لأول مرة من 7 سنوات.. أسعار البترول تقترب من 100 دولار للبرميل
قفزت أسعار البترول بأكثر من دولارين، اليوم الثلاثاء، وسط مخاوف من تعطل الإمدادات مع تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، بعد أن أمرت روسيا قواتها العسكرية بدخول منطقتين في شرق أوكرانيا، وبذلك زادت أسعار خام البترول إلى أعلى مستوياتها منذ 2014، ودفع سعره لقرب مئة دولار للبرميل.
وارتفع سعر خام برنت من 92.99 دولارًا أمس الاثنين إلى 97.37 دولارًا اليوم الثلاثاء، كما زاد خام غرب تكساس من 90.98 أمس إلى 94.40 دولارًا اليوم الثلاثاء، فيما تراجع سعر خام أوبك من 94.03 دولار إلى 92.97 دولارًا اليوم الثلاثاء.
ومن المقرر أن تعلن الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عقوبات جديدة على روسيا بعدما اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميًا باستقلال إقليمين انفصاليين في شرق أوكرانيا مصعدًا أزمة أمنية في القارة.
الأزمة الأوكرانية
وزادت أزمة أوكرانيا الدعم لسوق النفط التي ارتفعت بالفعل بسبب نقص المعروض مع انتعاش الطلب بعد جائحة "كوفيد 19". وقاومت "أوبك بلس" التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء دعوات لزيادة الإنتاج بوتيرة أسرع.
وتمسك وزير البترول النيجيري اليوم الثلاثاء بموقف "أوبك بلس" قائلًا إنه لا حاجة لزيادة الإنتاج بدرجة أكبر الآن، مشيرًا إلى احتمال ضخ النفط الإيراني في الأسواق إذا ما تم التوصل إلى اتفاق.
والمحادثات جارية من أجل إحياء اتفاق نووي بين إيران والقوى العالمية قد يكون من شأنه في نهاية المطاف زيادة صادرات إيران النفطية بنحو مليون برميل يوميًا.
تداعيات أزمة كورونا
إلى ذلك، قال الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي، إن أسعار النفط الأمريكي تقفز إلى 95 دولارًا للبرميل وذلك للمرة الأولى منذ عام 2014، موضحًا أنه من المتوقع أن تزداد تلك الارتفاعات، وذلك في ظل ما يشهده العالم خلال الفترة الأخيرة من العديد من الأحداث مع استمرار تداعيات أزمه كورونا، ومدى المخاوف من تزايد التوترات بين روسيا وأوكرانيا امتدادها إلى حرب.
وأضاف، أن غزو أوكرانيا من جانب روسيا سيكون لها آثار اقتصادية كبيرة على روسيا والعالم أيضًا، وستؤثر على ارتفاع أسعار النفط عالميًا مع استمرار أزمة التضخم في أمريكا، مشيرًا إلى وجود مخاوف من الفيدرالي الأمريكي، والمتوقع أن يسفر عن الإعلان عن رفع سعر الفائدة في مارس وإعلان إنه سيتم ارتفاع أسعار الفائدة مما سيكون لها تداعيات خطيرة على الاقتصاديات العالمية.
استمرار التعافي من جائحة كورونا
وأشار خضر إلى أن الاقتصادات النامية في جنوب شرق آسيا لا تزال تفرض بين الحين والآخر عمليات إغلاق للأنشطة الاقتصادية، واستمرار الطلب العالمي على النفط في النمو، ومن المنتظر أن يبلغ مستوى الطلب إلى أعلى المستويات في حالة العودة الكاملة، والتعامل مع أزمه كورونا بشكل عام، والعودة إلى التعافي مرة أخرى، لذلك هناك مخاوف من استمرار توتر العلاقات الاقتصادية الدولية، ومدى تأثير ذلك على ارتفاع أسعار النفط عالميًا مما يساهم في خلق مزيد من تفاقم الأزمات على دول العالم من خلال زيادة التضخم وزيادة الأسعار العالمية، وتأثيرها السلبي على الدول النامية، وكذلك الأفراد والمؤسسات.
وأشار إلى أنه مع استمرار تداعيات أزمة ارتفاع أسعار النفط عالميًا سينعكس ذلك بالسلب على أداء الاقتصاد المصري لإنه جزء من الاقتصاد العالمي، وستنال تلك الارتفاعات السلع الآخرى، وتأثيرها السلبي على السوق المصري الداخلي.