رئيس التحرير
خالد مهران

اللواء سمير سعد نائب مدير الـ"إنتربول" الأسبق لـ«النبأ»: عقوبة الإعدام أكبر عقبة تواجه البوليس الدولي في القبض على الإرهابيين

اللواء سمير سعد
اللواء سمير سعد

  

 الإنتربول يمتلك أجهزة وخبراء قادرين على اختراق شبكات الإجرام وتفكيكها

 

ممنوع على الشرطة الدولية ممارسة أي نشاط سياسي أو عسكري أو ديني


المنظمة تكافح ستة أنواع من الجرائم وتستخدم منظومة «i-24/7» للتواصل مع المكاتب الوطنية 


استرداد المطلوبين يتوقف على العلاقات بين الدول

 

الانتربول المصري يسترد أكثر من خمسة مطلوبين في الأسبوع

 

هذا هو الفرق بين أجهزة الاستخبارات والانتربول

 

الاحتيال الالكتروني أسرع مجالات الإجرام نموا

 

الانتربول يتولى جمع المعلومات الخاصة بالجرائم السيبيرية

  

 قال اللواء سمير سعد، نائب مدير الانتربول الأسبق ورئيس مركز الإنتربول الدولي للاستشارات القانونية والمحاماة، إن عقوبة الإعدام هي أكبر عقبة تواجه الإنتربول في القبض على الهاربين للخارج، مشيرا إلى أنه محظور على الشرطة الدولية ممارسة أي نشاط سياسي أو عسكري أو ديني أو عنصري.

 

وأكد في حواره لـ«النبأ»، أن الشرطة الدولية تمتلك أجهزة وخبراء على أعلى مستوى لاختراق شبكات الإجرام وتفكيكها، مشيرا إلى أن هناك ستة أنواع من الجرائم تكافحها المنظمة الدولية، لافتا إلى أن استرداد المطلوبين يتوقف على العلاقات بين الدول.. وإلى تفاصيل الحوار:

 

في البداية نريد أن نعرف الفرق بين الإنتربول المصري والإنتربول الدولي ومهام كل منهما وهل هناك تنسيق وتعاون بينهما؟

 

الإنتربول الدولي هو منظمة الشرطة الدولية ومقرها في مدينة ليون في فرنسا وتأسست عام 1923، وعدد أعضائها 194دولة، وهي أكبر منظمة شرطية في العالم لمكافحة الجرائم العابرة للحدود وجميع أنواع الجرائم والتنسيق بين كافة الدول الأعضاء في المنظمة فيما بينهم بشأن مكافحة الجريمة المنظمة والجرائم بصفة عامة وتبادل المعلومات بين كافة الدول واتخاذ إجراءات مكافحة الجرائم على المستوى الدولي، وهذه المنظمة تعمل طوال أيام السنة، ويعمل فيها موظفون من أجهزة الشرطة وأجهزة أخرى معارين ومعينين بالمنظمة، وهذه المنظمة تعمل باللغات الأربعة الرئيسية، الإسبانية والإنجليزية والعربية والفرنسية، ولهذه المنظمة سبعة مكاتب إقليمية في كل من: "الأرجنتين والكاميرون وكوت ديفوار والسلفادور وكينيا وتايلاند وزيمبابوي"، ويوجد مكتب اتصال خاص بالإنتربول الدولي موجود في مقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، وكل دولة عضو في منظمة الإنتربول تنشئ داخل دولتها مكتبا مركزيا وطنيا، ويطلق عليه اسم الدولة مثل إنتربول القاهرة، ويكون الإشراف الفني على هذه المكاتب من قبل منظمة الإنتربول الدولي، أما الإشراف الإداري لهذه المكاتب أو المنظمات فبعضها يتبع وزارة الداخلية أو وزارة العدل، ومكتب إنتربول القاهرة يقع مقره في مصلحة الأمن العام ويتبع وزارة الداخلية المصرية إداريا، ويتكون من ضباط وموظفين وأفراد شرطة ومترجمين للغات الأربعة الرسمية للمنظمة، ويعمل على مدار 24 ساعة ويختص بجميع القضايا الخاصة الداخلية والخارجية، وهو نقطة الاتصال ما بين وزارات الداخلية والعدل والخارجية وما بين المنظمة الرئيسية في ليون في فرنسا، وهناك تنسيق وتعاون دائم ومستمر بين مكتب إنتربول القاهرة ومكاتب الإنتربول المماثلة في الدول الأعضاء وبين المركز الرئيسي في مقر المنظمة بمدينة ليون في فرنسا، وهناك تواصل مستمر من خلال شبكة مأمونة تسمى منظومة «i-247»، وهي شبكة على الإنترنت، شبكة مؤمنة تأمين كلي، تتولى تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء وبعضها، وبين الدول الأعضاء والمنظمة الرئيسية في ليون في فرنسا، ومن خلال إيملات، وجميع الرسائل داخل هذه الشبكة مؤمنة تأمينا عاليا جدا، يتم من خلالها تبادل كافة المعلومات المتعلقة بالمجرمين وأنواع الجرائم والقضايا المشتركة والمجرمين المطلوبين الهاربين من دولة لأخرى، كل ذلك يتم من خلال منظومة «i-247»، التي أنشأتها منظمة الإنتربول الدولي، وكل فروع هذه الشبكة موجودة في كل مكتب مركزي وطني بالدول الأعضاء المشتركين في المنظمة.

