على جمعة يكشف سر تكرار النبي كلمة أمك ثلاث مرات
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الله تعالى أمَرَ عبادَهُ أمْرًا مَقْطوعًا بِهِ بأنْ لا يَعْبُدوا إلا إيَّاهُ، وأمَرَ بالإحسانِ للوالدينِ، والإحسانُ هوَ البِرُّ والإكرامُ.
واستشهد على جمعة عبر صفحته على «فيسبوك»، بقول اللهُ تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا» (سورة الإسراء: 23).
وأشار “جمعة” إلى أن بِرَّ الأمَّهاتِ أعظمُ ثَوابًا مِنْ بِرّ الآباءِ لِعَظيمِ فَضْلِ الأُمّ وما تَحَمَّلَتْهُ وقَدَّمَتْهُ لولدِهَا في سبيلِ تَرْبِيَتِهِ، مستشهدًا بقول رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمّا سأَلَهُ بعضُ الصحابةِ: «منْ أَحَقُّ الناسِ بِحُسْنِ صحابَتِي؟ قالَ: أمُّكَ. قالَ: ثمَّ مَنْ ؟ قالَ: أمُّكَ. قالَ: ثمَّ مَنْ ؟ قالَ: أمُّكَ. قالَ: ثمَّ مَنْ ؟ قالَ: أبوكَ».
وأوضح على جمعة، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خص الأم في الحديث السابق وكررها 3 مرات؛ لأن ما يعانيه الأب ظاهر للجميع من ذهابه للعمل وغير ذلك، أما الذي تعانيه الأم خفي لا يدركه إلا ابنتها حينما تكبر وتنجب الأطفال وتسهر على خدمة رضيعها، ومن أجل ذلك نبه النبي صلى الله عليه وسلم- على الأم ثلاث مرات، واكتفى بمرة واحدة في قبيل الأب؛ لأنه الأب كأنه لا يحتاج إلى التكرار، فكل ما يُدرك بالطبع يسكت عنه الشرع.
ولفت المفتي السابق، إلى أن الإسلام حضَّ الولد على طاعةِ والديه فيمَا لا معصيةَ فيهِ، وجعلَ اللهُ تعالى للمسلمِ الذي يُطيعُ والدَيْهِ فيما لا معصيةَ فيهِ أجْرًا عظيمًا في الآخرةِ، بلْ منَ الناسِ منْ أكْرَمَهُمُ اللهُ بأشياءَ في دنياهُمْ قبلَ آخِرَتِهِمْ بِسَبَبِ بِرّهِمْ لأُمّهِمْ.
الفرق بين الأحكام الشرعية في الإسلام
كما قال الدكتورعلي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الفتوى الإلكترونية تعني استخدام الأدوات الحديثة في استقبال وإرسال الفتوى، وبعدها يتم التطرق إلى مرحلة استخدام آلية الذكاء الاصطناعي في الفتوى.
وأضاف علي جمعة، خلال كلمته بالملتقى الفقهي الأول لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تحت عنوان "الفتوى الإلكترونية ودورها في التنمية المستدامة"، وذلك بمركز الأزهر للمؤتمرات بحضور لفيف من كبار علماء وفقهاء الأزهر الشريف، أنه في الذكاء الاصطناعي يتم تخزين كم هائل من المعلومات من أجل أن يجيب بطريقة آلية عن أي سؤال.
وأشار علي جمعة إلى أن العلماء والفقهاء عدوا مليونا و174 ألف فرق بين الأحكام الشرعية والفقهية الموجودة تحت أيديهم.
وأوضح علي جمعة أن من أراد التجديد فعليه أن يقتل التراث بحثا ودراسة وتدقيقا، حتى يفرق بين التجديد والتبديد، والحفاظ على تراث الأئمة والعلماء.
وذكرالدكتور علي جمعة أن أمر الفتوى يقوم على ثلاثة أركان، وهي إدراك النص من الكتاب والسنة أو نص اجتهادي من الفقهاء، والركن الثاني من الفتوى هو إدراك الواقع الذي يعيش فيه الناس، والركن الثالث هو تنزيل النص على الواقع بشكل صحيح.
بث مباشر للملتقى الفقهي الأول
ونشرت صفحة الأزهر الشريف، بثا مباشرا لفعاليات الملتقى الفقهي الأول، والذي بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بصوت الطالب الأزهري الشاب محمد الأعسر، والذي قرأ من سورة “النحل”.
ويُناقش المُلتقى عدة محاور أبرزها؛ "مدى إسهام الفتوى الإلكترونية في دعم جهود الدولة المصرية لتحقيق رؤيتها للتنمية المُستدامة 2030م"، و"تجديد الخطاب الإفتائي ودوره في التنمية المستدامة"، بالإضافة إلى "الفتوى الإلكترونية عند الجماعات المتطرفة وخطرها على التنمية المستدامة".
ويهدف الملتقى إلى دعم جهود الدولة المصرية في التنمية المستدامة، والتأصيل العلمي لدور الفتوى الإلكترونية في التنمية المستدامة، بجانب تقديم خُطط ورؤى وأفكار تتعلق بالخطاب الإفتائي بما يدعم أهداف التنمية المُستدامة.
كما يسعى الملتقى، المزمع عقده بصفة دورية (ربع سنوية)، لإصدار توصيات علمية دقيقة للعمل عليها بالتنسيق مع الجهات المعنية بشأن التنمية المُستدامة، من خلال البحث والاطلاع على أبرز الأفكار والرؤى في مجال التنمية، وتحليلها بشكل علمي يتوافق مع منهج الأزهر الشريف، للرّد على الأفكار المُنحرفة والمُتطرفة في مجال الفتوى والتي من شأنها عرقلة جهود التنمية.
وينعقد المُلتقى بحضور الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر الشريف، والدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والمشرف العام على مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، والدكتور سلامة داود، رئيس قطاع المعاهد بالأزهر الشريف، والدكتور حسن الصغير، أمين عام هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، والدكتور أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ولفيف من علماء وقيادات الأزهر الشريف.