هل نجح مسلسل بيت الشدة في تصوير الشدة المستنصرية؟
أصبحت الحلقة الأولى من مسلسل بيت الشدة، للمؤلف ناجي عبدالله، والمخرج وسام المدني، حديث الكثيرون في مصر، بعدما تحدثت عن بيت يدعى "بيت الشدة"، كان بؤرةً لخطف الناس وقتلهم، لأكل لحمهم، لسد رمق جوعهم، الذي تسببت فيه الشدة المستنصرية آنذاك.
إلى أى مدى جسد "بيت الشدة" الشدة المستنصرية؟
استعرضت الحلقة الأولى لجوء “فلك” وفاء عامر، إلى بيت الشدة، مصطحبة ابنها "سيف" محمد مهران، والذي كان يعاني من مرض نفسي، عجز الأطباء عن علاجه، فقررت أن تقوم بعمل سحر له، عله يشفى من مرضه.
وربط صناع مسلسل “بيت الشدة”، وبين اسم البيت، في إشارة منهم إلى أن هذا البيت كان يستخدمه الخاطفون في صيد فرائسهم من المارين بالشارع، بغرض أكل لحومهم.
الشدة المستنصرية.. سنين عجاف
ربما يعتقد البعض أن المخرج بالغ في الأمر وأنه من المستحيل أن يكون حدث ذلك في مصر، بل يعتقد البعض أن فكرة أكل البشر لحوك بعضهم، هو ضرب من ضروب الخيال، إلا أن الحقيقة ذكرت كُتب التاريخ، أنه حدث أبشع من ذلك أيام الشدة المستنصرية، التي ضربت مصر، أيام الخليفة المستنصر بالله.
وللكشف مدى بشاعة ما حدث أيام الشدة المستنصرية، وجب أن نشير إلى أن مصطلح "الشدة المستنصرية"، تم إطلاقه على مجاعة حدثت في مصر نتيجة جفاف مياه النيل، لسبع سنوات متواصلة، في عهد الخليفة الفاطمي، المستنصر بالله، وسُميت بـ "السنين العجاف"، تحديدًا في بدايات النصف الثاني من القرن الخامس الهجري من 1036- 1049هـ، وفقًا لما ذكره تقي الدين المقريزي، في كتابه المعنون بـ "إغاثة الأمة بكشف الغمة".
المصريون يأكلون لحوم بعضهم
كما صور المقريزي في كتابه، مدى بشاعة المجاعة التي حطت بسوادها الحالك على المصريين، لدرجة أنه عندما استولى الجوع على الناس أكلوا الكلاب الضالة وقطط الشوارع، ثم قام التجار بالاستيلاء على الكلاب وذبحها وبيع الكيلو منها بـ5 دنانير، فاضطر الناس لأكل بعضهم؛ فكانت طائفة تصعد بأعلى منازلها ومعها سُلَب، وحبال، متصلة بكلاليب فإذا مر أحد ألقوها عليه، ثم يقومون بتشريحه وأكل لحمه.
ولم يكن مؤلف مسلسل "بيت الشدة"، في منأى عن التاريخ بكل تفاصيله، يظهر ذلك في اختياره، اسم "أصلان الدرشابي"، فوفقًا لكتب التاريخ كان ذلك الاسم منتشرًا في تلك الفترة.