«مكره أخاك لا بطل»
وفى رواية أخرى «مجبر أخاك لا بطل»، لسان حال حكومة الدكتور مدبولى فى مواجهة موجة ارتفاعات عالمية حادة فى زيادة أسعار السلع الغذائية ترتيبًا على ارتفاع أسعار البترول .
معلوم مصر تستورد أكثر من نصف احتياجاتها الغذائية، ولهذا عرضة لتقلبات الأسعار عالميًا، والأزمة العالمية لها أسبابها، وهناك من هو أقدر على تحليلها ..
ما يزعج هو استغلال بعض التجار «تجار الأرنص» للأزمة العالمية لإشعال حريق الأسعار فى الأسواق المحلية، ورغم أن الأرصدة الاحتياطية لاتزال بالأسعار القديمة (قبل طوفان تسونامى الأسعار)، إلا أن قوة الكارتيلات الاستيرادية سرعان ما رفعت الأسعار لتحقيق مكاسب من لحم الحى .
مستوجب تدخل حكومى عاجل لإطفاء حريق الأسعار.. وبالسوابق، الحكومة قادرة على لجم الأسواق، ولم تتخل عن المواطن فى أزمات سبقت، وكما استطاعت قبلا السيطرة على أسعار السلع الغذائية بزيادة المخصصات التموينية على البطاقات التموينية مستوجب تدخل مماثل (مؤقتًا) يعوض المواطن عن فروق الأسعار ..
لا أشق على حكومة مدبولى، ولكن الشكوى مسموعة، والناس متعبة، وتكاليف المعيشة تتضاعف، والمتوسط العام لارتفاعات السلع الغذائية بلغ حسب أغلب التقديرات نحو ٣٠ فى المائة، وفى بعض السلع أكثر من هذا، والسلع تعكس زيادة على بعضها زيادة، وهذا يكلف موازنة المواطن البسيط الكثير، ولا يقدر عليه ..
لا مزايدة على الحكومة فى هذا الظرف الطارئ، ولكن من أرضية وطنية خالصة، مستوجب على الدكتور على المصيلحى وزير التموين واقعية عملية فى إطفاء حريق الأسعار عبر حوارات مع غرف التجارة والاستيراد والمتنفذين فى الأسواق، الحكومة قادرة على إدارة حوار، وتملك أدوات الضغط والضبط والربط، لن أحدثك عن الانفلات فى أسعار اللحوم.. وصحيح هناك أسباب موضوعية لزيادة أسعار الزيوت، ولكن ليس بهذه النسب المؤلمة.. ساندوتش الفول زاد جنيها كاملا ..
نظرية العرض والطلب وحرية التداول فى الأسواق تصح فى سياقات طبيعية، ولكن فى الأزمات العالمية التى تُعكس بالسالب على الأسواق المحلية لا يجوز ترك المستهلك نهبًا لأطماع التجار.. عادة، تجار الأرنص ينشطون فى الأزمات لمص دماء المستهلكين دون استشعار لخطورة المسلك الانتهازى سياسيًا .
الدكتور المصيلحى خبير بمثل هذه الأزمات، وياما دقت على الرووس طبول، ولن يعدم حلولًا، ومقترح زيادة المخصصات التموينية حل، والدفع بعربات الدعم التموينية، صحيح مكلف، ولكنه حل مؤقت، إلى أن تنزاح الغمة العالمية، والأسعار الاسترشادية- (لا نقول التسعيرة الجبرية لأنها تثير حساسية)- الاسترشادية المعلنة باتت ضرورة.. وتحرك مجموعات ضبط الأسواق ضرورة ملحة.. وخلية لمواجهة الأزمة على مدار الساعة توفر حلولا منعا لاستغلال الأزمة المستوردة التى ستطول مع توقعات بارتفاع أسعار البترول عالميًا .
نقلا عن "المصري اليوم"