بعد وصول مارين لوبان لجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الفرنسية.. التاريخ الأسود لـ«آل لوبان».. أسرة فاشية وعنصرية عريقة
اظهرت تقديرات تصدّر الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأحد بحصوله على ما بين 27،6 و29،7 بالمائة من الأصوات وتأهله إلى الدورة الثانية مع منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان التي نالت 23،5 إلى 24،7 بالمائة من الأصوات.
فمن هي مارين لوبان، التي أصبحت تهدد عرش الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون؟
أسرة فاشية عريقة
تنتمي مارين لوبن لأسرة فاشية فرنسية عريقة، تتخذ من العنصرية خطا لها، وتتوارثها جيلا بعد جيل، لتُلْهِمَ أفرادا وحكومات بخط أيديولوجي يتخذ من كراهية الأجانب الملوَّنين، من مسلمين وغيرهم، رأس ماله الثابت الذي لا يتغير رغم مرور السنين.
جون ماري لوبان.. المؤسس
ولد جون ماري لوبان في يوم 20 يونيو 1928،لأب يعمل في مجال الصيد البحري وأم خياطة من أسرة مزارعين.
التحق جون ماري، الذي عاش يتيما بعد وفاة أبيه وهو ابن 14 عاما، بالحركات اليمينية من سن صغيرة، وسرعان ما دفعته قوميته إلى التطوع في الجيش الفرنسي للقتال جنديا في حرب الهند الصينية (التي كانت خاضعة للاحتلال الفرنسي) سنة 1954. بعدها، عاد جون ماري لوبان إلى باريس، وتمكَّن من الدخول إلى البرلمان الفرنسي سنة 1956، لكنه بعد سنة واحدة فقط قرَّر حمل السلاح مجددا، وفي الجزائر هذه المرة، إذ انضم إلى فريق المظلات قبل أن يعود إلى فرنسا ويُكرِّس جهوده للمعارك السياسية.
تُشكِّل تلك الفترة مصدر فخر لجون ماري لوبان حتى اليوم، وهي إحدى دلائله القوية التي يستند إليها في خطابه القومي الذي يضع فرنسا فوق الجميع، ضاربا عرض الحائط بحقيقة أن فرنسا لم تكن في الجزائر إلا للاستعمار والسيطرة على البلاد، وأنها استعملت أساليب شائنة تُصنَّف اليوم جرائم حرب، وهي جرائم يبدو أن جون ماري شارك فيها أيضا.
في سنة 1984 أكَّدت جريدة "لوكانار أونشيني" تورُّط جون ماري في تعذيب الجزائريين، وفي سنة 2002 نشرت جريدة "لوموند" مجموعة شهادات لأشخاص أكَّدوا تورُّطه في تعذيب مجموعة من الجزائريين في منازلهم، منهم قضية شهيرة لمُقاوِم جزائري عُذِّب أمام زوجته وأبنائه الستة، لكن السياسي والجندي اليميني رفض هذه الاتهامات قائلا إنه عندما قال "نحن" تحدَّث عن فرنسا لا عن نفسه.
على مدار سنوات، شارك جون ماري لوبان في أكثر من استحقاق انتخابي بصفته مرشحا مستقلا، لكنه في سنة 1972 اتخذ خطوة جديدة نحو طرق أبواب الحزبية من بابها الكبير، عبر المشاركة في تأسيس حزب الجبهة الوطنية اليميني المُتطرِّف، مختارا شعلة بألوان علم فرنسا رمزا له، ومُستلهِما شعار الحزب الفاشي الإيطالي،ولم يكن مُستغرَبا مع ذلك أن الحزب ضمَّ عددا من المتعاطفين مع الجنرال "بيتان"، رجل النازيين أثناء احتلالهم فرنسا، وعددا من الحالمين النادمين على ضياع "الجزائر الفرنسية".
معروف بآرائه العنصرية والفاشية.
ويعرف عنه انتقاده للمنتخب الفرنسي الفائز بـ كأس العالم 1998 حيث قال: إنه من المخجل أن يمثل فرنسا أجانب مجنسون لا يحفظون المارسيلييز ( النشيد الوطني الفرنسي ) ولكن بعد فوز فرنسا في النهائي على البرازيل 3-0 بهدفين من الجزائري الأصل زين الدين زيدان والثالث من إيمانويل بوتي علقت صحيفة ليكيب الفرنسية متهكمة: فازت فرنسا بكأس العالم وخسر لوبان.
