حرامى غشيم..
لص ينهى حياة سائق ويتخلى عن المسروقات فى الطريق العام ببورسعيد
يحاول الكثير من الناس، توفير معيشة كريمة لهم ولأسرهم، فهناك من يعمل بجد واجتهاد من أجل توفير ذلك، ومنهم من يتبع الشيطان وطرقه مستخدمًا السلاح الأبيض لسرقة وقتل المارة فى الطريق العام، سعيا في توفير أكبر كم من الأموال في أقل وقت ممكن.
وفي تلك القضية نجد مثالين غير متشابهين من مدينة بورسعيد، فأحدهم حاول توفير المال لأسرته عن طريق العمل والجد لكنه دفع حياته ثمنًا، نتيجة لوجود آخر قبل أن يكون عبد لرغبات الشيطان، حيث قرر الكسب السريع على حساب حصد الأرواح، ليقوم هو الآخر بدفع حياته ثمنًا لما قام به.
وسوسة الشيطان
دخل المتهم “هاني.م.أ.ال” السجن، لاتهامه في قضية ايصالات أمانة، متشائما كارها لما حوله، لا يقدر على العيش بشكل طبيعي، لما يمر به من أزمة مالية صعبة، ألقت به في السجن.
نصيحة الهلاك
لظروف مادية صعبة أحاطت بالمتهم، لم يستطع الخروج منها، كونه عاطلًا، وحال حبسه على ذمة إحدى القضايا، تعرف على أحد المتهمين المحبوسين، ودار بينهم حوارا حول تلك الظروف، وأثناء ذلك الحوار.
وأشار ذلك المتهم عليهم بأن يقوم بسرقة إحدى سيارات الأجرة وإحضارها له، لتزوير أوراقها كونه مختص في التزوير وبيعها، والتحصل على النقود المتحصلة من بيعها.
عقب خروج المتهم من محبسه، شب شجار بينه وبين والده، قام على إثرها والده بطرده وزوجته من مسكنه، مما وضع المتهم تحت ضغوط نفسية ومادية عجز عن التوصل إلى حل لها، فظفرت في خاطره فكرة سرقة إحدى السيارات الأجرة، للخروج من تلك الأزمة الطاحنة.
وتوجه المتهم لتنفيذ ما اختمر في ذهنه فقام بشراء سلاح أبيض عبارة عن كتر، وهو من الأسلحة البيضاء الحادة، وتوجه إلى إحدى الشوارع بجوار قصر الثقافة ببورسعيد، وتصادف مرور المجني عليه فؤاد محمد عطية، قائد إحدى سيارات الأجرة، فأشار له المتهم وقام باستيقافه، طالبا منه توصيله إلى قرية المناصرة، لبعدها عن العمران وحتى يتمكن من ارتكاب ما انتوى عليه، وسرقة السيارة الأجرة، وبالوصول إلى وجهته، بقرية المناصرة.
وفوجئ المتهم بوجود ازدحام شديد، رغم أن الساعة تجاوزت الرابعة فجرًا، فطلب المتهم من المجني عليه العودة إلى مدينة بور سعيد، وفي طريق العودة وعند قرية الفردوس، علم المتهم بإمكانية ارتكاب فعلته وسرقة السيارة لخلو الطريق العام، فطلب من المجني عليه التوقف بسيارته على جانب الطريق العام بحجة قضاء حاجته، وهبط المتهم من السيارة وأخرج السلاح الأبيض، من بين طيات ملابسه، ثم عاد واستقل السيارة، وأشهر السلاح الأبيض في وجه المجني عليه سائق السيارة، مهددًا إياه بالإيذاء طالبا منه ترك السيارة له والهبوط منها، إلا أن المجني عليه استطاع انتزاع السلاح الأبيض من يد المتهم، وتعدى عليه محدثًا إصابته، فأصيب المتهم بحالة من الذعر، وقام بشد السلاح الأبيض من يد المجني عليه، واستطاع استرداده وضرب المجني عليه بالسلاح الأبيض في رقبته فأحدث إصابته التي أودت بحياته.
وعقب قيام المتهم بإحداث إصابة المجني عليه قام بجذبه خارج السيارة تمهيدا لسرقته، إلا أنه فوجئ بمرور إحدى سيارات النقل الصغير، فخشى المتهم من افتضاح أمره، ففر من مكان ارتكاب الواقعة بالطريق العام ببورسعيد، بعد أن تحصل على مفاتيح السيارة والسلاح الأبيض، ونظرًا لارتباكه وخوفه، نسى هاتفه وفر داخل الزراعات بجانب الطريق العام، وتخلص من السلاح الأبيض ومفاتيح السيارة بإحدى الترع المائية، والحذاء الذي كان يرتديه بقدميه، وفر هاربًا حتى استطاع التحصل على ملابس من إحدى الورش، والتخلص من ملابسه الملطخة بالدماء، والإختباء إلى أن تم القبض عليه وإحالته للنيابة العامة، واعترف بارتكابه الواقعة تفصيلًا حال سؤاله بالتحقيقات.
وبإحالته إلى محكمة جنايات بورسعيد، بتهمة قتل السائق، والشروع في سرقة السيارة الأجرة، وإحراز سلاح أبيض قضت المحكمة برئاسة المستشار هاني مطاوع وعضوية المستشارين السعيد إسماعيل ومجدي شفيق وبحضور المستشار أنور فؤاد وكيل النائب العام، بمعاقبته بالسجن المؤبد، وبعرض طعن المتهم أمام محكمة النقض، أيدت الحكم المتقدم.