على جمعة يوضح آداب زيارة المسلم للمقابر
هل هناك محاذير شرعية عند زيارة المقابر؟" سؤال أجاب عنه على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء،.
وأكد على جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم سن للمسلمين زيارة القبور وقال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر بالآخرة"، مضيفا أن مهمة الإنسان في زيارة القبور هو أن يتذكر الآخرة والموت وأن الدنيا فانية وأن نعرف أنه ينبغي ألا نتكالب عليها أو نفعل فيها الشر والمعصية، فكل هذه المعاني تأتي للإنسان عندما يتذكر العبد الموت أو يزور القبور، ومن ضمن هذه القبور الأضرحة التي من الله على أصحابها بأن جعلهم في مكان يكثر الناس لهم الدعاء.
وأوضح على جمعة، أن آداب الزيارة الشرعية أن يذهب المسلم إلى المقابر ويقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنتم السابقون ونحن اللاحقون بكم إن شاء الله تعالى، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده وأغفر لنا وله، وقال جمعة إن الدعاء أيضًا يشمل وهبة الثواب، فيقول صلى الله عليه وسلم: " إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، والولد يعني الخلف، فقد تكون بنت أو زوجة أو أب ابنه مات، وقد يكون أناسًا العلاقة بينهم علاقة العالم والمتعلم، فالعلم رحم بين أهله، ففي عالم الغيب والأرواح يحتاج المتوفى هذا الدعاء ويجده كهدية تدخل عليه.
"كل الأعمال تصل للميت"
وتابع على جمعة: قد يصلي العبد ركعتين ثم يدعو يارب هب ثواب ما صليت لأبي ولأمي ولسيدنا الحسين، ون من الجائز أيضًا أن يقرأ الزائر ما تيسر من القرآن، الفاتحة، أو قل هو الله أحد 12 مرة، لأن كل ثلاث مرات بختمة فهي تعدل ثلث القرآن، ثم يهب الثواب للمتوفي.
"كلام مضحك"
ورد على جمعة على من يقول أن زيارة الأضرحة والتمسح في المقابر محرمة وأنها قد تدفعهم للشرك بالله كما كان في الجاهلية اتخذوا هذه الأشياء وسيلة للقرب من الله ثم أصبحوا يعبدونها، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى أكد أن أمة الإسلام منع الشرك فيها، إذ قال رسول الله صلى عليه وسلم: " إنَّ الشَّيطانَ قَد يَئسَ أن يُعبَدَ بأرضِكُم"، وقال جمعة أن التمسح بالضريح هو محبة لصاحبه، كأنه يريد أن يحتضنه، واستشهد جمعة بقول الشاعر: أمر بالديار ديار ليلى..أقبل ذا الجدار وذا الجدارا..وما حب الديار شغفن قلبي..ولكن حب من سكن الديارا
وأشار على جمعة إلى أن العرب كانوا يقبلون الرواحل، ولا علاقة لهذا بالشرك، فكان سيدنا عطاء بن أبي رباح حين يدخل المسجد يقبل منبر النبي صلى الله عليه وسلم، وحين رآه الإمام مالك لم يفهم ما فعله، ولكنه قال بعد ذلك: " مت على عطاء، فاتني رأيته يقبل الحادث ثم خرج أن ذلك له مذهب"، أي أن مذهبه هكذا.