في شهر فبراير 2018، أعلن جان ماري لوبان الزعيم السابق لحزب الجبهة الوطنية (يمين متطرف) الفرنسي في مقابلة مع إذاعة "إر تي لي"، أنه كان سيمارس التعذيب في الجزائر "دون شك" لو طلب منه ذلك.
ورد لوبان لدى سؤاله في المقابلة حول ما إذا كان سيشارك في التعذيب لو طلب منه ذلك بالقول "دون شك"، مضيفا "كنت سأقوم بواجبي معطيا الأولوية للحفاظ على حياة طفلة بريئة وليس لقاتل يريد زرع قنبلة".
وأوضح مؤسس الجبهة الوطنية الذي أزاحته ابنته مارين من زعامة الحزب أن "التعليمات كانت بالقضاء بأي ثمن على التهديد الرهيب الناتج عن الإرهاب الذي أوقع مئات القتلى والجرحى والمشوهين والذي لا يتكلم عنه أحد".
وتابع لوبان "وتم استخدام بعض هذه الأساليب في إطار رصد شبكات زارعي القنابل، وهي تعتبر أكثر إنسانية من أن تتعرض طفلة صغيرة لبتر ساقيها" بانفجار عبوة.
ويري لوبان أنه لا مكان لغير الفرنسيين علي الأراضي الفرنسية وأنهم غير مرحب بهم، فانطلاقا من مطلع الخمسينيات يشن جان ماري لوبان معركة ضارية ضد الديجوليين وضد الشيوعيين رافعًا شعار فرنسا للفرنسيين.
أدين جان ماري لوبن مرات عدة من قبل بتهم إلقاء خطابات تنم عن الكراهية.
مارين لوبان
أسَّست العائلة حضورها القوي على ركيزتين أساسيتين؛ المال ثم الحزب. تمكَّن جون ماري لوبان من بسط نفوذه العائلي على حزبه، واستطاع جُلُّ أفراد العائلة العمل بطريقة أو أخرى مع الحزب أو داخله بمرتبات مرتفعة في غالب الأحيان، بداية من "فرانك جوفرا"، الزوج الأول لمارين لوبان وصاحب شركة الخدمات، مرورا بزوجها الثاني "لويس لوريو" الذي عمل سكرتيرا وطنيا للحزب في الانتخابات ومستشارا جهويا، قبل أن يتسلَّق صديق مارين الثالث "لويس أليوت" المراتب وصولا إلى منصب نائب الرئيس. أما "صامويل ماريشال"، زوج "يان لوبان"، ووالد ماريون ماريشال لوبان الحفيدة، فكان مديرا لشبيبة الجبهة الوطنية ثم مديرا للتواصل، في حين كان الزوج الأول لـ "ماري كارولين لوبان"، وهو "جون بيير جوندرون"، مسؤولا عن المظاهرات والمناسبات، وكان زوجها الثاني "فيليب أوليفيي" مندوبا عاما مساعدا داخل الحزب.
حرص جون ماري لوبان على حماية تركة العائلة وحقها التاريخي في الحزب، ولذا كان من الطبيعي أن يُعِدَّ إحدى بناته لخلافته، وقد وقع الاختيار على ماريون آن بيرين لوبان واسم شهرتها "مارين" لوبان. وقد قرَّرت الابنة الصغرى الاستعداد لخوض التجربة السياسية عبر دراسة القانون مثل أبيها، فالتحقت بجامعة "أسَّاس" بباريس، وتمكَّنت هناك من المزج بين التكوين العلمي ونسج العلاقات مع عدد من التنظيمات اليمينية المتطرفة مثل تنظيم "غيد" الفاشي.
وبعد إنهاء دراستها، توجَّهت مارين إلى المحاماة حيث عملت في مكتب محاماة تابع لأحد أعضاء الحزب ينشط أساسا في الدفاع عن النشطاء اليمينيين وأعضاء "غيد"، قبل أن تُعيَّن بعد ذلك براتب مرتفع مسؤولة عن الشؤون القانونية للحزب.
وفي مارس/آذار 1997، استعدَّ جون ماري لوبان لإيجاد مقعد لابنته في المجلس الوطني بالحزب، لكنه تفاجأ خلال التصويت بتيار جديد مُعارِض للعائلة بقيادة "برونو ميغري"، إذ حشد أنصار ميغري والراغبون بإنهاء سيطرة العائلة كتلة تصويتية رافضة لدخول مارين إلى المجلس الوطني، بيد أن والدها قرَّر في الأخير إدخالها بواسطة فيتو شخصي بعد إلغاء الانتخابات.
