4 حالات تدفع القيصر لاستخدام السلاح الفتاك.. متى يضغط بوتين على الزر النووي؟ وماذا سيكون رد فعل الناتو؟
متى يضغا بوتين على الزر النووي؟ سؤال طرحه الكثير من الخبراء، في ظل احتدام الصراع العسكري في أوكرانيا، والحديث عن تعثر القوات الروسية وفشلها في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف حتى الأن وتكبدها خسائر مادية وبشرية فادحة، وفي ظل الحصار الاقتصادي الذي ضربته الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على موسكو، وامداد أمريكا وحلفاؤها الجانب الأوكراني بالسلاح والمقاتلين الأجانب.
وفي ظل استمرار الغرب في تضييق الخناق على الرئيس الروسي، يزداد القلق في الأوساط الغربية من احتمال لجوء موسكو إلى استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا كخيار أخير.
فما مدى احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية في أوكرانيا، وهل يخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فعلا في استخدام السلاح النووي في الحرب على أوكرانيا، ومتى؟.
بوتين يكشف موعد استخدام السلاح النووي
عتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن قرار استخدام روسيا للسلاح النووي سيكون فقط في حالة الرد على أي عدوان تتعرض له البلاد. وقال بوتين: «إن قرار استخدام السلاح النووي سيكون بحالة الإنذار الصاروخي وبحالة اكتشاف صواريخ لديها مسارات لتسقط على أراضينا، وبهذه الحالة سنستخدم السلاح دون أي تفكير للرد على مصدر الصواريخ والأعداء. لا شك أن هذه الخطوة ستكون كارثة عالمية والبشرية ستتعرض للخطر، لكن كمواطن روسي ورئيس لهذه الدولة أطرح سؤالا على نفسي: لماذا نحن بحاجة لهذا العالم إن لم تبق روسيا موجودة؟».
البنتاجون: بوتين قد يستخدم السلاح النووي ضد الغرب
توصل تحليل حديث أجرته وكالة استخبارات الدفاع التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى أنه من المتوقع أن يلوح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتهديد باستخدام أسلحة نووية ضد الغرب حال استمرار المقاومة الأوكرانية الشرسة للغزو الروسي للبلاد، مما سيؤدي إلى استنزاف قوة الجيش الروسي ومعداته.
وقال مدير وكالة استخبارات الدفاع التابعة للكونجرس الليفتنانت الجنرال سكوت بيرييه في الدراسة التحليلية التي جاءت في 67 صفحة عن التهديدات العالمية: إن "يهدد الاحتلال الذي طال أمده لأجزاء من الأراضي الأوكرانية باستنزاف القوة البشرية العسكرية الروسية، وتقليل ترسانة أسلحتها الحديثة، في حين أن العقوبات الاقتصادية المترتبة على ذلك قد تدفع روسيا إلى كساد اقتصادي طويل الأمد، وعزلة دبلوماسية".
وأضاف بيرييه في إفادته خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي أمس الخميس، أن التحدي الأوكراني والعقوبات الاقتصادية سيهددان قدرة روسيا على إنتاج ذخائر حديثة ذات توجيه دقيق.
وتابع مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية قائلا إن هذه الحرب وتبعاتها تضعف ببطء القوة التقليدية الروسية، مشيرا إلى أن من المرجح أن تعتمد روسيا بشكل كبير على قوة الردع النووي لإعطاء إشارة للغرب وإظهار قوتها في الداخل والخارج.
إذا ما قررت روسيا مهاجمة أوكرانيا بأسلحة نووية فمن المرجح أن يرد الناتو
وتقول الدكتورة باتريشيا لويس مديرة برنامج الأمن الدولي بالمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) إن بوتين صور قراره بشأن القوات النووية على أنه رد فعل دفاعي على فرض العقوبات الاقتصادية على بلاده، ولكن في خارج روسيا ينظر إلى القرار بشكل عام على أنه طريق أمام روسيا لاستخدام أسلحتها النووية في هجوم مفاجىء.
وتقول الخبيرة في مجال الحد من التسلح في تحليل نشره معهد تشاتام هاوس إنه من المفترض إذا ما قررت روسيا استخدام الأسلحة النووية أن تفعل ذلك في هجومها على أوكرانيا، وليس مهاجمة أي دولة عضو في الناتو يؤدي إلى رد واسع النطاق من جانب الناتو.
وفي مثل هذا الهجوم من المرجح استخدام أسلحة نووية قصيرة المدى يعتقد أنه يوجد منها أكثر من ألف قطعة، حيث سيتم نقلها من المخزون وتوصيلها بالصواريخ أو وضعها في قاذفات قنابل، وكقذائف مدفعية.
وأوضحت لويس أن أي تحرك لتجهيز ونشر الأسلحة النووية الروسية سوف يكون مرصودًا ومراقبًا من جانب الأقمار الاصطناعية للولايات المتحدة وغيرها التي يمكنها الرصد في كل الأجواء رغم وجود سحب أو ظلام دامس. واعتمادًا على المعلومات الاستخباراتية والتحليلات الأخرى - وفي ظل فشل كل المحاولات الدبلوماسية لإقناع روسيا بالعدول عن تصرفها - قد تقرر دول الناتو التدخل لمنع إطلاق تلك الأسلحة بمختلف الوسائل.
