تفاصيل خطة "الرقمنة" في قطاع البترول
تتبنى وزارة البترول والثروة المعدنية برنامجًا متكاملًا للتحول الرقمي، ضمن مشروع تطوير وتحديث القطاع، بهدف إنشاء منظومة رقمية متكاملة لتحقيق الترابط المطلوب بين كل أنشطة ومراحل الصناعة البترولية، وإتاحة البيانات والمعلومات اللازمة لدعم وسرعة اتخاذ القرار، وزيادة الاستثمارات، والمساعدة فى مواجهة الأزمات، ومسايرة النظم العالمية تكنولوجيا.
ويستهدف القطاع تحقيق طفرة وانتعاشة فى تنفيذ مشروعات التحول الرقمى، بمختلف مراحل الصناعة البترولية استثمارًا للنجاحات التى حققها مؤخرًا.
ومن أبرز مشروعات القطاع بمجال التحول الرقمى والتكنولوجى التشغيل الفعلى لـ«بوابة مصر» للاستكشاف والإنتاج «Egypt Upstream Gateway» كأول منصة رقمية توفر البيانات الجيولوجية لأنشطة البحث والاستكشاف والإنتاج فى مصر بمعايير عالمية في توقيت قياسي.
ومن ضمن المشروعات إطلاق أول تطبيق إلكتروني على الهاتف المحمول للتعريف بأماكن ومواقع محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعى ومراكز التحويل، وإظهار أقرب هذه المحطات والمراكز للمكان الذي يتواجد فيه المواطن والتعريف بالخدمات التى تقدمها Mop stations، إضافة إلى النجاحات التي تحققت من قبل مثل الإسراع بوضع المشروعات الجديدة على خريطة الإنتاج وإطلاق بوابة تواصل العاملين وغيرها من المشروعات التى كان لمواكبة التطور واستخدام تطبيقات التقنيات الحديثة دور بارز فيها.
ويسعى قطاع البترول لتحقيق الاستفادة من الرقمنة فى إدارة منظومة السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة ومجال متابعة الانبعاثات وأنشطة معالجة المياه، كما راعى مشروع تطوير وتحديث القطاع طبيعة القطاع الفريدة، واعتماده بشكل أساسي على استخدام أحدث التقنيات فى أنشطته المختلفة.
وتم وضع رؤية لتحقيق مفهوم شامل وقاعدة متكاملة للتحول الرقمى فى القطاع لتحسين وميكنة آليات العمل، وتيسير تداول المعلومات من خلال شبكة اتصالات موحدة للقطاع، وذلك انطلاقًا من دور قطاع البترول كلاعب أساسى فى تنفيذ رؤية مصر 2030.
فى البداية، أكدت تقارير، أن القطاع بدأ منذ سنوات تنفيذ أولى خطوات التحول الرقمى، مع إطلاقه مشروع التحديث والتطوير، الذى يستهدف كل مراحل الصناعة البترولية، بداية من العملية الإنتاجية بالمواقع وحتى المستهلك النهائي.
وقد عرضت شركة سيمنس الألمانية على قطاع البترول مؤخرًا حزمة من الإمكانيات المتطورة والحلول التكنولوجية التى يمكن أن تسهم فى تقديمها أنشطة صناعة البترول والغاز والأنظمة الرقمية المختلفة وأنظمة التحكم بالمشروعات، مشيرين إلى أن الشركة لديها مركز متكامل للرقمنة بكل تطبيقاتها فى العاصمة الإدارية .
على جانب آخر، أكد الدكتور جمال القليوبى أستاذ هندسة البترول والطاقة أن قطاع البترول منفتح على العالم، ويسعى للعمل بالأفكار والحلول التكنولوجية الحديثة بكل مراحل الصناعة البترولية، بهدف الاستفادة من عوائدها وجذب الشركات الكبرى للعمل والاستثمار.
ولفت القليوبي إلى أن مصر تمتلك إمكانيات وثروات واعدة تجعلها تتميز عن مختلف الدول، سواء على صعيد الموارد الطبيعية أو العناصر والكوادر البشرية أو البنية التحتية، لذلك لا بد من استغلال تلك الثروات والإمكانات بالشكل الأمثل والترويج لها بشكل رقمى، يواكب أحدث النظم التكنولوجية العالمية.
وقال إن العمل بمنظومة الرقمنة وفقًا لأحدث الأليات التكنولوجية الحديثة يمثل لغة عالمية لمخاطبة كل الشركات والمؤسسات والمستثمرين محليًا وعالميًا.
وشدد القليوبي على أن النظام الرقمى بات لغة عالمية تتواصل بها كبرى الشركات والكيانات بمختلف الدول المتقدمة، لذلك لا بد من التوسع فى تعميمه محليًا بكل القطاعات وليس قطاع الطاقة فحسب.
وذكر أن تجربة إطلاق مصر لمنصة الاستكشاف والإنتاج الإلكترونية لاقت نجاحًا كبيرًا مؤخرًا، وأقبل على التسجيل فى عضويتها كبرى شركات البترول العالمية، الأمر الذى يؤكد جدوى الاستمرار فى التحديث والتطور والتحول نحو ذلك النظام بمختلف مجالات القطاع.
وتضم قائمة المشروعات التى بدأ القطاع تنفيذها ضمن برنامج التحول الرقمى إنشاء نظام تخطيط وإدارة الموارد ERP ، كما تم تطبيق نظام تخطيط وإدارة الموارد فى الهيئة المصرية العامة للبترول، وجميع الشركات القابضة التابعة للوزارة، وجارٍ ربط الشركات التابعة لهم، كما بدأ تنفيذه فى مصافى التكرير وشركات التسويق التابعة للهيئة المصرية العامة للبترول.
وكذلك تم تطبيق النظام الرقمنى والتكنولوجة لمراقبة والتحكم فى تداول وتوزيع المنتجات البترولية بهدف مراقبة عمليات نقل وتوزيع المنتجات البترولية الرئيسية ومتابعة أنماط الاستهلاك من أنواع المنتجات البترولية المختلفة، للوقوف على أى اختناقات يمكن أن تحدث فى عمليات التوزيع.