خاص لـ«النبأ».. أسر ضحايا حادث قطاري سوهاج يروون قصصا مأساوية
اتجهت الأنظار فجأة نحو الصعيد، بعد صرخات أطلقها الشاب أحمد عبد النعيم الشهير باسم «رحيل أبو عامر»، صاحب فيديو قطاري سوهاج، وسرعان ما تداوله رواد السوشيال ميديا عبر صفحاتهم الشخصية، ليتصدر به مشهد التصادم المأسوي الذي وقعت أحداثه بناحية قرية الصوامعة غرب، التابعة لمركز طهطا شمال سوهاج، وأودى بحياة 18 وإصابة 200 -منهم أطفال- من مستقلي القطارين، فضلا عن العثور على أشلاء آدمية متفرقة، وفقًا لما أعلنته النيابة العامة.
لم يمر سوى 50 يومًا على التحاق «خالد محمد إبراهيم»، 20 عامًا وصديقه «على عبد الرحيم جودة»، 20 عامًا، ضحايا حادث قطاري سوهاج، المقيمين بقريتي الدنافقة والشيخ جامع بأولاد يحي بحري التابعة لمركز دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج، بـ«الخدمة العسكرية» في قوات الأمن بالقاهرة، ليعلن القدر محطتهم الأخيرة في الحادث المأساوي.
وفي أول إجازة لهما مدتها 5 أيام، بعد قضاء 45 يومًا لهما في مركز تدريب قوات الأمن بحلوان في القاهرة، كان يوم يوم الحادث المأساوي المقرر لهما العودة فيه إلى الوحدات الأساسية التي تم توزيعهما عليها قبل نزولهما الإجازة، وتبدل الحال ليلقيا ربهما وتوضع أسماؤهما ضمن قائمة الشهداء الـ19 ضحايا الحادث الأليم، حيث كان «خالد» وصديقه «علي» على موعد مع القطار رقم 157 المميز.
استعد الصديقان للذهاب لاستكمال مدتهما بالخدمة العسكرية بعد قضاء الإجازة الأولى، وودع كل منهما ذويه بعد قضاء إجازتهما القصيرة بين أهليهما وأقرانهما بالقريتين، وبعد ساعات قليلة من تركهما منازلهما ليصل خبر وفاتهما ضمن ضحايا الحادث المأساوي ليشح بعدها السواد داخل بيوت أهليهما وتسود حالة من الحزن الشديد بين أهالي القرية والقرى المجاورة بعد ذلك.
«هذا مصيرهما لا محالة، مؤمنين بقضاء الله وقدره، ونحتسبهما عند الله من الشهداء»، بهذه الكلمات عبر عادل على محمود فراج، موظف بالتربية والتعليم، خال ضحية حادث قطاري سوهاج خلال حديثه لـ«النبأ»، عن أحداث حادث قطاري سوهاج والذي نتج عنه وفاة نجل شقيقته وصديق الأخير أثناء ذهابهما لاستكمال أداء واجبهما الوطني الخدمة العسكرية، واصفًا إياه بـ«الحادث المأساوي».
وتابع: «خالد نجل شقيقتي، ارتدى ملابسه، وجهز نفسه للمغادرة إلى الجيش برفقة صديقه (على)، فتوجه له بناحية قرية الشيخ الجامع المجاورة لقريتنا الدنافقة، ليستقلا القطار من محطة سوهاج متجهين إلى القاهرة، حيث ودع كلًا منهما ذويه واستقلا القطار المنكوب رقم 157 المميز سوهاج – الإسكندرية، وكان نصيبهما أن يجلسا بالعربة الأخيرة ليأتي القطار المكيف من الخلف ويصطدم بالقطار الذي يستقلانه ويكونان من ضحايا الحادث».
ويكمل: «نجل شقيقتي وصديقه دخلا الجيش منذ فترة قصيرة، وكانت هذه أول إجازة لهما بعد قضائهما 45 يومًا بمركز تدريب قوات الأمن بحلوان، وقبل نزولهما الإجازة تم توزيعهما إلى الوحدات الأساسية، ليعودا إليها بعد ذلك ويستكملا مدة خدمتهما بها، فكانت مدة إجازتهما التي قضاها كل منهما بيننا 5 أيام، وكانا في طريقهما إلى القاهرة لاستلام خدمتهما العسكرية بالوحدات الأساسية، إلا أن الحادث كتب الفصل الأخير في حياتهما وتوفاهما الله».
وذكر أن جميع أهالي القرية يشهدون للصديقين ضحايا الحادث بحُسن أخلاقهما، مؤكدًا أنه تم تجهيز مراسم عزاء في دوار عائلة كل منهما، وحضر مراسم العزاء أهالي القرية والقرى المجاورة وأيضًا حضر العزاء العديد من أهالي بعض مراكز سوهاج المختلفة ليقدموا واجب العزاء ويواسوا في مصابهم الجلل.
أما عادل فوزى قاسم المقيم بمركز البلينا جنوبي محافظة سوهاج، مبيض محارة، من مصابي حادث قطاري سوهاج، يقول «إنه اعتاد السفر للعمل بالقاهرة، لمساعدة أسرته على الحياة، والإنفاق عليهم والمساعدة فى علاج والده المسن المريض بالقلب، فكان قدري أن أركب بالعربة الأخيرة لهذا القطار المنكوب، خاصة أنه مميز وتذكرته بسيطة وكانت هناك كراسي فارغة بالعربة الأخيرة، لكن لم أتوقع أن أواجه هذا المصير المأساوي بإصابتي بكسر في الحوض والقدم اليسرى وكدمات متفرقة بالجسم».
وأكد أن القطار حضر بالرصيف متأخرًا عن موعده بحوالي 20 دقيقة، "وعندما ركبته من محطة مركز البلينا وبدأ يتحرك من الرصيف كان دائم الوقوف مابين المحطات وفجأة توقف فى مكان الحادث أكثر من نصف ساعة"، متابعًا: «وقت توقف القطار كنت بتكلم فى الهاتف مع أهلي في البيت، وبعدها فوجئت بصوت عال يضرب القطار وتعالت الصيحات والصرخات داخل القطار وأنا وقعت داخل العربة وما قدرتش أتحرك، إلى أن حضر المسعفون وحملونى بمساعدة الأهالي إلى المستشفى، وأجريت لي كافة الفحوصات الطبية والحمد لله قدر الله وما شاء فعل».
وأكد أن الحادث تسبب له في إصابات عبارة عن كسر فى الحوض، والقدم اليسرى، بالإضافة إلى كدمات متفرقة بأماكن بالجسم.