من دمياط وتقيم بالبحيرة.. قصة «فريدة» المتحولة جنسيًا وسر أزمتها مع «التربية والتعليم» (فيديو وصور)
يعد اضطراب الهوية الجنسية والتحول الجنسي من أكثر القضايا المحرجة والمسكوت عنها في العالم العربي، وهي تثير دائما حالة من الجدل بين مؤيد ورافض.
السطور التالية تكشف عن قصة مثيرة لـ«متحولة جنسيًا»، تعرضت لعدة مشاكل بسبب هذا التحول ما بين (الأسرى والمجتمعى) لا سيما أن المشاكل طالت عملها بوزارة التربية والتعليم والتي فصلت منها، فضلًا عن معاناتها الحياتية وظروفها المعيشية التي دفعتها لإثبات ذاتها لتحصل على حقوقها التي كفلها لها القانون سواء بالعودة إلى عملها أو الحصول على مستحقاتها القانونية.
فى البداية، المريض يدعى «محمد رمضان سعود»، من مواليد 1971 محافظة دمياط، أجرى عملية تصحيح جنسي من ذكر إلى أنثى بحسب التقارير الطبيبة الواردة مع المريض ونصح له بالراحة لمدة شهر مع العلاج والمتابعة، وكانت الشكوى فى البداية الشعور بعدم الإحساس بجسده الذكري وأنه راغب لأن يصحح جسده إلى أنثى حتى يتوافق مع إحساسه ومشاعره، وأجريت له الاختبارات النفسية اللازمة وفحص لخلايا المخ بواسطة خريطة الدماغ وكفاءة الإدراك بالإضافة إلى فحص عضوي للجسم وهرموني للغدد.
واتضح بعد متابعة الحالة لمدة عامين تم خلالها عقد جلسات فردية وجماعية أنه يعاني من اضطراب الهوية الجنسية وبعد المعايشة فى الدور الأنثوي تأكد أنه متوافق مع هذه الهوية وحسب الأبحاث العلمية حتى الحديث منها لا يوجد مانع من أن يأخذ قراره بالتصحيح الجنسي جراحيًا.
وأوضحت التقارير أن الحالة ولدت ذكرًا، ولكن عندما وعت على الدنيا أى حوالى سن الرابعة، تصرفت وسلكت وعاشت على أنها بنت من ناحية اللعب والاختلاط والمشاعر والوجدان واللبس، ولما استمر الأمر ووصل إلى سن البلوغ لم تعرف الحالة ولم تستطع إدراك أى مشاعر أو أحاسيس ذكورية وكانت الأمور الفسيولوجية الذكورية مثار ضيق شديد وارتباك بالغ لها وهكذا بدأت تؤكد وتمارس إحساسها الأنثوي الطاغي فبدأت تخفف حواجبها وتطيل شعرها وكان وما زال صوتها ناعمًا كان كل ذلك نتيجة أن الهرمونات الأنثوية غالبة، كذلك فإن شكل الجسم انحناءاته تدويراته كان وما زال أنثوية للغاية.
وتابعت التقارير الطبية: «يهمنا هنا التأكيد أن الحالة ليست لرجل مكتمل نفسيًا وجسديا ويريد التشبه بالنساء وليست أيضًا لرجل شاذ يود أو يعشق أو يريد ممارسة (اللواط)، واستمرت الحالة فى حياتها الأسرية والعملية والدراسية متمزقة تحت وطأة كل الصراعات وعلى الرغم من كل ذلك نجحت فى دراستها وعملت كمدرسة وأثبتت كفاءة فى العمل ودقة ومراعاة ضمير تحسد عليها، ثم انتقلت إلى عمل خاص فى مجال صناعة الحلويات وكسبت احترام الجميع وتقديرهم كمهندسة ديكور خلوقة وصادقة ومتمكنة قبلها زملائها وعملائها بشكل أكثر من طيب ورائع اتخذت لنفسها اسما لأنثى وارتدت الفساتين والجيبات وهى ذات ملامح نفسية أنثوية مكنتها من القبول النفسى الاجتماعي والمهني بسرعة».