بدأت الابنة، التي استفادت من موقعها بصفتها مستشارة قانونية التضييق على تيار ميغري، ولم يتأخر الأب من جهته عن اتخاذ قرارات بطرد جميع قيادات الجبهة المعارضة للعائلة، وكان من بين الخارجين من الحزب "يان لوبان" التي فضَّلت هي وصديقها الالتحاق بجبهة ميغري، ما اعتبره جون ماري الأب خيانة من ابنته التي فضَّلت "عشيقها" على "أبيها" وفق تصريح له.
اقتربت الابنة الصغرى شيئا فشيئا من أبيها، ولعبت دورا محوريا في وصوله إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية سنة 2002، وقد حاولت مارين تجميل صورة حزب الجبهة الوطنية وجون ماري لوبان بعيدا عن مواقفه العنصرية والفاشية، لكن المهمة كانت صعبة، لا سيما وقد أخذ يحاصر نفسه بتصريحاته الفاشية التي رفضت مارين نفسها بعضا منها دون أن تُفصح عن ذلك في العلن.
ولكن بعد فشل مؤسِّس الجبهة الوطنية في الانتخابات الرئاسية سنة 2007، بدت بوادر نهاية عهد جون ماري لوبان جلية، وظهر للجميع أن تغيير قيادة الحزب اليميني الأشهر باتت مسألة وقت. وبالفعل أطاحت مارين سنة 2009 بـ "كارل لانغ"، مرشح الحزب بمنطقة الشمال، لتصبح مرشحة الحزب للانتخابات الأوروبية. ثم أتت الخطوة التالية وهي الإطاحة بـ "برونو غولنيش"، وهو أستاذ قانون كاثوليكي أصولي له مواقف معروفة في إنكار السردية اليهودية للحرب العالمية الثانية، وأحد حيتان الجبهة الوطنية المعروفين بولائهم لجون ماري لوبان.
في النهاية، انحاز الأب لخيارات ابنته لأسباب عائلية أولا، ثم لأسباب تتعلَّق بقدرتها على إعطاء نَفَس جديد للحزب، لتُنظَّم الانتخابات الداخلية، ثم تُعيَّن مارين لوبان رئيسة لحزب الجبهة الوطنية في 16 يناير/كانون الثاني 2011، ومن ثمَّ صارت مرشحة مرتقبة للانتخابات الرئاسية لسنة 2012. بدأت مارين لوبان محاولة "تجميل" الوجه الفاشي القبيح الذي أسَّسه والدها، فمنعت (14) مجموعات "حليقي الرؤوس" من المشاركة في فعاليات الحزب، واستبعدت عددا من القيادات بسبب تصريحات صُنِّفَت أنها "مُعادية للسامية" أو متعاطفة مع النازية. وسرعان ما شرعت مارين في تمرير رسالة مفادها أن "الحزب تغيَّر"، لكنها حافظت في الوقت نفسه على عدد من القيادات العنصرية بالقرب منها مثل "تيري مايار" و"فريديريك شاتيون"، الرئيس السابق لمجموعة الاتحاد للدفاع، وهي إحدى أخطر المجموعات الفاشية في فرنسا، ومؤسِّس موقع "آنفو سيري"، الذي يُعَدُّ بوقا لنشر البروباغاندا المساندة لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
أحاطت مارين لوبان نفسها أيضا بعدد من الهوياتيين الذي يعتبرون الإسلام العدو الأول للأمة الفرنسية، في حين حصلت على دعم مختلط من مجموعات مرتبطة بتيار اليمين المتطرف الإسرائيلي، جنبا إلى جنب مع مجموعات أخرى ترى في إسرائيل واليهود الخطر الحقيقي الذي يُهدِّد أوروبا. لكن مارين سعت إلى النأي بنفسها عن مشكلات أبيها مع اليهود لعدم رغبتها في مواجهة اتهامات "مُعاداة السامية"، ومن ثمَّ أشرفت شخصيا على طرد أبيها من الحزب سنة 2015 بعد أن صار تهديدا حقيقيا لمشروعها السياسي كما صرَّحت.