 

ما هي طبيعة العلاقة بين الإنتربول المصري ونظرائه في الدول الأخرى؟

 

هي علاقة جيدة، خاصة وأن التعاون يكون على أكمل وجه مع الدول العربية والإفريقية والأوربية وكافة الدول الأعضاء، لأن العالم كله الآن أصبح قرية صغيرة، ولابد وأن يكون هناك تعاون بين الدول وبعضها البعض لمكافحة الإجرام، لأن الهدف النبيل هو مكافحة الجريمة على مستوى العالم خاصة الجريمة المنظمة، والتعاون متبادل بين هذه الدول، ومصر بموقعها الإستراتيجي وأهميتها وثقلها في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط هي محور اهتمام، وبالتالي كل الدول تتعاون مع مصر، ومصر لا تتوانى ولا تتأخر أبدا في تقديم الدعم في سبيل مكافحة الجريمة على المستوى الوطني والدولي، خاصة الجريمة المنظمة والجرائم الإرهابية وجرائم الهجرة غير الشرعية وجرائم الفساد المالي وكافة أنواع الجرائم الهامة، والقانون الأساسي لمنظمة الإنتربول الدولي يحظر على المنظمة أي تدخل في أي نشاط له طابع سياسي أو عسكري أو ديني أو عنصري، القصد من ذلك هو تسهيل التعاون الشرطي الدولي، والمنظمة الدولية تتولى أيضا التنسيق بين الدول وبعضها لتيسير التعاون الشرطي الدولي حتى في غياب العلاقات الدبلوماسية بين دول معينة، لما فيه صالح هذه الدول، ويتم اتخاذ إجراءات المكافحة وملاحقة المجرمين والهاربين تحت رعاية القوانين السارية في كل دولة، كل دولة تتعاون مع الدولة الأخرى تحت رعابة الإنتربول الدولي، ولكن بما يتماشى مع قوانين كل دولة.

