أفضل الأعمال في شهر شعبان.. أربع أمور هامة
إن في شهر شعبان ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان عظم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها فقال: “إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن”.. رواه ابن ماجه وابن حبان.
1- الحرص على إقامة الصلاة
وفي شهر شعبان تم تحويل القبلة، وهو حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث كان تحويل القبلة في البدء من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية وهي العمل على تقوية إيمان المؤمنين وتنقية النفوس من شوائب الجاهلية: (وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ) فقد كان العرب قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه.، ولأن هدف الإسلام هو تعبيد الناس لله وتنقية القلوب وتجريدها من التعلق بغير الله وحثها على اتباع المنهج الإسلامي المرتبط بالله مباشرة، لذا فقد اختار لهم التوجه قبل المسجد الأقصى، ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم مما علق بها من الجاهلية، ليظهر من يتبع الرسول اتباعا صادقا عن اقتناع وتسليم، ممن ينقلب على عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوى الجاهلية ورواسبها.
2- تلاوة القرآن
القرآن الكريم ومدارسته وتلاوته ومحاولة ختم المصحف في شهر شعبان، من أمور التمهيد المعينة للمسلم على طاعة الله خلال شهر رمضان، وذلك لتيسير قراءته وختمه في شهر رمضان، فقراءة القرآن عبادة نيرة، تعين المسلم على باقي العبادات في شهر رمضان وغيره، وهي تنير قلب المسلم وتشرح صدره، فلا ينبغي للمسلم أن يتركها ولا يقصرها على رمضان، إلا أنه يزيد منها فيه لاستغلال هذه الدفعة الإيمانية والنفحة الربانية.
3- الإكثار من الصيام
كشفت دار الإفتاء عن الحكمة من إكثار النبي من الصيام في شهر شعبان، وذلك لأنه شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، مشيرة إلى أن صوم شهر شعبان يقع تحت عنوان صوم التطوع -السُنة.
وأضافت «الإفتاء» في فتوى لها، أن النبي –صلى الله الله عليه وسلم- كان يُكثر من الصيام في شهر شعبان، لأنه شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عمله وهو على أفضل حال من العبادة والطاعة، مستشهدةً بما ورد عن عائشة رضى الله عنها قالت: «لم يكن النبى صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله، وكان يقول: خذوا من العمل ما تطيقون» رواه البخاري.
وأوضحت أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن هذه الفضيلة -التي يجهلها الناس فغفلوا عن هذا الشهر- وهي أن الأعمال ترفع إلى الله تعالى ليجزي ويثيب عليها؛ فجدير بالعبد أن يرفع عمله إلى الله وهو قائم على طاعته.
4- إحياء النصف من شعبان
ومن أعمال ليلة النصف من شعبان ورد أن ليلة النصف من شعبان لها مكانة في قلوبنا لما فيها من نفحات وخيرات ربانية، قد بينها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من حديث شريف، حيث إن الله تعالى يطلع فيها إلى عباده، ويغفر الله عز وجل فيها للمستغفرين، ويرحم بفضله وكرمه وجوده المسترحمين.
وينبغي أن نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة المباركة بالدعاء ندعوه فيها بالعفو والمغفرة وصلاح الحال، ونصوم هذا اليوم المبارك، الذي يسبقه ليلة النصف من شعبان، ونقرأ فيها القرآن ونتصدق، ونقوم الليل ونكثر من الاستغفار.
وحول كيفية إحياء ليلة النصف من شعبان، ففيها ورد أن الدخول على الله يجب أن يكون بالاستغفار فمن لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب، لضرورة أن يبدأ كل شخص بعد مغرب هذا اليوم بالاستغفار فليلة النصف من شعبان ليلة مباركة، ويجب على كل شخص على خلاف مع آخر أن يتوجه له ويصافحه لقوله صلى الله عليه وسلم: "وخيركم من يبدأ بالسلام" وبعد الاستغفار يجب قراءة ورد من القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن أن قيام الليل في ليلة النصف من شعبان من أفضل العبادات في هذه الليلة ولو بجزء يسير من القرآن الكريم حتى تحصل على الأجر وقد تكون ممن استجاب لهم الله الدعاء.