ليبيا على صفيح ساخن.. تعرض الدبيبة لمحاولة اغتيال واختيار فتحي باشاغا رئيسا للحكومة
أعلن مجلس النواب الليبي، اليوم الخميس، أن المجلس صوت بالإجماع على اختيار فتحي باشاغا رئيسا للحكومة.
وقال المتحدث الرسمي إن "مجلس النواب يصوت على منح الثقة للسيد فتحي باشا آغا رئيسا للحكومة بإجماع السادة الحاضرين".
تعرض الدبيبة لمحاولة اغتيال وسط العاصمة طرابلس
قبلها بساعات قليلة، تحدثت وسائل إعلام ونشطاء في ليبيا عن تعرض رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة لمحاولة اغتيال وسط العاصمة طرابلس فجر اليوم الخميس. ولم يصدر أي بيان رسمي من قبل مكتب الدبيبة أو "منصة حكومتنا" ووزارة الداخلية، يؤكد وقوع الحادث.
وذكرت قناة "ليبيا الأحرار" نقلا عن مصادرها، بما فيها مصدر حكومي، أن سيارة الدبيبة تعرضت "لوابل من الرصاص باستهداف مباشر". وأكد المرشح الرئاسي سليمان البيوضي تعرض الدبيبة لمحاولة اغتيال، حسبما أفاد موقع "218". وحسب تقارير، فقد نجا الدبيبة من محاولة الاغتيال هذه دون أن يصاب بأذى.
وفى حديث لـRT قال سفير ليبيا في الهند رمضان البحباح إن "من يمتلك ويسيطر على السلاح في العاصمة طرابلس هي المليشيات المسلحة التي تدار من وكالات مخابرات أجنبية معروفة ويهمها إرباك المشهد السياسي والأمني في ليبيا بغرض تدوير الصراعة وإطالة عمر الأزمة الليبية ".
واعتبر البحباح أنه "من غير المنطقي والمعقول تعرض رئيس الحكومة إلى إطلاق نار بغرض تصفيته، لكنها محاولة مكشوفة من جهات أمنية لخلط أوراق سياسية بعدما تأكد أن المترشح البارز لرئاسة الحكومة هو فتحي باشاغا الذي سيجري التصويت عليه من قبل البرلمان بديلا عن الدبيبة.
وتابع: "باعتقادي هي وسيلة لاستنفار القوة المستفيذة من رئاسة الحكومة الحالية للدفاع عنها إلى النهاية وإحداث خلل أمني حاد في طرابلس التي يفترض أنها ستكون مقر لأي حكومة قادمة، وهذا بالتأكيد سيجر الدول الأجنبية للتدخل لمنع أي عمل يزعزع الأمن على مصالحها ومقر سفاراتها التي باتت تعمل بشكل مباشر في طرابلس، مما سيرغم الطرف الآخر على قبول أي تسوية بين الطرفين تكون في إطار بعض التعديلات دون المساس برئيس الحكومة."
وحسب البحباح، فإن هذا "سيرجع البلاد إلى ماقبل سنة 2014 والبحث عن صخيرات جديدة وحوار جديد تنتهي فيه بعض الوجوه وتحل بعض الأسماء والوجوه الأخرى لإدارة المشهد من جديد".
وأضاف: "لو أخذنا الاحتمال غير الوارد بمحاولة تصفية رئيس الحكومة، فهذا يعني إدخال البلاد في دوامة العنف وهذا لن يخدم المصالح الأجنبية التي تدخلت في تدمير النظام في 2011 بغية تحقيق مصالح تنافسية لها في ليبيا."
واعتبر البحباح، أن "جل الموجودين في المشهد السياسي اليوم ليس لديهم قاعدة شعبية ووطنية ينطلقون منها، هم عبارة عن كمبارس لقوى خارجية متدخلة عسكريا وأمنيا في الحالة الليبية، وبالتالي ما يحدث هو إنعكاس لصراع المصالح بين هذه القوى وتعبير واضح بأن الحالة الليبية لا تزال في أتون الصراع وبعيدة عن أي تفاهمات بين تلك القوى."
من جهتها، قالت الباحثة والإعلامية المختصة بالشأن الليبي مروة محمد إن محاولة اغتيال الدبيبة تثير الكثير من علامات الاستفهام، لأنها تأتي في لحظة حساسة، "فالتوقيت له دلالة بالطبع بالتزامن مع جلسة لمجلس النواب الليبي لاختيار رئيس جديد للحكومة، فيما يرفض الدبيبة تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة".
وأضافت أن "سيناريو الاغتيال يكشف عن استمرار هشاشة الوضع الأمني الذي كان سببا أيضا في عدم انعقاد الانتخابات في موعدها المحدد سابقا في 24 ديسمبر، فضلا عن المخاوف المتعلقة بالعودة لدائرة الصراع والعنف".
وحسب الباحثة، فإن مشهد الاغتيال سيقلق بالطبع الدول الغربية لا سيما وأن الموقف الغربي يدعم عدم إطالة أمد الفترة الانتقالية في ليبيا وتحديد مسار واضح للانتخابات.
وأشارت إلى أن إيطاليا أكدت أمس على أهمية الحفاظ على وحدة الهدف للدول الأوروبية بتحقيق الاستقرار في ليبيا دعما لعملية سياسية تقودها ليبيا وتيسرها الأمم المتحدة، والحديث يدور في روما الآن حول إمكانية عقد مؤتمر دولي حول ليبيا في مارس المقبل وبحث الترتيبات لهذا المؤتمر.
المصدر:RT+ وسائل إعلام ليبية