رئيس التحرير
خالد مهران

«الامتحان المجمع» يكشف عملية حرق وزير بارز بالحكومة فى 120 دقيقة

امتحانات- أرشيفية
امتحانات- أرشيفية

ولية أمر: احنا مش أغبياء الوزير عايز يوفر فلوس المراقبين والكنترولات

ولي أمر: هو اللي هياخد عدوى محتاج أسبوع يتعدي فيه! يوم زي أسبوع كان نزلهم 3 أيام امتحنوا التيرم اللي اتطحنوا فيه

وزير التعليم: موافق على عقد امتحان لكل مادة منفردة ولكن بعد موافقة وزارة الصحة

«شوقي»: تدخل الأمهات في المنظومة التعليمية مُضر بها واللي بيطلبوه تدخل «أوڤر»

أستاذ جامعي: الوزير بيتعامل مع الطلاب كأنهم آلات هندسية ولا روبوتات

وائل كامل: «الامتحان المجمع»، ظلم بيّن للكثير من الطلاب

محب عبود: إزاي الطالب هيستعد لجميع المواد في يوم واحد ويراجعها ليلة الامتحان

خبير تربوي: «الامتحان المجمع» فكرة فاشلة ومهدرة للمال العام حياة الطلاب في ظل تفشي كورونا

أستاذ مناهج: دول كتير ألغت العام الدراسي ودا ضد مصلحة الطلاب


«امشِ عدل يحتار عدوك فيك»، لطالما تردد على مسامع الكثيرين ذلك المثل الشعبي، ولكن يبدو أنه لم يمر على مسامع وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، -بحسب وصف الكثير من أولياء الأمور والطلاب- الذين اعتبروا أنفسهم أعداء لـ «شوقي»، لاسيما بعد القرارات التي وصفها الكثيرون بغير المدروسة بهدف تطوير التعليم واستمرار العملية التعليمية وإجراء الامتحانات بأي شكل من الأشكال في ظل تفشي الموجة الثانية من فيروس كورونا، آخرها قرار عقد الامتحانات بنظام «الامتحان المجمع»، الذي أثار غضب السواد الأعظم من أولياء الأمور والطلاب، والمختصين.


اللغط الدائر بشأن «الامتحان المجمع»، أثار العديد من التساؤلات على رأسها، ما الهدف من إجراءه؟ وما مدى تربوية إجراء الامتحانات بهذا الشكل؟ وما هي سلبيات «الامتحان المجمع»؟ وأخيرًا هل هناك حلول لإجراء الامتحانات دون «الامتحان المجمع»؟


قرار مفاجئ
14 فبراير 2021 فاجئ وزير التعليم طلاب سنوات النقل من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثاني الإعدادي وأولياء أمورهم، خلال المؤتمر الصحفي المُترقب،  بإنه سيتم عقد الامتحانات بطريقة  «الامتحان المجمع»، على أن تشمل الورقة الامتحانية أسئلة لجميع المواد، وتبدأ الامتحانات 28 فبراير الجاري وتنتهي في 4 مارس المُقبل.


حالة من التشتت وعدم الفهم سادت لدى الكثير من الطلاب وأولياء الأمور عقب إعلان القرارات الخاصة بإجراء الامتحانات، رغم توضيح وزير التعليم التفاصيل كافة في المؤتمر الصحفي، الأمر الذي جعل «شوقي»، يخرج في كلمة عبر قناة «مدرستنا 1» في نفس اليوم، استعرض خلالها القرارات التي اتخذها خلال المؤتمر الصحفي، مُشيرًا إلى أن صممت مجموعة حلول مبتكرة لتقييم طلاب سنوات النقل في أقل وقت ممكن من الزمن ووسط تباعد اجتماعي؛ حفاظًا على أرواح الطلاب الممتحنين.

وبحسب «شوقي»، سيتم عقد «الامتحان المجمع»، لمدة ساعتين في يوم واحد، على أن يكون في ورقة امتحانية واحدة، على أن تضم عدد من الأسئلة «اختيار من متعدد»، موزعة على المواد الأساسية التي تضاف للمجموع، على أن يتم إجراء الامتحانات غير المضافة للمجموع في نهاية العام.


