إسلام عوض في حواره لـ «النبأ»: ما حققه الرئيس السيسي في السياسة الخارجية إنجاز يدعو إلى الفخر وملف سد النهضة حساس للغاية| فيديو
الدولة تدعم الأحزاب وتهيئ المناخ والظروف المناسبة لممارسة العمل السياسي
الغرب يستخدم ملف حقوق الإنسان لابتزاز الحكومات العربية
العلاقات المصرية الأمريكية صلبة وقوية وملف سد النهضة حساس للغاية
25 يناير أحداث تم التخطيط والتدبير لها لإسقاط الدولة ولا تتوافر فيها طبيعة الثورة تاريخيا
جماعة الإخوان تنظيم دولي متطرف يتخذ من الدين وسيلة للوصول إلى مقاعد السلطة وتحترف العمل في السر
تكاتف الدول العربية أمر حتمي لمحاربة الإرهاب.. وتنمية الوعي ضرورة لا غنى عنها لمواجهة الفكر الإخواني المتطرف
ارتفاع الأسعار مرتبط بالأسواق العالمية وتأثيره على أسعار السلع الإستراتيجية محدود بفضل الإصلاحات الاقتصادية
قال إسلام عوض، الكاتب والمحلل السياسي القيادي بحزب حماة الوطن، إن جماعة الإخوان تنظيم دولي متطرف يتخذ من الدين وسيلة للوصول إلى مقاعد السلطة ودائما ما يعمل في السر، لافتا إلى فشل جميع دعواتهم للتظاهر، مؤكدا عدم استجابة الشعب لها.
وأضاف "عوض" في حواره لـ "النبأ"، أنه لا بد من تكاتف الدول العربية لمحاربة الإرهاب، مؤكدا أن تنمية الوعي ضرورة لا غنى عنها لمواجهة الفكر الإخواني المتطرف، مشيرا إلى أن ما حققه الرئيس السيسي على صعيد السياسة الخارجية وعلاقات مصر الدولية إنجاز مبهر يدعو إلى الفخر وإلى نص الحوار..
بداية.. بعد مرور ذكرى 25 يناير، هل حققت الثورة ما تمناه الشعب وقادت مصر نحو الأفضل؟
25 يناير من وجهة نظري الشخصية لا تعد ثورة، لأن الثورات تلتف حولها الشعوب ويكون لها قيادة، مثل ثورة 19، وثورة 23 يوليو، أما 25 يناير ما هي إلا أحداث تم التخطيط والتدبير لها من قبل جهات خارجية استهدفت الوطن العربي بأكمله، ولم تكن موجهة ضد مصر وحدها، والهدف من هذا المخطط كان واضحا، وهو تفكيك لحمة العرب والقضاء علي الهوية العربية، فهذا إرث تاريخي نعلمه جيدا، ولكن الدولة المصرية بما تمتلك من مؤسسة عسكرية قوية تستمد قوتها وصلابتها من شعبها، كانت تقف بالمرصاد لكافة محاولات زرع الفتن والتدمير التي كانت تحدث وقتها، وساعد على نجاح ذلك طبيعة المصريين المسالمة الرافضة للفتن، التي حاولت إدخال مصر في نفق الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي، مثلما حدث في الكثير من الدول التى انهارت ودمرتها الحروب الأهلية، مثل العراق وليبيا وسوريا واليمن، فهذه الدول شهدت نجاحا لهذا المخطط وتحولت الأمور بداخلها إلى صراعات طائفية وحروب أهلية، وهذا ما كان مخططا لمصر، بهدف تفتيتها والقضاء على مصدر قوتها، وهو جيشها، ولكن إرادة الله وقوة المؤسسة العسكرية، وإدراك الشعب ووعيه أسقط هذا المخطط.
هل تقصد أن وعي الشعب المصري هو السبب فى القضاء على هذا المخطط؟
بالفعل وعي الشعب المصري وطبيعة الشخصية المصرية المسالمة، كانت سببا في تدمير هذا المخطط، وسبب أيضا إفشاله في المنطقة بأسرها، الأهداف كانت واضحة، وهي تمزيق دول المنطقة وتحويلها إلى دويلات صغيرة، لا تمتلك جيوشا قوية، أو أي قدرات عالية، حتى تصبح خاضعة خانعة لا تمتلك قرارها، وتصبح منفذة لما يملى عليها من الخارج، ثم نجد أنفسنا بعد ذلك أمام الجزء الثاني من المخطط، وهو إقامة دويلات على أسس طائفية، لإغراق المنطقة في بحور الدماء والحروب الأهلية، من أجل القضاء على شعوب المنطقة، لذلك كنا نستشعر دائمًا أن المنطقة بأسرها، وتدمير الجيش المصري كان هو الهدف الرئيسي للمخطط، الذي يهدف بالأساس إلى إضعاف مصر الدولة القوية، صاحبة الجيش القوى، الذي يعد صمام أمان الوطن العربي بأسره.
ولكن الدستور يعتبرها ثورة، والرئيس السيسي وجه التحية لشباب الثورة، وهناك شباب نزل الميادين وضحوا بحياتهم لتغيير الحياة الاجتماعية والسياسية فى مصر، فكيف نطلق عليها مسمى "أحداث"؟!
أولًا أنا أحترم جميع الآراء التي لديها قناعة بأن ما حدث في ٢٥ يناير هو ثورة، ولكن عندما نستعرض تسلسل الأحداث التي مرت بها مصر، سوف نجد أنفسنا أمام مظاهر واضحة كانت تستهدف تدمير مؤسسات الدولة، والقضاء على شخصيتها باستخدام تنظيم الإخوان والجماعات المتطرفة للعنف وحرق الممتلكات العامة والخاصة وإشاعة الفتن، ناهيك عن محاولات إغراق البلاد في بحور الدماء وبراثن الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد في جميع محافظات مصر، فكيف نصفها بأنها ثورة.
وماذا عن خطاب الرئيس؟
أما فيما يخص الخطاب السياسي للقيادة السياسية، وتصريحات المسؤولين في الدولة المصرية لها كامل الاحترام والتقدير، فهي تختلف عما نحن بصدده في هذا الحوار، وما أشرحه هو في إطار التحليل السياسي، فالخطاب السياسي للمسؤولين لا بد أن يحترم جميع الآراء، وأن يكون حكيمًا وعلى قدر كبير من الاحتواء للجميع بمختلف انتمائهم، واحترام آرائهم وأفكارهم وقناعتهم، تلك هي أعلى درجات النجاح للأنظمة الحاكمة بالديمقراطيات الحديثة، فالواقع الذى حدث أن الشباب خرج فى أحداث يناير وكانت له مطالب كثيرة وكان على حق، ولكن المخطط ليس على حق، وهنا يجب أن نفرق بين المخطط وبين ما حدث بعد ذلك، وهذا ما يجعل الرئيس السيسي يقدر الشباب، فالشباب خرج من أجل الاعتراض على النظام السياسي الذي كان يدير الدولة، وذلك لأسباب عديدة منها عدم وجود مساحة حقيقية تتيح للشباب المصري المشاركة في الحياة السياسية، فلم يكن يوجد هناك منابر تستقبل الشباب بكافة انتماءاته وأطيافه المختلفة، فالأمر كان يقتصر على فئة محدودة من شباب حزب واحد فقط كان يدير الدولة فى هذا التوقيت.
