رئيس التحرير
خالد مهران

تداعيات التطبيع .. مخطط «ثالوث التخريب» لسحب ملف القضية الفسطينية من مصر والعرب

النبأ

اجتماعات فتح وحماس في اسطنبول والدوحة واتصال محمود عباس بأردوغان تكشف المؤامرة


تفاصيل العلاقة الخاصة بين قيادات حماس ونظام الملالي في إيران وتفاصيل لقاء اسماعيل هنية وحسن نصر الله في بيروت


اسماعيل هنية يصف قاسم سليماني الذي قتلته الولايات المتحدة في العراق بـ«شهيد القدس»


أحد قادة حماس: الحركة تقف في الخط الأمامي للدفاع عن إيران ضد أي اعتداء أمريكي أو إسرائيلي


صحيفة اسبانية تكشف العلاقة المشبوهة بين حماس وأردوغان وحصول العديد من أعضاء الحركة على الجنسية التركية


قيادي في حركة فتح : القضية الفلسطينية ورقة بيد تركيا تستخدمها وقتما تشاء


الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية: القيادات الفلسطينية ترى أن «ثالوث التخريب» أهم من الرياض والكويت وأبوظبي والقاهرة


«حسن»: العرب هم الذين يدفعون الفلسطينيين إلى الإرتماء في أحضان بعض الدول الإقليمية والتطبيع اشعرهم باليأس وما يحدث لا يخدم سوى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية


«بيومي»: لا يوجد فلسطيني يحترم نفسه يذهب إلى تركيا التي لديها تعاون عسكري استراتيجي مع إسرائيل وحماس سلطة غير شرعية وغير منتخبة


«خلاف»: التدخلات الأجنبية واختلاف طبيعة النظم السياسية العربية من الأسباب الرئيسية للخلافات والانقسامات التي تعاني منها الجامعة

 

 ما زالت تداعيات تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل مستمرة منها، حدوث تقارب كبير بين كل من تركيا وقطر وإيران وبين الفلسطينيين، واعتذار عدد من الدول العربية عن تولي رئاسة الدورة الحالية للجامعة العربية.


تفجير الجامعة العربية


تشهد جامعة الدول العربية خلافات وانقسامات كبيرة وغير مسبوقة بسبب التطبيع العربي الأخير مع إسرائيل، بعد أن اعتذرت 6 دول عربية أعضاء في الجامعة عن تولى الرئاسة الدورية لمجلس الجامعة على المستوى الوزارى، وذلك بعد اعتذار فلسطين عن استكمال الدورة الحالية التي تنتهي في شهر مارس المقبل، وهذه الدول هي، ليبيا والكويت وقطر ولبنان وجزر القمر، وقد ذهب البعض بعيدا وأكد أن هذه الخلافات غير المسبوقة قد تكون هي المسمار الأخير في نعش الجامعة.


ثلاثي الشر يستغل التطبيع


وكالعادة استغلت تركيا وقطر وإيران، التي تحسب نفسها على محور الممانعة، وتزعم دفاعها عن القضية الفلسطينية قضية التطبيع العربي مع إسرائيل للوقيعة وضرب العلاقة بين الدول العربية والفلسطينيين، من أجل المتاجرة بالقضية الفلسطينية وتحقيق مكاسب سياسية.


فبعد عمليات التطبيع اتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس التركي رجب طيب أدروغان وطلب منه توفير مراقبين من تركيا  للانتخابات في فلسطين، وشكره على مواقف تركيا الداعمة لفلسطين وقضيتها العادلة، كما بحث معه "الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على عدد من الدول، وضرورة مواجهة هذه الضغوط والالتزام بمبادرة السلام العربية".


كما عقدت حركتي فتح وحماس والقوى الفلسطينية، اجتماعات ثنائية في تركيا على مدار ثلاثة أيام، اتفقت خلالها على إجراء انتخابات خلال ستة أشهر.


