بسبب كورونا.. تفاصيل أكبر خسارة للبترول خلال 30 عامًا
هدد فيروس كورونا الأسواق والاقتصادات العالمية، وفي محاولة لمواجهة الأزمة اجتمع أعضاء "أوبك بلس" في محاولة للسيطرة على سوق النفط، عن طريق خفض الإنتاج، إلا أن الاجتماع خرج بفشل ذريع وعدم اتفاق بين الأطراف، الأمر الذي جعل السعودية تخفض أسعار النفط اليوم، وروسيا لتزيد من إنتاجها.
استهلت تعاملات اليوم الإثنين، على تراجع بلغ 30% في أسعار النفط ليسجل البرميل حدود 30 دولارا، وهو التراجع الأكبر يوميًا منذ حوالي 30 عاما، تحديدًا منذ حرب الخليج عام 1991، والذي من حينها لم تشهد الأسعار مثل تلك التراجعات مع اختلاف مرور الأزمات الاقتصادية الكبرى.
وتراجع سعر خام تكساس لما دون الـ30 دولارا، وتراجع سعر خام برنت إلى حدود الـ30 دولارا أيضًا، والملفت في الأمر أنه وارد أن تشهد الأسعار مزيدا من التراجعات خلال الأيام المقبلة، وعلى مستوى بعيد أيضا.
وعلق المراقبين، أنه على إثر خفض السعودية لسعر برميل البترول بنحو 10% خلال يوم واحد، حيث انخفض سعره بما يتراوح بين 6 و20 دولارًا، في حين أعلنت روسيا أنها سترفع من حصتها السوقية، ولن تخضع لأي التزامات أعلنتها السعودية ومنظمة أوبك.
يأتي ذلك تزامنًا مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن زيادة صادراتها النفطية لأعلى رقم في التاريخ، ليعكس الأمر الحرب على العملاء في سوق النفط العالمي.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب العالمي على النفط من المتوقع أن يتراجع في 2020 لأول مرة منذ أكثر من عقد مع توقف النشاط الاقتصادي العالمي بسبب فيروس كورونا الجديدـ الأمر الذي سيؤثر على سعر النفط عالميا.
وقالت الوكالة إنها تتوقع أن يبلغ الطلب على النفط 99.9 مليون برميل يوميًا في عام 2020، مما يخفض توقعاتها السنوية بنحو مليون برميل يوميًا ويشير إلى تقلص قدره 90 ألف برميل يوميًا، وهي المرة الأولى التي ينخفض فيها الطلب منذ عام 2009.
وفي أعقاب صدمة الطلب في عام 2020 ، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع استهلاك النفط بقوة وأن يرتفع بمقدار 2.1 مليون برميل في عام 2021.
وقال مدير وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن «لعب الروليت الروسي في أسواق اسعار النفط ربما يكون له عواقب وخيمة»، مضيفا أن اسعار النفط دون أقل من 25 دولارا للبرميل ستؤدي إلى توقف عمليات التطوير الجديدة للنفط الصخري في الولايات المتحدة.
وتأتي تعليقات بيرول بينما انخفضت سعر النفط العالمية بأكثر من الربع وتتجه صوب تسجيل أكبر انخفاض في يوم واحد في 29 عاما بعد أن أوقدت السعودية فتيل حرب اسعار النفط في السوق.
وأضاف أن الوكالة تتوقع فائضا نفطيا محتملا قدره 3.5 مليون برميل يوميا في الربع الأول بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.