وهل هذا ما زال مستمرا فى عهد الرئيس أم أصبح للشباب مكانا؟
منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادة سفينة الوطن، اهتم على الفور بهذا الملف الخطير، وهو تمكين الشباب، ذلك الملف الأول الذى وضعه الرئيس السيسي على رأس أجندة أولويات الدولة المصرية، وجعل له الأولوية القصوى بكافة مؤسسات الدولة، فبدأ في تدشين المؤتمرات الوطنية للشباب التى أنتجت فى عام 2017 خروج فكرة منتدى شباب العالم إلى النور، تلك المنصة الدولية العالمية التي تعتمد توصياتها الأمم المتحدة الآن، ويقف لها العالم أجمع احترامًا وتقديرًا لما حققته من نجاحات تفاخر بها مصر، ففكرة أن تشرك الشباب فى القيادة والعمل العام، تمت بطرق كثيرة منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، فكانت من خلال تنسيقية شباب الأحزاب التي تستقبل الشباب المرشح لعضويتها من كافة الأحزاب السياسية بمختلف انتماءاتها، وتعمل على إعداد أجيال واعدة من شباب السياسيين، وهو دور عظيم تقوم به التنسيقية نحو تأهيل القيادات الشبابية للمجتمع والمجالس النيابية من النابغين، الذين يقدمون كل جديد لوطنهم ومجتمعهم، وأيضًا هناك شباب البرنامج الرئاسي، والأكاديمية الوطنية للتدريب، واتحاد شباب الجمهورية الجديدة، فالدولة تهتم بالشباب ولا تترك فئه وتهتم بفئه عن أخرى، ولكن اهتمام الدولة بجميع شباب مصر بمختلف أعمارهم واضح بما لا يدع مجالًا للشك، وهذا ما نجنى ثماره الآن من عودة الثقة للشباب المصري بأنفسهم وترسيخ قيم الانتماء للوطن لديهم.
هل تقصد أن فكر الرئيس قضى على الحزب الواحد وحرمان الشباب من الظهور والمشاركة، على عكس ما تروجه جماعة الإخوان بالخارج؟
بالفعل فكر الرئيس الذي يجري تنفيذه عمليا يقوم بالأساس على تمكين الشباب ودفعهم إلى واجهة المشهد سياسيا وتنفيذيا، وإذا كانت جماعة الإخوان تروج لعكس ذلك فإن الحقائق والأرقام خير دليل وإلا بماذا نفسر وجود اثنين من المحافظين لا يتجاوز عمرهما ٤٠ عاما و٢٦ نائبا لمحافظ ووزير فى الثلاثينيات من عمرهم ناهيك عن كوتة الشباب بالمجالس النيابية، وتنظيم الإخوان الإرهابي الذي يروج لهذه الشائعات هو من يتخذ من الدين وسيلة للوصول إلى السلطة، فالإخوان تتخذ هذا المنحنى للوصول إلى أهدافها المدمرة، وهي لا تدخر جهدًا فى تأجيج مشاعر الناس من أجل الوصول لأهدافها، ويصدرون أنفسهم على أنهم الصورة الصحيحة للإسلام التى يجب أن تحكم العرب والمسلمين، لذلك التنظيم لا يعمل فى العلن، ويتخذ العمل السري وسيلة لمحاولة الوصول إلى حكم الدول العربية والمسلمين وفرض السيطرة على الجميع، وذلك ما يجعله يحاول دائمًا إيهام المجتمع الدولي بأنه صاحب الرؤية الإسلامية الصحيحة فى المجتمعات العربية، ولكن هذا الغطاء قد انكشف، ووضح جليًا أن هذا القناع قد سقط، وأن هذا التنظيم انكشفت حقيقته للشعوب العربية والإسلامية بالوطن العربي والعالم أجمع.
هل انتهت الجماعة الآن أم لا؟
الجماعة في أضعف حالتها تاريخيًا بعد أن بلغت ذروة قوتها زورًا وبهتانًا، إلا أن ما ارتكبته من جرائم بحق الدين والإنسانية خاصة في مصر جعلها تفتضح وينكشف أمرها ويدب الشقاق بين قادتها وقواعدها خاصة الشباب الذي كان آخر من اكتشف كذب زعماء الجماعة.
وكيف تنظر إلى محاولات جماعة الإخوان بالدعوة للتظاهر بحجة الأوضاع الاقتصادية؟
محاولات بائسة وفاشلة من جماعة تحاول إعادة إنتاج نفسها من جديد، كونها لاتزال تتلقي التمويل من الخارج، وتحركها الأيادي الخفية التي يعلمها الجميع، وللأسف هناك دول تتظاهر برغبتها في التعاون معنا، وفتح صفحة جديدة مع مصر، ولكنها تسعى إلى إفشال نجاحات مصر السيسي بعد أن أصبحنا رقما مهما في المعادلة الدولية.
رغم فشل دعواتهم باستمرار، ما السبب وراء إصرارهم على هذا الأمر بصفة مستمرة؟
لن تنقطع المحاولات لأنها خاصة بأطراف تقتنع بفكرة معينة، وتسعى إلى أن تعمم هذه الفكرة، كما أن هذه الدعوات ترتبط بتحقيق أهداف دول، لذلك تقوم دائمًا بتجنيد عناصر جديدة بديلة للعناصر القديمة، من أجل إعادة إنتاج التنظيم من جديد، ولكن كل ذلك ينكشف بفضل يقظة أجهزة الأمن المصرية، فبرغم أننا أصبحنا أمام تغير نوعي في طريقة التعامل مع الشائعات التي يروجها هؤلاء، إلا أن سرعة الرد على تلك الشائعات أصبحت أكثر سهولة، ويرجع السبب إلى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي ساعدت كثيرًا في كشف حقائق الأمور، وجعلت المشهد أكثر وضوحًا للجميع، فنحن أمام عالم مفتوح يتداول أخبار الدول وما يدور بها بشكل لا يترك أى مجال لإخفاء أي معلومة، وذلك متاح للجميع على مواقع التواصل الاجتماعي، فكما كان لوسائل التواصل الاجتماعي أضرار، كان لها فوائد أيضًا فى سرعة كشف الكثير مما قامت به هذه الجماعة بهدف تدمير المجتمعات العربية.
وما تقييمك للموازنة العامة للدولة التي أقرتها الحكومة؟
الموازنة العامة للدولة أري أنها تشهد تغيرا جذريا لهذا العام، لأنها ضمت المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وهذا يبرهن أن حياة كريمة أصبحت إحدى مسؤوليات الحكومة، التى يجب أن توفرها للمواطن المصري، كما أنها ضمت أيضا المشروعات التنموية والخدمية، وهذا أمر مستحدث لم يكن مطروحًا من قبل، وكل هذا من أجل أن تكون الخطة الإستراتيجية التى تعمل بها الحكومة خطة متكاملة، وهى تأكيد من الرئيس على أن هذه الملفات إلزامية على الحكومة ومؤسسات الدولة، ويجب أن يصل إلى المواطن أنها حق أصيل له، وليست منحه أو منة يتم تقديمها، لذلك كان يجب أن يتم إدراج هذه الأبواب فى الموازنة العامة للدولة، كما أن مصر شهدت تنفيذ مشروعات كبرى لم تحدث من قبل، ويأتى هذا الإدراج لاستكمال خطة التنمية داخل الدولة المصرية.
وكيف نظرت إلى قرارات الرئيس السيسي بخصوص رفع الحد للأجور وضم العلاوات للعاملين بالدولة؟
الرئيس ليس بعيدًا عن المصريين، فالرئيس يشعر بما يشعر به المواطن المصري ويتألم لألمه، ولكننا بصدد إعادة بناء لدولة جديدة، كانت تتجه إلى الانهيار، وكان من الممكن ألا يكون هناك مصر، إذا نجح المخطط الذى وضع لاستهداف الدولة المصرية والوطن العربي.
وما تقييمك للأحزاب السياسية فى مصر الآن؟
مرحلة الحزب الواحد، وعدم وجود أحزاب على الساحة، كانت مرحلة غير عادية في تاريخ مصر، فمصر صاحبة الحقبة الليبرالية الأولى وأول برلمان في المنطقة لا يليق بها أن تحكم من خلال الحزب الواحد، ولكن بعد أحداث 25 يناير شهدنا حالة من السيولة غير العادية في الحياة السياسية، فأصبح إنشاء الأحزاب يتم بالإخطار، وكان هناك أحزاب يمثلها شخص أو شخصان، وهذا نتيجة الكبت السياسي الذي مرت به مصر خلال عشرات السنين، فحدث إنفجار تلقائي نتيجه هذا الكبت بعد أحداث يناير 2011، فجميع الأحزاب ومن أطلقوا على أنفسهم أحزابا كانوا فى الميادين، وكنا نتعجب من أين يأتون بهذه الأموال التى ينفقونها فى جمع الشباب واستقطاب الناس، وبسبب ذلك رأى القائمون على حماية البلاد أنه لا بد من ضبط الحياة السياسية فى مصر وإعادة عملية الرقابة على مصادر تمويل الأحزاب وفقًا للدستور ومتطلبات الاستقرار، لأن هناك من استغل هذه الظروف التى كانت تمر بها الدولة في إفساد الأوضاع السياسية كما حاولوا إفساد الأوضاع الأمنية والاجتماعية.
وما الذي حدث بعد ذلك لإصلاح ما أفسدته تلك الفترة؟
عندما تولى الرئيس السيسي مسئولية الدولة المصرية، اتجهت الدولة لدعم الأحزاب وإتاحة الفرصة لها لممارسة العمل السياسي شريطة وجود أهداف وبرامج واضحة لتلك الأحزاب، فالأحزاب السياسية لديها دور وطني، ومن حقها أن تحصل على مكاسب سياسية تؤهلها لتنفيذ برامجها.
بالحديث عن حقوق الإنسان نجد أن هناك تقارير تصدر من منظمات خارجية تنتقد وضع حقوق الإنسان فى مصر.. كيف ترى ذلك؟
ملف حقوق الإنسان دوليا يرتبط بمصالح دول، وهذا يتضح من خلال الأحداث التى شهدتها دول عربية ولم تتحرك هذه المنظمات، ولم نسمع صوتا للبرلمان الأوروبي لنجدة هؤلاء ولم تشهد له أي تحرك عندما كانت هناك انتهاكات إنسانية تحدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن، فملف حقوق الإنسان هو أداة من الأدوات التى تسعى بعض الدول الغربية من خلالها لابتزاز الحكومات العربية، وتوجيه إداعات كاذبة إلى حكومات بعينها، على أنها لا تراعي حقوق الإنسان وتؤجج بها مشاعر المواطنين الذين ليس لديهم وعي، كما أن ما قدمته مصر فى السنوات المنقضية وما تقدمة الآن، يؤكد أن مصر هى أول راع لحقوق الإنسان، فالدولة المصرية عندما تسعى لإيجاد حياة كريمة للمواطن البسيط والفقير، أليس هذا بحفاظ على حقوق للإنسان؟!، وعندما نجد الرئيس يقوم بنقل سكان المناطق العشوائية إلى سكن يليق بالإنسان، ويوفر حياة كريمة ومحترمة لهذا الفئة من المجتمع، أليس هذا بحفاظ على حقوق الإنسان؟!، وهذا ما تبنته القيادة السياسية منذ أن تولت حكم مصر، ولكنهم يريدون الضغط على مصر باسم حقوق الإنسان.
من أين يحصلون على هذه التقارير والمعلومات التي بها؟
هذه الأطراف لها عملاء داخل مصر، لذلك هم يحاولون بشتى الطرق أن يصلوا إلى مكاسب، بعد الهزائم التى تكبدوها، عندما نجحت مصر فى أن تخرج بالمنطقة بأسرها من المنحنى الرهيب الذي كانت تنزلق إليه لتدميرها نهائيًا، فهم يحاولون استخدام هذه الملفات من جديد من أجل الضغط على الحكومة المصرية، ولكن الرئيس السيسي أعلنها واضحة عندما واجه كل التساؤلات فى منتدى شباب العالم عن حقوق الإنسان، وكان رده صريحًا أن لكل دولة ظروفها، وعندما تحدثني عن حقوق الإنسان لا يجب أن تجبرني أن أراها كما تراها أنت، حسب مجتمعك وظروفك وحسب المستوى الاقتصادي الذي تعيش به، ونحن لدينا احترام وتقدير للإنسان وحقوقه، وكل ما نفعله من أجل الإنسان، فحقوق الإنسان تعني أن هناك واجبات تقابلها حقوق والتزامات، فإن لم تتوفر فلا تطالب بحقك.
وما تقييمك للتحركات الخارجية المصرية فى الرد على هذه المنظمات وعلاقتها بالدول؟
مصر لها أهداف محددة وهي أن يعم الاستقرار والسلام فى الوطن العربي والمنطقة وفي ربوع أنحاء العالم، فالدولة المصرية داعيه سلام وتمد يدها دائمًا بالسلام، وتريد دائمًا أن يتعاون معنا الجميع من أجل البناء وليس الهدم، لذلك الأجندة المصرية الخارجية تنجح، ولكن ما حققه الرئيس عبد الفتاح السيسي فى علاقات مصر الخارجية شيء مبهر لم يكن متصورا أن يحدث، وأن تتحول مصر من دولة لا يعمل حساب لها عقب أحداث يناير، إلى دولة تفرض أجندتها وتفرض رأيها، ويكون لها تواجد فاعل ومؤثر، ويغير من القرارات في ملفات بعينها على المستوى الدولي فهذا تطور عظيم، وانتصار رهيب حققه الرئيس عبد الفتاح السيسي على مستوى العلاقات المصرية الخارجية، ومن خلال هذا النجاح تحولت إلى دولة مستقبلة لجميع رؤساء دول العالم، ودولة تحظى بزيارات رؤساء دول لم يكن بيننا وبينهم علاقات، وأيضًا بدأت الدولة تتجه إلى إيجاد اتفاقيات تعاون مشترك مع دول كبرى، وتحقيق انتصارات على مستوى القارة الإفريقية، وإعادة العلاقات من جديد وتحقيق تنمية وتعاون بها.
وكيف ترى العلاقات المصرية الأمريكية فى ظل حكم بايدن؟
العلاقات المصرية الأمريكية تتمتع بقوة وصلابة عالية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية الآن فى مرحلة عنق الزجاجة، فبعد خروج ترامب من الرئاسة وتولي بايدن، بدأ التغيير فى السياسة الخارجية الأمريكية، حيث يتبنى بايدن إستراتيجية تقوم على أن تستجمع أمريكا قواها، من أجل مواجهة الصين ومشروع الحزام والطريق، الذي يهدد المصالح الأمريكية والتواجد الأمريكي فى مناطق نفوذها ومصالحها الاقتصادية، لذلك بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تركز فى ملف واحد وهو كيفية مواجهة هذا التغول الصيني الذى يسعى أن يبتلع المصالح الأمريكية، والسعي لتدمير هذا المشروع، كما أن أمريكا على المستوى الداخلي عانت من انشقاق، بعدما فشل أنصار ترامب في اقتحام مجلس الشيوخ، وكانت الأحداث الأولى فى أمريكا، وهذا السلوك أساء لها، وجعلها تعيد ترتيب أوراقها من جديد، فالرئيس الأمريكي منشغل حاليًا في كل هذه الملفات وإيجاد حلول لها تفكيره، فالولايات المتحدة انسحبت بكامل قواتها من أفغانستان من أجل أن تجهز لمواجه الصين، أما بخصوص العلاقات المصرية الأمريكية فهي قوية للغاية، وهذا ما أكدته أحداث غزة التى تدخلت مصر فيها بقوتها، وهذا ولم يحدث هذا من قبل، فقوة مصر تجعل الجميع يحافظ على علاقته بها، كما أنها تجعل الولايات المتحدة الأمريكية تحافظ على علاقتها مع القيادة السياسية المصرية.
أزمة سد النهضة كيف تراها؟
ملف سد النهضة حساس للغاية، ولكن، ما نؤكد عليه أن الرئيس السيسي يتعامل مع هذا الملف بحكمة وحنكة بالغة، والدولة المصرية تتعامل مع هذا الملف بسياسة النفس الطويل، والدولة المصرية اتخذت كافة الإجراءات القانونية على المستوى الدولى، وسجلت مواقفها ضمن الإطار الشرعي والقانوني، الذى يحكم هذه الاتفاقيات الدولية والحقوق التى تمتلكها مصر، ونحن لن نترك حقوقنا والرئيس السيسي أكد على ذلك فى كل خطاباته، كما أن منصة شباب العالم استقبلت جلسة حوارية خاصة حول الحقوق المائية للدول وكيفية المحافظة عليها، وخرجت بتوصيات هامة للغاية، ورؤية محددة تؤكد أن الحقوق المائية أمن قومي للدول، وأن من حق أى دولة اتخاذ أى إجراء من أجل أن تحافظ عليها، لأن المياه ليست أمرا ترفيهيا ولكنها أساس حياة الإنسان.