ما هو التهاب بطانة الرحم الذي يصيب النساء ويهدد خصوبتهن؟
التهاب بطانة الرحم أو ما يتم تعريفه في الأوساط العلمية والطبية بالانتباذ البطاني الرحمي، عبارة عن اضطراب شائع يصيب حوالي 176 مليون امرأة في سن الإنجاب في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، لا يزال هناك القليل من المعلومات المتاح؛ لفهم ماهية تلك الحالة، حيث كشف دراسة جديدة أجرتها المجموعة السياسية الحزبية (APPG) أن الأمر يستغرق ثماني سنوات في المتوسط بالنسبة للمرأة في المملكة المتحدة لتشخيص الانتباذ البطاني الرحمي.
ووجد الاستطلاع أيضًا أن 58٪ من الأشخاص زاروا الطبيب أكثر من 10 مرات قبل التشخيص و53٪ ذهبوا إلى الطبيب مع ظهور الأعراض قبل التشخيص.
واستطلع التقرير أكثر من 10000 شخص مصابين بـ التهاب بطانة الرحم أو الانتباذ البطاني الرحمي حول تجاربهم وأجرى مقابلات مع مقدمي خدمات الرعاية الصحية.
وخلال السطور القليلة التالية، كل ما تحتاج لمعرفته حول التهاب بطانة الرحم أو الانتباذ البطاني الرحمي:
ما هو التهاب بطانة الرحم؟
ببساطة، يحدث ذلك عندما تنمو الأنسجة المماثلة لتلك التي تنمو داخل الرحم (بطانة الرحم) خارج الرحم.
في معظم الحالات، يحدث هذا النمو داخل / حول الأعضاء في تجويف الحوض، وتعمل الأنسجة الموجودة في بطانة الرحم تمامًا كما تفعل داخل الرحم: فهي تنمو وتكثف وتحاول التخلص مع كل دورة شهرية.
في حالة الانتباذ البطاني الرحمي أو التهاب بطانة الرحم، لا يمكن للأنسجة الخروج من الجسم ويمكن أن تسبب الكثير من الألم وتؤدي إلى مضاعفات أخرى، بما في ذلك العقم.
وتظل أبرز مشكلة تواجه هذا المرض، هو صعوبة الحديث بصراحة عن اضطراب ينطوي بشكل مباشر على الخصوبة والصحة الإنجابية هو أمر لا يزال يثير الجدل ويمثل تحديًا.
هذا النقص في المناقشة من الأسباب الرئيسية وراء عدم تشخيص هذه الحالة في كثير من الأحيان، والتي يمكن أن تكون منهكة للغاية للمريض.
بداية مرض التهاب بطانة الرحم
يمكن أن يبدأ الانتباذ البطاني الرحمي ( التهاب بطانة الرحم) تقريبًا في نفس الوقت الذي تبدأ فيه الدورة الشهرية الأولى الأولى مما قد يدفع الشخص إلى الاعتقاد بأن مستوى الألم المرتفع "طبيعي" بالنسبة له، في حين أنه يمكن أن يكون ناجمًا عن التهاب بطانة الرحم أو بسبب حالة طبية أخرى.
سبب آخر قد يجعل الشخص لا يتعرف على أعراض الانتباذ البطاني الرحمي على أنها أي شيء آخر غير تلك الشائعة حول فترة الحيض، هو أنها غالبًا ما تكون دورية، مما يعني أنها تحدث في نفس وقت الدورة.
ما هي الأعراض ومتى تبدأ عادة؟
تظهر أعراض الانتباذ البطاني الرحمي بشكل عام قبل سن الثلاثين ويمكن أن تشمل أيًا مما يلي: الدورات الشهرية الشديدة، تقلصات الدورة الشهرية المؤلمة، الألم أثناء أو بعد الجماع، حركات الأمعاء المؤلمة والتبول، ألم في البطن أو أسفل الظهر يمكن أن يستمر طوال الدورة، وصعوبة الحمل.
ما هي أسباب التهاب بطانة الرحم؟
لا يزال سبب حدوث الانتباذ البطاني الرحمي غير واضح، ولكن يُعتقد أن إنتاج هرمون الإستروجين والجينات والجهاز المناعي يلعبان دورًا في تطور هذه الحالة.
وهناك دليل على أن الانتباذ البطاني الرحمي يمكن أن ينتقل عبر الجينات، مما يعني أن الشخص قد يكون أكثر عرضة للإصابة به إذا أصيب به أحد أفراد عائلته البيولوجية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الشخص أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي إذا تكاثر لاحقًا في الحياة، أو لم يتكاثر على الإطلاق.