وأوضح وزير التعليم أنه لا يوجد نجاح ورسوب في امتحانات الفصل الدراسي الأول فقط، إلا أن النجاح سيكون مرتبط بالفصل الدراسي الثاني، وفقًا لمجموعة ضوابط.

 

ضوابط النجاح
وحددت الوزارة ضوابط النجاح والانتقال إلى للصف الأعلى، بأنه سيتم احتساب نسبة 50% على امتحان الفصل الدراسي الأول، و50% على الدرجات التي يحصل عليها الطالب من متوسط الدرجات التي تعقد من شهر مارس وحتى شهر مايو.

 

واشترطت الوزارة حصول الطالب على نسبة 50% من المجموع الكُلي للامتحان، لنجاحه شريطة أن لا تقل الدرجة في أي مادة عن 25%.

 

وأوضح وزير التعليم أن الطالب الحاصل على 50% فأكثر من المجموع الكلي وحصل على أقل من 25% في مادة أو أكثر يكون له الحق في دخول الدور الثاني في تلك المواد التي لم يحقق بها نسبة 25%، والطالب الحاصل على أقل من 50% في المجموع الكلي يكون له الحق في دخول الدور الثاني في المواد التي لم يحصل فيها على نسبة 25%حتى يتجاوز نسبة النجاح المقررة 50% للمجموع الكلي.




امتحانات الشهادة الإعدادية
وكان لقرار دمج امتحانات الشهادة الإعدادية نصيب الأسد من حالة الغضب العارمة بين الطلاب وأولياء أمورهم، الأمر الذي جعل وزير التعليم يتراجع عن قراره، مقررًا تطبيق «الامتحان المجمع» على طلاب الشهادة الإعدادية، على أن يتم عقده يوم 7 مارس المُقبل، على أن تكون نتيجة الامتحان (اجتياز أو عدم اجتياز).

 

وبخلاف الامتحان المجمع لطلاب سنوات النقل، لن تُضاف درجات امتحان الفصل الدراسي الأول للشهادة الإعدادية إلى المجموع الكلي في نهاية العام، ولكن يشترط اجتياز الامتحان المجمع للتقدم لامتحان الفصل الدراسي الثاني.

 

وفي حالة لم يجتز الطالب امتحان الفصل الدراسي الأول أو حصل على 50% فأكثر في الورقة الامتحانية ولم يحصل على 25% في مادة أو أكثر عليه التقدم لامتحان تكميلي، ويعد هذا الامتحان شرطًا أساسيًا للتقدم لامتحان الفصل الدراسي الثاني في المواد التي تسببت في ذلك.

 

وأكد «شوقي» أنه سيتم احتساب مجموع الطالب وفقًا للدرجات التي سيحصل عليها في امتحان الفصل الدراسي الثاني فقط، ويتم تنسيق الطالب للالتحاق بالمرحلة الثانوية وفقًا لتلك الدرجات، موضحًا أن امتحانات التيرم الثاني ستُعقد بالمدارس وبلجان مراقبة مؤمنة، وفقًا لخطة توزيع المنهج.


ونشرت الوزارة عدد من النماذج الاسترشادية لـ «الامتحان المجمع»، لمختلف الصفوف الدراسية، والتي سرعان ما تداولها الطلبة وأولياء أمورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلقوا عليها.

 

واعترض الكثير من أولياء الأمور والمختصين على تطبيق نظام «الامتحان المجمع»، باعتباره يتعارض مع مصلحة الطلاب، وبعضهم اعترض على أن يكون الامتحان يعتمد على الاجتياز وعدم الاجتياز.


تدخل أوڤر

20 فبراير الجاري رد وزير التعليم على أولياء الأمور المعترضين على «الامتحان المجمع»، عبر قناة «مدرستنا»، قائلًا: " دا الأسهل للطلاب، ولكن من يرغب في امتحان جميع المواد أنا موافق بعد موافقة وزارة الصحة، هناك دولًا متقدمة أوقفت الدراسة نهائية؛ لأنها لم تجد حلولا بإكمال العام الدراسي، وأن الوزارة عملت أكثر للحلول التي تتناسب مع ظروف كورونا، ولكن هناك البعض يريد حلول تناسبه هو فقط".


