رئيس التحرير
خالد مهران

كشفها سوهاجية.. قصة تعذيب 400 مصري داخل السجون الليبية وشروط إطلاق سراحهم

سجون ليبيا
سجون ليبيا


كشفت واقعة تعرض أحمد حامد من أبناء محافظة سوهاج للتعذيب على أيدي مسلحين في ليبيا، والذي يرقد حاليًا داخل مستشفى الشهيد محمد بإجدابيا في حالة صحية خطر، عن كارثة اختفاء 16 مصريًا ممن كانوا معه بمنطقة قرقارش قرب العاصمة الليبية طرابلس.

وكشفت صفحة الجالية المصرية فى ليبيا على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» خلال منشورها عن أن المواطن المصري المذكور تعرض لحفلة تعذيب على يد عناصر مجهولة بدولة ليبيا، حيث قاموا بقطع يديه وعضوه الذكري، وضربوه بأنحاء متفرقة بجسده، الأمر الذي أدى لانفجار كليته وإصابته بكسور وكدمات، الأمر الذي استدعى نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج.

وأعلن أهالي قرية الجزازرة التابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج، عن اختفاء 16 من أبنائهم في ليبيا منذ 24 سبتمبر الماضي، وسط ترجيحات بالقبض عليهم من جانب السلطات الليبية بسبب هجرة غير شرعية.

وقال أهالي القرية الجزازرة بمركز المراغة إن 16 من أبنائهم اختفوا في ليبيا منذ 24 سبتمبر الماضي، مؤكدين أنهم تواصلوا مع الجهات المعنية لتكثف جهودها لمعرفة مصيرهم والوصول إليهم.

وعلمت «النبأ» من أهالي القرية أن آخر مكان تواجد فيه الشباب الـ16 المختفين كان بمنطقة قرقارش قرب العاصمة الليبية طرابلس.

وتواصلت «النبأ» مع الشاب وحيد نبيل ميخائيل إحدى الضحايا، الذي كشف لنا قصة المصريين المعذبين فى السجون الليبية، حيث قال: «إحنا كنا في منطقة اسمها قرقارش، دخلت علينا الشرطة الليبية السكنات اللي إحنا فيها، وأخذونا منها، ورحلونا على سجن بعيد عن طرابلس قريب منطقة غريان، اسمه وادي الحي، تبع بير الغنم، السجن ده تبع مكافحة الهجرة غير الشرعية».

ويضيف أن كل المصريين الذي تم القبض عليها وأنا كنت من ضمنهم أو بنسبة 90% منهم لديهم تأشيرات دخول دولة ليبيا بشكل رسمي، متابعًا: «والأفندية اللي فى السجن معظمهم قالوا إننا جايين ظلم، وحرام، لأنهم أخذونا من السكن وحبسونا بحجه إن قرقارش منطقة مشبوهة».

ويكمل: «الناس النهارده ليها أكثر من 40 يومًا قاربت على الشهرين، وبيموتوا حرفيا وأهاليهم في مصر بتموت قصادهم»، مطالبًا الدولة ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتحرك العاجل لإنقاذ أبنائه، ويجب على وزير الخارجية وسفير الدولة لدى ليبيا أيضًا التحرك فورًا لتحرير المصريين من السجون الليبية.

ويشير إلى أن القائم بأعمال السفير حضر يوم 25 أكتوبر وسجل أسماء المصريين المقبوض عليهم، وأخذ جوازات السفر الخاصة بهم، متابعًا: «وجوازي ضمنم» ولم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن ولا يوجد جديد وحتى الآن، مؤكدًا أن إجمالي الشباب المقبوض عليهم من منطقة قرقارش حوالي 400 شخص تقريبًا موجودون في سجن وادي الحي، غير المقبوض عليهم فى البحر، جميع من محافظات مختلفة، وبينهم الـ16 مواطنا من أبناء سوهاج، فمنهم من محافظة أسيوط، وسوهاج، والمنصورة دقهلية، البحيرة، والغربية... إلخ.

ويتابع: «أنا هارب هروب من السجن، والناس هناك بتموت بالحياء داخل السجون، والعيشة غير آدميه خالص، ولا تصلح، مناشدًا رئيس الجمهورية: ياريس لو حضرتك رفعت سماعة التليفون كل حاجة هتتحل فورًا»، مضيفًا: «هما نفسهم اللي قابضين علينا يبتزونا وقالوا دولتكم وسفيركم مش متحركين عشان تخرجوا من هنا، فليس أمامكم إلا أن تدفعوا فلوس مقابل إطلاق سراحكم».

ويؤكد أن الشرطة الليبية التي قبضت عليهم تفرض على كل فرد يرغب فى الخروج من السجن دفع مبلغ مالي بالدينار الليبي قدره ما يعادل 45 ألف جنيه بالعملة المصرية، بحسب تصريحاته، مؤكدًا أن كل من كان معه ما زالوا محبوسين، متابعًا: «مصيرهم تدفع فلوس تخرج ما تدفعش تستمر فى الحبس».

وحول المعاملة فى السجون الليبية يشير إلى أن المعاملة تختلف من سجن لسجن فهي ليست سيئة ولا جيدة، متابعًا: «يعني اللي في حاله محدش يقرب له، لكن اللي يعمل يغلط يتحاسب على غلطه.. وفي النهايه ده سجن»، مشيرًا إلى أن الناس اللي كانت معايا ليسوا مهاجرين جميعهم بسطاء ما بين عمال وحرفيين وصنايعة، وعمال مبان، وخرسانات، ونقاشين، ونجارين، وجزارين، وفاتحين محلات، وجميعهم يعملون فى العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها.