رئيس التحرير
خالد مهران

الأزمة الأوكرانية تشتعل..العالم على أعتاب «حرب عالمية ثالثة» و«عواقب كارثية» وسيناريو عسكري «مرعب»..وقانون لمحاسبة بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي بايدن

 

يوم بعد يوم تتصاعد نبرة التهديدات والتحذيرات المتبادلة بين روسيا وكل من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على خلفية ما بات يعرف بـ«الأزمة الأوكرانية»، مما ينذر باندلاع حرب عالمية ثالثة، أو كما يطلق عليه البعض سيناريو«يوم القيامة».

أمريكا تحذر موسكو من «عواقب وخيمة وعقوبات قاسية» 

وقد حذرت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مرة من الغزو الروسي لأوكرانيا، وحذرت موسكو من عواقب وخيمة" حال تعرض أوكرانيا للهجوم.

وخلال مكالمة هاتفية مع بوتين، أوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركائها سيردون بحزم حال غزت روسيا أوكرانيا، بحسب بيان للبيت الأبيض.

كما حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، روسيا من أنها ستواجه "كارثة" في حال غزت أوكرانيا، مقدّرا في الآن نفسه أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لا يريد نشوب حرب واسعة النطاق".

وقال بايدن في مؤتمر صحافي "ستكون كارثة لروسيا"، محذرا موسكو من خسائر "فادحة" في الأرواح بساحة القتال وعقوبات "قاسية" غير مسبوقة على الصعيد الاقتصادي.

وقال البيت الأبيض في بيان، إن الرئيس جو بايدن كان واضحا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ملوحا بفرض عقوبات شديدة وصارمة على روسيا في حال عبور قواتها الحدود مع أوكرانيا.

وحذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، من أن روسيا قد ترسل مزيدا من القوات إلى حدودها مع أوكرانيا وتشن هجوما "في غضون مهلة قصيرة جدا".

وحث بلينكن، الذي يزور العاصمة الأوكرانية كييف، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على اختيار طريق سلمي، وذلك وسط مخاوف متزايدة من أن روسيا تستعد لغزو أوكرانيا.

كما حذرت واشنطن، من مخطط روسي لشن عمليات "تخريب" واستخدامها ذريعة لغزو أوكرانيا، حسبما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض مشيرة إلى أن روسيا جهزت عناصر لتنفيذ "عملية مموهة" في شرق أوكرانيا ضد قوات تعمل بالوكالة لصالحها، مضيفة بأن تلك العمليات يمكن أن تبدأ قبل أسابيع من الغزو الذي قد ينفذ بين منتصف يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط. وفاقمت هذه التصريحات من حدة التوتر فيما اتهمت كييف موسكو بالوقوف وراء الهجوم الإلكتروني على وزاراتها.

وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي خلال شرحها معلومات استخبارية تؤكد واشنطن أنها حصلت عليها "لدينا معلومات تشير إلى أن روسيا جهزت بالفعل مجموعة عناصر لتنفيذ عملية مموهة في شرق أوكرانيا".

وتابعت ساكي "العناصر مدربون على حرب المدن واستخدام المتفجرات لشن عمليات تخريب" ضد قوات تعمل بالوكالة لصالح روسيا. مضيفة بأن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن روسيا يمكن أن تبدأ تلك العمليات قبل أسابيع من الغزو العسكري الذي قد يبدأ بين منتصف يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.

و أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، عشية قمة افتراضية بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، أنّ الولايات المتحدة مستعدّة لفرض عقوبات اقتصادية وزيادة انتشارها العسكري في أوروبا الشرقية إذا ما شنّت روسيا هجوماً عسكرياً على أوكرانيا، مستبعداً في الوقت نفسه ردّاً عسكرياً أميركياً مباشراً.

وفصّل مسؤول كبير في البيت الأبيض في مؤتمر صحفي تحركات الولايات المتحدة المحتملة في حال حصول غزو روسي لأوكرانيا.

وقال المسؤول "في حال تحرك (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين سيحصل طلب من حلفائنا" في أوروبا الشرقية "لإرسال مزيد من القوات والقدرات، والولايات المتحدة ستستجيب لذلك".

لكن المسؤول الكبير أوضح أن ردا عسكريا أميركيا مباشرا في حال تعرضت أوكرانيا لهجوم، غير مطروح راهنا.