ماريون ماريشال
خلال السنوات القليلة الماضية، شنَّت مارين لوبان هجوما كبيرا على الجالية الإسلامية في فرنسا دفاعا عن علمانية الدولة، ويبدو أن رئيسة التجمع الوطني وجدت في العلمانية سلاحا مريحا في حربها على مظاهر الإسلام داخل المجتمع الفرنسي، رغم أن العلمانية كأيديولوجية كانت غريبة جدا عن الحزب، على الأقل حتى الثمانينيات من القرن الماضي. فلطالما كان الحزب مرتعا للأصوليين المسيحيين، حيث يضم عددا من القيادات الكاثوليكية داخل صفوفه، كما أن عددا من المظاهرات والتجمعات الحزبية التابعة له عادة ما انتهت بقُدَّاس تُتلى فيه الصلوات.
ورغم ذلك، لم تكن مارين لوبان تحب التركيز على الشق الديني في خطابها السياسي، لكنَّ فردا آخر في العائلة يتخذ من السردية الدينية ركيزة لمشروعه السياسي، وهي الحفيدة "ماريون ماريشال لوبان"، سيكون الرقم الصعب الجديد داخل التيار الفاشي الفرنسي.
تُعَدُّ ماريون ماريشال لوبان (التي تخلَّت بعد ذلك عن لقب لوبان) الوريثة الشرعية لفكر الجد جون ماري لوبان، فهي أكثر يمينية وتطرُّفا من خالتها مارين لوبان، وأكثر تشبُّثا بخط الجيل القديم من اليمينيين الفرنسيين. وكان أول ظهور لماريون ماريشال أثناء الحملة الانتخابية لجدها سنة 1992، حينما ظهرت صورتها على أحد الملصقات الانتخابية.
بعد نحو عقدين، تمكَّنت ماريون من الحصول على مقعد في البرلمان الفرنسي عن حزب الجبهة، ورغم التألق السياسي الذي رافقها، فإنها أعلنت خروجها من الساحة السياسية سنة 2017، رفضا منها لما تعرَّضت له نساء العائلة اللائي فُرِضَت عليهن السياسة حسب وصفها، رغم أن البعض رأى في انسحابها رغبة منها بعدم مزاحمة خالتها.
لكن حضور ماريون السياسي استمر بعيدا عن الممارسة الحزبية التقليدية. واليوم، تحمل الحفيدة مشروعا يمينيا متكاملا يهدف إلى توحيد اليمين، وهو ما ظهر جليا في المؤتمرات التي عقدتها لجمع الفرقاء اليمينيين كي يناقشوا أهم القضايا وعلى رأسها الإسلام، (19) لكن غالب هذه التجمعات سرعان ما تنقلب إلى منبر للخطابات الفاشية. لا تُفضِّل ماريون تصدُّر المشهد حاليا، لكنها لا تُخفي اختلافاتها مع مارين لوبان، ما جعلها أقرب في الفترة الأخيرة من إريك زمور، المرشح الذي تقول استطلاعات الرأي إنه ربما يُطيح بمارين لوبان، ويصعد إلى الدور الثاني لمنافسة إيمانويل ماكرون على قصر الإليزيه، وهو موقف يميل إليه جون ماري لوبان، الذي صرَّح في وقت سابق أنه سيدعم زمور ضد ابنته في الانتخابات الرئاسية إذا ما كان أقرب إلى تحقيق الانتصار.
في نهاية المطاف، يظل حلم أسرة لوبان برئاسة فرنسا منذ عقود عنصرا مركزيا في الساحة السياسية الفرنسية، ورغم أنها فشلت كثيرا مع الجد جون ماري لوبان، وتواصل الفشل حتى اللحظة مع الابنة مارين لوبان، التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من إنهاء مسيرتها السياسية دون تحقيق هدفها الأسمى، فإن الأمل يبقى مُعلَّقا على ماريون ماريشال لوبان، التي ربما تحمل لواء "آل لوبان" وتقود مسيرتهم الماراثونية نحو القصر الرئاسي خلال السنوات المقبلة.
تشارك مارين لوبان، زعيمة حزب "التجمع الوطني" (اليمين المتطرف) في الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة على التوالي. فبعدما حصلت في 2012 على 17،90 بالمائة من الأصوات، وعلى 33،90 بالمائة من الأصوات في الدورة الثانية في رئاسيات 2017، تعتقد لوبان أن دورها قد حان الآن لكي تتولى منصب رئيسة فرنسا في 2022. لكن تبدو المهمة صعبة خاصة مع احتمال دخول المرشح إيريك زمور في السباق حيث أصبح يستقطب فرنسيين يمينيين متطرفين اعتادوا على التصويت لصالح لوبان.