"لو موافقين ولادكم ينزلوا 8 أيام للامتحانات ننزلهم، وبعدين ما كانش فيه حاجة اسمها ترمين، ودا اختراع غير تربوي وما فيش دولة في العالم عندها ترمين"، هكذا تابع «شوقي» رده على أولياء الأمور المعترضين على «الامتحان المجمع»،

 

وأضاف: "تدخل الأمهات في المنظومة التعليمية مُضر بها، واللي بتطلبه الأمهات « أوڤر» التعليم وهن مش مؤهلات للكلام فيه".

 



احنا مش أغبياء
"مش معترضة على الامتحان المجمع، بس عايزة يكون للطلاب درجات ودا أقل حقوقهم، يشوفوا ونشوف تعبهم في المذاكرة"، لخصت نورا سامر، ولية أمر، بهذه الكلمات وجهة نظرها في الامتحان المُجمع.

"احنا مش أغبياء الوزير عايز يوفر فلوس المراقبين والكنترولات"، وكانت تلك وجهة نظر زهرة محمد، ولية أمر، لاسيما وأن الوزارة لم تطبق «الامتحان المجمع» على طلاب الثانوية العامة، إذًا فليس الغرض حماية طلاب سنوات النقل والشهادة الإعدادية من تفشي عدوى كورونا السبب –من وجهة نظرها- "ما هو هينزل أخواتهم اللي في ثانوي، قلنا بلاش الامتحان المجمع ونزلهم 3 أيام بس بدرجاتهم".

"هو اللي هياخد عدوى محتاج أسبوع يتعدي فيه! يوم زي أسبوع كان نزلهم 3 أيام امتحنوا التيرم اللي اتطحنوا فيه، والتيرم أخد حقه بدال ما احنا مش عارفين له آخر"، بهذه الكلمات لخص ولي الأمر، مصطفى عبدالرحيم، وجهة نظره فيما يتعلق بقرار «الامتحان المجمع».


الامتحان المجمع كارثة
"هو يعني إيه امتحان.. وإيه الهدف منه!"، بدأ عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، وائل كامل، حديثه مع «النبأ»، بهذه التساؤلات، مستنكرًا «الامتحان المجمع»، باعتباره يفتقد إلى معايير وأهداف الامتحانات.

 

"ما ينفعش يتعمل امتحان مجمع بورقة واحدة نحكم به على محتوى مواد تيرم كامل، وبعدين فيه حاجة اسمها فروق فردية"، هكذا اعترض «كامل» على تطبيق «الامتحان المجمع»، لأنه لا يصلح على الإطلاق للحكم على الطلاب.

 

ويرى أنه "مستحيل الامتحان المجمع هيشمل وحدات دراسية متنوعة في كل المواد، في زمن ما يتعداش الـ 3 ساعات"، وأن أساتذة التربية في كليات التربية كلها تعلم أن ما يحدث كارثة تهدد العملية التعليمية ومستقبل الطلاب.

 

"ما فيش حاجة اسمها نعمل امتحانات مجمعة فجأة ويتحكم بها على استيعاب طالب عن تيرم كامل"، يرفض «كامل» تطبيق  «الامتحان المجمع» بشكل مفاجئ، ويرى أن «الامتحان المجمع» يحتاج لتطبيقه، أن يتم تطبيقه منذ بداية التيرم بشكل شهري ويتم أخذ متوسطات درجات الامتحانات، على أن تكون الامتحانات شاملة كل الوحدات الدراسية.



ظُلم بيّن
كان من المفترض أن يتم عمل كتب مدرسية تحتوي على أسئلة شاملة من نوعية الأسئلة الواردة في نماذج «الامتحان المجمع»، ويتم تدريب المعلمين عليها، ومن ثم تدريب الطلاب، قبل التفكير في تطبيقه رسميًا بصورة مفاجئة، بحسب عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، وائل كامل.

"كان هيكون منطقي لو قالوا ما فيش تيرم خالص من البداية، وسيتم التحول لنظام الامتحان المجمع، ويتم تطبيقه مثلًا لآخر 3 امتحانات بمتوسطات"، بهذه الطريقة يحاول «كامل» أن يوضح للقائمين على العملية التعليمية الصورة المُثلى التي كان من المفترض الاعتماد عليها لتطبيق القرار.