وأكد أنّ "الولايات المتحدة لا تسعى لأن تجد نفسها في وضع يكون فيه الاستخدام المباشر للقوات الأميركية مطروحا للبحث".

وأشار إلى أن واشنطن تفضل في حال تعرض اوكرانيا للغزو، العمل على "مجموعة تضم عناصر عدة" تشمل "دعم الجيش الأوكراني" و"فرض عقوبات اقتصادية قوية" و"زيادة كبيرة في دعم حلفائنا في حلف شمال الأطلسي وتحسين قدراتهم".

الناتو يحذر روسيا من «كلفة عالية» في حال غزو أوكرانيا

وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ روسيا الإثنين من "كلفة عالية" ستتكبدها في حال شنت هجوماً جديداً على أوكرانيا، مؤكداً دعم الحلف لحق أوكرانيا "في الدفاع عن نفسها".

وقال ستولتنبرغ خلال اجتماع مع نائب رئيس الوزراء الأوكراني: "نريد أن نوجه رسالة واضحة إلى روسيا بأننا موحدون وبأن روسيا ستتكبد كلفة عالية اقتصادية وسياسية في حال استخدمت مجدداً القوة العسكرية ضد أوكرانيا".

كما وجه وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تحذيرات الى روسيا من أن محاولاتها المتواصلة لزعزعة استقرار أوكرانيا ستكون خطأ باهظ التكاليف، ونبه وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن موسكو الى أنها ستواجه «عواقب وخيمة» إذا اعتدت على جارتها.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن وزراء الناتو «سيوجهون معاً رسالة لا لبس فيها الى الحكومة الروسية: دعم الناتو لأوكرانيا لم ينقطع واستقلالها وسلامة أراضيها وسيادتها ليست مطروحة للنقاش».

 وأضاف أن «على روسيا أن تدفع ثمناً باهظاً لأي شكل من أشكال العدوان»، مشدداً على أن «الخطوات الصادقة والمستدامة لخفض التصعيد، والتي لا يمكن أن تمر إلا عبر مسار المحادثات، أصبحت أكثر أهمية الآن. لن أتعب من التأكيد أن باب مثل هذه المحادثات لا يزال مفتوحاً لروسيا».

وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس أن وزراء الناتو سيوجهون رسالة دعم إلى أوكرانيا. وقالت: «رأينا هذا الدليل من الكرملين من قبل عندما ادعت روسيا زوراً أن ضمها غير القانوني لشبه جزيرة القرم كان رداً على عدوان الناتو». وذكرت بأن «الناتو تحالف تم تشكيله على أساس مبدأ الدفاع وليس الاستفزاز. من الواضح أن أي تلميح الى أن الناتو يستفز الروس خاطئ». وحذرت من أن «أي إجراء من جانب روسيا لتقويض الحرية والديمقراطية التي يتمتع بها شركاؤنا سيكون خطأ استراتيجياً».

وقال أندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إنه يرى "احتمالا كبيرا" لأن تتدخل روسيا عسكريا في شرق أوكرانيا وإن الحلف لم يرصد أي اشارة على أن موسكو تسحب قواتها من المناطق القريبة للحدود الأوكرانية، وردا على سؤال حول احتمالات التدخل العسكري الروسي قال راسموسن "هناك احتمال كبير"، وأضاف "نرى أن الروس يطورون الخطاب والذرائع لمثل هذه العملية تحت غطاء عملية انسانية ونرى حشدا عسكريا يمكن أن يستخدم لتنفيذ مثل هذه العمليات العسكرية غير القانونية في أوكرانيا".

قانون محاسبة بوتين.. الاعتراف بروسيا كدولة راعية للإرهاب

وكشف صحيفة « واشنطن بوست» الأمريكية، عن مسودة بالعقوبات الأمريكية المتوقع فرضها على روسيا في حال قيامها بغزو أوكرانيا.

وتنص المسودة الجديدة للعقوبات الأمريكية ضد روسيا على الاعتراف بروسيا كدولة راعية للإرهاب، وقانون العقوبات يأتي تحت عنوان "قانون محاسبة بوتين".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن نص وثيقة جاء فيها: "في موعد لا يتجاوز 30 يوماً من تاريخ تقديم مشروع القانون هذا، يعلن وزير الخارجية أن روسيا الاتحادية دولة قدمت حكومتها مرارًا الدعم للإرهاب الدولي (دولة راعية للإرهاب)"، مضيفة أنه "يمكن تسمية هذا القانون – "قانون محاسبة بوتين ".

وأوضحت أن الوثيقة تنص أيضًا "على أنه بعد المصادقة على هذا القانون، يتوجب على رئيس الولايات المتحدة أن يقدم إلى لجان الكونغرس تقريرًا عن "حالة ومصادر دخل فلاديمير بوتين وأفراد عائلته".

وتابعت الوثيقة "يقترح أعضاء الكونغرس الأمريكي عقوبات ضد المسؤولين الروس، بما في ذلك المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، ومحافظ موسكو سيرغي سوبيانين".

وأضافت "في موعد لا يتجاوز 30 يومًا من تاريخ دخول القانون حيز التنفيذ، يصدر الرئيس مرسوما يحظر على المواطنين الأمريكيين شراء أو بيع أو التعامل بأي طريقة أخرى مع الديون السيادية الروسية الصادرة أو المسددة في/ أو بعد مرور 60 يوماً من نفاذ القانون".

كما تنص المسودة على أن الولايات المتحدة لن تمول عملية الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي مع موسكو حتى يؤكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن روسيا "سحبت بالكامل وبشكل يمكن التحقق منه جميع القوات، بما في ذلك القوات الخاضعة لسيطرتها، من أوكرانيا وتراجعت عن الضم غير القانوني لشبه جزيرة القرم".

وأضافت المسودة "الاعتراف بالقوات العسكرية المدعومة من روسيا في منطقة دونباس الأوكرانية منظمة إرهابية أجنبية".

روسيا تحذر من .. إشعال الصراع وتأجيج التوتر

التصعيد والتحذيرات الأمريكية والغربية يقابلها أيضا تحذيرات وتصعيد روسي، حيث السفارة الروسية لدى لندن من أن إمداد بريطانيا بالأسلحة لأوكرانيا سيؤدي حتما إلى تأجيج التوتر والتصعيد.

وكتبت السفارة في بيان لها: "من الواضح أن إمداد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة لن يؤدي إلا إلى إشعال الصراع وتأجيج التوتر".

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العلاقات الروسية مع الغرب "تتراجع بسبب المواقف السلبية" التي يبديها الأخير.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي،: "نحن قدمنا موقفاً مكتوباً بشأن أوكرانيا، وننتظر رداً مكتوبا من الغرب" بشأن الضمانات الأمنية التي تطلبها موسكو، مضيفاً: "لن ننتظر رد الغرب على الضمانات الأمنية إلى الأبد".

وتابع لافروف: "نرفض قيام الغرب بتعزيز أمنه على حسابنا"، مشيراً إلى أن "الدول الغربية ستزيد من حشد قواتها على حدودنا". كما أكد أن روسيا "مستعدة لأي سيناريو" في الأزمة مع الغرب.

كما أكد لافروف أن "الولايات والمتحدة والناتو يرغبون في إنشاء نقاط انطلاق عسكرية حول روسيا". وعن إمكانية انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو قال: "روسيا لن تقبل بظهور الحلف عند الحدود الروسية".

وذكر أن "موسكو تدعو إلى حل المسائل الأمنية على أساس المصالح المتوازنة". كما حذّر من أن "صبر موسكو على إجراءات الغرب قد نفد، ننتظر رد الجانب الآخر".

ورأى لافروف أن "إمداد الغرب لأوكرانيا بالأسلحة يدفع كييف إلى استخدام القوة في منطقة دونباس"، مضيفاً أن "روسيا لم تهدد قط الشعب الأوكراني".

كما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من "عودة سيناريو المواجهة العسكرية المرعب" في أوكرانيا.

ووصف لافروف في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا عقد بستوكهولم، الأزمة الحالية مع أوكرانيا بأنها "معقدة للغاية".

وأوضح لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أوضح أن موسكو لا تريد خوض صراع جديد بشأن أوكرانيا على الرغم من أن التوتر يتصاعد في المنطقة.

كما حذرت روسيا، من خطر وقوع مواجهة كبيرة مع الغرب ما لم تفكر الولايات المتحدة وحلفاؤها بجدية في تقديم ضمانات أمنية لموسكو، مشيرة أيضا إلى احتمال حدوث أزمة صواريخ أوروبية.

