دراسة أثرية تكشف: الحصان كان أصله حمار وتم تهجينه
كشفت دراسة جديدة عن تسلسل الجينوم أن سكان بلاد ما بين
النهرين القدماء (العراق)
خلقوا حيوانًا هجينًا فائق القوة عن طريق تهجين الحمير
الداجنة مع الحمير البرية.
ودرس الباحثون في باريس جينومات الهياكل العظمية للأحصنة
التي عثر عليها في مقبرة عمرها 4500 عام في منطقة أم مرة شمال سوريا.
وتشير النتائج إلى أن الهياكل العظمية كانت ذات يوم تنتمي
إلى حيوان هجين مستأنس يُدعى "كونجا" - وهو عبارة عن تهجين بين إناث
الحمير وذكور الحمير البرية السورية.
وفقًا للخبراء ، لم يركب البشر فوق هذا الحيوان الهجين؛ ولكن
بدلاً من ذلك، كان من المحتمل أن تستخدم الحيوانات لنقل البضائع والمعدات وسحب
المركبات في المعركة.
وجعل حجم وسرعة الحيوان الجديدة، هذه الحيوانات الهجينة
خيارًا أفضل من الحمير لجر العربات الحربية ذات الأربع عجلات.
تم إنتاج تلك الحيوانات من قبل المجتمعات في بلاد ما بين
النهرين، وهي المنطقة التاريخية والحضارية في غرب آسيا، وذلك قبل 500 عام من وصول
الخيول المستأنسة في المنطقة.
من المعروف بالفعل أن السومريين - سكان جنوب بلاد ما بين
النهرين - كانوا يستخدمون عربات حربية ذات أربع عجلات تجرها الخيول في ساحة
المعركة لعدة قرون.
وأجرى علماء الوراثة القديمة الدراسة الجديدة في معهد جاك
مونود في باريس ، فرنسا.
ويقولون إن "هذا الحيوان الذي أطلقوا عليه الكونغاس
كانت هجينة بين إناث الحمير المنزلية وذكور الحمير البرية السورية، مما يوثق أقدم دليل
على تربية الحيوانات الهجينة".
وتم استخدام ذكور تلك الحيوانات كبيرة الحجم لسحب
مركبات" النبلاء والآلهة "، وقد جعلها حجمها وسرعتها مرغوبًا فيه أكثر
من الحمير لجر عربات الحرب ذات الأربع عجلات.
وكانت بلاد ما بين النهرين منطقة تاريخية في الشرق الأوسط
تمتد على معظم ما يعرف الآن باسم العراق ولكنها امتدت أيضًا لتشمل أجزاء من سوريا
وتركيا.
يعود تاريخ الخيول في المنطقة إلى 4000 عام ، وفقًا للنتائج السابقة لنفس المجموعة البحثية المنشورة في عام 2020 ، في حين أن الاكتشاف الجديد يؤرخ لهذا الحيوان في المنطقة منذ 4500 عام.