وأشارت إلى أن عملية التحول النفسي الاجتماعى الجنسي قطعت شوطا كبيرا وقبل الناس الحالة كامرأة ولم يبقَ سوى إجراء عملية التحول الجنسي الجراحية التي ستساعدها على تخطي ذلك الحاجز الجسدي ويتبعه الإجراء القانوني بتغيير النوع والاسم فى كافة الأوراق الرسمية، واتخذت خطوات إيجابية لتدعيم هويتها الجنسية الأنثوية بأن تقبلها أهلها وأصدقاؤها كما هي بعد ما استقلت بشقة منفردة عن أهلها، واتخذت لتفسها اسمًا أنثويًا (فريدة) وتقريبًا لا يعرفها أحد الآن إلا بالاسم الأنثوي (فريدة) وفى خلال عملية التأهيل النفسي تم إدخالها إلى مجموعة (السيكودراما – المسرح النفسي).
فريدة رمضان سعود هى الشخصية المحورية البطلة قدمت حالتها بكل شجاعة وأجابت بكل جرأة عن أسئلة قوية ومحرجة جدًا بكل وضوح وصبر ودون خوف انزعاج، الحالة ولدت باضطراب جنسي واضح (جسد ذكر وعقل بنت) ما أدى إلى المشاعر والسلوكيات الأنثوية البحتة مثل (اللعب بالعروسة، بل صنع عروسة من شراشيف السجاد) إلى ارتداء ملابس بنت إلى إطالة الشعر ونتف الحواجب وكان لذلك رد فعل عكسي قاسيا من أهلها ففى مرة ضربت حتى سال الدم من وجهها وفى مرة أخرى أجبروها على حلاقة الذقن والشارب دون أن ينبتا كما قام أهلها بأخذها عنوة إلى الحلاق وأمره بقص شعر الرأس تمامًا.
وبحسب وصف التقارير الطبية للحالة أنها تعانى من (أزمة أعراض اللاحساسية للهرمونات الذكرية رغم التشريح الذكرى) وهو اضطراب يولد به الإنسان، أي أنه يتحدد منذ وجوده جنينًا داخل الرحم، وهنا فى تلك الحالة لم تكن هناك أعضاء تناسلية أنثوية مختلطة لكن التركيبة الهرمونية الأنثوية الغالبة على العقل والجسد قد أكدت على تطور محمد كأنثى محبوسة فى جسد ولد واستمرارها ومعاناتها وإصرارها وهو كما ذكرنا سابقًا، ليس نوعا من التدلل أو السلوك المعيب وإنما اضطراب قهري نتيجة الخلل الهرموني داخل مخ وجسد الحالة، يؤكد ذلك البحوث العلمية فى عملية اضطراب الغدد والهرمونات لدى المصابين بالتحول الجنسي.
وأكدت التقارير على ضرورة إجراء عملية (التحول الجنسي) الجراحية دون أدنى تردد إيمانا بالعلم والدين وبحق الحلة فى العيش كأنثى واتقاء لغول الاكتئاب وشبح الانتحار فضلًا عن أحقيتها فى البعد القانوني بتغيير كل أوراقها الثبوتية من ذكر إلى أنثى، وأجريت لها عملية التحول الجنسى الجراحية، واستخرجت بطاقة رقم قمي باسم (فريدة رمضان سعود) وبدأت تمارس حياتها الأنثوية.
وقالت «فريدة» فى لقاء صحفى بمقر جريدة «النبأ» إنها كانت تعمل مدرسة بوزارة التربية والتعليم وملفها الوظيفى موجود بالوزارة باسمها القديم (محمد) قبل إجراء عملية التحول الجنسي، مؤكدة أنه تم فصلها بسبب انقطاعها عن العمل فترة طويلة، وحاولت التوصل إلى أوراقها بالإدارة التعليمية بدمياط لتثبت أنها كانت موظفة بالتربية والتعليم لكن دون جدوى ولم تجد لها أوراق فى الإدراة، وأرسلت شكوى للوزارة حتى يستثنى لها تغيير بياناتها والعود إلى عملها أو لتحصل على مستحقاتها خلال فترة عملها السابقة.
وطالبت الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم بالنظر إلى شكواها التي أرسلت للوزارة لكونها تعيش ظروفًا قاسية بعد تخلى أهلها عنها بمحافظة دمياط فى هذه الظروف وتعيش لدى أهل الخير فى محافظة البحيرة وليس لديها دخل تنفق به على نفسها بل يتكفل أهل الخير بأكلها ومشربها وملبسها، متابعة :«أنا بطلب حقي مش بشحت منكم».