جاءت التصريحات، التي أدلى بها سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في إيجاز صحفي في موسكو، وسط توترات متصاعدة بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا وحشد عسكري روسي بالقرب من حدودها.

وفي اتصال عبر رابط فيديو استهدف نزع فتيل التوتر، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من نظيره الأميركي جو بايدن تقديم ضمانات أمنية لروسيا بوقف تمدد حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقا.

وقالت روسيا إنها تنتظر لترى ما سيؤول إليه طلبها رغم أن ريابكوف قال إن من "السذاجة" توقع الحصول على الضمانات.

وقال ريابكوف "إذا كان خصومنا على الجانب الآخر، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ومعها أيضا دول أخرى، حلفاؤها، ما يسمى الدول متماثلة التفكير، إذا رفضت وحاولت نسف ذلك، من الحتمي أنها ستجني مزيدا من التردي للوضع الأمني لها".

وأضاف "عدم الموافقة سيكون معناه الاقتراب من مواجهة كبيرة".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، إن البحرية الروسية ستجري سلسلة من التدريبات الضخمة خلال شهري يناير وفبراير في جميع المناطق الخاضعة لمسؤولية الأساطيل الروسية.

وقالت وزارة الدفاع إن "البحرية الروسية ستجري سلسلة من التدريبات في جميع مجالات مسؤولية الأساطيل. ووفقا لخطة تدريب القوات المسلحة لروسيا الاتحادية لعام 2022، في يناير وفبراير، تحت الإشراف العام للقائد العام للقوات البحرية الأميرال نيكولاي إيفمينوف.

ووفقا لوزارة الدفاع سيشارك في الترديبات حوالي 10 آلاف جندي، و140 سفينة حربية وسفن دعم، وأكثر من 60 طائرة، و1000 وحدة من المعدات العسكرية.

وقالت الوزارة في بيان إن التدريبات ستركز بالأساس على عمل القوات البحرية والقوات الفضائية لحماية المصالح الروسية في المحيطات، وكذلك لمواجهة التهديدات العسكرية التي تتعرض لها روسيا الاتحادية في البحر والمحيطات.

كذلك أكدت الوزارة أن التدريبات ستشمل مناطق مياه البحار المتاخمة للأراضي الروسية، والمناطق ذات الأهمية في المحيط العالمي، وستجري تدريبات منفصلة في مياه البحر الأبيض المتوسط​​، والشمال، وبحر أوخوتسك، والجزء الشمالي الشرقي من المحيط الأطلسي وفي المحيط الهادئ.

سيناريو الحرب العالمية الثالثة

في ظل هذا التوتر المتصاعد بين روسيا والغرب، حذر الكثيرون من سيناريو «الحرب العالمية الثالثة»، فقد حذرت يوليا لابوتينا، وزيرة شؤون المحاربين القدامى - التي شغلت سابقًا منصب ضابط كبير في "MI5" بـ أوكرانيا، من أن من الغزو الكامل من قبل روسيا قد ينشر الصراع في جميع أنحاء أوروبا مما يهدد بإندلاع الحرب العالمية الثالثة.

وأشارت لابوتينا في تصريحات صحفية إلى أن بلادها مستعدة للدفاع عن نفسها إذا شنت موسكو هجومًا جديدًا. وقالت إن عواقب المزيد من العمل العسكري لروسيا لن يتم احتواؤها داخل الحدود الأوكرانية.

وأكدت الوزيرة أنه إذا قامت روسيا بعملية لغزو أوكرانيا، يجب أن تهتم أيضًا بمنطقة البلقان، مشيرة إلى أن ما يفعله الروس الآن في صربيا، هو أنهم يحاولون إثارة وضع في البلقان، موضحة: "لكننا نأخذ في الاعتبار بداية الحرب العالمية الثانية".

وعندما سُئلت عن ما إذا كان هناك احتمال أن يؤدي الغزو إلى حرب عالمية ثالثة، أكدت الوزيرة: "نعم لأنه من الناحية الجيوسياسية، يبدو أن هذا سيناريو محتمل.. لذا يجب أن ننتبه إلى القضية الأوكرانية بسبب أمن القارة، هذا انتشار للحرب في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا - وسيكون أوسع بكثير من أوكرانيا".

