رئيس التحرير
خالد مهران

3 أزمات تهدد بضياع أحلام أصحاب المعاشات في استرداد حقوقهم

أصحاب المعاشات
أصحاب المعاشات


ظلت الاتحادات والحركات المدافعة عن أصحاب المعاشات لفترة طويلة، تحتل بأصوات قياداتها ملء السمع والبصر، يتصدرون شاشات التلفزيون والصحف معبرين عن مواقفهم وأوضاعهم المالية التي افترسها وحش الغلاء.

ولكن في الفترة الحالية تغير حال هذه الحركات بشكل غير مسبوق، بعدما خفت صوت هذه الحركات، وتقلص دورها، فلم يعد لأصحاب المعاشات النشاط، والوجود الإعلامي، حتى أن هيئة التأمينات التى كانت تستعين بأحد ممثلي أصحاب المعاشات في مجلس الهيئة من تلك الاتحادات، استعانت بشخص بعيد عن هذه الكيانات وتجاهلها، الأمر الذي يكشف عن ضعفها.

ويشير ممثلو الحركات إلى أن هناك عددا من الأزمات أهمها رحيل البدري فرغلي، أحد رموز المعارضة المعروفين، وأيضا غياب التمويل وكذلك قانون تشكيل النقابات الذي قصر تشكيلها على العاملين بنشاط واحد، وتجاهل حق أصحاب المعاشات في تشكيل نقابة.

نقابة أصحاب المعاشات
قال إبراهيم أبو العطا، الأمين العام لنقابة أصحاب المعاشات، إنهم يواجهون الكثير من المشكلات التي تحول دون عمل النقابة.
وأوضح أبو العطا، في تصريح لـ"النبأ"، أن الأزمة الأساسية تتمثل في عدم وجود تمويل مالي كاف، متابعا "احنا بنحاول نستمر، وشغالين لحد ما ربنا يفرجها".

وأضاف: مصاريفنا الإدارية نقوم بجمعها من بعض من المجموعة القائمة على إدارة النقابة، خاصة أن اشتراكات الأعضاء تقلصت، والتي تجعلهم يجددون الكارنيهات "مافيش اشتراكات يتم جمعها من الأعضاء، فنحن علينا التزامات ثابتة شهريا تقدر ب 2000 وعلينا إيجار 4 شهور متأخرة".

وتابع: الأزمة الأخرى، تتعلق بعدم وجود قانون ينظم عمل النقابة، خاصة بعد إقرار الدولة لقانون الكيانات المستقلة، والتي قصر فيها تشكيل الكيانات على العاملين بمهن معينة، وتجاهل المتقاعدين من أصحاب المعاشات، مشيرا إلى أنهم بعثوا بخطابات لوزير القوى العاملة يناشدونه بتنفيذ وعوده الخاصة بحل الأزمة، كما تقدموا بمشروعين قانونين للبرلمان بشأنه ولكنه لم يحدث أي جديد، متابعا "سنتقدم خلال الفترة المقبلة بخطاب لرئيس الجمهورية نناشده حل هذه الأزمة".

وواصل: أزمة أخرى تتعلق برحيل معظم القيادات دون صعود بديل، "اللي بيمشي محدش بيجي بداله"، كما أن طبيعة الشعب المصري لا تحتشد إلا في وجود مطلب لها وبعد انتهاء الأزمة تخفت أصواتهم".

وبيّن أن النقابة العامة لأصحاب المعاشات، اختارت رئيسا جديدا للنقابة، سيتم الإعلان عنه قريبا، مضيفا كما نعكف خلال هذه الفترة على استرداد العلاوات الخمس لبعض الشركات التى تم استبعادها منها، مضيفا هناك شركات بالكامل ومجموعة منهم 4 شركات وحتى الآن لم يحصلوا عليها ورفعنا لهم قضايا، وسيتم النطق فيها خلال يناير.

اتحاد أصحاب المعاشات
في المقابل، قال منير سليمان، الأمين العام لاتحاد أصحاب المعاشات، والذي كان يرأسه الراحل البدري فرغلي، إن نشاط الاتحاد زاد وأصبح أكثر اشتباكًا مع القضايا الخاصة بأصحاب المعاشات عن ذي قبل، ولكن لا يعلن تفاصيل تحركاته المرتبطة بالقضايا المرفوعة حتى لا يعرف الخصوم خطة عملهم على حد وصفه.

وأضاف في تصريح خاص لـ"النبأ": حصلنا على حكم من 6 أشهر بخصوص تفسير حكم العلاوات الخمسة، ونحن الآن نسير في إجراءات عمل انذرات لوزارة التضامن وهيئة التأمينات، كما نقوم بدراسة المواد الخاصة بالمعاش المبكر في القانون، لتقديمها للنواب، بالإضافة إلى الفعاليات التي تنظمها لجنة النوادي والرحلات عبر إدخال أصحاب المعاشات فيها، بالإضافة إلى دور لجنة الخدمات الصحية والتي نقوم من خلالها بالاتفاق مع مراكز صحية ومستشفيات للعلاج بالتقسيط.

ولفت إلى أن الأزمة الحالية تتلخص في أن البدري فرغلي كان له تاريخ، إذ كان عضوًا بمجلس الشعب لأربع دورات وكان معارض، ولكن النشاط الذي كان يقوم به مازال قائما فهو تاريخه معروف للناس.

وتابع: عند موت البدري فرغلي كان هناك 96 نقابةفرعية تابعة للاتحاد، والآن أصبحنا 127 فرعية منتشرين على محافظات الجمهورية، مضيفا "هناك جانب آخر يتعلق بالإعلام، فقد كان فرصة للظهور، وكنت اكتب مقالا أسبوعيا وندعى لبرامج التوك شو، والآن لم يعد يحدث فقد أصبحنا ممنوعين من الظهور".

وواصل: هناك أزمة في التمويل اشتراك 10 جنيهات في السنة، بالتالي لا يوجد تمويل وهذه مشكلة أساسية فنحن نتبرع، ويجمع أموال من جيوبنا.

وبيّن: كورونا أثرت بشكل كبير في النشاط، فقد كنا نقوم بتنظيم حفلات شهريا وبالتالي اصبح صعبا، والمقر أصبح يفتح يومين بدلا من الأسبوع.

حركة الدفاع عن أصحاب المعاشات
كان لحركة الدفاع أصحاب المعاشات، دور كبير، وخاصة في القضايا الفاعلة لهذه الفئة، حتى اندثرت وخفت صوتها بعد رحيل مسلم أبو الغيط نائب الحركة.

فقد كان الراحل بمثابة "دينامو" يتابع عن كثب القضايا الخاصة بأصحاب المعاشات، معبرا عن موقف الحركة ببيانات تارة وبتصريحات ومواقف في مرات أخرى، ولكن منذ رحيله العام الماضى اختفت الحركة.

وحاولت "النبأ" التواصل مع رئيس الحركة الحالي قطب فايق ولكنه تعذر التواصل، كما أن الصفحة الرسمية للحركة لم يتم تحديثها منذ وقت طويل، وهو ما يشير إلى أن الحركة جمدت نشاطها.