رئيس التحرير
خالد مهران

«العفو الدولية» تتهم إسرائيل بممارسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين.. وتل أبيب تشهر سلاح «معاداة السامية»

النبأ

أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرها الرسمي خلال مؤتمر صحفي في فندق "السانت جورج" في مدينة القدس، بعنوان "نظام الفصل العنصري «الأبارتايد» الإسرائيلي ضد الفلسطينيين".

وشددت منظمة العفو الدولية على أنه "ينبغي مساءلة السلطات الإسرائيلية على ارتكاب جريمة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين".

وقالت المنظمة: "ندعو السلطات الإسرائيلية إلى "محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ولكن نعلم أن لدى إسرائيل تاريخا وسجلا ضعيفا في محاسبة المسؤولين ولذلك ندعو المؤسسات الدولية إلى العمل ومن بينها محكمة الجنايات الدولية".

 وأكدت منظمة العفو الدولية أن "تحقيقها يكشف بالتفصيل كيف أن إسرائيل تفرض نظام اضطهاد وهيمنة على الشعب الفلسطيني أينما تملك السيطرة على حقوقه، وهذا يشمل الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلا عن اللاجئين النازحين في بلدان أخرى".

وأوضحت المنظمة أن "التقرير الشامل بعنوان "نظام الفصل العنصري «الأبارتايد» الإسرائيلي ضد الفلسطينيين: نظام قاس يقوم على الهيمنة وجريمة ضد الإنسانية"، يوثق كيف أن عمليات الاستيلاء الهائلة على الأراضي والممتلكات الفلسطينية، وأعمال القتل غير المشروعة، والنقل القسري، والقيود الشديدة على حرية التنقل، وحرمان الفلسطينيين من حقوق المواطنة والجنسية تشكل كلها أجزاءً من نظام يرقى إلى مستوى الفصل العنصري بموجب القانون الدولي. 

ويتم الحفاظ على هذا النظام بفعل الانتهاكات التي تَبَيّن لمنظمة العفو الدولية أنها تشكل فصلًا عنصريًا وجريمة ضد الإنسانية كما هي معرفة في نظام روما الأساسي والاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها (اتفاقية الفصل العنصري)".

ودعت منظمة العفو الدولية، المحكمة الجنائية الدولية إلى "النظر في جريمة الفصل العنصري في سياق تحقيقاتها الحالية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تناشد جميع الدول بممارسة الولاية القضائية الشاملة وتقديم مرتكبي جرائم الفصل العنصري إلى العدالة".

العفو الدولية تنضم إلى «بتسيلم» الحقوقية الإسرائيلية و"هيومن رايتس ووتش" في اتهام إسرائيل بممارسة "الابارتايد"

وبهذا التقرير، تنضم "العفو الدولية" إلى منظمتي "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية و"هيومن رايتس ووتش" في اتهام إسرائيل بممارسة "الابارتايد" أو "نظام الفصل العنصري" في الأراضي الفلسطينية وضد مواطنيها العرب.

وفي شهر ابريل الماضي، أصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية تقريرا يحتوي على 204 صفحة خلصت فيه إلى أن السلطات الإسرائيلية ترتكب "جريمتين ضد الإنسانية" متمثلتين في "الفصل العنصري والاضطهاد". وأفاد التقرير بأن السياسة الإسرائيلية تستهدف "الإبقاء على هيمنة الإسرائيليين على الفلسطينيين".

تقول هيومان رايتس إنها قامت على مدار سنوات بتوثيق عدد من الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني أبرزها وجود "6.8 مليون إسرائيلي يتحركون بحرية بين المدن الإسرائيلية والقدس الشرقية وأجزاء من الضفة الغربية بينما يعيش 6.8 مليون فلسطيني مشتتين في أماكن متباعدة ومتفرقة".

بالنسبة للقدس الشرقية يتعين على 400 ألف فلسطيني الحصول على حق الإقامة المشروط والقابل للإلغاء بينما لا يحتاج الإسرائيليون لذلك. أما في الضفة الغربية فقد رصد التقرير 600 حاجز أمني فضلا عن مصادرة مليوني دونم من الأراضي - مايعادل ثلث مساحة الضفة الغربية - بهدف "التهجير القسري". فضلا عن بناء جدار فاصل جزئي على الأراضي الفلسطينية.

يوصى تقرير هيومان رايتس المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق مع الضالعين في "الفصل العنصري والاضطهاد" بحق فلسطينيين.

إسرائيل تطالب منظمة العفو الدولية بعدم نشر تقرير يتهمها بالتفرقة العنصرية ولابيد يتهمها بمعاداة السامية

وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد

وفي أخر الشهر الماضي، طالبت إسرائيل منظمة العفو الدولية بعدم نشر تقرير يتهمها بالتفرقة العنصرية، قائلة إن "النتائج التي توصلت إليها المنظمة كاذبة ومتحيزة، ومعادية للسامية".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، إن "إسرائيل تتوقع جهودا مكثفة هذا العام لوصفها بدولة أبارتهايد (تفرقة عنصرية) في الكيانات الدولية".

وأضاف، أن "العفو الدولية منظمة متطرفة أخرى تردد الدعاية دون أن تفحص الحقائق بشكل جاد، كما تردد ذات الأكاذيب التي تنشرها منظمات إرهابية".

وتابع: "إسرائيل ليست كاملة، لكننا ديمقراطية ملتزمة بالقانون الدولي ومنفتحة على الانتقاد، لدينا حرية صحافة ونظام قضائي قوي ومستقل".

واتهم لابيد "العفو الدولية" أيضا بمعاداة السامية، قائلا "أكره استخدام الحجة بأنه لو لم تكن إسرائيل دولة يهودية، فلن يتجرأ أحد في منظمة العفو الدولية على التحدث ضدها، لكن في هذه الحالة لا يوجد احتمال آخر".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان، إن "تقرير العفو الدولية ينكر حق دولة إسرائيل في الوجود كدولة أمة للشعب اليهودي".