بعد مرور عام على مقتلها.. الأمن يكشف غموض وفاة طالبة بالسم بالإسكندرية
تمكن ضباط إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الإسكندرية من كشف غموض واقعة تسمم 3 تلميذات ووفاة إحداهن بعد عام كامل من وقوع الحادث، إذ تبين أن 3 تلميذات دفعتهن الغيرة للتخلص من المجني عليهن قبل الامتحانات بسبب تفوقهن الدراسي.
البداية كانت ببلاغ تلقاه مدير أمن الإسكندرية بتاريخ 23 يناير 2020 يفيد تسمم 3 تلميذات بمدرسة أبوبكر الصديق بدائرة قسم شرطة العامرية ثان وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقى العلاج .
انتقل ضباط مباحث القسم إلى المستشفى، وتبين من الفحص أنه عقب انتهاء اليوم الدراسي وأثناء استقلال عدد 8 فتيات مركبة «تروسيكل» للعودة إلى قريتهم تناول 6 منهن وجبة «جاتوه» وأصيب 3 تلميذات منهن على الفور بحالة إعياء شديدة وتم نقلهن إلى المستشفى الأميري الجامعي لتلقي العلاج.
وبتاريخ 3 فبراير 2020 تلقى قسم الشرطة إخطارًا من المستشفى بوفاة التلميذة إسراء كمال عوض متأثرة بحالة التسمم فيما أصيبت أخرى بفشل كلوي ونجاة الثالثة.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة وأحيل إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق والتي أمرت بتشريح جثة المتوفية وسؤال المصابات وزميلاتهن .
وتوصلت التحقيقات أن الفتيات يتناولن وجبة من الجاتوه وأصبن بعدها بالإعياء فيما لم يحدد تقرير الطب الشرعي الذي تسلمته النيابة العامة سبب الوفاة ونوع المادة الغريبة المأخوذة من عينة أمعاء المتوفية.
وأمرت النيابة العامة بسرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة لبيان وجود شبهة جنائية من عدمه حول الحادث .
إنفاذا لقرار النيابة العامة وجه اللواء محمود أبو عمرة، مدير أمن الإسكندرية بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث أشرف عليه اللواء محمد عبد الوهاب مدير إدارة البحث الجنائي، واللواء محمد الجمسي رئيس مباحث الإسكندرية، والعميد رمضان عبد الرحمن وكيل مباحث غرب .
ارتكزت خطة البحث على إعادة مناقشة المصابتين وباقي التلميذات الذين كانوا يستقلون «التروسيكل» أثناء العودة إلى المنزل، وإجراء تحريات موسعة حول علاقة الفتيات ببعضهن .
توصلت تحريات المقدم محمد مرعى، رئيس مباحث قسم شرطة ثان العامرية، إلى وجود تنافس وغيرة بين ثلاثة من البنات الناجيات من ناحية وبين المتوفية، وإحدى المصابات من ناحية أخرى بسبب تفوقهن.
تم استدعاء إحدى التلميذات والتي كانت مصابة ونجت من الحادث وتدعى ( شيماء.م.ال)، وأمام العميد رمضان عبد الرحمن قررت، أنها واثنين من زميلاتها كن يشعرن بالغيرة من عدة فتيات من نظرائهن بالمدرسة بسبب تفوقهن، فقررن تعطيلهن عن دخول الامتحان، حتى لا يكون بالقرية متفوقات غيرهن.
وأضافت «شيماء»، أنها اتفقت مع اثنتين من زميلاتها هما كلا من ( دنيا.س.ج)، و(نادية.ن.أ) على دس السم للفتيات المتفوقات، وقبل الحادث بيوم توجهت إلى أحد المحلات بقرية مصطفى كامل في العامرية، وطلبت من صاحبة المحل احضار 8 قطع جاتوه وكيس من مادة «لانك» شديدة السمية.
وأوضحت كيف أخفت المادة داخل 3 قطع من الجاتوه وعلمتها وتركت القطع الباقية حتى لا يتم اكتشافها وبمجرد ركوب «التروسيكل» أخرجتها وعزمت على زميلاتها بالقطع الخالية من السم وأعطت الأخريات القطع التي علمتها ما أدى إلى إصابتهن بالتسمم.
وأضافت «شيماء»، أنها أصيبت هي الأخرى بسبب أن القطعة التي تناولتها لامست إحدى القطع المسممة ولكنها خرجت من المستشفى عقب تلقي العلاج .
وأكدت أنها لم تكن تعرف أن المادة سوف تؤدي إلى الوفاة وكل ما فكرت فيه هي وأصحابها تعطيل الأخريات عن التفوق عليهن .
وعلى الفور تم استصدار إذن من النيابة العامة للقبض على الفتاتين الذين جاء ذكرهم في التحقيقات وتمكن الضباط محمد أبو خطوة وعمرو داود ومحمد نصر معاونوا مباحث القسم من القبض عليهما وأحيل المتهمون الثلاثة إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق.