الأزمة الأوكرانية تعمق الخلافات بين الصين وأمريكا..هل تستسلم بكين؟.. تفاصيل
زادت الأزمة الأوكرانية من حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، حيث تتهم واشنطن بكين بدعم روسيا في حربها في أوكرانيا، فيما تنفي بكين هذه الاتهامات وترفض الالتزام بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والغرب على روسيا، وتؤكد على وقوفها على الحياد في هذه الأزمة، فيما يتحدث الكثير من الخبراء عن أن الصين تراقب ما يحدث في أوكرانيا عن كثب من أجل تكرار هذا النموذج في تايوان.
وأثارت المواقف الصينية في هذه الأزمة، استياء الولايات المتحدة، لا سيما عقب التقارير التي تحدثت عن أن موسكو طلبت مساعدة عسكرية من بكين.
بلينكن: على الصين استخدام نفوذها الدولي للضغط على الكرملين
أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بأن الولايات المتحدة "ستتخذ إجراءات" إذا ثبت أن الصين تدعم تصرفات روسيا في أوكرانيا.
وقال بلينكن، إن البيت الأبيض لن يتردد في فرض "تكاليف" على الصين إذا استمرت في الدفاع عن أفعال فلاديمير بوتين محذرًا من أن بلاده قلقة من أن بكين تفكر "مباشرة في مساعدة روسيا بمعدات عسكرية لاستخدامها في أوكرانيا".
وأضاف بلينكن، أنه على الصين استخدام نفوذها الدولي للضغط على الكرملين، واصفًا بكين بأنها تحاول تصوير نفسها على أنها دولة محايدة.
وتابع بلينكن أنه سيوضح للحكومة الصينية أنها "ستتحمل مسؤولية أي إجراءات تتخذها دعما للعدوان الروسي".
وشدد بلينكن على أن الصين "تتحمل المسئولية في استخدام نفوذها لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيقاف الحرب في أوكرانيا".
وقال بلينكن إنه "بدلًا من ذلك، يبدو أن الصين تتحرك في الاتجاه المعاكس من خلال رفض إدانة هذا العدوان بينما تسعى إلى تصوير نفسها على أنها حكم محايد".
محاولات الولايات المتحدة للضغط على الصين "غير مجدية"
قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، إن بلاده تتبع موقفا مستقلا وغير منحاز بشأن الصراع الدائر في أوكرانيا، وإن محاولات الولايات المتحدة للضغط على الصين "غير مجدية".
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في إفادة صحفية، أن الصين تتمسك بموقف مستقل بشأن الأزمة الأوكرانية، وقال: "تتخذ بكين موقفا موضوعيا وعادلا، وستسترشد بأحكامها المستقلة". وأشار إلى أن الصين تحترم مخاوف كل من أصحاب المصلحة المعنيين بالوضع الصعب في أوكرانيا.
ولفت المتحدث إلى أن محاولات السلطات الأمريكية للضغط على الصين بشأن أوكرانيا هي محاولات غير مسؤولة وعديمة الجدوى ولن تتمكن من تغيير موقف القيادة الصينية: "يحاول الجانب الأمريكي تشويه سمعة جمهورية الصين الشعبية والضغط علينا.. هذا غير مسؤول للغاية ولن يساعد في حل المشكلة بأي شكل من الأشكال. نحن ضد هذا ولا يمكننا بشكل قاطع تحمل مثل هذا الموقف للولايات المتحدة".
كما شدد تشاو ليجيان على أن البعض في الولايات المتحدة "يواصلون نشر معلومات كاذبة والافتراء والضغط على الصين، وهو سلوك غير مسؤول للغاية ولا يؤدي إلى حل الأزمة".
السعودية تدرس قبول «اليوان» في مبيعات النفط للصين بدلا من الدولار
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن السعودية، التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، تدرس قبول اليوان الصيني بدلا من الدولار في مبيعات النفط للصين.
وقالت مصادر مطلعة إن المملكة العربية السعودية تجري محادثات نشطة مع بكين لتسعير بعض مبيعاتها النفطية إلى الصين باليوان، وهي خطوة من شأنها أن تقلل من هيمنة الدولار على سوق النفط العالمية وتمثل تحولا آخر من قبل أكبر مصدر خام إلى آسيا في العالم.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعة أن المحادثات مع الصين بشأن عقود النفط المسعرة باليوان توقفت منذ 6 سنوات، لكنها تسارعت هذا العام حيث أصبح السعوديون غير راضين بشكل متزايد عن الالتزامات الأمنية الأمريكية للدفاع عن المملكة.
ووفقا لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" فإن السعودية تتطلع إلى الحصول على دعم من الولايات المتحدة بشأن تدخلها في اليمن.
وتشتري الصين أكثر من 25% من النفط الذي تصدره السعودية. وإذا تم تسعيرها باليوان، فإن هذه المبيعات ستعزز مكانة العملة الصينية، وذلك حسب «بلومبرج».
ووصف مسؤول أمريكي كبير فكرة بيع السعوديين للنفط إلى الصين باليوان بأنها «غير مرجحة للغاية»، مشيرًا إلى أن السعوديين طرحوا الفكرة في الماضي عندما كان هناك توتر بين واشنطن والرياض.
وقال المسؤول لصحيفة «وول ستريت جورنال» نقلتها وكالة سبوتنيك، الروسية، «إن تحويل ملايين براميل النفط من الدولار إلى اليوان كل يوم يمكن أن يضر الاقتصاد السعودي، والذي ترتبط عملته الريال بالدولار الأمريكي.
بكين تتابع الأزمة الأوكرانية بتركيز كبير وأعينها على تايوان
ولفت تحليل نشرته شبكة (CNN) الإخبارية الأمريكية، إلى أن بكين تتابع الأزمة الأوكرانية بتركيز كبير، وأعينها على تايوان، حيث يسعى الحزب الشيوعي الصيني إلى إعادة التوحيد في نهاية المطاف مع الجزيرة، ولم يستبعد القيام بذلك بالقوة. يأتي ذلك بينما تتابع تايوان الأزمة الأوكرانية، وتشعر بالتعاطف مع كييف، حيث قالت رئيسة تايوان تساي إنغ ون، إن بلادها يمكن أن تتعاطف مع الوضع في أوكرانيا، بالنظر إلى تجربتها مع «التهديدات العسكرية والترهيب من الصين».
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قد أعلن السبت أن «تداعيات ما يجري في أوكرانيا سيكون مسموعة في تايوان»، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زيارة له إلى أستراليا خلال شهر فبراير الجاري، «هناك أطراف أخرى تراقب رد فعل الغرب تجاه روسيا خلال الأزمة مع أوكرانيا».
ولفت التقرير إلى زيادة المخاوف خلال السنوات الأخيرة، من قيام الصين تحت قيادة زعيمها شي جين بينغ، بخطوة جريئة بضم تايوان، ولذا فمن المرجح أن تكون بكين تراقب عن كثب، الموقف في أوكرانيا، وردود الأفعال الغربية تجاه روسيا، لاستخلاص ما يمكنها من خبرات، في حالة قيامها بأي إجراءات مستقبلة بشأن تايوان.
وقارن التقرير ما بين الوضع في أوكرانيا، والحالة في تايوان، ونقل عن زميل الأبحاث في مركز فيربانك للدراسات الصينية بجامعة هارفارد، ليف ناتشمان، قوله «طريقة تعامل الولايات المتحدة مع الأزمة الأوكرانية، لن تكون بالضرورة هي نفس طريقة تعاملها في الحالة التايوانية، لأن واشنطن لديها علاقات قوية مع تايوان منذ عقود، وهذا يختلف عن المسؤولية التي تتعامل بها واشنطن مع أوكرانيا، أو الناتو أو الاتحاد الأوروبي». وأضاف قائلا «بكين تراقب الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، لترى كيف سيكون رد فعل الغرب، وهو ما تريد بكين معرفته، لتضعه في حساباتها الجيوسياسية.. وتايوان تفوق أوكرانيا». وعبر الخبراء عن رفضهم لفكرة أن تركيز الولايات المتحدة على الأزمة الأوكرانية، قد يكون فرصة للصين للقيام بتحرك ما ضد تايوان، رغم المخاوف من ذلك، خاصة في ظل التقارب المتزايد الروسي – الصيني.
وأشار التقرير إلى الأوضاع الصينية السياسية الداخلية، حيث من المقرر عقد المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني في شهر أكتوبر المقبل، وسط تكهنات بإعادة انتخاب الرئيس بينغ لفترة رئاسية ثالثة. ونقل التقرير عن مدير المعهد الصيني في جامعة لندن، ستيف تسانغ، قوله «ارتكاب بكين لمغامرة عسكرية، ربما قد لا تنجح، لن تفيد بينغ كثيرا لفترة ولايته الثالثة، والفشل يمكن أن يعرقلها».
ومن أوجه الخلاف بين الوضع في أوكرانيا، والحالة التايوانية، أن العلاقات الأمريكية- الصينية، تعد مختلفة عن علاقات واشنطن مع موسكو، فقد نقل التقرير عن المحاضر بمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، ديفيد ساكس، قوله «الصين هي أكبر منافس للولايات المتحدة، على المدى الطويل، والدولة الوحيدة التي يمكنها تحدي المصالح الأمريكية، في جميع أنحاء العالم».
وأضاف قائلا «إذا تمكنت الصين من السيطرة على تايوان، فإن ذلك سيساعدها، أكثر من أي شيء آخر، في تأسيس هيمنة إقليمية، ويفهم القادة الصينيون تلك النقطة، وحجم المخاطر التي قد تقع على أمريكا بضم تايوان، ولذلك يدركون أن رد فعل واشنطن سيكون مختلفا بشأن ضم تايوان، مقارنة بالوضع في أوكرانيا».
أسرع طريقة لتحفيز الصين على غزو تايوان هو الفشل في التعامل بحزم مع غزو بوتين لأوكرانيا
ويقول الباحث الأميركي ويس ميتشل، المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا وأوراسيا، في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأميركية، إن أسرع طريقة لتحفيز الرئيس الصيني شي جين بينغ على غزو تايوان تتلخص في الفشل في التعامل بحزم مع غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا.
وتابع: «إذا تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من إلحاق ما يكفي من الألم ببوتين بسبب مقامرته في أوكرانيا، فمن المرجح أن يستنتج شي أن تايوان لا تستحق المخاطرة التي قد تنطوي عليها، في المستقبل المنظور على الأقل».
ويضيف ميتشل أنه «قد يبدو هذا غير منطقي لأن كل جهد تبذله الولايات المتحدة تجاه أوروبا يبدو وكأنه جهد غير متاح لآسيا، ومن الناحية العسكرية، تحتاج الولايات المتحدة إلى التأكد من أنها تحتفظ بالقوة الكافية للتعامل بشكل حاسم مع الصين، إذا استغلت الحرب الأوكرانية لاتخاذ خطوة بشأن تايوان».
وتابع: «في الأزمة الحالية، تراقب الصين عن كثب شيئين على وجه الخصوص؛ أولًا والأهم هو أن بكين ستراقب كيف سيكون أداء روسيا عسكريًا، وعلى غرار روسيا، أمضت الصين السنوات القليلة الماضية في تطبيق الدروس المستفادة من الهجمات العسكرية الأميركية في البلقان والعراق في تحديث جيشها».
وذكر الباحث: «أوكرانيا هي أول دليل على نتائج تلك الاستثمارات ضد خصم خطير. ومن خلال مساعدة الأوكرانيين على إلحاق تكاليف باهظة بالغزاة، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها إظهار المخاطر التي تواجهها حتى قوة كبيرة جدًا من صراع يطول أمده على الأراضي المعادية. ويمكن أن يحدث الشيء نفسه في تايوان».
وتابع: «ثانيًا، تراقب بكين كيف سيكون أداء روسيا اقتصاديًا. ومثل روسيا، تم تحذير الصين من أنها ستواجه عقوبات مشددة إذا حاولت غزو تايوان وإلى حد أكبر بكثير من الاقتصاد الروسي القائم على السلع، تتشابك الصين مع الاقتصاد العالمي وعرضة للاضطرابات في التدفقات المالية والتجارية، وإذا لم تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها من تحقيق تأثير حاسم من خلال فرض عقوبات على قوة اقتصادية من الدرجة الثانية مثل روسيا، فقد تستنتج الصين أن العقوبات ستكون أقل فاعلية ضد الصين».
وقال ميتشل: «إنه بهذا المعنى، كان الرئيس جو بايدن محقًا عندما قال، قبل الغزو: (القوى العظمى لا تخدع) وإذا كانت الولايات المتحدة ستهدد بفرض عقوبات كارثية على روسيا بسبب أوكرانيا، فمن الأفضل أن تكون كارثية بالفعل، لأن مصداقية النظام المالي الذي تقوده الولايات المتحدة لمعاقبة العدوان واسع النطاق على المحك. ولن تحصل الولايات المتحدة إلا على فرصة واحدة لإثبات هذه المصداقية وتتمثل هذه الفرصة في أوكرانيا».
وأكد أن «الخبر السار في كل هذا هو أن أوكرانيا أعطت الولايات المتحدة وحلفاءها نافذة مؤقتة وقابلة للغلق، للعمل بشكل حاسم وليس فقط التعامل مع الوضع في أوكرانيا ولكن أيضًا الدفع للعدول عن أي تحرك ضد تايوان من شأنه أن يتحول على الأرجح إلى أزمة مشتعلة عالميًا».
ويرى ميتشل أن «تأثير وحشية بوتين في تحفيز تقاسم الأعباء الأوروبية هو تغيير قواعد اللعبة بالنسبة للاستراتيجية العالمية للولايات المتحدة. ومع إنفاق ألمانيا في السنوات المقبلة على الدفاع أكثر من روسيا (110 مليارات دولار سنويًا مقابل 62 مليار دولار)، ستتمكن الولايات المتحدة من تركيز المزيد من قواتها التقليدية المتاحة على ردع الصين، كما تضع أوكرانيا حدًا خطيرًا لقدرة روسيا على شن الحرب على المدى القريب».
وتابع: «بغض النظر عن كيفية سير الحرب، فإن الجيش الروسي سيكون قد استنفد عددًا كبيرًا من ذخائره عالية الجودة، التي لا يمكن استبدالها بسهولة. وسوف يتعرض الاقتصاد الروسي أيضًا لانتكاسة لسنوات قادمة بسبب استنزاف رأس المال وفقدان الاستثمار، وبطبيعة الحال، ستظل روسيا تشكل تهديدًا خطيرًا، ولكنها ستحتاج إلى فترة من التعافي في اللحظة التي تصبح فيها أوروبا أكثر قدرة».
وقال الباحث: «كل هذا يعني أن اللحظة الحالية مهمة بشكل غير متناسب من منظور الاستراتيجية الأميركية، إن لحظة الخطر الأكبر على تايوان هي من الآن وحتى عندما تبدأ الجهود الدفاعية الأوروبية في أن تؤتي ثمارها، وهي فترة عدة سنوات، ولكن ليس إلى الأبد».
ويرى ميتشل أن «النظر إلى الوضع الحالي كنافذة استراتيجية ترتبط فيها الأوضاع الأوروبية والآسيوية يجب أن يوضح كيف نفكر في سياسة الولايات المتحدة، ويشير ذلك إلى أنه «من الصواب للولايات المتحدة وحلفائها ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط في أقرب وقت ممكن في الصراع، وهو عكس النهج المتدرج لإدارة بايدن».
وذكر أنه «يمكن للصين أن تستنتج بشكل معقول أنه في فترة زمنية مماثلة يمكنها تعزيز موقفها بشأن تايوان بينما تتعثر الولايات المتحدة وحلفاؤها في تقييم إرادة تايوان في المقاومة. وإذا كانت الولايات المتحدة ستفرض الآن عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، فسيكون من الأفضل بكثير القيام بذلك بالتعاون مع الأوروبيين، على الأقل للإثبات للصينيين أن واشنطن وحلفاءها على استعداد للقبول المشترك بألم الركود لوقف العدوان واسع النطاق».
وقال: «عسكريًا، ينطبق المنطق نفسه، إلى حد ما. ومن شأن استراتيجية التسلسل أن تجلب أكبر قدر ممكن من الضغط العسكري غير المباشر على بوتين، بعد أن بالغ في استخدام القوة. والشكل الأكثر فاعلية لهذا الضغط هو في أوكرانيا، عبر الأسلحة والاستخبارات الأميركية لإنهاك القدرات القتالية الروسية. وهناك أيضًا الكثير من الأسلحة التي يمكن للولايات المتحدة أن تضعها بشكل دائم في حلف شمال الأطلسي على الخطوط الأمامية دون إضعاف القوة العسكرية الأميركية في آسيا».
وأكد ميتشل أنه «يجب على الولايات المتحدة أن تتصرف بشكل حاسم الآن، ولكن بطرق لا تتعامل فقط مع الوقت الراهن فقط، وسيكون لدى واشنطن فرصة كبيرة لخلق تأثير في أوروبا من شأنه أن يساعد على تجنب الحرب في آسيا».
وقد حذرت السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، في تصريحات صحفية من إن "الشيء الوحيد الذي يجعل القضية الأوكرانية الروسية مهمة للغاية هو أن الصين تراقب ذلك؛ لأن هذه القضية ستحدد ما إذا كانت بكين تعتقد بأنها تستطيع المضي قدمًا في ضم تايوان.. لذلك فإن كل هذه الأمور تترابط معًا".