عودة الحديث عن بديل قناة السويس .. مسئول روسي يؤكد نقل آلاف الأطنان من البضائع عبر الممر الشمالي في 2020
قال مسئول روسي إنه من المقرر نقل حوالي 12000 طن من منتجات الأسماك عبر طريق الملاحة البحري الشمالي، الذي يمتد على طول منطقة القطب الشمالي والشرق الأقصى في روسيا.
وجاء ذلك بحسب
ما قاله بيتر سافتشوك، نائب رئيس هيئة صيد الأسماك الفدرالية الروسية، خلال حفل
رسمي جرى مؤخرا بمناسبة وصول أكبر سفينة شراعية في العالم "سيدوف" إلى
ميناء فلاديفوستوك الروسي، في أقصى الشرق.
وبعد
فلاديفوستوك ستنطلق السفينة، التي تشارك في رحلة عالمية، إلى كالينينغراد في شمال
غرب روسيا.
ووصف المسئول
الروسي الحدث بالمهم، كون سفينة "سيدوف" ستمهد الطريق لجميع السفن
الأخرى، وتثبت أن طريق بحر الشمال آمن للشحن المدني.
وقال إنه سيتم
استخدام ممر الملاحة الشمالي لنقل البضائع بشكل عام ومنتجات الأسماك، وليس فقط شحن
موارد الطاقة من النفط والغاز.
وأشار سافتشوك
إلى أن الهدف هو جعل ممر الملاحة الشمالي طريقا تجاريا رئيسيا للبضائع المشحونة
بين آسيا وأوروبا.
وتعمل الحكومة
الروسية على جعل مسار الشحن هذا شريان نقل عالمي، ووفقا للرئيس الروسي فلاديمير
بوتين فإن المسار الملاحي المذكور هو مفتاح تنمية مناطق القطب الشمالي الروسية في
الشرق الأقصى.
وتخطط الحكومة
الروسية لزيادة الشحن عبر الممر الشمالي لتصل إلى 80 مليون طن سنويا. وستقوم السفن
بشكل أساسي بنقل الغاز المسال والنفط والفحم عبر الممر.
وفترة نقل
الشحنات من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا تقل بنحو النصف عبر ممر الملاحة الشمالي هذا،
إذا ما قورنت بمسارات الشحن عبر قناتي السويس وبنما.
«بحر الشمال».. قناة السويس
الروسية
الحديث عن هذا
الممر بدأ الحديث عنه منذ سنوات، حيث ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إن
عملاق النقل البحري «ميرسك» ستبدأ إطلاق أول سفينة حاويات عن طريق القطب الشمالي
بديلًا لـ«طريق قناة السويس».
وأوضحت أن طريق
بحر الشمال الذي يمتد من مضيق بيرينج بين روسيا والولايات المتحدة على طول أقصى
شمال روسيا وصولا إلى مخرجه القريب من النرويج يوصف بأنه منافس محتمل على المدى
الطويل لقناة السويس.
وأشارت إلى أن
الخط الجديد سيكون مناسبا لنقل البضائع بين آسيا وأوربا مع استمرار ذوبان الجليد
في القطب الشمالي، وارتفاع درجات الحرارة في بعض مناطق القطب الشمالي إلى 30 درجة
مئوية.
ولكن الصحيفة
أشارت إلى أن طريق البحر الشمالي يمكن أن يختصر من وقت الرحلة بين آسيا وأوروبا
أسبوعا أو أسبوعين وفقا للوجهة لكنه يظل أكثر تكلفة ويحتاج إلى كاسحات جليد نووية
لمرافقة السفن ولا يأخذ سوى سفن أصغر من تلك التي تعبر قناة السويس.
ونشر موقع «مركز
دراسات الصين وآسيا»، تقريرا قال فيه: «يبدو أن مصاعب مصر لا تنتهي.. فبعد مشكلة
تحويل مياه نهر النيل، ظهرت الآن مشكلة أخطر وهي فتح خط بحري ينافس قناة السويس».
فقد نجحت ناقلة
الغاز الروسية "بالتيكا" بتنفيذ أول مرحلة من مهمتها لنقل الغاز المكثف
من مورمانسك الروسية إلى شنغهاي الصينية عبر الطريق المحاذية لسواحل البلاد
الشمالية من المحيط المتجمد الشمالي، والتي ستعوضها عن استخدام الطريق الجنوبية
عبر قناة السويس.
وأضاف التقرير،
أن هذا الممر البحري سيستوعب نصف البضائع والمواد التي تمر عبر قناة السويس من
أوروبا وأمريكا إلى الصين واليابان.
وتابع التقرير:
ويؤثر نجاح رحلة "بالتيكا" في أهمية قناة السويس المصرية لأنها اختصرت
المسافة على السفن التي تنطلق من الموانئ الأوروبية إلى اليابان، حيث تمكنت بصورة
عملية أن تشق الطريق إلى الشرق الأقصى في أيام قليلة، وبأرخص التكاليف.
وتكتسب رحلة
"بالتيكا" أهمية بالنسبة للملاحة الدولية، حيث أصبح من الممكن أن تسلك
السفن طريق بحر الشمال وتقطع 1200 كيلو متر فقط بدلا من أن تقطع مسافة 20 ألفًا
و500 كيلومتر إذا عبرت قناة السويس، وهذا الاختصار في المسافة يوفر على كل باخرة
10 أيام من الوقت.
وكشف تقرير
لصحيفة الصين ديلي في 2016 أن الحكومة الصينية ستحث شركات الملاحة على استخدام
«الممر الشمالي الشرقي» المار عبر المحيط المتجمد الشمالي، الذي فتح بفضل الاحتباس
الحراري الذي ذوب الجليد في القطب الشمالي؛ لتقليل الزمن وتفاديًا لتكاليف المرور
عبر قناة السويس وقناة بنما.
وإذا ما أرادت
القناتان الاحتفاظ بجاذبية المرور عبرهما، فيجب على قناة بنما تقليل الرسوم بنسبة
30% تقريبًا، وقناة السويس بنسبة 50% تقريبًا.
إذ ستقل الرحلة
من شنغهاي بالصين إلى هامبورج بألمانيا عبر الممر الشمالي الجديد بحوالي 2800 ميل بحري
عن الطريق المار عبر قناة السويس موفرة بذلك الوقت والوقود.
ودعا الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين، شركاء روسيا إلى استخدام طريق الملاحة الشمالي في تجارتهم
بين آسيا وأوروبا، والذي تستغرق الرحلة عبره وقتا أقل مقارنة بمسارات تقليدية.
وبحسب صحيفة
"واشنطن بوست"، فإن روسيا، تضع آمالا كبيرة على ذوبان الجليد في القطب
الشمالي، لأنه بسبب ذلك، يمكن أن يصبح طريق بحر الشمال بديلا لقناة السويس، الأمر
الذي سيقلل بشكل كبير من تكلفة النقل من أوروبا إلى آسيا وأمريكا.
وتشير الصحيفة
إلى أن الخبراء يتوقعون أن تكون ظاهرة الاحتباس الحراري وذوبان الجليد في القطب
الشمالي، بمثابة "خير كبير" لروسيا، حيث إن الجزء الأكبر من طريق بحر
الشمال يعتبر منطقة اقتصادية روسية خالصة.
لكن هانى النادى
رئيس قطاع العلاقات العامة والحكومية بشركة قناة السويس للحاويات، أكد صعوبة اتخاذ
القطب الشمالى بديلًا تجاريًا لقناة السويس حاليًا ولمدة 20 سنة قادمة.
وقال النادى فى
منشور له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك":
"إن طريق بحر الشمال أو الطريق البحرى الشمالى هو ممر شحن بحرى من المحيط
الأطلسى إلى المحيط الهادئ على طول ساحل القطب الشمالى الروسى من بحر بارنتس،
بمحاذاة سيبيريا، إلى الشرق الأقصى".
ولفت النادي إلى
أن هذا الطريق يعرف باسم الممر الشمالى الشرقى قبل بداية القرن 20، ولا يزال يسمى
بهذا الاسم أحيانا، موضحا أنه يمكن الإبحار من خلاله فى مياه القطب الشمالى
الخالية من الجليد لمدة شهرين فقط فى السنة.