 

ما هي أنواع الجرائم التي تدخل في إطار عمل الإنتربول الدولي وفروعه في الدول الأعضاء؟

 

حددت المنظمة ستة أنواع من الجرائم لها الأولوية في المكافحة، وهي: "الفساد والمخدرات والجريمة المنظمة والفساد المالي والجرائم المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات وملاحقة المجرمين الهاربين والفارين والإرهاب والاتجار في البشر". وتهتم المنظمة بتقديم التدريب من خلال برامج تدريبية متميزة عالية الجودة لكافة أعضاء المكاتب المركزية لكل دولة، هذه البرامج تكون إما في مقر المنظمة في ليون في فرنسا أو في مقر أي دولة من الدول الأعضاء تستضيف هذه البرامج التدريبية برعاية الإنتربول الدولي، ويشارك في هذه البرامج ضباط وأفراد المكاتب المركزية في الدولة، ويتم تدريبهم على الآليات الحديثة لمكافحة الجرائم وتبادل المعلومات وآليات التنسيق والتعاون لضبط المجرمين الموجودين في أي دولة من الدول، وثقل مهارات الضباط في مجالات مكافحة الجريمة الالكترونية من خلال التعامل مع الحاسب الآلي، بحيث يكون ضباط الانتربول متميزين ومتمكنين لمواكبة التطور الذي يحدث على مستوى العالم.

 

ما هي أنواع النشرات التي تصدر من الإنتربول الدولي لملاحقة الهاربين المطلوبين بالخارج؟

 

 هناك العديد من النشرات أهمها ستة نشرات، يتم إصدارها من منظمة الإنتربول الدولي بناء على طلب دولة من الدول الأعضاء، وهذه النشرات هي:

 النشرة الحمراء: وهذه النشرة تصدر من منظمة الإنتربول الدولية بناء على طلب أي دولة عضو في المنظمة، ويتم إرسال نموذج طلب النشرة من خلال شبكة «i-247»، ومستوفى الشروط الموجودة، وهذه النشرة تستخدم لتوقيف شخص وضبطه تمهيدا لتسليمه للدولة المطلوب فيها بناء على أمر ضبط واحضار أو حكم محكمة، وطبقا لشروط معينة معلومة لكافة الدول الأعضاء، ويتم اصدار أمر الضبط والاحضار باللغات الأربعة الرسمية المعتمدة لدى المنظمة، ويتم تعميمها على كافة الدول الأعضاء لملاحقة هذا الشخص الهارب ومعرفة مكانه في جميع الدول وادراج اسمه في الموانئ والمطارات. 

النشرة الثانية: هي النشرة الزرقاء وتصدر بناء على طلب دولة ما وتستخدم لجمع معلومات اضافية عن هوية أشخاص أو أنشطتهم غير المشروعة المتعلقة بارتكاب الجرائم.

 النوع الثالث من النشرات: النشرة الخضراء، وهي نشرة تحذيرية، يتم من خلالها التحذير من أشخاص معينين لهم نشاط إجرامي معين مثل السرقة والنصب والاحتيال وتهريب المخدرات، ويتم التحذير من أن هؤلاء معتادي الإجرام، بحيث لو ذهبوا إلى اي دولة تتم متابعتهم خشية استخدام اسلوبهم الإجرامي في ارتكاب جرائم معينة. النشرة الرابعة: هي النشرة الصفراء، وهي تستخدم للمساعدة في تحديد مكان وجود الأشخاص المفقودين، خاصة الأطفال المفقودين أو المختطفين من أسرهم للمساعدة في الحصول عليهم، ويتم الإدلاء ببيانتهم واوصافهم وتعميم النشرة على مستوى الدول الأعضاء. 

النوع الخامس: هي النشرة السوداء، وتستخدم لتحديد هوية الجثث المجهولة التي يتم العثور عليها ويتم تصويرها وتعميمها.

 النشرة السادسة: وهي النشرة البرتقالية، هذه النشرة أنشئت مؤخرا، وهي نشرة تحذيرية لأجهزة الشرطة والهيئات العامة والمنظمات الدولية من الأشخاص الذين يقومون بتهريب أسلحة أو مفرقعات باسلوب مخفي داخل أشياء معينة ولهم اسلوب اجرامي معين في التهريب، ويتم تعميم هذه النشرة على كل الدول الأعضاء بحيث تقوم أجهزة المنافذ الحدودية أو الجمارك أو أجهزة الموانئ بمعرفة هذا الاسلوب المستخدم في التهريب، تهريب الأسلحة والمتفجرات داخل أشياء معينة.