وقالت الوزيرة، التي تمت ترقيتها إلى رتبة لواء في جهاز الأمن في أوكرانيا، إن غالبية المحاربين القدامى في بلدها البالغ قوامهم 400 ألف - الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 60 عامًا - سيكونون على استعداد للقتال إذا لزم الأمر.

ولدى سؤالها عما إذا كانت تعتقد أن أوكرانيا ستكون قادرة على مقاومة غزو أكبر من قبل جارتها الأقوى بكثير، قالت  لابوتينا: "أعتقد أنه سيكون ناجحًا لأنه حتى في حالة الغزو العسكري الحقيقي، فإن الخطوة الأولى قد تكون ناجحة للمعتدين، لكن الخطوة التالية لن تكون ناجحة لأن لدينا خبرة كبيرة جدا في المقاومة الوطنية".

وتحت عنوان «هل تكون الأزمة الأوكرانية شرارة الحرب العالمية الثالثة؟»، كتب الدكتور على صالح حمدان حامد، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر والعلاقات الدولية في جامعة زاخو – إقليم كردستان العراق،  قال فيه «يؤيد الأوكرانيون الذين أطاحوا برئيسهم الحليف لروسيا، ربط بلادهم بالدوائر الغربية بشكل متزايد، إلا أنه مع وجود قوة قوامها 175 ألف جندي روسي يستعدون ليكونوا بالقرب من حدود أوكرانيا بحلول عام 2022، يدفع المسؤولين الغربيين إلى الاعتقاد بأن ذلك يمكن أن يكون مقدمة لغزو يلوح في الأفق بعد قرون من التاريخ المشترك بين البلدين الجارين.

وأضاف «تحظى تطورات الأزمة الأوكرانية بأهمية بالغة عند الإدارة الأميركية، والتي وقعت مع حكومة أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية اتفاقية في تموز 2021، تلتزم باتخاذ إجراءات ضد روسيا في حال “محاولة استخدام الطاقة كسلاح أو ارتكاب المزيد من الأعمال العدوانية ضد أوكرانيا.الأمر الذي دفع المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى الإشارة في تصريحات متلفزة في 5 ايلول 2021، إلى أن الرئيس بوتين ينطلق من أن تقييم عمل رؤساء أوكرانيا يعود إلى مواطنيها، وعليهم أن يصوتوا لصالح الشخص الذي يريدون أن يرأس بلادهم، وأضاف: “فليبق هذا الأمر من صلاحيات الشعب الأوكراني، أما نحن فلا يسعنا سوى أن نقر بأن روسيا الاتحادية متمثلة بالرئيس بوتين تؤكد مجددا رغبتها في السير نحو إعادة علاقاتها مع أوكرانيا إلى طبيعتها”.

وتابع، «يمكن فهم القلق المتزايد لإدارة الرئيس جو بايدن بشأن توغل روسي محتمل لأوكرانيا، إلى أنها تستند لمعلومات المخابرات الأمريكية بأن موسكو وضعت خططًا لهجوم عسكري يضم ما يقدر بنحو 175000 جندي في وقت مبكر من عام 2022، إذ توضح وثيقة استخباراتية أمريكية غير سرية بعض النتائج الاستخباراتية، بما في ذلك تحديد مواقع يقول المسؤولون إنه يمكن أن يصل في نهاية المطاف الى 100 كتيبة، بالإضافة إلى الدروع الثقيلة والمدفعية ومعدات أخرى.

وتساءل، هل الحرب قادمة لا محالة؟، أجاب:«يشغل هذا السؤال الجوهري مخيلة معظم الخبراء الدوليين، ويدور في أذهانهم التساؤل، هل سيُذكر عام 2021 باعتباره العام الذي تخلى فيه الرئيس فلاديمير بوتين عن التحدث إلى القيادة الأوكرانية واتخذ خطوته الحاسمة لإعادتها بالقوة إلى فلك روسيا؟ لاسيما أنه قام بتحريك قواته بالقرب من الحدود مع أوكرانيا مرة أخرى، في وقت صرح فيه وزير الخارجية الأمريكي كان أن روسيا تنصب فخًا لأوكرانيا يدفع روسيا عمدًا إلى غزوها، إلى جانب أن الرئيس فلاديمير بوتين يصعد من لهجته حول أوكرانيا، وألمح على نطاق واسع إلى أن صبره مع كييف ينفد، ويرى بعضهم أن المبررات اكتملت للتدخل العسكري، وتدل المؤشرات على المدى القريب والبعيد إلى أن لدى كييف وواشنطن أسبابًا وجيهة للقلق.