وقبل ذلك هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بمناسبة إعلان تركيا عن اكتشافها أكبر حقل للغاز الطبيعي في تاريخها بالبحر الأسود، وأعرب عن فرحته العارمة بهذه الأنباء.


كما هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نظيره التركي رجب طيب إردوغان، بتحويل معلم "آيا صوفيا" في اسطنبول إلى مسجد وإعادة فتحه أمام العبادة، وأطلعه على سير الاتصالات بين فتح وحماس.


كما قام اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس بزيارة مفاجئة إلى لبنان التقى خلالها بزعيم حزب الله، حسن نصر الله، المصنف منظمة إرهابية.


وقال  بيان لحزب الله، أن اللقاء استعرض "ما يواجه القضية الفلسطينية من أخطار، خصوصا (الخطة الأمريكية) صفقة القرن ومشاريع التطبيع الرسمي العربي" مع إسرائيل.


كما جرى التأكيد على "متانة العلاقة بين حزب الله وحركة حماس والقائمة على أسس الايمان والأخوة والجهاد والمصير الواحد، وتطوير آليات التعاون والتنسيق بين الطرفين".


كما شارك إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في مراسم تشييع جثمان قاسم سليماني في العاصمة الإيرانية طهران.


وقد أثار رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، جدلاً واسعاً، بعد وصفه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قتلته الولايات المتحدة في العراق، بـ«شهيد القدس».


كما قام المرشد الإيراني علي خامنئي، ببعث رسالة شكر وتقدير للمقاومة الفلسطينية الى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية.


وقوة العلاقة بين حركة حماس وإيران عبر عنها صلاح العاروري، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي قال، أن حركة حماس تقف في الخط الأمامي للدفاع عن إيران ضد أي اعتداء أمريكي أو إسرائيلي، موضحاً خلال لقائه خامنئي، أن جميع الأراضي المحتلة والمراكز الإسرائيلية الرئيسية والحساسة، تقع تحت مدى صواريخ المقاومة الفلسطينية.


ترتبط حركة "حماس" بعلاقات وثيقة مع قطر وتركيا وإيران، وعن ذلك يقول الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة "فتح"، أن علاقات حركة حماس مع تركيا وقطر وإيران، تأتي وفق الفكر الذي تنتمي إليه حماس، وهو فكر جماعة الإخوان المسلمين، التي اعتبرت حماس نفسها جزء من هذا التنظيم وفق المادة الثانية من ميثاقها.


وأضاف أنه فيما يخص العلاقة مع إيران، فهي بنيت وفق منظومة المصالح، حيث إن إيران تقدم الدعم المادي لحماس وبالمقابل الحركة تكون عصا بيد طهران التي تستخدمها في ظروف معينة، موضحا أنه بذلك جهود كثيرة لإفشال التدخل الإيراني الذي أضر بالقضية الفلسطينية.


وأردف الحرازين أن العلاقة بين حماس وقطر تأتي نتيجة تقديم الثانية الأموال والمساعدات، لها، فهي بمثابة الوسيط الفاعل بين الحرمة وإسرائيل، لذلك تستضيف الدوحة قيادة حماس، وتقدم لها الأموال والمشاريع، فيما تمنح حماس اليد الطولية بقطاع غزة حتى أصبح السفير العمادي يتعامل مع القطاع وكأنه ملكية قطرية بتغذية الانقسام الفلسطيني، الذي نتج عن انقلاب حماس عام 2007 حتى تقضي على الهوية والقضية وتجسدت الأمور برعاية قطرية.


الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية يفتح النار على القيادات الفلسطينية


وقد شن الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي الأسبق في واشنطن والرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، هجوما عنيفا على القيادات الفلسطينية، وأوضح أن القيادات الفلسطينية ترى أن إيران وتركيا أهم من الرياض والكويت وأبوظبي والقاهرة ودبي ومسقط.


وكشف الأمير بندر أن مصر تسعى ليل نهار لحل القضية الفلسطينية، ورفع الحصار عن غزة، لكن ما يأتيها من غزة هو الإرهاب والقتل.