 

ما هي الإجراءات التي يتبعها الإنتربول الدولي أو المحلي للقبض على المطلوبين الهاربين للخارج؟

 

 الإنتربول الدولي هو الذي ينسق بين الدول الأعضاء وبعضها ويصدر النشرات بكافة أنواعها ومنها النشرة الحمراء للأشخاص المطلوبين، وبالتالي يتم تسجيل بيانات المطلوبين في قاعة البيانات الداخلية، وبعد وصول هذه البيانات للإنتربول المحلي يقوم بتعميمها في قاعدة البيانات الخاصة بوزارة الداخلية، بالنسبة لانتربول القاهرة، وهذه البيانات يتم تعميمها داخل الدولة على الأشخاص المطلوبين على المستوى الدولي، وفي حال العثور عليهم وضبطهم يتم اخطار مكتب انتربول القاهرة الذي يقوم باخطار الدولة المطلوبين فيها واخطار الإنتربول الدولي، ويتم التنسيق بين انتربول القاهرة وبين الدولة التي طلبت ضبط هذا الشخص الذي تم ضبطه على أرض مصر ويتم ارسال الأحكام الخاصة به وملف استرداده وعرضه على السلطة القضائية لاتخاذ القرار بشأن تسليمه لهذه الدولة، أما إذا كان مصريا ومطلوبا لدولة أخرى فيتم ضبطه وتقديمه لمحكمة مصرية ويحاكم على أرض مصر أمام محكمة مصرية عن الجريمة التي ارتكبها بالخارج ويحصل على حكم ويتم اخطار الدولة المطلوب فيها بالحكم الذي صدر ضده سواء بالإدانة أو البراءة، وفي حالة إذا كان هناك شخص مطلوب لمصر ومعمم عنه من خلال الانتربول وتم ضبطه في دولة ما، يتم اتخاذ نفس الاجراءات بحيث يتم ارسال أوراق استرداده أو الحكم الصادر ضده للدولة الموجود فيها، ولو مصري يتم استرداده ويعود لمصر ويتم تسليمه لمصر بعد صدور قرار من الدولة التي تم ضبطه على أرضها، سواء عن طريق بعثة تذهب لاستلامه أو ايفاده مع بعثة من الدولة الموجود فيها، وكل ذلك يتم من خلال الدولتين وبعضهم، ويتم اخطار الانتربول الدولي من خلال منظومة «i-247» بالاجراءات المتخذة.

 

ما هي العقبات التي يقابلها الإنتربول المصري في ملاحقة المطلوبين في الخارج؟

 

أهم هذه العقبات هي أن عقوبة الإعدام غير موجودة في قوانين بعض الدول وموجودة في القانون المصري، وبالتالي لو كان هناك شخص مصري صادر بحقه حكم بالإعدام وهارب لدولة ما، هذه الدولة لا تعترف بعقوبة الإعدام وترفض تسليمه لأنها لا تعترف بعقوبة الإعدام، ولكن لو ذهب هذا الشخص إلى دولة أخرى تعترف بعقوبة الإعدام يتم ضبطه وتسليمه، وبالتالي عقوبة الإعدام من أهم المعوقات التي تعوق العمل بالنسبة للاسترداد، هناك عقبات أخرى مثل، أن هذا الشخص صادر ضده أحكام في الدولة الموجود فيها، وبالتالي هذه الدولة ترفض تسليمه لمصر مثلا إلا بعد أن يقضى العقوبة التي صدرت ضده في الدولة الموجود فيها، وبالتالي يتم تأخير اجراءات تسليمه.

 

ما حقيقة ما يقال من تسييس عمل الإنتربول؟

 

 يحظر على الإنتربول التدخل في أي أنشطة لها طابع سياسي أو عسكري أو عنصري أو ديني، وبالتالي الانتربول الدولي غير مسيس، ومن ضمن آليات عمل الانتربول هو طالما أن هناك شخصا مدانا ومطلوبا وصدر ضده حكم قضائي من محكمة في دولة ما فلابد أن يعترف بهذا الحكم ويصدر على أساسه النشرات التي تم طلبها أو أمر القبض الدولي ويقوم بالتنسيق بين الدول وبعضها.

 

ما هي أنواع الجرائم التي تدخل في نطاق عمل الإنتربول؟

 

الانتربول كمنظمة تعمل لمكافحة كافة أنواع الجرائم العالمية والمنظمة، ولكن الأولوية تكون لأنواع معينة من الجرائم مثل الجرائم المتعلقة بالفساد والمخدرات والاجرام المنظم والاجرام المالي وجرائم تكنولوجيا المعلومات وملاحقة المجرمين الفارين الهاربين وقضايا مكافحة الإرهاب بكافة أنواعه وقضايا الاتجار بالبشر وقضايا الهجرة غير الشرعية، وأيضا له اهتمام بباقي أنواع الجرائم بصفة عامة.

 

ما هو دور الإنتربول في مكافحة الجريمة المنظمة حول العالم؟

 

المنظمة تولى اهتماما للجريمة المنظمة، لأن الجريمة المنظمة تمتد لأكثر من دولة، وبالتالي تحتاج إلى إشراف ومتابعة من منظمة الانتربول الدولي والتنسيق والتعاون لمكافحة هذا النوع من الإجرام الممتد لأكثر من دولة، وبالتالي المنظمة تقوم بتوثيق المعلومات الواردة إليها من هذه الدول، ويتم اخطار باقي الدول الأعضاء باسماء الاشخاص في عصابات الجرائم المنظمة، ويتم تعميم نشرات حمراء لهؤلاء الأشخاص المطلوبين المشاركين في عصابات الاجرام المنظمة وملاحقتهم على مستوى الدول الأعضاء في منظمة الانتربول، وهذه الاجراءات تتم على مدار الساعة وبآلية سريعة جدا.

 

ما هي الأدوات والآليات التي يستخدمها الانتربول للقيام بعمله؟

 

الإنتربول يستخدم الكثير من الآليات من بينها، منظومة «i-247»، من خلال شبكة الانترنت المؤمنة وربط كافة الدول الأعضاء بهذه المنظومة لتبادل الرسائل والمعلومات على مدار الساعة بين الدول وبعضها، باجراءات مؤمنة ومشفرة لسرعة وصول المعلومة من دولة لأخرى من خلال هذه الشبكة أو المنظومة، أيضا الاهتمام الذي توليه المنظمة لتدريب أعضاء المنظمة وأعضاء المكاتب المركزية في كل دولة على جميع الآليات الحديثة لمكافحة الإجرام بصفة عامة وثقل مهارات الضباط والأفراد في مجال المكافحة، أيضا اصدار كافة أنواع النشرات وأهمها النشرة الحمراء لملاحقة الأشخاص على المستوى الدولي، بالاضافة إلى تعيين موظفين بالمنظمة لهم مواصفات معينة من خلال الإعلان عن وظائف متاحة في المنظمة ويتم الاختيار من كافة الدول الأعضاء طبقا لمعايير معينة مثل الكفاءة.

 

كيف يقوم الإنتربول بتفكيك الاتصالات المشفرة بين الشبكات الإجرامية؟

 

منظمة الإنتربول تمتلك أجهزة على أعلى مستوى ولديها خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات وشبكات الإجرام ويتم متابعة الاتصالات التي تتم بين هذه الشبكات واختراقها على مدار الساعة ومحاولة تفكيكها والتوصل إلى المعلومات التي يتم تبادلها بين هذه الشبكات الإجرامية، وبالتالي يتم العمل على إحباط المحاولات التي تقوم بها هذه العصابات من خلال الشبكات الإجرامية، وتحذير الدول المعنية.

ما هو وضع الإنتربول المصري في العالم وإلى أي مدى يتطور مع التطور التكنولوجي العالمي؟

مصر دولة محورية في العالم وخاصة في إقليم الشرق الأوسط، مصر لديها قناة السويس، مصر دائما محط أنظار من كافة الدول نظرا لموقعها الجغرافي ودورها المحوري في المنطقة ولثقلها السياسي وقوتها العسكرية والعلمية، مصر تتطور وتواكب جميع التطور العالمي على مدار الساعة ومعلوم دورها القوي والمحوري في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط ومنطقة شمال إفريقيا بصفة خاصة.

 

لماذا لم ينجح الإنتربول الدولي حتى الآن من جلب الهاربين خارج مصر المطلوبين في قضايا إرهاب رغم أن هناك طلبات ضبط واحضار صادرة ضدهم من محاكم مصرية؟

 

 ضبط الأشخاص الهاربين للخارج الصادر بحقهم أحكام أو طلبات ضبط واحضار من اختصاصات الانتربول المصري، هؤلاء بالفعل صدر لهم نشرات حمراء من قبل المنظمة وتم مخاطبة الدول الموجود فيها هؤلاء المطلوبون ويتم اتخاذ الاجراءات حيالهم.

 

إذا لماذا لم يتم استرداد هؤلاء الأشخاص حتى الآن؟

 

 لأن اجراءات الملاحقة تدخل معها اعتبارات أخرى مثل العلاقة بين الدولة المطلوبين فيها والدولة المتواجدين فيها، وبالتالي العلاقات بين الدول هي التي تحكم عملية ضبط واحضار الأشخاص المطلوبين، وبالتالي العملية ترجع إلى عدة اعتبارات تتغير على مدار الوقت، لكن في النهاية لابد وأن تكون هناك ثقة من أن الشخص المطلوب والهارب سوف يعود ويمثل أمام القضاء المصري وينال عقابه سواء بالإدانة أو البراءة.

 

ما هي أبرز الشخصيات التي نجح الإنتربول المصري في استردادها من الخارج منذ تأسيسه؟

 

العديد من المجرمين الهاربين تم ضبطهم، خلال الأسبوع الواحد يتم ضبط واسترداد أكثر من خمسة أشخاص من كافة الدول الأعضاء.

 

ما الفرق بين أجهزة الانتربول وأجهزة المخابرات وهل هناك تنسيق وتعاون بينها؟

 

هناك فرق كبير بين أجهزة الاستخبارات وأجهزة الإنتربول، الإنتربول هو منظمة دولية عالمية تعمل في مجال الإجرام الجنائي، أما أجهزة المخابرات فتعمل في مجالات عديدة منها، الإجرام السياسي، والجرائم التي تمس سيادة الدول، وكما قلت منظمة الإنتربول لا تتدخل في القضايا ذات الطابع السياسي أو العسكري أو الديني أو العنصري، وأجهزة المخابرات يمكن أن تتدخل في هذا النوع من الجرائم، وبالتالي الدور الأساسي لمنظمة الإنتربول هو مكافحة الإجرام الجنائي والإرهاب، ولكن دور أجهزة المخابرات هو مكافحة كل أنواع الجرائم وخاصة الجرائم ذات الطابع السياسي أو العسكري أو الديني أو العنصري أو التي تمس سيادة الدول بصفة عامة.

 

ما هو الدور الذي يقوم به الإنتربول للكشف عن عمليات الاحتيال الالكتروني أو ما يسمى الإجرام السيبيري؟

 

 الاحتيال الالكتروني هو أحد أسرع مجالات الإجرام نموا وله العديد من الأشكال، تشمل الاعتداء على البيانات وسرقة الهوايات وترويج صور للاساءة الجنسية للأطفال والاحتيال في سياق المزادات على الانترنت، هذا الطابع العالمي لشبكة الانترنت يتيح للمجرمين ممارسة جميع الأنشطة الإجرامية في أي مكان في العالم، هذا الأمر يحتم على الدول تكييف الضوابط القانونية من خلال تعديل تشريعي للقوانين لكي تشمل الجرائم المرتكبة في الفضاء السيبيري، ويستخدم الإرهابيون الإنترنت لارتكاب جرائمهم والتحريض وتهديد الأمن الوطني والعالمي، الانتربول يتولى جمع المعلومات الخاصة بالجرائم السيبيرية أو المعلوماتية وتخزينها داخل قاعدة بياناته وتحليلها، ويتم تبادل ما يتم تحليله مع الدول الأعضاء في المنظمة من خلال منظومة «i-247»، ويوجد برنامج للانتربول لمكافحة الإجرام الالكتروني أو السيبيري، هذا البرنامج يسعى إلى تسهيل التعاون بين الدول الأعضاء، والانتربول أنشأ عدة فرق عمل معنية بمكافحة جرائم تكنولوجيا المعلومات، وهذه الفرق موجودة في مقر المنظمة وهي على استعداد على الانتقال لأي دولة تحتاجهم لبحث جريمة مرتكبة باسلوب معين داخل دولة ما باستخدام شبكة الانترنت تم فيها الاحتيال أو النصب الالكتروني أو ارتكاب جريمة باستخدام شبكة الانترنت، وهذه الفرق مكونة من الموظفين المعينين داخل المنظمة من كافة الجنسيات ويتمتعون بمهارات كبيرة.

 

هل هناك مهام داخلية للإنتربول المصري أم أن كل مهامه خارجية؟

 

الإنتربول المصري له مهام داخلية وخارجية، الإنتربول المصري جزء من مصلحة الأمن العام ووزارة الداخلية المصرية، يعمل به ضباط شرطة مصريون وأفراد وموظفون ومترجمون، وهؤلاء الضباط يقومون بدورهم في مكافحة الجريمة بصفة عامة داخل الدولة، بالاضافة إلى عملهم الأساسي في مكافحة الجرائم الدولية وملاحقة المجرمين داخل الدولة وخارجها بالتنسيق مع الدول الأخرى وتحت رعاية والإشراف الفني لمنظمة الإنتربول الدولي.

 

كلمة أخيرة؟

 

الحمد لله قضيت قرابة 16 عاما عمل في الإنتربول المصري، ورغم خروجي من وزارة الداخلية ما زال حبي لوزارة الداخلية المصرية وحبي لمصر، فجميع خبراتي التي اكتسبتها من خلال العمل بمكتب إنتربول القاهرة ومن خلال الدورات التي حصلت عليها وسفري لدول العالم ولمنظمة الإنتربول في ليون وعملي في كافة الأقسام الموجودة داخل المنظمة، وحتى أفيد بلدي بكل هذه الخبرات بعد خروجي من العمل قمت بإنشاء مركز الإنتربول الدولي للاستشارات القانونية والمحاماة، من أجل نقديم خبراتي في مجال العمل ومجال الانتربول بصفة عامة لمساعدة الناس أو من يطلب المساعدة، ومن خلال هذا المركز أقوم بتنسيق الإجراءات بين الإنتربول المصري وكافة الدول، تحت رعاية الإنتربول المصري ووزارة العدل ومكتب التعاون الدولي لمكتب النائب العام، وتقديم الخدمة للمواطنين الذين يطلبون المساعدة في هذا المجال وضبط الأشخاص المطلوبين من خلال إنتربول القاهرة، ونقوم باعادة الحقوق لأصحابها، ومستعد لتقديم الدعم والمساعدة لمن يطلب ذلك.