الدكتورة هبة جبر أستاذ العلاقات الدولية والتاريخية تكتب
مِن الحرب الروسية إلى الحرب البيولوجية وكورونا وأخواتها
منذ ست سنوات تقريبًا، حذر "بيل جيتس" صاحب ومؤسس شركة "ميكروسوفت" العالمية، أن العالم غير مستعد لمواجهة وباء قادم، سيجتاح العالم، وبالفعل انتشرت باقة من فيروسات الإنفلونزا تحمل عدة أسماء، وفى نهاية سنة 2019، تنبأ مرة ثانية بظهور فيروس قاتل، سوف يظهر في أسواق الصين، مُؤكدًا إن هذا الفيروس سوف ينتقل بسرعة إلى كل العالم، وتوقعات وتنبؤات "جيتس"، ظهرت في سلسلة وثائقية مصورة، صدرت على نتفليكس، حول ظهور فيروس ما في أحد أسواق الصين، بالفعل تحققت كل توقعات بيل جيتس، وما يتوقعه العالم من الحرب الروسية إلي الحرب البيولوجية وكورونا وأخواتها.
ومع بداية سنة 2020 وبِدء ظهور فيروس كورونا "كوفيد 19" وبدء إنتشاره، هل علينا "بيل جيتس" عبر وسائل الإعلام، ليحذر من خطورة فيروس كورونا، بقوله:إن كورونا فايروس خطير جدًا، وسوف ينتشر فى كل أنحاء العالم، وسوف يظهر بأشكال عديدة ومختلفة، ولن يستطيع أحد أن يوقفه، وهذا ما تحقق بالفعل. فمع إقتراب الربع الأخير من سنة 2020، بدأت كل وسائل الإعلام في كل مختلف دول العالم، الحديث عن ظهور الموجة الثانية، ليطل "بيل جيتس" علينا مرة ثالثة، ليبشر العالم إن الموجة الثانية من فيروس "كورونا"، سوف تنتشر بشكل أكبر، من الموجة الأولى، وهذا ما حدث بالفعل، وما سوف يشاهده العالم من الحرب الروسية إلى الحرب البيولوجية وكورونا وأخواتها.
ومع بداية سنة 2021، خرج علينا "بيل جيتس" فى تصريح جديد غريب جدًا، مؤكدًا أن هناك جائحة جديدة، من المرجح حدوثها بعد" 3 سنوات"، وإن البشرية ستكون محظوظة، لو تأخرت هذه الجائحة "10 سنوات"، وطبقًا لما جاء من تصريحات أو تسريبات بيل جيتس، سوف تصدق تنبؤاته.
وفى شهر أكتوبر الماضى، ظهر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم"، وقال حرفيًا: "حتى في الوقت الذي نحارب فيه هذا الوبا" كورونا"، علينا أن نتخذ العبرة، فهذا الوباء يعلمنا، بأن نحضر ونستعد لاستقبال وباء آخر، ومن المؤكد من الناحية البيولوجية، عند نقطة معينة، سيظهر فيروس جديد، ونحن لن نكون قادرين على احتوائه، وبإمكاننا أن نتخذ خطوات استباقية الأن، للتحضير لهذا الفيروس، ورصده والتعامل معه بسرعة عندما سيظهر"، هذا الكلام يؤكد أن هذه التصريحات، الهدف منها من خلال وسائل الإعلام المختلفة، تمهيد للرأى العام العالمى، وتهيئته لظهور سلالات جديدة، وأنواع مختلفة من الفيروسات، من شأنها خلق أزمة كبيرة فى العالم، وأن ظهور " كورونا" ما هو إلا مجرد بداية، أو "بروفة" للبشرية لما هو قادم علي مسرح الحياة.
ولم تنتهي تصريحات وتنبؤات "بيل جيتس" الملياردير الأمريكي، عن المستقبل القريب في العالم، مؤكدًا إن القادم سيكون أسوأ مما كان، وإنه فى المستقبل القريب، سيتم تنفيذ الهجمات الإرهابية، باستخدام أسلحة بيولوجية، وستصبح عواقبها أسوأ بكثير من جائحة فيروس "كورونا" المنتشرة حاليًا، ليس هذا فحسب، بل قدم النصح لدول العالم، بأنهم يجب عليهم إنفاق مبالغ ضخمة، على الأبحاث المتخصصة، في مجال "علم الأوبئة" لكي يستطيع البشر أن يتعاملوا مع الأمراض المعدية، التي قد تنتشر نتيجة "الإرهاب البيولوجي"، ونصح بيل جيتس، منظمة الصحة العالمية بضرورة النظر، في إنشاء مجموعة خاصة من العلماء، لكي تكون لديهم القدرة علي تطوير أساليب، وطرق التصدي للهجمات البيولوجية، وكذلك النجاح في القضاء على عواقبها، وكل ما جاء علي لسان بيل جيتس، ليس دربًا من الخيال، أو مجرد توقعات، أو تصريحات لشغل الرأي العام العالمي، ولكنها رسائل لمن يهمه الأمر.
