رئيس التحرير
خالد مهران

سيناريوهات تفكيك «الإخوان» بعد تعيين «رجل المخابرات التركية» قائما بأعمال المرشد

جماعة الإخوان
جماعة الإخوان


تشهد جماعة الإخوان المسلمين فصلا جديدا من الصراع بين بين جبهتي إسطنبول بقيادة محمود حسين، وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير الذي خلف محمود عزت في منصب المرشد الأعلى بعد القبض على الأخير العام الماضي، حيث تطور الصراع ليدخل منعطفا جديدا، في خطوة تنذر – حسب خبراء- بتفكك التنظيم.

انقلاب داخل التنظيم

اشتعلت الخلافات داخل جماعة الإخوان "الإرهابية" بين جبهتي إبراهيم منير، ومحمود حسين خلال الساعات الأخيرة، خصوصا بشأن اجتماع اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام، وتسمية دكتور مصطفى طلبة ممثلا رسميًا للجنة.

وأصدرت جبهة محمود حسين باسم مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمون "الإرهابية"، بيانا حول اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام، بتكليف دكتور مصطفى طلبة رسميًا بإدارة لجنة القائم بعمل مرشد الإخوان، في إشارة واضحة الى عزل إبراهيم منير رسميا، وتأكيدا لحجم الخلاف القائم داخل الجماعة، وقياداتها.

وقال البيان إن القرار صدر استنادا لقرار مجلس الشورى الصادر في أكتوبر الماضي، بتشكيل لجنة تقوم بأعمال المرشد العام، لمدة ستة أشهر، على أن يتم تشكيل اللجنة في الوقت الذي يحدده مجلس شورى الجماعة، مؤكدا أن اللجنة تمارس مهامها منذ صدور هذا القرار، وبناء عليه تسمي مصطفى طلبة، ممثلا رسميا.

في المقابل أصدرت جبهة إبراهيم منير بيانا تنفي فيه خبر انعقاد مجلس الشورى العام، قائلة: "تنفي جماعة "الإخوان" الخبر المتداول عن انعقاد مجلس الشورى العام، أو صدور أى قرارات عنه، وتؤكد الجماعة أنه في آخر اجتماع لمجلس الشورى العام، برئاسة إبراهيم منير نائب المرشد والقائم بالأعمال، والذي انعقد بداية الشهر الجاري في انعقاده الدوري، ناقش الأعضاء تقارير أداء مؤسساتها الداخلية.

من هو مصطفى طلبة؟

مصطفي طلبة رجل أعمال إخواني حاصل علي الجنسية البريطانية، شغل منصب نائب رئيس مجلس شورى الإخوان بتركيا، مكتب محمود حسين، عمل مسؤول الاتصال بين الجماعة والمخابرات التركية ويُتهم من بعض الأطراف داخل الجماعة بأنه على ارتباط بأجهزة مخابراتية غربية مثل بريطانيا ، كان مع محمود الابياري في زيارة ايران منذ عدة سنوات، غامض لا يظهر في الاعلام كثيرا او نادرا .

ويعد «مصطفى طلبة» الرجل الأول فى جماعة الإخوان فى الوقت الحالى، وأكثرهم نفوذا بسبب علاقاته المتشعبة والتى كونها على مدار الأعوام الماضية، مع أطراف قوية دولية، بل وبأطراف فى بعض أجهزة المخابرات.

يشار إلى أن "طلبة" مدرج علي قوائم الارهاب في مصر وفقا لما نشرته الجريدة الرسمية فى عددها رقم 177، الصادر يوم الأربعاء 11 أغسطس 2021.

ظهور جبهة ثالثة

مشكلة الجماعة حاليا -كما تقول المصادر- ليس فقط في الصراع حول من يقود الجماعة ولا في توجهات كل جبهة أو طريقة إدارتها لملفات الإخوان، وإنما تتركز في ظهور جبهة ثالثة رافضة لممارسات الجبهتين، يقودها شباب الجماعة الموالون للقيادي السابق محمد كمال، والذي قُتل في معركة مع قوات الأمن المصرية في العام 2016، وكان يتولى اللجان النوعية المسلحة، وهؤلاء توعدوا الجبهتين وأعلنوا عن أنفسهم وعن رغبتهم في إزاحة القيادات الكبيرة والقديمة والدفع بوجوه جديدة من بينهم لإدارة الجماعة، مضيفة أن ما يدعم موقف هؤلاء هو أن 80% من أعضاء المكاتب الإدارية في مصر موالون لمحمد كمال ويمكنهم السيطرة على الجماعة، والحشد لإسقاط جبهتي لندن واسطنبول، والحصول على دعم قيادات الجماعة في السجون للسيطرة على التنظيم.

احتمالية انشطار الجماعة إلى جماعتين

وأكد هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، أن بيان التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية الذي أعلن فيه اسم الإخواني الهارب مصطفى طلبة قائمًا بأعمال المرشد العام للجماعة، يعزز تصاعد الصراع الداخلي ما يجعل احتمالية انشطار الجماعة إلى جماعتين منفصلتين كبير.

وأضاف "النجار"، أن جبهة إسطنبول أرادت تصدير شخصية كبيرة في السن محسوبة نسبيًا على جبهة الإخواني إبراهيم منير، بهدف الإيحاء باختراق جبهة لندن واستقطاب عناصر قيادية منها، ما يشي بأن "جبهة منير" تتفكك، وتنضم قادتها لجبهة إسطنبول، حيث وجدوا في مصطفى طلبة ذلك.