كما وجه الأمير بندر انتقادات إلى قطر وإيران وتركيا، وأكد أن القضية الفلسطينية "قضية وطنية وقضية عادلة"، لكنه رأى أن "محاميها فاشلون".


وقال الأمير بندر إن "حديث القيادات الفلسطينية بعد اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل كان مؤلما، والسبب في أنه مؤلم لأن مستواه كان واطيا"،  وأضاف أن "تجرؤ القيادات الفلسطينية على دول الخليج غير مقبول ومرفوض".


وحول رد فعل تركيا على اتفاق الإمارات وإسرائيل، قال الأمير بندر إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "أعلن أنه سيسحب سفيره من الإمارات تأييدا للقضية الفلسطينية، فلماذا لم تطرد سفير إسرائيل في أنقرة أو تسحب سفيرها من تل أبيب؟"، كما اتهم إيران بأنها "تتاجر بالقضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني".


ورأى الأمير بن أن السلطات القطرية "لا تستحق الرد عليها"، قائلا إن "قطر شيء هامشي، الشعب القطري شقيق وحبيب ومننا وفينا، أم الدولة فهي هامشية ولا تستحق تضييع الوقت في الكلام عنها أو الرد عليها، أفضل شيء أن تتجاهلها، لكن بالتأكيد كلكم تعرفون المثل الذي لدينا في البادية ويقول: القراد يثور الجمل، هذا صحيح، ولكن القراد يبقى قراد والجمل يبقى جمل".


وأشار إلى أن السلطة الوطنية الفلسطينية ضيعت العديد من الفرص منذ عهد الرئيس أبو عمار لتحقيق السلام بسبب المصالح والتوازنات داخل السلطة.


وقال أن حركة حماس زرعت أول نواة لبداية الانقسام بين الفلسطينيين، فتاهت القضية وأصبحت مصدرا رئيسيا لحماس لجمع الأموال من الدول التي ترغب فى إطالة أمد الصراع لتحقيق مكاسب أخرى مع ثالوث التخريب تركيا وقطر وإيران.

 

يقول أشرف أبو الهول، المحلل السياسي ونائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام، أن مواقف حماس الأخيرة مع إيران تزيد الفجوة بينها والدول الخليجية، خاصةً بعد التصريحات التي أطلقها نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، صالح العاروري، أن حركته تقف في الصف الأول للدفاع عن الجمهورية الإسلامية.


وأضاف: "هذا الكلام لم يكن مطلوباً من أي قيادي فلسطيني من حماس أو غيرها، والمفروض أن يقف الفلسطينيون بكل فصائلهم وشرائحهم ومذاهبهم مواقف الحياد من القضايا العربية وقضايا المنطقة، لأن المطلوب أن يتكاتف الجميع لصالح القضية الفلسطينية، وليس أن يتكاتفوا مع طرف دون الآخر".


وعن تأثير العلاقة التي تربط إيران وحماس على العلاقة بين مصر وحماس، قال أبو الهول: إن "علاقة الطرفين براجماتية ولا تتعدى المصلحة، وهذا لن يؤثر كثيراً، لأن مصر تعي منذ البداية سياسة إيران، وتعي تماماً أن مسألة الانفصال عن الإخوان لا يمكن أن يكون كاملاً، بسبب انتماء بعض كوادر حماس لجماعة الإخوان".


وتابع: مصر تعي أن "حماس لديها علاقات تحاول ان تنميها أكثر مع إيران، فمصر عندما تتعامل مع حماس تتعامل معها حفاظاً على غزة وأهلها ولتخفيف الحصار والوضع في القطاع، وهي تعلم تماماً من هي حماس وطبيعة علاقتها مع إيران".


ويقول الدكتور علاء أبو عامر، الباحث والأكاديمي الفلسطيني،: إن علاقة حماس مع إيران علاقة قديمة حماس استفادت منها، والأخرى استفادت بشكل أو بآخر.


