تعرف على الجذور اللغوية لاسم شهر رمضان
كشف الدكتور أحمد على عثمان أستاذ سيكولوجية الأديان ومؤسسة المؤسوعة الإنسانية،عن الجذور اللغوية لاسم شهر رمضان، ومن أطلق كلمة رمضان على الشهر الكريم.
وقال الدكتور عثمان إنه روي عن صاحب لسان العرب، عن مجاهد، أنه كان يكره أن يجمع رمضان إذ يجمع على وزن جمع المؤنث السالم وعلى أوزان جموع التكسير، فيقال رمضانات ورماضين وأرمضة وأرمضاء إلى آخره.
وروى صاحب اللسان عن مجاهد أنه قال: "بلغني أنه من أسماء الله عز وجل"، ويجوز أن اسمه مشتق من الرمض وهو المطر يأتي قبل الخريف فيجد الأرض حارة محترقة، لكن الرأي الراجح أنه مشتق من الرمضاء، وأنه كان يأتي من الرمضاء في كل سنة، لأن العرب قبل الإسلام كانوا يحسبون تاريخهم بسنة قمرية شمسية، فيضيفون تسعة أشهر كل أربع وعشرين سنة، أو يضيفون سبعة أشهر كل تسع عشرة سنة، أو يضيفون شهرا كل ثلاث سنوات حسب مواقع الشهور، ويغلب أن يكون هذا الحساب متبعا في مكة دون البادية ومن يسكنها من الأعراب، الذين لا يحسنون الحساب، لكنهم يتبعون فيه أهل مكة بجوار الكعبة، لأن شريعة الكعبة هي التي كانت تسن لهم تحريم القتال في شهور من السنة وإباحته في سائر الشهور".
ويقال: “إن أول من سماها بهذه الأسماء كلاب بن مرة من قريش وكان اسم رمضان في الجاهلية: الناتق أو الناطل من الناقة، الناتق أي كثيرة الولادة، أو من الناطل وهو كيل السوائل. ولكن يلاحظ أن الفلكيين يقولون: إن التسمية الجديدة للشهور وقعت في الخريف، وهو ليس شديد الحر”.
ويرى بعضهم أن اسم شهر رمضان مأخوذ من رمض الصائم، وهو حر جوفه من شدة العطش، أو لأنه يرمض الذنوب: أي يحرقها بالأعمال الصالحة من الإرماض وهو الإحراق، وقد جاء في الحديث الشريف: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
وأضاف الدكتور أحمد على عثمان: “قيل لأن القلوب تأخذ فيه من حرارة الموعظة والتفكر في أمر الآخرة، كما يأخذ الرمل والحجارة من حر الشمس، وقيل هو من رمضة النصل أرمضه رمضا، إذا دققته بين حجرين ليرق: سمي بذلك لأنه شهر مشقة يذكر الصائمين بما يقاسيه أهل النار فيها. وقيل: لأنهم كانوا يرمضون أسلحتهم فيه (يرققونها) ليحاربوا بها في شوال قبل دخول الأشهر الحرم".
رمضان شهر مقدس قبل الإسلام
وأضاف أستاذ سيكولوجية الأديان، أن رمضان كان شهرا مقدسا قبل الإسلام، وورد في اللغة الآرامية باسم "رمع" أي رمض، لأن الضاد العربية تقابلها العين الآرامية، ومازالت في عامية لبنان كلمة "رمعان" على وزن رمضان، وهو الرماد الممزوج بالحجر الصغير الذي يستدفئون به.
وبحث احد الفلكيين هذه المسألة في رسالته التي سماها " نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام " فرجح أن أهل مكة كانوا " يستعملون التاريخ القمري في مدة الخمسين سنة التي قبل الهجرة" وإنما كان أصحاب الحساب يتصرفون في التقديم والتأخير إن أرادوا الحرب في الأشهر الحرم أو أرادوا منعها في غير هذه الأشهر وفاقا لأهوائهم ومنافعهم.
ومن هنا كان تحريم الإسلام للنسيء، لأنهم يحلونه أو يحرمونه كما يشاءون، ولا يستقيم الأمر على هذا الحساب بعد فرض الصيام، والحج في أيام معلومات. ولم يفرض الصيام في شهر رمضان منذ قيام الدعوة الإسلامية، بل كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم في كل شهر ثلاثة أيام، ثم فرض صيام شهر رمضان كله في السنة الثانية من الهجرة. وتوفي الرسول الكريم صل الله عليه واله وسلم وقد صامه تسع مرات
وقد اختلف في اشتقاقه، فقيل: إنه من الرمض وهو شدة الحر، وقال ابن دريد: لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة أسموها بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق رمضان أيام رمض الحر وشدته فسمي به، ثم كثر استعمالها في الأهلة وإن لم توافق ذلك الزمان.