وتابع قائلًا:
"يتطلب إبحار أى سفينة عبر هذا الطريق حاليًا أن ترافقها كاسحة جليد نووية
باهظة التكلفة"، موضحا أنه بحسب تقرير صدر عام 2016 عن مدرسة "كوبنهاغن
للأعمال"، سيصبح الشحن عبر خط البحر الشمالى أقل كلفة فى عام 2040 تقريبًا
بشرط استمرار الغطاء الجليدى فى التلاشى بنفس النسب الحالية.
وأشار النادي،
إلى أن السفينة فينتا ميرسك، المصممة لتكون سفينة شحن كاسحة للجليد، تحمل الأسماك
المجمدة وغيرها من الأطعمة المبردة، إضافة إلى حمولات أخرى من زيوت ومواد تشغيلية
تكلفتها أعلى بكثير من مثيلاتها التى تسلك مسارات الشحن العادية.
وأكد النادى، فى
"منشوره"، أن الممر الملاحى الشمالى "القطب الشمالى" لا يمثل
أى جدوى اقتصادية حاليا ولمدة 20 سنة قادمة، وأن شركة ميرسك أو الشركات الملاحية
الأخرى التى تعبر سفن لها عن طريق هذا الممر، تجرب هذا الخط كتجربة ملاحية فقط
وليس للاستخدام الدائم.
وأشار إلى أن
السفن التى ستعبر الممر يجب أن تكون مجهزة بتجهيزات باهظة الثمن، وسيتبع تلك
التجهيزات تكلفة أكثر فى الوقود، كما يجب مرافقة السفن بكاسحة ثلجية باهظة
التكاليف، علاوة على ذلك، لا يمر هذا الطريق بالموانئ العالمية الهامة، مثل موانئ
جنوب شرق آسيا، مرورا بجبل على بالإمارات أحد أهم موانئ الخليج ومركزها اللوجيستى.
وتابع قائلًا:
"لا يمر طريق البحر الشمالى أيضًا بالموانئ المصرية الرئيسية بالبحر الأحمر
مرورا بقناة السويس ووصولًا للموانئ جنوب وشرق البحر المتوسط، والتى لا تحتاج
السفن أى تجهيزات أو ترتيبات خاصة للمرور بها، كما أن تلك الموانئ متاحة على مدار
أشهر العام، وتلبى الاحتياجات المختلفة، خلاف القطب الشمالى والمتاح شهرين فقط فى
السنة".
وأكد أن
السلبيات التى تعيق اتخاذ القطب الشمالى كممر ملاحى تجارى، تعد إيجابيات ومزايا
لقناة السويس، لذا وجب علينا الإسراع والانتهاء من تجهيز المنطقة الاقتصادية
واللوجيستية بشرق قناة السويس والتى تعد عاملًا تنافسيًا قويا وجاذبا للسفن
التجارية، بسبب ما ستقدمه من خدمات لوجيستية، بالإضافة لخلق ميزات تنافسية وإعادة
النظر مرة أخرى فى القوانين الحاكمة للنقل البحرى.
من جانبه
يقول الدكتور عبد الوهاب محمد كامل مستشار رئيس الأكاديمية البحرية، إن ما يتردد
عن سعي بعض الدول لإيجاد بديل لممر قناة السويس مجرد أوهام، مؤكدا أن كل ما يثار
عن هذا الموضوع هو عبارة عن ضغوط سياسية تمارس على مصر، مشددا على أن كل المشروعات
التي يتم الحديث عنها في الفترة الأخيرة لاسيما القناة الروسية وقناة البحر الميت
لن يكون لها أي تأثير على قناة السويس.
وعن قناة السويس
الروسية في القطب الشمالي التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال
مستشار رئيس الأكاديمية البحرية، إن المشروع الروسي يواجه الكثير من العقبات التي
تجعله غير قادر على منافسة قناة السويس، من هذه العقبات، طول المسافة، وسوء
الأحوال الجوية، وارتفاع تكلفة التأمين على السفن، وكذلك عدم تجهيز السفن التي
ستقوم بالمرور في هذا الممر، مشيرا إلى أن هذا الممر يخدم دولًا قليلة جدا وهي دول
البلطيق وبحر الشمال، وكلها تابعة للاتحاد السوفيتي السابق، مؤكدًا أن قناة السويس
لن يكون لها بديل سواء في المستقبل القريب أو المتوسط أو البعيد، لأن الله سبحانه
وتعالى جعلها كذلك.