 

"ليه الوزير بيتعامل مع الطلاب كأنهم آلات هندسية ولا روبوتات! محتاج يعرف يعني إيه تربية وعلم نفس وطرق تدريس ونظم قياس وتقويم وتقييم وفروق فردية"، يستنكر وائل كامل، طريقة تعامل الوزير مع الطلاب، موضحًا أن «الامتحان المجمع»، ظلم بيّن للكثير من الطلاب "يعني طالب مذاكر كل منهجه وفاهم ومستوعب وحدات دراسية عديدة ووحدة دراسية معينه مستواه ضعيف فيها، وحظه إن السؤال الأوحد أتى منها، هتقدر تقول عليه إنه فاشل ويعيد السنة!".

 

واختتم «كامل» حديثه مع «النبأ»، بالتأكيد على أن الامتحان هو قياس مدى إتقان الطالب لمحتوى المقرر ولعدة مفاهيم ولعدة وحدات دراسية، متسائلًا: "هو مش فيه حاجة اسمها مواصفات الورقة الامتحانية ونظم قياس وتقويم وتقييم وأهداف تعليمية وقدرات بني آدمين مختلفة وفيه أطفال عندهم صعوبات تعلم، أنت هتقدر تقيس إيه في زمن مختصر كدا بسؤال ولا اتنين!".


امتحانات بلا هدف
"إزاي الطالب هيستعد لجميع المواد في يوم واحد!"، بدأ ممثل نقابة المعلمين المستقلين، محب عبود، حديثه مع «النبأ» مستنكرًا تطبيق «الامتحان المجمع»، على اعتبار أن الطالب اعتاد مذاكرة مادة واحدة قبل أن يمتحنها، ومراجعتها ليلة الامتحان "إزاي بقى الطالب هيراجع كل المواد ليلة الامتحان!".

 

"ما فيش حاجة اسمها تعديلات مفاجأة بدون التدريب عليها"، هكذا اتفق «عبود» مع «كامل» فيما يتعلق بعنصر المفاجأة في تطبيق «الامتحان المجمع»، "الأولاد لغاية من كام يوم كانوا بيتعاملوا مادة مادة فجأة تقرر إنهم يتعاملوا مع كل المواد!".

 

فكرة فاشلة
إذا كان الهدف من الامتحان تقييم درجة استيعاب الطالب، فطريقة «الامتحان المجمع» بعيدة كل البُعد عن هذا الهدف، من وجهة نظر محب عبود، "ليه الوزير متمسك بالامتحانات وهي لا تؤدي الهدف منها!".


"اللقطة هي الهدف الحقيقي من عقد الامتحانات، الوزير عايز يوصل رسالة للعالم إن العملية التعليمية ماشية بما فيها الامتحانات، حتى لو مش هتحقق الهدف منها"، هكذا رأى «عبود» الهدف من إصرار وزير التعليم على عقد الامتحانات.

 

واختتم «عبود» حديثه مع «النبأ» بالتأكيد على أن فكرة «الامتحان المجمع» فاشلة ومهدرة للمال العام، بدءًا من اللجان التي ناقشت الفكرة مرورًا بتطبيقها وانتهاءً بعقد مؤتمرات لكشف مدى نجاح الفكرة وعمل شو إعلامي، مُضيفًا أن تطبيقها يشكل تهديد لحياة الطلاب "الطلبة بتتجمع مع بعض قبل دخول الامتحان وبعد الخروج، والحكاية مش حكاية إنه يكون فيه متر بين كل طالب".



رأي مخالف

"فيه دول كتير ألغت العام الدراسي، ودا ضد مصلحة الطلاب ولكن الامتحان المجمع حل مناسب للظروف الاستثنائية"، كان ذلك رأي أستاذ المناهج، الدكتور حسن شحاتة، مُضيفًا أن الهدف الأساسي من الامتحانات المجمعة هو التيسير على الطلاب.


ورأى «شحاتة» أن الوزارة بذلت قصارى جهدها للحافظ على الطلاب مع استمرار العملية التعليمية وعقد الامتحانات، دون تعرض للنزول يوميًا لأداء الامتحانات، واكتفت بتقييمهم بناءً على معرفة أساسيات المناهج وحسب.