يتم تشخيص العديد من الأشخاص المصابين بالانتباذ البطاني الرحمي بشكل غير رسمي وعلاجهم بناءً على أعراضهم، ولكن في الحالات الأكثر خطورة، يمكن تأكيد التشخيص الرسمي للانتباذ البطاني الرحمي بجراحة بسيطة بالمنظار.
هل يسبب أي مضاعفات؟
يعتبر العُقم من المُضاعفات الشائعة للانتباذ البطاني الرحمي، ويمكن أن يسبب الضيق للكثيرين، ولكن غالبًا ما يمكن تجنبه إذا تم علاج الحالة مبكرًا.
ومن أجل أن يكتسب المصابون بهذا المرض نوعية حياة أفضل ويتحكموا في آلامهم، نحتاج إلى التأكد من أن الناس يمكنهم التعرف على أعراضهم بشكل أفضل لتلقي تشخيص مبكر لذلك.
لهذا السبب، نحتاج إلى زيادة الوعي بهذا الأمر الذي نادرًا ما يتم الحديث عنه عن الاضطراب وإجراء محادثات حول الانتباذ البطاني الرحمي باعتباره القاعدة.
تقارير رسمية
في 19 أكتوبر الماضي، نشر تقرير بريطاني يشير إلى أن تشخيص الانتباذ البطاني الرحمي ( التهاب البطانة ) في المملكة المتحدة يستغرق ثماني سنوات في المتوسط.
وأشار التقرير إلى أن التهاب البطانة يمكن أن يبدأ من سن الثانية عشر عامًا، مع أول دورة شهرية، مع الاستمرار لمدد طويلة، مع تواصل آلام الحوض الشديدة والنزيف الشديد، لدرجة أن المصاب بهذا المرض، قد يحتاج إلى تناول حبوب منع الحمل؛ للمساعدة في السيطرة على النزيف.
ومع استمرار الدورة الشهرية، يظل الألم خلال فترة الدورة الشهرية، والذي قد يفسره البعض من الأطباء بأنه عبارة عن "آلام في النمو"، وكان ذلك أمرًا طبيعيًا.
أو قد يتم تشخيص تلك الآلام بمتلازمة القولون العصبي، وهنا قد يحصل على علاج أو أدوية لم يكن بحاجة لها، حتى أن بعض الأطباء في الماضي، كان يصل بهم الأمر إلى احتمالية أن تكون المريضة، تعاني من حمل مبكر!
أعراض شديدة
من بين الأعراض الشديدة التي تعاني منها النساء بسبب إصابتها بهذا المرض، المعاناة من دورات شهرية مؤلمة وغزيرة، والتعب الشديد، لدرجة لا يمكن معها استخدام السدادات القطنية بسبب آلام المهبل الشديدة، كما يمكن أن يتسبب المرض في مشاكل في المثانة والأمعاء.
علاوة على كل هذا، يمكن أن يتسبب المرض في التسبب بحرقان في البشرة، وهنا تكون قربة المياه الساخنة الحل الوحيد لتوقف الألم.
وللأسف ومع طول فترة الأعراض، وعدم إمكانية التشخيص لا يمكن تشخيص الانتباذ البطاني الرحمي إلا من خلال تنظير البطن، وهو إجراء ثقب بحجم المفتاح، وهنا يتم الكشف الانتباذ البطاني الرحمي، الذي يتواجد مع طول الوقت حول المثانة والرحم والمهبل والمستقيم ويندمج في جدار الحوض.
مضاعفات مرض التهاب بطانة الرحم
مع استمرار أعراض المرض وشدته، قد يتم إجراء العمليات الجراحية التي تصل إلى سبع عمليات جراحية متعلقة بالانتباذ البطاني الرحمي؛ لإزالة الالتصاقات التي يمكن أن تحدث، وتفصل الرحم عن القولون، والتحقيق في الأضرار التي لحقت بالمثانة.
ومع ترك المرض دون تشخيص، فقد يتسبب المرض في إتلاف الجسد، ويعاني المرء من حالة في المثانة تسمى التهاب المثانة الخلالي أو متلازمة المثانة المؤلمة، كما تلتوي الأمعاء بشكل غير طبيعي، وقد تتأثر أيضًا عضلات الحوض والأربطة الداخلية بتلك المنطقة.
ويزيد من صعوبة الأمر أن العادات والتقاليد في العديد من الدول تمنع النساء من التحدث في مثل تلك الأمور أو حتى التحدث عن أمور الدورة الشهرية.
وهذا هو السبب في أن الكثير من النساء يتحملون أعراضًا مثل دورات مؤلمة أو ممارسة الجنس المؤلم لفترة طويلة، دون تشخيص دقيق أو واضح لحالة التهاب بطانة الرحم أو ما يعرف باسم انتباذ البطاني في الرحم.