الذى يصيب الأطفال قد يأخذ صورة وجود أجسام مضادة للبنكرياس فقط وقد يكون مصحوبا بارتفاع السكر بلا أعراض وقد يأخد الصورة الكاملة بالأعراض الشديدة أما النوع الثانى فهناك خمسة أنواع مقترحة تبعا لوجود أجسام مضادة أو مقاومة شديدة للأنسولين أو نقص شديد للأنسولين أو يكون مرتبطا بالتقدم بالسن أو بالسمنة المفرطة.

خامسا.. تحدث أ.د. محمد غنيم رائد زراعة الكلى فى مصر عن الخلايا الجذعية واستخدامها فى علاج السكر فى المستقبل.

سادسا.. تحدث بعض الأستاذة العرب عن مشكلة الزيادة المستمرة والمقلقة لنسبة مرض السكر فى المنطقة العربية واتفق د. سمير حلمى أسعد أستاذ السكر بجامعة الإسكندرية ود. سمير أزعر الأستاذ بالجامعة الامريكية ببيروت ود. سعود السيفرى الاستاذ بالمستشفى العسكرى بالطائف بالسعودية- على أن أسباب هذه الزيادة تعود إلى العادات الغذائية التى تؤدى لزيادة الوزن وخاصة تراكم الدهون فى منطقة الخصر وكذا قلة الحركة وقصور الوعى الطبى. هذه بعض اللمحات السريعة عن هذ المؤتمر الأول من نوعه فى مصر والتى أتمنى أن تكون فقط هى البداية للقاءات سنوية لتبادل الخبرات والمشاركة فى الأبحاث العالمية وإعطاء فرصة لأبنائنا من شباب الأطباء المتميزين- وما أكثرهم- لعرض أبحاثهم فى هذا المجال فى المحافل الدولية. الشكر واجب لكل من ساهم فى نجاح هذا المؤتمر، وشكر خاص لأحد رواد علاج وأبحاث السكر فى مصر أ.د. مرسى عرب، وهمسة عتاب لبعض الزملاء الذين لم يشاركوا ولم يحضروا ولم يعتذروا وهم يعلمون وأذكرهم بأن العمل الجماعى من أجل المصلحة العليا للوطن وصحة المواطنين أكبر وأغلى من أى اعتبار قصير النظر.

نقلا عن "المصري اليوم"