على الأغلب، يعود الكثير مما سيحدث في الأيام أو الأسابيع المقبلة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم تتضح دوافعه ونواياه تمامًا، إذ يقول المحللون إنه كما هو الحال دائمًا، فإن الرئيس الروسي يوازن المخاطر والفوائد وتحديد ما إذا كانت التنازلات التي قد ينتزعها من خلال تهديد أوكرانيا تستحق الاحتمالات المتمثلة في معاقبة العقوبات الغربية وفرصة رد الفعل المحلي، إذا عانت القوات الروسية من خسائر كبيرة.


وقالت، مروة أحمد سالم، باحث مساعد - مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في دراسة لها منشورة على موقع «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، «تصاعدت حدة التوتر بين روسيا وكل من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وحلف الناتو مؤخراً، على نحو بدا جلياً في القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي، في 13 ديسمبر الجاري (2021)، بفرض عقوبات على شركة "فاجنر" الروسية خلال المباحثات التي تركزت حول سبل ردع روسيا عن أى تدخل عسكري في أوكرانيا، وذلك عقب حشد الأولى قواتها العسكرية على الحدود الأوكرانية، حيث بدا موقفها التصعيدى حاداً غلّفته تصريحات بعدم غزو أوكرانيا على الرغم من اتهامات الولايات المتحدة الأمريكية والناتو لها بالترتيب لهذه الخطوة وفقاً للاستخبارات الأمريكية وما التقطته الأقمار الصناعية الأمريكية لمواقع الحشود الروسية حول أوكرانيا». 

وأضافت الباحثة، «ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تشر بأنها سوف تتدخل عسكرياً في حالة هجوم القوات الروسية على أوكرانيا، لكنها أكدت على أولوية فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، وعقد الرئيس جو بايدن محادثات مغلقة مع الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين فى محاولة لوضع حلول دبلوماسية بدلاً من التصعيد العسكري. ويثير ذلك تساؤلات عديدة حول مسارات الأزمة، خاصة فى ظل ما تتسم به من استقطاب غربي لأوكرانيا وتصعيد عسكري روسي».

وتابعت، «أشارت التوقعات العسكرية الأخيرة إلى أن روسيا تتجه إلى شن هجوم عسكري ضد أوكرانيا في وقت متوقع أن يكون في أوائل عام 2022 بعدد من القوات ضعف ما كان في العام الماضي، ويكون ذلك خلال تدريبات مفاجئة لروسيا بالقرب من حدود أوكرانيا، بل ومن المتوقع أن تتفوق القوات العسكرية الروسية وعناصرها من الجيش الميداني المشترك الحادي والأربعين وفرقة البنادق الآلية التابعة للحرس الرابع على القوات التقليدية الأوكرانية وتتجاوز كييف في غضون ساعات إذا غزت بتكتيك قتال يعتمد على إجبار القوات الأوكرانية على القتال على جبهات متعددة حتى تستسلم كييف».

وأضافت، «على الجانب الآخر، من غير المرجح أن تنخرط الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية أخرى في مواجهة مباشرة مع روسيا حول أوكرانيا، فالناتو ليس لديه العدد الكافي من القوات لإرساله الى هذه المنطقة لمواجهة القوات العسكرية الروسية الضخمة، لذلك لجأت أوكرانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي السياق نفسه، فإن الرهان الروسي على أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان والعراق يؤشر إلى عدم الرغبة في التدخل العسكري ليس دقيقاً، لأن الموقف الأمريكى قابل للتغيير، أما بالنسبة لأوكرانيا فهي سوف تستمر بالحملات الإعلامية ضد روسيا والاستعانة بالغرب في أزمتها».

وختمت، «وفي النهاية، من المتوقع استمرار التواجد الروسي على الحدود وزيادة الدعم العسكري الغربي والأمريكي لأوكرانيا مع استمرار المباحثات والاتصالات بين الأطراف، إلى أن يتنازل أحد الأطراف عن موقفه مقابل الحصول على بعض الامتيازات، وإلا فالصدام سيكون قادماً لا محالة».