ولكن هناك تساؤلات، ما هو الإساس الذي تم عليه البناء لتوقع تفشى جوائح مستقبلية، وتحديد تاريخ أو فترة زمنية بعينها؟ وتحديد وتوقع الوسيلة التي سوف ينتشر بها وهى "الإرهاب البيولوجى" أم أن "بيل جيتس مكشوف عنه الحجاب، ويقرأ الغيب؟ أم أن كل ما جاء في تصريحاته، ما هي إلا معلومات مسبقة حصل عليها وطُلب منه تسريبها، وبالفعل خلال الــ 10 سنوات السابقة، شاهد العالم بأم عينه" الإرهاب العابر للحدود"، وكيف نجح في إسقاط جيوش ودمر دول وشرد شعوب، وظهر أمام الجميع، كيف تمتلك كل هذه الجماعات والفرق الإرهابية السلاح؟ ولديها كل القدرات التدميرية، مم دعم لوجيستى، وتمويل مادى، وقدرات إعلامية، وتكنولوجيا إتصالات حديثة، وهذه الأسلحة لا تتوافر إلا لدول، وليس أي دول بل دول كبرى، مما يؤكد أن التمويل الذي يحصل عليه الإرهاب الموجه، أنه تمويل لا نهائى، بهدف تنفيذ مخططات بعينها، لمسح أسماء دول من خريطة العالم، ولكن أصبح المواطن البسيط قبل العالم ببواطن الأمور، يعلم ما يحدث حوله، وفهم الجميع أن هناك أيادى وجهات وأجهزة وشبكات مصالح، تتحكم في خيوط اللعبة، وتحرك الأحداث من خلف الستار، بعد أن أصبح عند المواطن القدرة على إستقراء المشهد السياسى، وقراءة ما يحدث من حوله، بعد أن شاهد الجميع أن الإرهاب يظهر بقرار، ويتم توجيهه بأوامر، ويختفى بضغطة زر، ثم يظهر مرة أخري بضغطة زر أخري.
والمثير للعجب، تصريحات صاحب ميكروسوفت العالمية، عن ظهور سلالات جديدة من الفيروسات، ويتوقع تنفيذ الهجمات الإرهابية مستقبلًا باستخدام أسلحة بيولوجية، فمن أين حصل الإرهابيين علي هذه التقنية الطبية، والتكنولوجية والمعامل المجهزة؟ لتطوير فيروسات تدعم حربهم البيولوجية، ومن يقوم بعملية التمويل؟ وهل تغيرت لغة التمويل وبعد أن كانت هذه الدول تمول الإرهاب بالرصاصة والمسدس والـRBG تحولت وسيلة التمويل لمواكبة لغة العصر والتكنولوجيا؟
والسؤال الأهم هو: لماذا خرجت هذه التصريحات فى هذا التوقيت بالذات؟ خاصةً بعد فضح جميع التنظيمات الراديكالية؟، وبعد أن فقدت كثيرًا من خطورتها وتأثيرها، وبدأ الإرهاب العالمى يندحر فى بقاع كثيرة، وهل هذه التصريحات لـ "بيل جيتس" رسالة تهديد صادرة من جهات بعينها، لمن يهمه الأمر؟ ورسالة لمن لا يسمع وينفذ الأوامر، فهذه الحرب أصبحت كارثية، وفى مواجهة عدو غير منظور، وإن تجربة فايروس كورونا كانت مجرد بيان عملي على المعلم.
إن ما نسمعه كل يوم عبر وسائل الإعلام، وتبادل الإتهامات الروسية لأمريكا وأوكرانيا، بنشر المعامل الجرثومية، يؤكد دخول العالم على أيام ستكون قاسية جدًا، وسيواجه مصاعب إقتصادية كبيرة، وغليان وشدة الصراع السياسى فى العالم، بعد الحديث عن موجات قادمة من الحروب البيولوجية، ولو تم ربط ذلك بأزمة المناخ والتغيرات المناخية، التي سوف تؤثر سلبيًا على الانتاج العالمى من المحاصيل الزراعية، وحدوث أزمة في الطاقة، فنستطيع أن نؤكد أن العالم داخل على "مفرمة" ستمحو الضعفاء من الوجود، ولو ربطنا كل هذا بالتاريخ الذي تم الإتفاق عليه عالميًا، لتحقيق التنمية المستدامة للعالم، نجد أن كل دول العالم أجمعت علي تقديم نفسها ورؤيتها وخططها، وإنها ستكون في أوج انتصارها وكمالها في عام 2030، وحتى المؤسسات الإقتصادية تتحدث عن تصنيفات الدول وترتيبها الإقتصادى فى عام 2030.
وللأمانة نستطيع القول وبكل ثقة، إن مصر كانت سباقة لجميع دول العالم بخطوات، في ملفات التنمية والتطوير، وأن الدولة المصرية كانت طول الوقت، تعد العدة لما هو آت، وهذا يفسر تكرار كلمات الرئيس السيسي، بقوله:"إحنا ماعندناش وقت، لازم نخلص بسرعة، مافيش وقت، التحديات كبيرة، ولازم نكون مستعدين"، ولهذا يجب علي كل مواطن، أن يعلم ويفهم جيدًا أنه "دقت ساعة العمل"
وبالفعل وجدنا أن الخطوات الاستباقية التي اتخذتها مصر، كانت كفيلة بحمايتنا لاحقًا بأقل الخسائر وأحسن النتائج، مثل ملفات: (غاز شرق المتوسط - ليبيا - إثيوبيا - كورونا - الصحة - التعليم - التسليح - البنية التحتية - الأمن الغذائى - البطالة والتكافل الإجتماعى - تنمية سيناء - المشروعات القومية).. وغيرها من الملفات التي تُنفذ بنجاح كبير ويتم تنفيذها بخطى ثابتة أبهرت العالم، ومثلما كانت مصر الدولة العربية الناجى الوحيد، من فخ ثورات الربيع العربي، فإنها ستواصل وبخطى ثابتة بالجمهورية الجديدة، كدولة العظمى بإذن الله، وتحقق خطة التنمية المستدامة2030، في الوقت الذي تتصارع فيه دول لمحو دول أخري من علي خريطة العالم، مستخدمة في ذلك كل أنواع الأسحلة المشروعة وغير المشروعة، حفظ الله مصر قيادةً وحكومةً وشعبًا من هذا الوباء.