وأضاف": أن حماس استفادت من إيران عسكرياً، إن كان مالياً أو تسليحاً، وإيران استفادت بشكل كبير وهذا لا تنكره، خاصة بعد أن شهدت العلاقة فتوراً أثناء الأزمة السورية، مشدداً على أن هناك تلاقياً في المصالح بين الطرفين.


وتابع أبو عامر: "حماس حاولت أن تقترب من السعودية والإمارات، ولكن هذه الدول رفضت ذلك، نظراً لموقف الدولتين من جماعة الإخوان المسلمين، واللتين تعتبرانها مصدر تخريب في المنطقة.


وأكد المحلل والباحث السياسي الفلسطيني، أنه بالنسبة لإيران، فإنه حتى لا يقول أحد بأنها تسعى إلى تشييع المنطقة، ويصبح الصراع سنياً شيعياً، فهي من خلال علاقتها مع حماس والإخوان، تثبت عكس ذلك، وهذا يعطيها نفوذاً في المنطقة.


وأشار إلى أن حماس تقدم خدمات لإيران، والمتعلق بأن تكون تحت الطلب في أي لحظة احتاجت استنزافاً أو حرباً مع إسرائيل، لأن المال الذي تقدمه إيران للفصائل ولحماس هو مال سياسي، و"لا أحد يعطي مالاً ومساعدات مقابل لا شيء".


هدية لترامب ونتنياهو         

              

يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن لجوء الفلسطينيين إلى تركيا وقطر وإيران له عدة أسباب منها، أن الفلسطينيين يشعرون بتجاهل العرب لهم وعمليات التطبيع التي أبرمتها بعض الدول العربية لم تتم بالتشاور معهم رغم أنهم هم أصحاب القضية، كما لم يتم بحث الموضوع على المستوى العربي وداخل جامعة الدول العربية ولو سرا، كما أن موضوع التطبيع تم بعيدا عن الجامعة العربية وبعيدا عن الفلسطينيين، الذين يرون أن توقيت إبرام اتفاقيات السلام مع إسرائيل هو هدية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغم الضرر الذي الحقه بالقضية الفلسطينية، وكذلك مكافأة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضم الأراضي الفلسطينية.


وأشار «حسن»، إلى أن لجوء الفلسطينيين لتركيا وقطر وإيران لم يكن من منظور أيديولوجي، لافتا إلى أن الفلسطينيين لجئوا إلى القوى التي تستطيع مساعدتهم، وبالتالي كلما ابتعدت الدول العربية عن الشعب الفلسطيني كلما لجأ الشعب الفلسطيني للقوى التي تساعده، وهذا شأن حركات التحرر في كل وقت، وهذا يتطلب من الدول العربية إعادة النظر في تعاملها مع الفلسطينيين، وعلى مصر والسعودية والمغرب والجزائر بالتحديد أن يشعروا الفلسطينيين أنهم يقفون إلى جانبهم وأن يتمسكوا بحل الدولتين، مشيدا بالمؤتمر الذي تم عقده في العاصمة الأردنية عمان وشاركت فيه مصر والأردن وبعض الدول الأوربية، والذي أكد على تمسك هذه الدول بمبادرة السلام العربية وحل الدولتين، مشيرا إلى أن مثل هذه المواقف تشعر الفلسطينيين بالأمان وعدم اليأس وتجعلهم لا يلجئون إلى دولا أخرى، مشيرا إلى أن موقف الجامعة العربية من التطبيع والذي رفضت تبني وجهة نظر الفلسطينيين، وترحيب بعض الدول العربية بالتطبيع، أشعر الفلسطينيين بالإحباط وبأن الجامعة العربية خذلتهم فلجئوا لأطراف أخرى اقليمية.


