حصريًا لـ«النبأ».. الناجون من حادث قطاري سوهاج يكشفون تفاصيل مرعبة لحظة الكارثة
لم تتوقع أسماء العارف عبد اللاه عبد القادر، البالغة من العمر 21 عامًا، المقيمة بناحية قرية نجع هلال بمركز المراغة في سوهاج أن رحلتها إلى الإسكندرية لحضور حفل زفاف نجل عمها برفقة شقيقها «إسلام» 15 عامًا، ونجل عمهما محمد أسعد عبد الرحيم، 18 عامًا لم تكتمل بسبب أنهم كانوا يستقلون أحد قطاري سوهاج والذين يُعدون ضمن الناجين من القطار المنكوب.
وتقول صاحبة الـ«21» عامًا لـ«النبأ» إنها أحضرت جميع متعلقاتها التي تحتاجها في رحلتها إلى محافظة الإسكندرية لحضور زفاف نجل عمها، وتوجهت برفقة شقيقها ونجل عمها إلى محطة القطار بمدينة المراغة، انتظرت قليلًا حتى سمعت صوت سرينة القطار، وسألت: هل القطار القادم متجهًا إلى الإسكندرية، ليجيبها أحد العاملين بالمحطة بأن القطار القادم هو رقم 157 قادمًا من أسوان متجها إلى الإسكندرية، وقف الشقيقان ونجل عمهما على حافة الرصيف مستعدين لتوقف القطار على الرصيف، استعدت هي ومن برفقتها على حافة الرصيف لاستقلال القطار القادم.
وتضيف: «حضر القطار إلى رصيف محطة المراغة وركبنا إحدى عرباته، وتوجهنا إلى آخر عربة في القطار وجلسنا بها، لكن بعدما تحرك بنا القطار، اقترح نجل عمي علينا أن يتجول ليجد لنا كراسي في العربات بالمقدمة وبالفعل وجد لنا 3 كراسي وحضر لنا وقال لنا تعالوا نقعد قدام جمعت لكم مكان أحسن من هنا، في العربة رقم الخامسة وتحركنا إلى هذا المكان وجلسنا على الكراسي، واستمر القطار في السير بنا لكن كان يسير ببطء شديد تارة ويسرع تارة أخرى ثم يسير ببطء، وفجأة حدث اهتزاز شديد بالعربة وسمعنا صوت كأن صوت انفجار، فتوقف القطار وسادت حالة من الهلع والرعب الشديد بين الركاب، وفوجئنا بغبار أتربة كثيفة تدخل علينا العربة رقم 5 بالقطار 157 لدرجة إني مكنتش قادرة أخد نفسي من المشهد».
وتكمل: «وتوجهنا بعد ذلك للنزول لكن الكمسري طلب منا عدم النزول وقال: (محدش يتحرك من مكانه هنكمل الرحلة تاني هو واضح أن إحدى العربات انفصلت عن القطار يتم توصيلها ونستكمل الرحلة ما تنزلوش)، إلا أن أحد الركاب حضر وقال: (إن قطار كان قادم من الخلف ودخل في القطار ده وناس كتير ماتت ورا وناس تانيين مصابة)، ليهرع الجميع ويخرج من القطار ونكتشف المأساة اللي شفتوها من خلال الفيديوهات، لكن بعد الحادث مباشرة وجدنا بعض الناس تقول ابتعدوا عن القطار هناك قطار آخر قادم ويصطدم بالقطار المتوقف لتحدث حالة ذعر بين الركاب والكل يبتعد بالفعل عن القطار المتوقف».
«الحمد لله ربنا نجا أولادي من موت محقق أو إصابة محقق»، بهذه الكلمات بدأ والد أسماء وإسلام حديثه لـ«النبأ» مؤكدًا أنه عندما سمع بالحادث وعلم بسلامة أبنائه سجد لله شكرًا على نجاة ابنائه، ونعى المتوفين من ضحايا الحادث الأليم، متمني الشفاء العاجل للمصابين، وكان مشهد الشباب الذي توجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم يضرب أروع الأمثلة لشهامة شباب الصعيد ووقوفهم وقت الشدة بجوار بعضهم البعض، في آن بعض الأهالي يفتحون أبواب منازلهم لاستقبال أسر الضحايا والمصابين، ويوفرون لهم احتياجاتهم من مأكل ومشرب وملبس لحين مرور هذه الأزمة، فضلًا عن تحركات أجهزة الدولة على رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي وحضور الحكومة لموقع الحادث والنائب العام بنفسه على رأس وفد من المكتب الفني للمعاينة كل هذه الأمور تؤكدًا أن الدنيا لسه بخير.