أبرزها أسعار البترول ترتفع لأكثر من 100 دولار:
كيف تتأثر مصر بالحرب الروسية على أوكرانيا؟
على الرغم من البعد الجغرافي لمصر عن خضم الصراع الروسي الأوكراني، لكن التأثيرات الاقتصادية ستكون كبيرة على مصر، كما يصف المحللين.
وبحسب البيانات الصادرة اليوم، قفزت أسعار خام البترول، حيث تعدى سعر خام برنت مستوى الـ100 دولار للمرة الأولى منذ عام 2014، متأثرة بهجوم روسيا على أوكرانيا، مما أدى إلى تفاقم المخاوف من أن الحرب في أوروبا قد تعطل إمدادات الطاقة العالمية.
كما ارتفعت عقود الغاز الأوروبية إلى نحو 35%، فيما امتدت التأثيرات إلى الأسواق الأوروبية التي تراجعت بنسبة تبلغ نحو 3%، كما أغلبت الأسواق الأسيوية على انخفاض وتراجع ملحوظ.
إلى ذلك، قال النائب مصطفي سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا بدأ ولا احد يعلم متى النهاية، وهل سيظل محدودًا أم ستتداخل فيه أطراف أخرى؟، متابعًا أن كل الاحتمالات واردة وقابلة للتطور فقد تدحرجت كرة الثلج ولا ندري متى ستتوقف وإلى أي حجم ستتضخم، فهي حرب من توابع تفكك الإتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991 ولن تكون الأخيرة في تقديره.
وأضاف في بيان صادر اليوم الخميس، أن هناك بعض التداعيات التي ستؤثر على الإقتصاد المصري وعلى المواطن المصري في الفترة القادمة من جراء هذه الحرب رغم بعدها الجغرافي عنا ولكن كما نعلم فإن العالم قرية صغيرة ومن ما أرصده الآن:
. روسيا وأوكرانيا يستحوذان على 29% من إنتاج القمح عالميا، حيث أنتجت روسيا 76 مليون طن من القمح العام الماضي، وتمثل صادرات روسيا من القمح إلى العالم نسبة 17% من إجمالي تجارة القمح في العالم.
. روسيا وأوكرانيا هما مصدر القمح الرخيص الأساسي لمصر ولا زالت مصر تحتاج حوالي ٤٠٪ من احتياجاتنا السنوية للقمح ووفقا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية فإنه خلال الفترة من يوليو 2020 إلى يونيو 2021 بلغت واردات القمح الروسي إلى مصر 8.96 مليون طن من إجمالي 13.3 مليون استوردتها مصر خلال هذه الفترة.
وأشار إلى أنه في حال توقف شحن القمح سيتضاعف سعره بشكل جنوني، وحتى مع ما اتخذتة وزارة التموين من إجراءات وخطوات بزيادة مخزوناتها منه في الفترة الماضية فلن يبعد ذلك تمامًا من تأثير المشكلة على مصر.
كما لفتت التوقعات إلى ارتفاع واردات مصر من القمح إلى 13.6 مليون طن خلال موسم 2021-2022 مقارنة بنحو 13.3 مليون طن في موسم 2020-2021. وسيرتفع استهلاك مصر بزيادة نسبتها 2.1% موسم 2020-2021، بسبب ارتفاع عدد السكان.
. ارتفاع سعر البترول لما يزيد على 100 دولار للبرميل وهو ما ينعكس سلبًا على أسعار كافة المنتجات المستوردة لنا من الخارج.
وبحسب بيان وزارة البترول، وصل خام برنت إلى ما يقارب 105دولار اليوم الخميس، بعدما كان 96.80 دولارًا، فيما وصل خام غرب تكساس إلى 96.71 دولارًا، بعدما سجلت أمس 92.35 دولارًا، كما سجل خام أوبك 97.94 دولارًا، بدلًا من 94.28 دولارًا.
. تفاقم الإرتباك الحاصل في سلاسل التوريد العالمية والتي بدأت منذ فترة كأحد توابع جائحة كورونا والآن ستزيد المشكلة تعقيدًا بما يضاعف أسعار الشحن العالمية.
. روسيا وأوكرانيا أهم أسواق تصدير السائحين لمصر وكان لدينا أمل كبير في إنتعاش السياحة هذا العام لزيادة المعروض من النقد الأجنبي وزيادة معدلات نمو الإقتصاد المصري والحفاظ على فرص عمل العاملين بقطاع السياحة وهو ما سيتأثر سلبًا بتلك الحرب.
. لو نقص المعروض من النقد الأجنبي فربما نتوقع تراجع سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار وهو ما سيؤدي إلى زيادة عبيء الموجة التضخمية الحالية وسنشهد مزيد من إرتفاعات الأسعار.
. روسيا وأوكرانيا أيضًا من أهم الأسواق للحاصلات الزراعية المصرية ولو توقف التصدير إليهما سيؤدي ذلك لخسائر إقتصادية إضافية علينا.
ولكن الشيء الإيجابي ربما يكون في إرتفاع أسعار الغاز عالميًا بما يعوض مصر بعض الشيء إن إستطاعت زيادة قدراتها الإنتاجية والتصديرية منه.
وأحيانًا تكون الفرص كامنة في التحديات فنحن الآن بحاجة لتدخل خبراء الإقتصاد الذين يمتلكون القدرة على إبتكار حلول وأفكار غير تقليدية لتجنب التحديات وإنتهاز الفرص.
وأشار سالم إلى إنه ربما كانت تلك الحرب فرصة لمراجعة السياسات والتوجهات بزيادة الإعتماد على الذات والإسراع بوتيرة إستزراع المشروعات القومية العملاقة مثل الدلتا الجديدة وتوشكي الخير للوصول لدرجة أعلى من الإكتفاء الذاتي من القمح والمحاصيل الإستراتيجية.