رئيس التحرير
خالد مهران

مدفون بقرية الموت.. حكاية محمد باشا سلطان ملك الصعيد صاحب القبر الذهبي

فبر محمد باشا سلطان
فبر محمد باشا سلطان


على بعد 7 كيلومترات من الضفة الشرقية للنيل بمحافظة المنيا، تقع قرية الموت أو "زاوية الموت"، التي اطلق عليها عاصمة الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر العليا، أما الاسم الحالي للمنطقة فهو "زاوية سلطان" نسبة لاسم محمد باشا سطان.

وذكر علماء التاريخ أن منشئ المجموعة هو محمد باشا سلطان أغا بن أحمد حيث قدم من أرض الحجاز لمصر واستقر بها وعرف عنه الكرم والسماحة والذكاء حتى أنه حاز لقب "ملك الصعيد" لكثرة عطاياه وكان ذلك سببا في أن يولي منصب شيخ البلد وعمدتها، حيث تضم زاوية الموت جميع أفراد عائلة محمد باشا سلطان، أول رئيس مجلس نيابى أسس فى مصر وعمر باشا سلطان وزوجته والدة الفنان جميل راتب، وهدى شعراوى محررة المرأة المصرية ،وهى كريمة محمد باشا سلطان وزوجة الثائر المعروف وأحد أعضاء الوفد المصرى مع سعد باشا زغلول ويدعى على باشا شعراوى.

ومن بين تلك المقابر مقبرة الملك " خنس " وهو حاكم العاصمة ومن ألقابه رئيس جميع الكهنة ومرشد الأرض وحاكم القصر العظيم، وكذلك مقبرة ني عنخ ببي ومقبرة نفر سخرو وترجع هذه المقبرة إلي عصر الدولة الحديثة وكان نفر سخرو يشغل وظيفة كاتب الملك والمشرف على صوامع مصر العليا والسفلى.

كما تضم زاوية الموت مقابر عائلة محمد باشا سلطان والمشيدة على الطراز الإسلامى وبأيدٍ فرنسية تلك المقابر التي يأتي اليها كبار ومشاهير السياسة والفن والرياضة من مختلق محافظات الجمهورية لمشاهدة تلك المنطقة التي تحولت إلى مزار شعبي .

حيث تعد مقبرة محمد باشا سلطان صرح شاهق تم بناؤها عام 1860 وشيدها مهندسون فرنسيون على مساحة 1750 مترًا مربعاً منحوتة فى الصخور والجبال يتوسطها فناء واسع محاط بساتر خشبى يضم بين جنباته الكثير من الشخصيات الهامة ومنهم والدة الفنان جميل راتب "نائلة هانم سلطان" شقيقة محمد سلطان باشا.

كما توجد مقبرة نور الهدى محمد سلطان" أو هدى شعراوى والتى ولدت فى 23 يوليو 1879 وتوفت فى 12 ديسمبر عام 1947، هدى شعراوى رائدة الحركة النسائية فى مصر وهى أول امرأة نادت بتحرّر المرأة المصرية من القيود المفروضة عليها.

وعند دخولك المقبرة " هدي شعراوي " تجدها من الخارج عبارة عن بناء يرتفع فوق الارض بمقدار 5 امتار عن ارتفاع بدروم المقبره تجد صورة هدى شعراوى معلقه اعلى المقبره وتاريخ وفاتها منقوش بماء الذهب الخالص يحيطه مجموعه من الواح الرخام والجرانيت الملون بالالوان البيضاء والصفراء تعلو كل مقبره قبه اشبه بقبة الصخرة.

وتوفي محمد باشا سلطان توفي عام 1883ميلادي/1301هجري وذلك كما هو مدون علي اللوحة التأسيسية التي توجد علي الواجهة الرئيسية للمجموعة المعمارية وشاهد قبري محمد سلطان باشاومن أبرز الأضرحة الموجودة بها ضريح إبنته أسما ويتميز بزخارف كتابية رائعة والست"حسنملك" وضريح هدي شعراوي داخل إحدى حجرات الحرملك حجازي بك ومحمد بك أحمد.

أهالى زاوية سلطان يروون قصص وحكايات مشاهير وكبار العائلات يقول حمادة محمد سائق أن القرية نسبت إلي أسم محمد باشا سلطان الذي قام ببناء أول مدرسة ومسجد داخل القرية ولم يتم ترميم المسجد أو المدرسة حتى الآن.

وذكر أحمد عيسى أحد بنائى المقابرأن زيارة " مقبرة محمد باشا سلطان "| ليست قاصرة على الأسرة فقط، وإنما الجميع يأتى لزيارتها من الخارج حتى إن هناك وفود أجنبية وسائحين يأتون إلى تلك المقبره ليشاهدوا هذا الصرح العظيم مضيفًا أن عائلة تقوز بزيارة الضريح مرة كل 15 يومًا.

وعام 2016 كشف إبراهيم النزوري مدير التسجيل الأثري بالآثار الإسلامية تفاصيل تقرير اللجنة التي تم تشكيلها من الآثارلمعاينة المجموعة المعمارية لمحمد باشا سلطان بالمنيا، لدراسة تسجيلها برئاسة أبوبكر أحمد مدير عام التعديات وعضوية النزوري ودكتورة شيماء عبد الفتاح مفتش آثار بإدارة التسجيل واحمد يحيى مفتش آثار بإدارة التعديات.

وقال النزوري إن المجموعة تستحق التسجيل ضمن الآثار وتسمي "زاوية الأموات" وتضم قباب ضريحية وتراكيب دفن وشواهد قبور ترجع لعام 1301 هجري, وتقع بالقرب من تونة الجبل، وقد تمت معاينة المجموعة لصاحبها محمد باشا سلطان من أعيان المنيا,وتعتبر مجموعة فريدة من نوعها.

وأشار إلى أن المجموعة تضم مباني جنائزية عبارة عن قباب واضرحة وتراكيب دفن ومباني مدنية عبارة عن سلاملك وحرملك للإقامة ومخازن وبئر للمياه، والمباني من الحجر والطوب الاحمر وقد ذكرها شامبليون، ووصفها بأنها تضم عددا من المقابر العتيقة التي لا يزال المسلمون يدفنون موتاهم فيها علي الضفة اليمني للنيل.