رئيس التحرير
خالد مهران

أسرار وكواليس الإطاحة بـ3 إعلاميين «تُقال» من القنوات الفضائية

محمود سعد
محمود سعد


محمود سعد يغادر «النهار» بعد الحلقة الأخيرة في «باب الخلق».. وسهير جودة «مغضوب عليها» بسبب «تركي آل الشيخ»!


شهدت الفترة الماضية إعلان عدد من الإعلاميين عن رحيلهم من القنوات الفضائية التي يعملون بها، دون الكشف عن أي تفاصيل أو أسباب حول الرحيل، وكذلك دون إفصاح معظمهم عن خطواتهم المقبلة في مستقبلهم المهني.


البداية كانت مع الإعلامي محمود سعد، الذي غادر برنامجه "باب الخلق"، الذي يقدمه على شاشة قناة "النهار"، منذ 4 سنوات، بشكل مفاجئ، ليثير حالة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، معلنًا عن انتهاء رحلة عمله بالتليفزيون، وأنه يستعد لتقديم برنامج جديد عبر موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، يحمل اسم "ونس".


ولفت سعد إلى أن العديد من أصدقائه نصحوه، منذ أكثر من 10 سنوات، بضرورة عمل قناة على "يوتيوب"، وأنه كان يرفض في كل مرة، ولكنها إرادة الله التي فتحت له طاقة جديدة، لم يكن يتخيلها –وفقًا لما قال-.


كما أضاف أن برنامجه الجديد سيضم محتوى مختلفًا، عبارة عن مقابلات، ليس في القاهرة فقط، لكن سيتجول في كثير من الأمكان والمحافظات، مع ناس "مبنشوفهاش في زحام الحياة" –على حد وصفه.


وانهالت التساؤلات من جمهور ومحبي "سعد" عن سر رحيله بهذه الطريقة، لكنه لم يفصح عن أي شىء، واكتفى بالتعبير عن مدى سعادته بردود الفعل التي تلقاها من الكثيرين حول الخبر، وذلك عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مؤكدًا على أنه إذا كان هناك قيمة للبرنامج، فإنها قيمة الناس في الشارع، الذين فتحوا قلوبهم له، موجهًا لهم تقديره وحبه واحترامه.


وكشفت المصادر أن رحيل محمود سعد جاء على خلفية الحلقة الأخيرة التي قدمها ببرنامجه عن قصة رجل مصري اسمه "حجاج الخضري"، وأنها كانت مليئة بالإسقاطات التاريخية على عصرنا الحالي، وانتهت حياته بالشنق، بطلب من محمد علي، الذي غدر به.


وذكر "سعد" أن "الخضري" كان يقاوم الاحتلال الفرنسي، وأحيانًا كان ينضم للمماليك، الذي كان يحاربهم محمد علي، مشيرًا إلى أنه رحل إلى الصعيد، بعدما نجح الأخير في فرض نفوذه على مصر.


وأضاف أن "الخضري" كان ممن ساعدوا محمد علي، لكنه في النهاية راح ضحية العديد من الوشايات، شنقًا، وأنه تم اختيار هذه الطريقة بالذات في التخلص منه، لإرهاب الناس، وليكون عبرة لهم، بأن من يريد المقاومة، ستكون نهايته الشنق مثله.


وأنهى "سعد" حديثه بأنه يجب النظر إلى التاريخ، وأنه على الحكام الاتعاظ منه، مؤكدًا على أن التاريخ لا يُنسى ولو بعد 200 عام، وأن القصة التي حكاها تدعو إلى التكاتف وتغيير الواقع للأفضل.


وألمحت المصادر إلى أن حديث محمود سعد بهذه الطريقة، رأته بعض الجهات على أنه تحريض على الثورة، وأنه يحمل تلميحات غير مباشرة حول الحال في مصر، وأن هذا هو السبب الرئيسي في الإطاحة به.


واستطردت كلامها بأنه من ضمن الأسباب، أيضًا، تطرق "محمود"، على الرغم من عدم حديثه في السياسة، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر، في حلقات برنامجه، إلى مناقشة قضايا عن العشوائيات والفقراء، وتسجيل مشاكل البسطاء، وأن ذلك وجده البعض ردًا على ما تروجه الحكومة عن إنجازاتها، بشكل مقصود وموجه، لكنه ليس صريحًا.


وأوضحت المصادر نفسها، أن البعض ظن أن عدم حصول محمود سعد على راتبه، منذ فترة، هو سبب رحيله من القناة، لكن هذه الأقاويل غير صحيحة؛ فمشكلة تأخر الرواتب في "النهار" غير جديدة، واعتاد عليها العاملون بالقناة، وأن القرار جاء بناء على ما سبق، فضلًا عن الخوف من التأثير والجماهيرية التي يتمتع بها "سعد" بين الكثيرين.


في سياق متصل، غادرت المذيعة مفيدة شيحة برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا"، الذي كانت تقدمه على قناة "سي بي سي"، وكتبت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "بعد 10 سنوات من النجاح، وداعًا سي بي سي.. وداعًا الستات ميعرفوش يكدبوا.. وإلى اللقاء".


وبعد عدة ساعات، لحقت بها زميلتها سهير جودة، وكتبت هي الأخرى: "رحلتي مع الستات ميعرفوش يكدبوا انتهت.. البرنامج الذي عشت فيه ومعه.. منذ أن كان وكانت قناة سي بي سي بدايات فكرة لم تولد بعد.. في يوليو 2011".

ومن المعروف أن "مفيدة" محسوبة على الرئيس التنفيذي السابق لقناة "سي بي سي" سمير يوسف، الذي استبعد من القناة، مؤخرًا، بعدما أُسند منصبه إلى رئيس قنوات "دريم" السابق محمد خضر.

أما "سهير"؛ فهي زوجة رئيس القناة السابق محمد هاني، والذي بعد استبعاده من عمله، بسبب ضم "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية" للقناة واستحواذها عليها، أسس شركة "كايرو شو"، والتي تعد المسئولة عن تنفيذ المشروعات الخاصة برئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، وهو ما جعل "المتحدة" تراه منافسًا قويًا له، فقررت الرد عليه عن طريق زوجته، حتى تم استبعادها من القناة.