وتابع «حسن»، أنه لا يجب أن نلوم تركيا وإيران وقطر على ما يفعلونه مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن العبرة في النهاية هي أنهم فعلوا شيئا للقضية الفلسطينية واستطاعوا التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وتشكيل حكومة خلال ستة أشهر وهذا يعتبر انجاز لو تم تنفيذه، لافتا إلى أن إيران تمد حماس بالمساعدات وقطر تدعمها بالمال وتدفع مرتبات الموظفين شهريا، من أجل ذلك لجأت حماس السنية إلى التعاون مع إيران الشيعية.


وأضاف «حسن»، أن جامعة الدول العربية أكدت أكثر من مرة رفضها لصفقة القرن وتمسكها بالمبادرة العربية، مشيرا إلى أن هناك تناقض في مواقف بعض الدول العربية من القضية الفلسطينية، فهي ترفض صفقة القرن كلاما وتطبقها عمليا، لافتا إلى أن مشكلة العرب أنهم منقسمون بخصوص الموقف من حركة حماس، مشيرا إلى أن المبادرة العربية تنص على أن التطبيع مع إسرائيل لا يكون إلا بعد قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وانسحاب إسرائيل من الجولان المحتل ومن الاراضي اللبنانية، وهذا ما لم يتحقق حتى الأن، وبالتالي لا يوجد مبرر لإقامة علاقات مع اسرائيل الأن، مؤكدا على أن لجوء الفلسطينيين إلى تركيا وقطر وإيران لن يكون له أي تأثير على العلاقة بين مصر والفلسطينيين لأن هناك ارتباط عضوى بين مصر وفلسطين، وفلسطين جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وبالتالي يجب علينا كمصريين أن نرحب بأي طرف يساعد الفلسطينيين لكي يتوحدوا لأن ذلك يشعر إسرائيل أن التطبيع لن يؤدي إلى نتيجة وسيظل الأساس هو حل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن حل الدولتين هو الحل المتفق عليه دوليا وفي اطار الأمم المتحدة، مستبعدا نقل ملف فلسطين الى تركيا وقطر وإيران بسبب لجوء الفلسطينيين إلى هذه الدول، مشيرا إلى أن القيادي الفلسطيني جبريل الرجوب وهو من المتعاونين مع مصر في كافة المجالات الامنية والسياسية أكد من اسطنبول أنه لا غنى للفلسطينيين عن مصر وأن مصر هي السند، لافتا إلى أن  مصر نجحت في التوصل لاتفاق بين الفلسطينيين لكن الفلسطينيين فشلوا في تطبيقه، وبالتالي مصر لم تقصر مع الفلسطينيين.


وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أن ما يحدث الأن لا يخدم سوى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ولا يخدم القضية الفلسطينية، وأن استمرار ترامب كارثة على القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن امريكا تمارس أقصى الضغوط على الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل، لافتا إلى أن الفلسطينيين تحت ضغط الظروف الحالية يلجئون إلى كل من  يساعدهم لكي يتوحدوا ويصمدوا أمام إسرائيل، مؤكدا على أن حل القضية الفلسطينية لن يكون إلا من خلال حل الدولتين، ولن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه، مشيرا إلى أن اتخاذ اجراءات مخالفة للشرعية الدولية ومخالفة للقانون الدولي واغتيال حقوق الشعب الفلسطيني ليس معناه أن القضية الفلسطينية انتهت، لكنها تمر بمرحلة صعبة، لافتا إلى أن مشكلة صفقة القرن أنها تركز على الحل الاقتصادي ولا تهتم بالأرض ولا مشكلة اللاجئين ولا المستوطنات ولا بحدود الدولة وسيادتها، وبالتالي هذه الصفقة متناقضة تماما مع المبادرة العربية ومع حل الدولتين، مؤكدا على أن العرب هم الذين يدفعون الفلسطينيين إلى اللجوء إلى تركيا وقطر وإيران.


حقائب الأموال 

ويقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن حركة حماس حولت القضية الفلسطينية إلى تجارة، مشيرا إلى أن لجوء حماس إلى تركيا وقطر وإيران هو من أجل حقائب الأموال، لافتا إلى أن تركيا أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل وتقيم علاقات عسكرية واقتصادية مع إسرائيل في السر والعلن، مؤكدا على أن حركة حماس تمثل شرخ في القضية الفلسطينية وهي سلطة غير شرعية وغير منتخبة وخارجة عن السلطة الفلسطينية ولا تعترف بجامعة الدول العربية، لافتا إلى أن وزير الخارجية الإماراتي أكد أكثر من مرة على أن هدف التطبيع مع إسرائيل هو وقف الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.


وأشار «بيومي»، إلى أن الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى أكد على أن تنفيذ اتفاقيات السلام بين إسرائيل وبعض الدول العربية مرهون بتنفيذ إسرائيل لالتزاماتها أولا، منوها أن هناك مشكلتين في القضية الفلسطينية، المشكلة الأولى تتمثل في أن نتنياهو يحكم حكم أقلية وليس لديه أغلبية وهو متهم بتهم تدخله السجن، المشكلة الثانية هو الخلاف يبين فتح وحماس، لافتا إلى أن حماس منظمة إخوانية تسعى لإقامة إمارة اسلامية في غزة، مؤكدا على أن لجوء الفلسطينيين إلى تركيا وقطر وإيران لن يكون له أي تأثير على العلاقة بين مصر والفلسطينيين، لافتا إلى أن هناك أكثر من مليون فلسطيني يعيشون في مصر ويتمتعون بنفس حقوق المصريين، موضحا أن الذين لجئوا إلى قطر وتركيا وإيران هم أصحاب حقائب الأموال، مؤكدا على أن الفلسطينيين يحتاجون إلى مصر أكثر من احتياجها لهم، مؤكدا على أنه لا يوجد فلسطيني يحترم نفسه يذهب إلى تركيا التي لديها اتفاقيات تعاون عسكري استراتيجي مع إسرائيل وأول دولة في العالم الاسلامي اعترفت باسرائيل ومستمرة في العلاقات معها، مشددا على أن مصر ستظل تدافع عن القضية الفلسطينية لأنها قضية أمن قومي مصري وفلسطيني وعربي ولن تتخلى عنها.

 

إغلاق الجامعة العربية


يقول السفير هاني خلاف، مندوب مصر السابق في الجامعة العربية، أن سبب اعتذار هذه الدول هو الخشية من أن يقال أنها أدارة هذه الدورة في ظل التطورات الأخيرة التي حدثت من جانب الإمارات والبحرين بالتطبيع مع إسرائيل، والحديث عن احتمالات لتوسيع دائرة السلام العربي الإسرائيلي لتشمل دولا عربية أخرى، مشيرا إلى أن حسابات هذه الدول خاطئة لأنها ما زالت تفكر بالطريقة التقليدية القديمة، لافتا إلى أن الدول العربية التي اعترضت سابقا على مصر عندما وقعت اتفاقية السلام مع إسرائيل عادت وعملت بالواقعية السياسية، مطالبا الدول التي أقدمت على عمليات التطبيع أن تفهم الفلسطينيين وتشرح لهم من خلال عناصر معروفة باخلاصها القومي والوطني والعروبي.


وأكد «خلاف»،  على أن تطبيع بعض الدول مع إسرائيل ليس هو السبب الرئيسي في الخلافات التي تضرب الجامعة الأن، ولكن السبب الرئيسي هو في أليات عمل الجامعة، مطالبا بالتركيز على البعد الأخر التي انشأت من أجله الجامعة، وهو البعد الاقتصادي والانساني والاجتماعي والثقافي والتعليمي، بدلا من التركيز على البعد السياسي والقضايا الخلافية، رافضا الدعوات التي تنادي بإغلاق الجامعة، مؤكدا على أن التدخلات الأجنبية التي تعمل على تقسيم الدول العربية واختلاف طبيعة النظم السياسية في الدول العربية من الأسباب الرئيسية في الخلافات والانقسامات التي تعاني منها الجامعة.