ويعتقد "النجار" أن مسلسل الانقسام الداخلي لن ينتهي قريبًا؛ لأن الأزمة التي تعرضت لها الجماعة كانت من الشدة بحيث سيطال تأثيرها جسد التنظيم وهيكله، وليس مستبعدًا حيال ما نشاهده من صراع بين جبهتي لندن وإسطنبول أن تنشطر الجماعة إلى اثنتين منفصلتين عن بعضهما، ومستقلتين بقيادتهما عن الأخرى.

وتابع الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، أن خطوة تعيين "طلبة" كانت محاولة من محمود حسين لاختراق جبهة لندن وإحراجها بحل يبدو خارج الصندوق؛ لتهميش "منير" وطرح بديل من الممكن أن يسميه البعض توافقيا، إلا أن هذا السيناريو تعوقه مصالح الملتفين حول "منير" والداعمين له، ولا يبدو أنها خطوة نهائية وحاسمة في الصراع لصالح محمود حسين، فكلاهما لا يزال في يده أوراق يلعب بها وهو ما يعزز فرضية الانشطار لجماعتين منفصلتين.

إعلان حرب وتأجيج للصراع

يقول الشيخ صبرة القاسمي، القيادي السابق في تنظيم الجهاد، أن جماعة الإخوان المسلمين في الفترة الأخيرة نحت نحو الانشقاقات والانقسامات وسوف تتشرذم حتى تنتهي إلى غير رجعة، مشيرا إلى أن اختيار مصطفى طلبة كقائم بأعمال المرشد يعنى اختيار شخصية قطبية لإدارة المشهد من جديد، وهذا ينبأ أن الجماعة تريد التصعيد تجاه مصر والدول العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن مصطفى طلبة معروف أنه قطبي وأنه ينتمى إلى جناح الصقور وليس من جناح الحمائم، وبالتالي اختياره كقائم بأعمال المرشد في هذا التوقيت هو بمثابة إعلان حرب وتأجيج للصراع بين شراذم الجماعة الموجودين على الساحة وبين الأنظمة العربية والإسلامية، ولكن الله سبحانه وتعالى سوف يخيم مسعاهم ولن يستطيعوا القيام بمخططاتهم التي يستهدفون بها مصر، وبالتالي ما يحدث داخل الجماعة هو مرحلة جديدة من الصراع أعلنت فيها هذه الجماعة المارقة الإرهابية الحرب على الدول العربية كافة.

وأضاف «القاسمي»، أنه لا أحد يستطيع أن يقول أن الجماعة انتهت، ولكن يمكن القول أنها يوما بعد يوم تكتب شهادة وفاتها، وكلما صعدت الجماعة ضد شعوب المنطقة كلما صعدت الشعوب ضد الجماعة، وهذا ينبأ بالمزيد من الانهيارات والانكسارات داخل الجماعة مما سيؤدي في النهاية إلى تشرذمها بالكامل ونهايتها، الجماعة الأن تعيش مرحلة التيه كما كان يعيشها بني إسرائيل، الإخوان الأن يتيهون في الأرض، وهذه عقوبة من الله سبحانه وتعالى عليهم جزاء لما اقترفته أياديهم الأثمة، لذلك مستقبل الجماعة مظلم إلى أن ترضخ لأمر الله سبحانه وتعالي وتعود للوراء خطوات كبيرة وليس خطوة واحدة حتى تلقى قبولا من الله سبحانه وتعالى أولا ثم الشعوب، دون ذلك مستقبلها الفناء.

الصراع على الأموال والمناصب

ويقول أحمد بان، الخبير في شئون الجماعة الإسلامية والإرهابية، أن ما يحدث داخل جماعة الإخوان المسلمين تطور طبيعي تعكس الصراع على الأموال والمناصب داخل التنظيم، بعد أن تحول هذا التنظيم إلى دولاب مصالح ضخم وترك فكرة المعيار الأخلاقي والقيمي وطرحه بعيدا، مشيرا إلى أن الصراع داخل التنظيم على المصالح هو صراع مفتوح لا يعرف قواعد أو قيود، وبالتالي تصدير شخصية مصطفى طلبة محاولة من محمود حسين أن يبقى يدير التنظيم ويبقى مسيطرا على الأموال والعلاقات الدولية، وهي هبة جديدة تؤشر لسيطرة رجال الأعمال على كل مقدرات التنظيم على الجبهتين، مؤكدا على أن جماعة الإخوان انتهت ولم يعد لها مستقبل ولكن لها ماضي، وهي حركة اجتماعية سياسية استكملت أطوار حياتها وهي تعيش الأن مرحلة سكرات الموت التي قد تطول بالنظر إلى عمرها الطويل، ولا يتصور أن تعيش قرن من الزمان، مشيرا إلى أن الحديث عن سعي الجماعة للدخول في مصالحة مع النظام في مصر هو كلام مرسل ليس عليه دليل، موضحا أن النظام السياسي في مصر ليس مضطرا لعمل مصالحه مع الجماعة ولا الجماعة لديها ما تقدمه لجعل النظام السياسي يتعاطى معها، هي بددت كل الأوراق، كان بامكانها أن تكون جزء من المشهد السياسي في مرحلة من المراحل عندما دعيت إلى اجتماع 3 يوليو 2013، لكنها أثرت أن تتحكم في كل شئ فخسرت كل شئ.