من نجيب الريحاني لـ«أشرف عبد الباقي»
بالأسماء.. قصة نجاح رواد المسرح المصري على مر العصور
من ينجح في التمثيل بالمسرح، يستطيع أن يفعل ذلك في السينما والتلفزيون بكل قوة، إلا أن العكس ليس صحيحًا؛ فـ الوقوف على خشبة المسرح ليست بالخطوة الهينة، فهو من أصعب الفنون التي يمكن لأي ممثل أن يعمل فيها، خاصة أنه يحتاج إلى روح ومشاعر ومعنى، ويتطلب إدخال المشاهدين في التجربة التي يقدمها الممثل بكل ما فيها، وإلا ستكون ردود الفعل أمامه، محبطة.
وعلى الرغم من صعوبة الأمر، إلا أن هناك فنانين استطاعوا أن يكونوا عباقرة في تاريخ المسرح، قديمًا وحديثًا، وخلدوا أسمائهم وأعمالهم، حتى بعد مرور سنوات طويلة على رحيل غالبيتهم.
كان الفنان محمد صبحي هو الأحدث؛ إذ وقعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، برئاسة حسن عبدالله، مؤخرًا، بروتوكول تعاون معه، لإنتاج عدد من الأعمال المسرحية، ويتضمن المشروع اكتشاف مواهب جديدة في التمثيل، وتدريبهم، على أن تكون هذه المسرحيات من إنتاج الشركة.
محمد صبحي أسس «مدينة سنبل»:
وقبل ذلك، افتتح محمد صبحي عام 2017، مسرح «مدينة سنبل للفنون والزهور»، التي بدأ في إنشائها منذ عام 1994، وتضم «مسرح كبير مكشوف، وبلاتوهات للتصوير، ومتحف ضخم يوثق للفن في مصر منذ عام 1840 حتى الآن، ومدرسة لتعليم أطفال الشوارع والأيتام كافة الفنون الموسيقية والتعليم الأساسي»، كما أكد على أنه لم يقترض مليمًا واحدًا لتأسيس هذه المدينة، وأنها لا تقم على أي تبرعات.
أشرف عبد الباقي صاحب «مسرح مصر»:
وفي سياق متصل، قدم أشرف عبد الباقي تجربة مميزة في عالم «أبو الفنون»، وهي «مسرح مصر»، والذي أخرج للجمهور قطاعًا عريضًا من النجوم الموهوبين، منهم: «حمدي الميرغني، وعلي ربيع، ومحمد أسامة أوس أوس، ومحمد عبد الرحمن توتة، وإسراء عبد الفتاح، وويزو، ومصطفى خاطر، ومحمد أنور، وإبرام سمير، وكريم عفيفي، وسارة درزاوي»، وغيرهم.
ومنح «عبد الباقي» فرصة حقيقية لفرقته المسرحية، التي كانت تحمل في البداية اسم «تياترو مصر»، وفتح بوابة النجومية والشهرة على مصرعيها أمامهم، حتى تمكنوا، بفضل موهبتهم ومساعدته، من الانطلاق سريعًا في السينما والتلفزيون، وأصبحوا من أقوى نجوم الكوميديا في مصر.
وعلى خشبة مسرح «جراند نايل تاور» في منطقة «جاردن سيتي»، كانت أصوات ضحكات الجمهور تتعالى وتملأ المكان، إعجابًا بما يرونه، فـ كان «مسرح مصر» مختلفًا في أفكاره وطريقة عرضها، التي حققت نجاحًا كبيرًا وانتشارًا واسعًا منذ بدء تقديمها، عام 2014، حتى أصبحت هذه العروض الكوميدية الساخرة، واحدة من أنجح الأعمال التلفزيونية التي تم تقديمها خلال العشر سنوات الأخيرة، كما تمكنت من أن تتصدر قائمة الأعلى مشاهدة في مصر والدول العربية، عبر موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب».
أشرف عبد الباقي، قدم، أيضًا، قبل فترة قصيرة، مسرحية بالتعاون مع «الشركة المتحدة للإعلام» بطولة «ذوي الهمم»، بعنوان «كنز الدنيا»، وهي الأولى من نوعها، وشهدت إقبالًا جماهيريًا كثيفًا طوال أيام عرضها.
المسرحية تدور أحداثها في إطار اجتماعي كوميدي، حول نظرة المجتمع إلى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ومدى قدرتهم ونجاحهم في تحقيق أحلامهم في كل المجالات، وذلك من خلال أسرة بسيطة، تنتمي للطبقة المتوسطة، وتكتشف أن مولودها من أصحاب متلازمة داون.
خروج الجثمان من المسرح والدفن بالساحل الشمالي.. تفاصيل أغرب وصايا لـ«نجوم الفن» قبل وفاتهم
وبالعودة إلى الوراء، والنظر في تاريخ المسرح، نجد أن هناك مجموعة من الأسماء، للذين لعبوا دورًا هامًا في إرساء قواعد الفن المسرحي، غير مكتفين بنجاحهم الشخصي فقط في التمثيل على خشبة المسرح، لكنهم استطاعوا إثراء المسرح وترك بصمة قوية به، لم تنسى حتى الآن، وجعلوا أسمائهم «أيقونات» عالقة بالأذهان إلى يومنا هذا.
نجيب الريحاني حرر «أبو الفنون» من محاكاة الغرب:
الفنان نجيب الريحاني، والذي نجح في تحرير المسرح المصري من تقليد وسيطرة الأفكار الأوروبية، وربطه بالواقع وبالحياة اليومية في المجتمع المصري البسيط، فـ كان هو أول من أدخل فكرة مزج الكلمات العامية بالكلمات الفصحى، وكان يقول إنه يسعى إلى تقديم أعمال مسرحية يفهمها العامل والفلاح، وليس صفوة الشعب، حتى أصبح «زعيم المسرح الفكاهي».
ليس ذلك فحسب، بل أنه ساهم في تطوير المسرح، واعتمد على تقليل مساحة الرقص والغناء لصالح الكوميديا، وهو ما لم يكن موجودًا قبل ذلك، بجانب تأسيسه «فرقة الريحاني»، التي قدم من خلالها «اسكتشات» خفيفة، تعرض بين فواصل المسرحية الأساسية، وصل عددهم إلى 33 عملًا، حتى اعتزل المسرح عام 1946، وتفرغ للسينما.
توفيق الحكيم أنشأ «المسرح الذهني»:
أما الفنان توفيق الحكيم؛ فـ أسس ما عُرف بـ«المسرح الذهني»، وكان يعتمد بشكل أكبر على خيال المشاهد، كما كان يستمد موضوعاته من التراث المصري القديم عبر عصوره المختلفة، وشخصياته من الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي المعاصر.
جورج أبيض أدخل التعريب للمسرح:
وعلى الرغم من كون المسرحي جورج أبيض، لبناني الجنسية، إلا أنه قدم للمسرح المصري ما لا يمكن إغفاله أبدًا، حتى أن الفنان زكي طليمات كان يلقبه بـ«الأستاذ الأول في المسرح العربي»، خاصة أنه قام بتعريب عدد هائل من الأعمال المسرحية الفرنسية إلى اللغة العربية، وقدمها على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية، كما قدم مسرحيات باللغة الفرنسية، بمساعدة فرقته، التي حملت اسمه، وضمت فنانين فرنسيين.
وفي عام 1935، وبمساعدة الحكومة المصرية، أنشأ «أبيض» فرقة جديدة بعنوان «الفرقة القومية المصرية»، وقدم من خلالها مع زوجته «دولت»، عددًا من المسرحيات، حتى منحه الملك فاروق رتبة «البكوية» من الدرجة الأولى، وذلك لجهوده الكبيرة في النهوض بفن المسرح في مصر.
يوسف وهبي استمد إبداعه من الأدب الأجنبي:
فيما استطاع الفنان يوسف وهبي أن يقدم إبداعات مسرحية متنوعة من الأدب الفرنسي والإيطالي والإنجليزي، ليكون «عميد المسرح العربي» بلا منازع، كما كان حريصًا على عرض مسرحياته الدرامية على شاشة التلفزيون، حتى تبقى خالدة للأجيال من بعده.
علي الكسار «زعيم المسرح الكوميدي»:
كذلك قدم الفنان علي الكسار ما يقرب من 200 أوبريت غنائي على خشبة المسرح، ليصبح «رائد المسرح الكوميدي الفكاهي»، ومن خلال شخصيته الشهيرة «عثمان» نجح في أن يقدم نموذجًا رائعًا للبطل الشعبي، فضلًا عن أنه كان يجوب بفرقته المسرحية، الكثير من محافظات الوجه البحري والقبلي والدول العربية الشقيقة، ويعرض أعماله هناك.
أحمد شوقي ابتكر الشعر المسرحي:
من جانبه، يعد الشاعر أحمد شوقي من رواد المسرح العربي؛ فـ هو أول من ابتكر الشعر المسرحي، وقام بتأليف العديد من المسرحيات الشعرية، ومنها: «وفاة كليوبترا، وإنترا».
سميحة أيوب.. أسرار صادمة عن 4 زيجات في حياة «سيدة المسرح العربي»