ارتفاع بقيمة 5 دولارات في أسعار البترول اليوم الثلاثاء
واصلت أسعار البترول مكاسبها اليوم الثلاثاء، بفعل احتمالية فرض عقوبات جديدة على روسيا، حيث تُخطط الولايات المتحدة وأوروبا لفرض عقوبات جديدة على روسيا على جرائم حرب مزعومة ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا، مما زاد من المخاوف بشأن تعطل الإمدادات، بينما توقفت المحادثات النووية الإيرانية.
هذا وتستمر الأسعار في الزخم الصعودي على المدى الطويل بسبب نقص الإمدادات وطلبات التحوط لمواجهة التضخم المرتفع، حيث قدرت شركة الاستشارات وود ماكنزي أن بإمكان أعضاء الاتحاد الأوروبي والاقتصادات المتقدمة بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية مبادلة نحو 650 ألف برميل يوميًا من الخام الروسي بدرجات وأحجام مماثلة تأتي من الشرق الأوسط وتشتريها عادة كلا من الصين والهند.
وسجل سعر خام برنت 109.36 دولارًا ارتفاعًا من 105.54 دولارًا أمس الاثنين، بينما سجل خام غرب تكساس 105.04 دولارًا، ارتفاعًا من 100 دولارًا، كما انخفض سعر خام أوبك من 107.74 دولارًا أمس إلى 104.9 دولارًا اليوم الثلاثاء.
وارتفع البترول إلى أعلى مستوى منذ العام 2008 في الربع الأول، حيث عطل الغزو الروسي الإمدادات في سوق ضيقة تواجه طلبًا متزايدًا وتضاؤل المخزونات.
وقد تحركت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالفعل لحظر النفط الروسي، وهناك زخم متزايد لشكل من أشكال الإجراءات المماثلة من الاتحاد الأوروبي، على الرغم من اعتماده على التدفقات بشكل أكبر.
الأزمة الأوكرانية الروسية
ومع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الثاني، تواجه روسيا مزاعم بقتل جنودها للمدنيين في بوتشا وبلدات أخرى، وهو اتهام تنفيه موسكو. وستقوض أي قيود جديدة تأثير السحب الهائل من الاحتياطيات الأميركية على سوق النفط الخام العالمية، والذي لجأت إليه أميركا في محاولة لترويض الأسعار وتخفيف العبء على المستهلكين وكبح التضخم.
من جهتها، ذكرت مجموعة جولدمان ساكس إن السوق من المحتمل أن تكون في عجز قدره 1.5 مليون برميل يوميًا في الأسابيع الأخيرة، مع وجود المخزونات عند أدنى مستوى لها في التاريخ الحديث على أساس معدل الطلب.
العديد من الشركات الغربية لا تأخذ الخام الروسي، على الرغم من أن الصادرات المخفضة تتجه إلى المشترين في آسيا بما في ذلك الصين والهند. ويوم الاثنين، عرضت شركة ترافيجورا غروب لتجارة السلع الأساسية بيع شحنة من درجة الأورال الروسية بخصم قياسي، لكن لم تكن هناك عطاءات للشحنة، وفق ما ذكرته "بلومبرج".
ضبابية في أسعار البترول
إلى ذلك، قال محمد الشطي، الخبير البترولي في تصريحات له، إن هناك ضبابية حول كل العوامل التي تحرك أسعار البترول سواء ارتفاعا أو هبوطا، مشيرًا إلى وجود ضبابية بالنسبة للسحب من المخزون الاحتياطي الاستراتيجي، بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية بشأن الملف النووي الإيراني.
وتابع: "أيضا تراوحت التقديرات حول نقص الإمدادات من روسيا بين المليوني برميل و7 ملايين برميل يوميا بينما اليوم نجد أن الإنتاج انخفض بواقع 400 ألف برميل فقط".
ولفت الشطي إلى أن تخلي أوروبا عن ورادات الطاقة الروسية سيستغرق مدة طويلة، موضحا أن المصادر من خارج روسيا تمثل بدائل مؤقتة وليس تغيرا جذريا.