وتوضح لويس أن هناك مخاطر هائلة مرتبطة بهذا القرار، إذ إن أي هجوم قد يعجل بهجوم أسوأ للغاية من جانب روسيا ومن الممكن تصنيفه على أنه عدوان من الناتو وليس دفاعا وقائيًا. ومع ذلك، فإن عدم القيام بذلك سوف يترك أوكرانيا وغيرها من الدول عرضة لتفحيرات الأسلحة مع إمكانية مقتل مئات الآلاف، حسب الهدف.
وتضيف لويس إنه إذا ما قررت روسيا مهاجمة أوكرانيا بأسلحة نووية، فمن المرجح أن ترد دول الناتو على أساس أن تأثير الأسلحة النووية سوف يعبر الحدود ويؤثر على الدول المحيطة بأوكرانيا.
ويمكن أن يرد الناتو باستخدام الأسلحة التقليدية ضد المواقع الاستراتيجية الروسية، أو بالمثل باستخدام الأسلحة النووية حيث هناك عدة خيارات متاحة له. فالولايات المتحدة لديها حوالي 150 قنبلة جاذبية نووية B61 - موجودة في خمس من دول الناتو، هي بلجيكا، وألمانيا، وهولندا، وإيطاليا، وتركيا. كما أن لدى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا إمكانيات طويلة المدى بالنسبة للهجمات النووية تحت رعاية الناتو.
وقالت لويس في ختام تقريرها إن كل تلك السيناريوهات تعني الانجرار إلى حرب كبرى مع روسيا، لذلك فإن ميزة اتخاذ قرار بالعدول عن الانتقام بالأسلحة النووية - وتوضيح هذه الرسالة الآن - هي أن بوتين لا يستطيع تصوير الناتو على أنه يهدد روسيا بالأسلحة النووية.
ورأت أنه من الممكن دائمًا - رغم أنه أمر يفترض أنه غير محتمل بدرجة كبيرة - أن يقرر بوتين شن هجوم بصاروخ باليستي طويل المدى ضد الولايات المتحدة، لكنه يعرف - كما يعرف كل مسؤوليه- أن ذلك سيحتم الرد الأمريكي المدمر لا محالة.
ليس من المستحيل اتخاذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرارًا باستعمال السلاح النووي
ويقول الخبير العسكري والمحاضر في المدرسة العليا للدفاع السويدي، ماغنوس كريستيانسون، إنه ليس من المستحيل اتخاذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرارًا باستعمال السلاح النووي في غزوه لأوكرانيا عسكريا أمر ممكن العسكريين في اوروبا وأمريكا يضعوه على الطاولة.
وأضاف كريستيانسون إننا كعسكريين غربيين نعلم أن بوتين منحدر من مدرسة سياسية عسكرية ترى أن السلاح النووي ليس مجرد قوة رادعة إنما سلاح قابل للاستخدام في ظروف معينة ووقت محدد.
واكد كريستيانسون أن التفكير في وقت السلم يختلف عن التفكير في وقت الحرب، وكل ما يمكن أن ترفضه في حالة السلم سيكون ضمن خيارتك في وقت الحرب، روسيا دولة عظمى لن تسمح لنفسه بخسارة معركة أوكرانيا، والغرب الأوروبي الأمريكي لن يسمحوا لروسيا بالانتصار الكامل في أوكرانيا.
ويتوقع كريستيانسون، أن كل التوقعات ومن ضمنها استخدام السلاح النووي بشكل محدد وجزئي امر ممكن رغم صعوبة تصوره أو قبوله..ولكن نحن نتكلم عن حالة استخدام جزئية ومحددة وليس حرب نووية، فلدينا تجارب هورشيما ونكازكي في اليابان حيث تم قصفهم بقنابل ذرية أنهت الحرب بأقل ضرر نووي. ولدة الروس سلاج نووي بتأثير محدود سيكون خيارهم الأول في حالة قرروا استخدام الردع النووي
خبراء يستبعدون اقدام بوتين على استخدام السلاح النووي لأنه سيعرض روسيا لتبعات مخيفة
في المقابل يستبعد الكثير من الخبراء، خيار استخدام السلاح النووي من جانب بوتين، لأنه يعرّض روسيا لتبعات مخيفة.
ويقول الخبراء إن العقيدة العسكرية الروسية السارية التي تضمّنها المرسوم الذي أصدره بوتين في 2 يوليو (تموز) 2020 تحدد الحالات الأربع التالية لاستخدام الأسلحة النووية: وصول بيانات موثوقة عن إطلاق صواريخ باليستية ضد أراضي الاتحاد الروسي أو الدول الحليفة - استخدام أحد الخصوم أسلحة نووية أو أسلحة دمار شامل ضد أراضي الاتحاد الروسي أو أحد حلفائه - هجوم على البنى التحتية العسكرية أو الحكومية الأساسية في الاتحاد الروسي، وإصابة القدرة على الرد بالأسلحة النووية - اعتداء على الاتحاد الروسي بالأسلحة التقليدية يهدد وجود الدولة.