ولدت مارين لوبان في بلدية "نويي سور سين" الغنية في كنف عائلة تعشق السياسية. وانضمت إلى حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي كان يرأسه والدها جان ماري لوبان في سن 18.
في 1992، وبعد ما حصلت على شهادة جامعية في مجال القانون، باشرت عملها كمحامية في محكمة باريس، فيما حاولت في نفس الوقت المشاركة في انتخابات في الدائرة رقم 16 بباريس، لكن دون جدوى. فتوجب عليها الانتظار لغاية 1998 لكي تفوز لأول مرة في الانتخابات الجهوية بمنطقة "با دو كالي" كمستشارة. لكن تأثيرها المتزايد في الحزب في ذلك الوقت أغضب الكثيرين، إذ نددوا بسياسة المحسوبية والمحاباة التي كان يمارسها والدها. لكن رغم الانتقادات، لم يغير جان ماري لوبان موقفه واستمر في دعم ابنته مارين وهدد كل من ينتقدها بطرده من الحزب.
وذكرت في تجمع حزبي في انتخابات 2017 أن لها أصول مصرية، مشيرة إلى أن والدة جدتها كانت تدعى بولين، وهي قبطية ولدت في مصر.
وتمثل هدف مارين لوبان الخفي آنذاك في تسويق صورة جديدة لحزب "الجبهة الوطنية"، ونجحت في ذلك إلى حد ما إذ فازت بالانتخابات الأوروبية في 2004 و2009 قبل أن تخلف والدها على رأس الحزب في 2011.
شاركت في غمار الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى في 2012 وحصلت على 17.90 بالمائة من الأصوات في الجولة الأولى. في نفس السنة، أطلقت على الحزب اليميني المتطرف تسمية جديدة ليصبح حزب "التجمع الوطني". وفي 2017، شاركت للمرة الثانية في الانتخابات الرئاسية لكنها فشلت في الجولة الثانية أمام إيمانويل ماكرون بعد أن حصلت على 33.90 بالمائة من الأصوات مقابل 66.10 لصالح ماكرون.
ورغم الهزيمتين، لا تزال لوبان، وهي أم لثلاثة أبناء، تتمسك بأمل بالفوز وتخوض غمار الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة على التوالي.
ورغم عدائها للمهاجرين غير الشرعيين، فإن مارين لوبان سبق لها وأن دافعت عنهم عندما كانت محامية. لكن اليوم تغير تماما موقفها وأصبحت تدعو إلى غلق الحدود الفرنسية لمنع تسللهم.
وتصف لوبان نفسها بـ«طائر الفينيق» الذي ينهض من بين الركام، في إشارة إلى أن الخسائر المتتالية لا تثنيها عن مواصلة العمل بكل قوة صوب رئاسة فرنسا.
وفي وقت سابق دعت مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي إلى حظر ما وصفتها بـ«الأزياء الإسلاموية» في الفضاء العام، وكشفت المرشحة للرئاسة الفرنسية عن مقترح قانون حول منع «الإيديولوجيات الإسلاموية»، ويأتي ذلك في وقت تنظر فيه الجمعية العامة الفرنسية في مشروع قانون حول «الانعزالية» يستهدف خاصة الإسلام المتشدد.
واشنطن تخشى فوز مارين لوبان
كتبت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن الولايات المتحدة تخشى فوز مرشحة حزب التجمع الوطنى مارين لوبان فى الانتخابات الفرنسية.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين فى الإدارة الأمريكية لم تسمهم، أن فوز لوبان فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية، من وجهة نظر واشنطن، "قد يزعزع استقرار التحالف الغربى ضد موسكو".
وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض بدأ يخشى مخاوف من أن يحقق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قريبا أكبر انتصار له فى باريس.
وأضافت أن هناك قلقا متزايدا داخل إدارة الرئيس جو بايدن بشأن استطلاعات الرأى فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية التى تظهر تنافسا شديدا بين الرئيس الحالى إيمانويل ماكرون ومنافسته اليمينية مارين لوبان.
واشارت المجلة إلى أن فوز لوبان المحتمل قد يؤدى إلى زعزعة استقرار التحالف الغربى ضد موسكو، مما يقلب دور فرنسا كقوة أوروبية رائدة ويحتمل أن يعطى قادة الناتو الآخرين موقفا بشأن البقاء فى الحلف.
وبحسب المنشور، فإن الجانب الأمريكى يعتبر وصول لوبان إلى السلطة فى الواقع أكبر انتصار لروسيا على ساحة السياسة الخارجية بعد العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا.